بالتراضي بعيداً عن القهر " جهاز الأمن يمنع نشره "

كلام الناس
نور الدين مدني
بالتراضي بعيداً عن القهر
*رغم الهموم العامة والخاصة التى تحاصر الناس وتزيد معاناتهم اليومية سعياً لتلبية حاجاتهم الأساسية والضرورية تظل الهموم القومية الكبرى مصدر قلق عام لانها هي أيضاً تؤثر تأثيراً مباشراً على حياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم ومستقبلهم.
*لعل القارئ، يذكر أننا كتبنا عقب اعلان نتائج الإنتخابات أن الهم الاكبر في المرحلة المقبلة يتلخص في ضرورة الحفاظ على وحدة الوطن أرضاً وشعباً، ورغم ان حزب المؤتمر الوطني والقيادة السياسية والتنفيذية تحركوا متأخرين إلا أننا نحمد لهم هذه الخطوة فان زيارة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان محمد طه إلى الجنوب وما تم فيها من عمل مهم لانقاذ ما يمكن انقاذه مع شريكهم في الحكومة حزب الحركة الشعبية.
*كما أننا لسنا من أنصار القول بأنه لم يعد في الوقت متسع ولسنا من المتشائمين بنتائج الاستفتاء الذي ينبغي ان يتم في موعده وان تتوفر له كل ضمانات حيدته ونزاهته وان يترك الخيار لأهل الجنوب لكي يقرروا بكامل ارادتهم مستقبلهم اما بتعزيز الوحدة القائمة على هدى إتفاق السلام بكل استحقاقاته وشروطه السياسية والاقتصادية والإنسانية واما بالانفصال الذي نرى فيه مغامرة لهم وللسودان كله.
*لذلك فاننا نبارك كل مسعى سياسي يتم بين الحركة الشعبية والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتعزيز خيار السلام والوحدة ونرى في إتفاق الحركة الشعبية مع حزب الأمة القومي بقيادة الامام الصادق المهدي للعمل سوياً باستراتيجية واحدة لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل في إطار الاجماع الوطني خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح.
*صحيح ان اتفاق الشريكين مهم لدفع مسيرة السلام وتعزيز الوحدة ولكن ليس عبر قهر الآخرين في الشمال وفي الجنوب حتى وان كان الهدف استمرار وحدة الوطن وانما لابد من تأمين هذا الاتفاق بالاستمرار في تهيئة المناخ للحراك السياسي الديمقراطي في الشمال والجنوب وطرح أسباب الخلاف والمخاوف القائمة على طائلة الحوار لكسب المزيد من الوحدويين بالتي هي أحسن.
*لهذا ليس المطلوب فقط التوافق على نظام سياسي مقبول من شريكي السلام وحدهما وإنما لابد من التراضي على هذا النظام السياسي من كل المهمومين بالشأن السوداني في كل ربوع البلاد لكي يكون نظاماً سياسياً قائما على درجة من الإجماع الوطني بدلاً من استمرار المعالجات الجزئية التى لن تحقق السلام في دارفور ولن تجعل أهل الجنوب يختارون عند قيام الاستفتاء تعزيز وحدة الوطن.
*الفرصة مازالت مواتية لأهل السودان ان يأخذوا بزمام المبادرة في أيديهم لاستكمال مسيرة السلام خاصة في دارفور ولتعزيز وحدة الوطن أرضاً وشعباً.. بالتراضي وليس بالقهر.
اكيد من منع هذا المقال من النشر لايجبد القراءه ولا الكتابة
السلطة التي تهاب الاقلام لا تستحق الحياة ومكانها الطبيعي محكمة الجنايات الدولية
"قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان" و انتهى المولد بدون حمص و تبقى فقط إعلان دولة الجنوب رسمياً التي هي قائمة بالفعل الآن. و على الجميع عدم التفاؤل أكثر من اللازم حتى لا تحدث صدمة عند الانفصال. و لكن لدي سؤال: هل الوحدة هدف أم وسيلة لتحقيق غايات يستفيد منها الجميع؟ لأننا ظللنا متحدين على الأقل ظاهرياً لزمن طويل فماذا جنينا؟ أعتقد أن الحل ييمكن في وضع أسس واضحة للعلاقة سواءً كانت النتيجة وحدة أم انفصال. و الوحدة ليس كلها خير كما الانفصال كله ليس شر.