مقالات سياسية

 هبة كانت ولا زالت..!!

الاسلوب الدبلوماسي، ليس وسيلة تستخدمها الأمم كفن من فنون  التواصل والتفاوض في حل المشكلات الدولية، فقط إنما هو أيضاً وسيلة جيدة في حل المشاكل الاقتصادية والسيطرة عليها، والخطاب الاعلامي والسياسي له تأثير كبير على الواقع باعتباره واحداً من الطرق المعروفة التي تستخدمها الدول  لمعالجة العلل الاقتصادية التي تخشى أن تضر بصحة اقتصادها، حتى تتمكن من إنعاشه إن رأت انه ليس بخير، وبعد انتشار كورونا كان مجلس الشيوخ  الامريكي أقرها  من الحلول الاقتصادية  من بينها حزمة التحفيز الاقتصادي  لطمأنة الأسواق بشأن الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، في ظل الانتشار السريع لوباء كورونا الذي كان له تأثيره السلبي عليه، الا ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان يمثل خطراً كبيراً بتصريحاته المتهورة  على الاقتصاد وحسب رؤية بعض الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين صنف ترامب انه الأكثر ضرراً على الاقتصاد من كورونا، لأن تصريحاته كانت قادرة على هزيمة إصلاحات مجلس الشيوخ الاقتصادية، فترامب بتغريدة واحدة يكتبها في أقل من عشر ثواني كانت تكلف امريكا الكثير لتعيد ترتيب أوراقها من جديد مابعد تغريدته.

ولم تختلف وزيرة المالية السابقة  د.هبة محمد علي، عن ترامب كثيراً عندما ذكرت في إجابتها عن سؤال يتعلق بوصول وديعة بقيمة 500 مليون دولار من دولة عربية الى خزينة  بنك السودان، فأوجأت الوزيرة في طريقة الإجابة التي كانت تفتقر للدبلوماسية ، وتكشف عن ضحالة الخبرة السياسية للتعامل مع قضايا الراهن الاقتصادي، عندما قالت (نتمنى أن تكون حقيقة، ولكن من ناحية رسمية لم يصلني كلام بالشكل دا).

ومعلوم ان خبر الوديعة كان له انعكاسه المباشر على  انخفاض الدولار الأمر الذي جعله ينعكس مباشرة على أسعار السلع الاستهلاكية من بينها أسعار السكر وزيت الطعام، هذا التأثير الذي يعلمه القاصي والداني ولكن تجهله وزيرة المالية السابقة، لتطلق تصريحاتها المتهورة  على الهواء وتسبب إشعال أسواق العملة ليصعد الدولار من جديد  ولو كانت وزيرة المالية تتمتع بقليل من الخبرة لحاولت ان تكون إجابتها بطريقة أخرى، ان لم تكن تأكيداً قاطعاً، لم تكن نفياً قاطعاً ولكنه هوس التصريحات والظهور الاعلامي المضر الذي ربما يهزم  خططاً اقتصادية على منضدة وزير المالية، من بينها خطاب الطمأنينة للشعب بدلاً من الخطاب الذي يشيع الخوف ويفتح نفاجات اليأس وعدم التفاؤل

وهبة بالرغم من إبعادها من دفة قيادة المالية، ومشوارها المليء بالخيبات وعدم تسجيل نقاط اصلاحية وايجابية في الاقتصاد، لازالت تُصر على اقحام نفسها في القضايا الاقتصادية والبحث عن ايجاد حلول لها حتى بعد علمها بعدم توفيقها في مشوارها بوزارة المالية فبالرغم من انها من الشخصيات التي ستنفذ سياسة صندوق النقد الدولي، الا انني أرى انها كانت ولازالت   تشكل عائقاً للإصلاح الاقتصادي، فالوزيرة إبان توليها منصب الوزارة كانت هناك عدة شكاوى من انها تتعامل مع القضايا الاقتصادية بعقلية تنقصها الخبرة وانتقدها عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد وانها ضاعفت تعقيدات الاقتصاد وحالت دون ان ترى عدداً من المشاريع الاستثمارية  النور، كله طويناه مع صفحة إبعادها من المنصب لكن أن تعود من النافذة مرة أخرى تحمل عصا الإخفاق من جديد  فهذا مانستنكره، فبالرغم من تصريحات وزير المالية جبريل ابراهيم حول بقاء الوزيرة السابقة بالوزارة، الا ان إبعاد هبة لنفسها من الوزارة يكون أعظم إنجاز تقدمه لنا منذ توليها المنصب وحتى تاريخ إبعادها.

طيف أخير:

نخلق عالماً او نغرقه ببعض من الكلمات

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. (معلوم ان خبر الوديعة كان له انعكاسه المباشر على انخفاض الدولار الأمر الذي جعله ينعكس مباشرة على أسعار السلع الاستهلاكية من بينها أسعار السكر وزيت الطعام)
    أنا انتقدت التصريح أول ما سمعت به.. ولكن ما دام انتي حولتيه الى مقال للرأي العام فيجب أن تلتزمي مسار المصداقية وان كان صعبا وقاسيا وان كان مرا.. ما هذا الكلام الفارغ أن خبر الوديعة كان له انعكاسه المباشر على انخفاض الدولار والسلع …الخ، وهل هناك اقتصاد في العالم يدار بالكذب والتلفيق، طيب لما يجي التجار ليعلموا من تلقاء أنفسهم أن الموضوع “مكنة” من حمدوك هل سيثقوا به أو بحكومته مرة أخرى؟ وهل يحتاج السوق لوقت طويل لاكتشاف ان الموضوع كذبة قبل ان يهبط بأسعاره؟!!
    التصريح ليس دوبلوماسي، ولكن الدفاع عن اطلاق الكذبة أوالدفاع عن استمرار الكذبة (حتى تنزل الأسعار) فهو اولا فيه قصر نظر لأن الاسعار لا تنزل بالكذب، وثانيا فهو أمر لا يليق بكاتب يحترم نفسه والناس الذين يكتب لهم!
    صفية عايزة البل!!!

    1. لا بتنزل بالكذب يا اقتصادي الغفلة …
      لو تعرف انو في بعض الكذبات عن بواخر مثلا غرقت في البحر واسهم حمولتها طارت السماء . دا بدرسوه في “الخلاوي” في الاقتصاد …
      وخاصة في اقتصاد الشحدة والعوز والمسغبة … بتبقى الكلمة ليها الف معنى خاصة لمن تطلع تنفيذيين ..
      ثم ثانيا حمدوك والبدوي وهبة نفسها ما طرشونا بأن اسعار الدولار “غير حقيقية” . ومعناها انو الارتفاع الحالي لأسباب غير حقيقية . يعني كذب …دا اذا صدقنا كلام حمدوك والبدوي وهبة …
      غايتو اذا بقيت انت حريكة المستشار بتاع حمدوك ودا فكرك فعلا الواحد يبقى يعرف واحدة من اسباب انحطاط وانهيار الاقتصاد السوداني …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..