أخبار السودان

يقلل من إمكانية فرض عقوبة عليه بتهمة معاداة (السامية).. تقاطعات الرياضة والسياسة!

الخرطوم- الزين عثمان
يخرج نادي الهلال السوداني من ليلة السبت متوجاً ببطولة دوري سوداني الممتاز وفي ذات الوقت متهماً بـ(العنصرية)، فقبل المباراة التي أقيمت بين الهلال والمريخ في نهائي الدوري الممتاز، رفع (أولتراس الهلال) وهي إحدى أهم روابط التشجيع للفريق الأزرق (لافتة) حملت صورة الزعيم النازي (هتلر) وكتب تحتها (هولوكست).
واثارت الصورة التي رفعتها رابطة التشجيع الهلالية غضباً واسعاً حيث تم تداولها في وسائل إعلام غربية قامت بانتقادها واعتبرت السلوك يحض على العنصرية، ويرفض الاعتراف بمحرقة اليهود بواسطة الزعيم الألماني النازي في الحرب العالمية الثانية وهو سلوك يوقع صاحبه تحت طائلة العقوبات في الغرب ويحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على مقاومته بشكل كبير، فيما نقلت الأنباء عن حراك تقوده منظمات تحارب العنصرية من أجل فرض عقوبات على فريق الهلال.
وفي هذا الخصوص، ذكرت منظمة (فيير) وهي شبكة عالمية تجد دعماً من عدد من المؤسسات وعلى رأسها (الفيفا)، أنها تحقق في حادثة مثيرة للدهشة في مباراة في الدوري المحلي السوداني حيث قام مشجعو الهلال السوداني برفع لافتة مكتوب عليها (هولوكست) ورسمة لـ(هتلر)، ورأت أن ما قامت به جماهير الهلال يعتبر حادثة بشعة تحدث لأول مرة في أفريقيا جنوب الصحراء.
(1)
في تعليقها على الحادثة، نددت صحيفة ماركا الإسبانية بالصورة والعبارة وأبدت الصحيفة واسعة الانتشار حيرتها من عدم اتخاذ موقف في هذا السياق وعدم معاقبة الفريق الأزرق، حيث ختمت حديثها بأن (الشرطة لم تجد أي سبب للتدخل).
عدم إيجاد الشرطة سبباً للتدخل لإيقاف ما يحدث يفسره البعض بأن الوعي بمثل هذه القضايا في الميادين المتعلقة بالكرة لم يصل إلى هذه الدرجة وهو ذات الأمر الذي يصلح كمدخل للسؤال حول الظروف التي دفعت بـ(أولتراس الهلال) إلى توظيف صورة (هتلر) في مواجهته مع المريخ؟
يقول مصدر من داخل (الأولتراس) إن معالجتهم لـ (التيفو) لم تتجاوز حالة النظر إلى كون الأمر معركة خاصة بمواجهة (المريخ والهلال) وحالة الندية بينهما.
ولا يخف محدثي أن ما جرى يمكن أن يدفع فاتورته الهلال بالإشارة إلى العقوبات التي يمكن أن تفرض عليه من المؤسسات التي تدير شأن كرة القدم، وأنهم سيسعون في (الأولتراس) لمعالجة تداعيات القضية.
(2)
يمثل سلوك معاداة السامية مدخلاً لإيقاع العقوبات على من ينتهجه وهو أمر تدعمه السوابق التاريخية على مستوى العالم، حيث قام الاتحاد الإيطالي والاتحاد الأوروبي بتطبيق عقوبات على نادي (لاتسيو) الإيطالي الذي قام مشجعوه في مباراته ضد كالياري بلصق شعارات معادية للسامية على جدران ملعب (الأولمبيكو) بالعاصمة الإيطالية روما، حيث تم حرمان عدد كبير من جمهور لاتسيو المشاركة في عدد كبير من المباريات وهي عقوبة رأى البعض أنها غير كافية حين طالب بزيادة العقوبات بحسب تصريح للرئيس السابق للاتحاد الدولي جوزيف بلاتر الذي طالب بأن يعاقب النادي الذي تتورط جماهيره في الفعل العنصري بهبوطه للدرجة الأدنى في التنافس.
وفي ذات السياق الخاص بالعقوبات فقد حرم الاتحاد اليوناني أحد اللاعبين من ممارسة نشاط رياضي مدى الحياة عقب احتفاله بهدف عبر إشارة (نازية) وهو الأمر الذي ينتظر البعض أن يتم تطبيقه على الهلال في مقبل المواعيد.
(3)
في أول ردة فعل له على اللافتة ينشر (أولتراس الهلال) منشوراً في صفحته بالفيسبوك يعلن فيه مسؤوليته التامة عن (التيفو) الذي قام بتصميمه في مباراة السبت، وأنه كان يهدف لإرسال رسالة ساخرة من النادي المنافس وأدى دوره على أكمل وجه، وفي البال أن التوصيف الذي يقابل المريخاب في العقل الجمعي الهلالي هو توصيف (الصهاينة)، ويؤكد (الأولتراس) على أنهم جسم يعمل باستقلالية عن مجلس الإدارة ولا يمثلون رؤية المجلس، وكأنهم يقولون إن فرضت عقوبة فليتم تطبيقها على جماهير المدرج الشمالي داخل ستاد الهلال وألا تتعدى هذا الأمر.
لكن يبدو هذا التبرير غير ذي جدوى في ما يتعلق بطريقة عمل (الفيفا) التي تجعل من مجلس إدارة النادي المسؤول الأول عن سلوك جماهيره في المدرجات.
في حديثه لـ(اليوم التالي) يقلل نائب رئيس مجلس نادي الهلال سعد العمدة مما يجري، ويعتبر أنه لا يعدو (زوبعة فارغة)، ويردف نائب رئيس الهلال أنهم لم يصلهم حتى الآن إخطار في هذا الصدد بشكل رسمي، مما يعني استبعاد حدوث أزمة بين النادي والمؤسسة الدولية لكرة القدم.
وطبقاً للعمدة فإن المجلس يشجب ما حدث وأنه يملك القدرة على التعامل مع الأحداث في حال تفاقمت، ويضيف العمدة إن الملعب لم يك ساعتها مسؤولية نادي الهلال، وانما هو مسؤولية الاتحاد العام الذي قام بتنظيم المباراة، فيما لا يعدو كل ما حدث سوى محاولة من (المريخاب) لتنفيس غضبتهم من هزيمة نهائي الممتاز ومغادرتهم كأس السودان.
(4)
لكن لماذا حدث ذلك؟
يُجيب الناقد الرياضي ورئيس القسم الرياضي بصحيفة (التيار) أبو عاقلة أماسا، قائلاً: إن ما جرى يمثل آخر تطورات حالة التجاذب في المجتمع الرياضي، ويعرب أماسا عن أسفه لتعامل الإعلام الرياضي السوداني مع القضية من منطلق الانتماءات الضيقة، والمناكفات بين جمهور العرضتين شمال وجنوب، ويتم تجاهل أن هذا أقصى مدى من التعصب يمكن أن يصله الإنسان بشكل عام والرياضي بصفة أخص، ويكمل بسؤال استنكاري آخر: هل تعرفون ماذا يعني رفع صورة (هتلر) في مدرجات ملاعبنا؟
يبدو أماسا متيقنا من أن ?الغالبية لم تنتبه لخطورة المسألة وأبعادها السياسية، ولم تتوقع فداحة الخطأ وخطورة المشهد، وبعضهم كان يظن أن الصورة المرفوعة تخص (شارلي شابلن) أو (ميشيل بلاتيني)، ولكن الزعيم النازي أدولف هتلر لكي أذكر من نسي أو جهل هو قائد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وأحد مجرميها، واستطاع أن يقتل ويحرق 11 مليون شخص ما بين يهودي وغير يهودي? الأمر بحسب أبو عاقلة يتعلق بحالة من اللاوعي بدت ماثلة في التعاطي مع المشاهد السودانية برمتها ويمكن أن تكون لها آثارها الكارثية ما لم يتحرك الجميع في وضع الأمور في نصابها الصحيح، ولا تمثل سقطة (أولتراس الهلال) سوى امتداد لمشاريع السقوط في طريقة وآلية إدارة كرة القدم في السودان عموماً.
فيما يرد الناقد حسن فاروق ما حدث إلى ما أسماه غياب ثقافة التشجيع، وبحسب فاروق فإن ?المناكفات الرياضية تحتاج إلى (ثقافة الأولتراس) في العالم التي يملك أعضاؤها ثقافة عالية في التعامل مع الشأن الرياضي، وتحصر جهودها وأنشتطها بالفريق فقط بعيدا عن الاستقطاب الإداري، وبعيدا عن الإعلام، موضحا أن الظاهرة يحيط بها الغموض على مستوى الأفراد ولا تعرف لها رئيسا أو مسؤولا، وأن هذا الوضع يؤدي إلى تجاوزات بالتأكيد?.
ويرى فاروف أن (الأولتراس) في السودان يفتقر إلى الثقافة لأن صورة (هتلر) التي رفعت من (أولتراس) مكانها ليس الملاعب ولا خارج الملاعب.
(5)
على كل وضعت صورة (هتلر) الهلال على قمة القنوات العالمية في الغرب وهي تقرأ وتسأل عن مبررات بروز حالة من كراهية (السامية) في البلاد، ومن الراجح أن هذه القنوات ستقرأ تداعيات ما جرى وفقاً للفلسفة التي تحكم السلوك في الغرب وعلى أساسه ستتبني رؤاها التي تجرم الهلال.
في ذات الوقت يعترف من رفعوا اللافتة بمسؤوليتهم عنها واستعدادهم لتحمل العقوبات التي يستبعد الكثيرون حدوثها انطلاقاً من اختلاف وجهات النظر هنا وهناك، فيما يؤكد كثيرون على أنها ستقع على الفريق الأزرق ما لم يتم تلافيها بخطوة أخرى فيما يستبعد مجلس الإدارة الهلالي تسببها في مشكلات، وهو يشير إلى أنها مسؤولية من حملوها.

اليوم التالي.

تعليق واحد

  1. سعد العمده بتاع سباق الهجن!!؟؟ايه الدخل المريخ في الموضوع!؟؟ بالله ده اداري ده!!؟؟؟علي بالطلاق سعد العمده ده ما بفرز الكورنر من رمية التماس.. اصبح الدخول الي مجالس ادارات الانديه بزنس ووجاهة اجتماعيه وتحقيق مصالح شخصيه…ارجع شندي يا وهم انشاءالله يتم تجميد نشاط الهلال ميه سنه يا رب.. نادي وهم وجمهوره وهم…مازيمبي55555

  2. سعد العمده بتاع سباق الهجن!!؟؟ايه الدخل المريخ في الموضوع!؟؟ بالله ده اداري ده!!؟؟؟علي بالطلاق سعد العمده ده ما بفرز الكورنر من رمية التماس.. اصبح الدخول الي مجالس ادارات الانديه بزنس ووجاهة اجتماعيه وتحقيق مصالح شخصيه…ارجع شندي يا وهم انشاءالله يتم تجميد نشاط الهلال ميه سنه يا رب.. نادي وهم وجمهوره وهم…مازيمبي55555

  3. ﺟﻬﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺎﺕ..
    ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻓﻲ ﻭﺍﺗﺴﺎﺏ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻬﻠﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﺎﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺎﺟﺎﻧﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻤﻚ ﻟﺒﻦ ﺗﻤﺮﻫﻨﺪﻱ.. ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺮﺛﺎﺀ!!
    ﻭﻛﻤﺎﻥ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﻣﻦ ﻟﻘﺐ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﺎﻭﺳﺔ:
    ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻳﻨﺎﻝ!!
    ﻋﺎﻟﻢ ﻭﻫﻢ.

  4. ﺟﻬﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺎﺕ..
    ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻓﻲ ﻭﺍﺗﺴﺎﺏ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﻬﻠﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺍ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﺎﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺎﺟﺎﻧﺐ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺭﻛﻴﻜﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺳﻤﻚ ﻟﺒﻦ ﺗﻤﺮﻫﻨﺪﻱ.. ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﺜﻴﺮ ﻟﻠﺮﺛﺎﺀ!!
    ﻭﻛﻤﺎﻥ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﻣﻦ ﻟﻘﺐ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﺎﻭﺳﺔ:
    ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻳﻨﺎﻝ!!
    ﻋﺎﻟﻢ ﻭﻫﻢ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..