ثقافة وفنون

مرت 10 سنوات.. “الحوت” .. الذكرى لا تموت..

الخرطوم: علي الطاهر

“الحوت.. الذكرى لا تموت” هو ليس شعاراً رسمياً يرفعه عشاق فنان الشباب “محمود عبدالعزيز” في الذكرى العاشرة لرحيله التي مرت أمس الثلاثاء، ولكنه شعار يؤكد حقيقة واحدة هي أن هذه المجموعات الضخمة من قطاع الشباب وفية للاحتفائية السنوية باهتمام لم يجده فنان سوداني؛ من خلال التزامها التام بإحياء الذكرى على مدى عقد كامل لم تلن فيه العزيمة، ولسان حالهم ينطق بأغنية “ابقى الصمود” التي باتت كالوصية واجبة التنفيذ ..

 

وبعيداً عن المؤسسات والقيادات التي تسعى لرعاية الذكرى السنوية للحوت، مثل ما فعل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” الذي أعلن تبنيه الاحتفال هذه المرة، إلا أن “الحواتة” دائماً ما يكونون مستعدين ومرتبين بشكل منسق لإحياء الذكري بطريقتهم الخاصة، وهي الاستماع إلى جميع أغنياته مساء يوم 17 يناير مع رفع صور الفنان، فيما يرتدي البعض منهم فانيلات “تي شيرت” مطبوع عليها الراحل وملصق بها بعض أغنياته التي تحمل دلالات ومعاني لها واقع وسط المجموعة..

 

ودائماً ما يتفق “الحواتة” على مكان واحد لإحياء الذكرى، وفي الغالب يكون استاد الخرطوم الملقب ب”شيخ الملاعب” حيث تقوم اللجنة المنظمة بوضع مكبرات الصوت وسماعات الساوند سيستم وسط مسرح الاحتفال، ومن ثم تشغيل جميع الأغنيات التي رددها الفنان “محمود عبدالعزيز” طوال مسيرته الفنية دون استثناء، فيما يردد جميع الحضور معه الأغاني لدرجة أن بعضهم يصاب بنشوة قريبة للهستيريا..

 

ويجد الفنان محمود عبد العزيز الملقب ب”الحوت” مكانة كبيرة وسط أنصار وعشاق فنه الذين ارتبطوا به وجدانياً من خلال تواضعه وارتباطه بهم، بعدما كان يعبر عن مشاعرهم وإحساسهم ويجسدها في أغنياته التي وجدت قبولاً منقطع النظير حتى أطلق عليه فنان الشباب الأول، وظل يحتكر اللقب حتى بعد مرور 10 سنوات من تاريخ رحيلة الموافق 17 يناير عام 2013..

 

وبالرغم من تشقق القاعدة التحتية لمجموعة “الحواتة” وانقسامها ما بين مجموعة “أقمار الضواحي” وأختها “محمود في القلب”، إلا أن ذلك لم ينعكس تأثره على نشاط الطرفين وغيرهما في موعد إحياء ذكرى فنان الشباب الأول  وتحريك مشاعر شعبيته الجارفة، مع رفع كل واحد منهم يديه مقاطعين، وهو شعار معروف وسط هذه الفئة التي تراجع احتفالها في الثلاث سنوات الماضية، بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، وانشغال غالبيتهم في المواكب والاحتجاجات، ومع ذلك ظلت ذكرى الحوت حية ولم تمت مثل بقية الفنانين التي لا تصمد ذكرى رحيلهم سوى عام أو عامين بالكثير..

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..