فريق جيش وفريق امن

قبل عشره سنوات غادرنا الفريق فتحى . لقد قتلناه بالغم كعادتنا مع كل الرائعين . فهذا زمن النحس , وقبل سنتين فقدنا قرنق . فتحى كان من عالم آخر رائعاً نقياً نظيفاً . وحتى عندما ناشدوه بأن يستلم السلطه التى كانت كما قالوا واقعه . رفض وكان يقول عيب . بالرغم من انه كان يتعامل مع من لم يعرفوا العيب واباحوا سرقه الجيب .
لقد كان قديساً وسط لئام . وحتى بعد ان هجر الوطن . غدر به وخزله اقرب الناس اليه . وواصلنا اغنيه كسرنا الرمح والسبع يتقدم . وبكينا على حالنا . لم نكن نستحقه . عليه الرحمه .

هذا الموضوع نشر فى كتاب تأبين الفريق فتحى عليه الرحمه .
قبل مده ماتت الاستاذه المعروفه بست مدينه بابكر الغالي وهي ابنة الرجل الشهم بابكر الغالي من تجار امدرمان وهو من الكبابيش. من اصحاب الحيشان المفتوحه في امدرمان والقلوب العامره بالحب. له تجاره في الجنوب ودكاكين بالقرب من الاسكلا. ست مدينه من اعلام السودان ولم يهتم اهل النظام الحاكم بموتها. ست مدينه هي شقيقة فاطمه”ام شلوخ” والدة الفريق فتحي احمد علي وفاروق احمد علي. وهن شقيقات الخالات امنة ورابحه واخرين…
وعندما توفيت الخالة كنين بابكر الغالي والدة عبد الرحمن علي اردب في عام 1987
كان وقتها الفريق فتحي علي راس الجيش السوداني صار الماتم من اكبر الماتم التي شهدتها ام درمان “الاعمي يشيل المكسر”. وتربع الروساء والحكام علي كراسي الماتم بالساعات الطويله. سبحان مغير الاحوال.

هناك قصه تروي في سوريا قديما وانه عندما مات حمار القاضي ذهب كل اعيان البلد للعزاء ولكن عندما مات القاضي بعد مدة قصيرة. لم يمشي في جنازته سوي فراش المحكمة. والذين يحكمون اليوم كانو يتربعون في مأتم 1987.
منزل الفريق في شمبات والذي كاد ان يتكامل في بناءه تحت اشراف صديقه الوفي محجوب التجاني صادرته الجبهه.

الفريق

الفريق الذي كان جارا وصديقا لعبدالخالق محجوب”راشد”

امبارح خبر فتحي
والليله غار جرحي
منو البقودنا اليوم؟
وسمانا رابطه غيوم!
كتلوك طب بالغم
وقلبك ملاهو الهم
كل يوم ألم وألم
وفي البلد هناك سجم
ونحن في لا ونعم
وكل واحد بيعزف نغم
فتحي كان البعرف الفهم
شال السيف والقلم
وماقال رجوعنا حلم
من بدري قال في ظلم
وطرشو اللكانو بكم
وفي اليوم ده راح خالد*
وانت كمان اخو راشد
وكت الرجال كيمان
حزبك بس السودان
وماطمعت في سلطان
وكنت للبهم محجان
سابقنا لام درمان
نوم يابطل في امان
زولنا ماغبيان
برجعنا للاوطان
مابهمك انت المال
ومابشتروك محال
وماسمعنا قال وقال
بنقطع كمان تعظيم
لانك انت عظيم

شوقي بدري

محجان: عصي طويله معكوفه لهز الشجر لاسقاط “الشبش” الزهر والبراعم والاوراق لاطعام البهم.

الفريق على صديق .

مع نهايه ابريل 2007 قرأت نعى الفريق شرطه على صديق . واحسست بألم من احبوه واشادوا به ووصفوه بكل جميل . وترحمت على روحه ودعوت ان يدخله الله فسيح جناته . وان يلهم آله وذويه الصبر الجميل . وتألمت لاننى كنت اود ان اقابله واشرح له بعض الاشياء . عليه شآبيب الرحمه وطيب الله ثراه .
الفريق رحمه الله عليه لم يسمع بى الا مرةً واحده عرضاَ . ومن المؤكد انه قد نسينى . الا اننى فكرت فيه كثيراً . فعندما حضر النميرى الى براغ فى صيف 1970 مصحوباً بوفد ضخم من الوزراء والصحفيين والحرس والمريدين . كان الفريق رحمه الله عليه على صديق معه . كما كان معه الشهيد جوزيف قرنق وزير شئون الجنوب وقتها . الاستاذ فاروق ابو عيسى كوزير للخارجيه . احمد سليمان الذى كان فى طريقه ليتقلد منصب سفير السودان فى الاتحاد السوفيتى , خالد حسن عباس عضو مجلس قياده الثوره وآخرين .
وقتها كان السفير فى براغ هو مصطفى مدنى ابشر شقيق زوجه فاروق ابو عيسى والذى صار وزيراً للداخليه فى ايام نميرى . وهو متزوج بابنه الدبلوماسى العالم الكاتب جمال محمد احمد . وكان القنصل قمر الانبياء رحمه الله عليه الذى توفى فى حادث سير فى بولندا . والسكرتير كان الشاعر محمد المكى متعه الله بالصحه , والذى صار صهراً فيما بعد لمصطفى مدنى ابشر .
براغ وقتها كانت تعج بالسودانيين من مبعوثين وسياسيين فلقد كانت باريس الشرق . وكان المناضل ابراهيم ذكريا سكرتيراً عاماً لاتحاد النقابات العالمى . وهو زميل الشهيد الشفيع وقاسم امين وعبد القادر سالم وسلام والقرشى وكل عظماء مدرسه الصنائع فى عطبره , كما كان المناضل قاسم امين يسكن فى براغ وقتها . وجامعات ومعاهد براغ كانت تغص بالمبعوثين من الاذاعه والتلفزيون , وزاره الماليه , وزاره التجاره ,والتعاونيات , وجامعه الخرطوم والمعهد الفنى . ويأتيها شيخ الامين ممثل مزارعى الجزيره ووزير الصحه فى حكومه اكتوبر . وكل قطاعات المجتمع السودانى .
كنت انا وقتها اسبح عكس التيار . وكنت انادى بمناصره نضال جنوب السودان وحق تقرير المصير . كما كنت اثير كثيراً من المشاكل السياسيه فى معهد اللغه وفى الجامعه . وكنت اعترض على اقحام اسم الاتحاد السوفيتى فى كل صفحه فى القانون الدولى وكنت اقول ان الاتحاد السوفيتى دوله من مائه وخمسين دوله وان الاتحاد السوفيتى قد تكون قبل خمسين سنه والقوانين العالميه ترجع الى الدوله الرومانيه واليونانيه , حتى الدوله البابليه . ووقفت فى مؤتمر طلابى وطالبت بادانه التدخل الروسى فى تشسلوفاكيا والدبابات لم تزل فى الشارع . والقضاء على حكومه الاكساندر دوبشك ومطالبته بالحريات . كما لم اخلو من بعض العناد والاندفاع .
وعندما اصطدمنا بالطلبه الشيك فى عده معارك . قررت الجامعه نقل كل الطلاب الاجانب الى داخليه واحده مشتركه بعيداً عن المجمع الجامعى . ولاول مره بعد الحرب العالميه الثانيه قدنا مظاهره مكونه من الطلبه الاجانب متجهه نحو القصر الجمهورى . كما قمنا باعتصام فى مكتب عميد الكليه المرهوب الرفيق اسفيراك . وانتهى الامر بطردى واعتقالى ومضايقات من الشرطه . ورفض مفتش البوليس يوسف المسئول من الاجانب اعطائى جوازى لاغادر تشسلوفاكيا . وبما اننى كنت ادرس على حسابى . فلقد رفض البنك صرف فلوسى لعده شهور . بدعوه ان الحساب باسم محمد على شوقى ابراهيم بدرى والاسم المدون فى الجواز والبطاقه الشخصيه هو شوقى ابراهيم بدرى هذا بعد سته سنوات من المعامله مع البنك .
وعندما طالبت من الملحق الثقافى الاستاذ عثمان محجوب عثمان ان يساعدنى كانت سكرتيرته تزعم انه غير موجود . وتواجد حضور ابن عمتى الاستاذ ابراهيم مجدوب مالك والذى تربطه صداقه بالسفير مصطفى مدنى فنحن جيران فى الحى . والعم مدنى ابشر من جلساء واصدقاء والدى . الغريبه ان السفير مصطفى مدنى اخبر ابراهيم مالك بأن المشكله اكبر من مضايقات البنك والطرد ….. الخ لاننى متهم باننى عميل للسى أى ايه .
ولم يكلف السيد السفير / الوزير نفسه بمحاوله الدفاع عنى او مساعدتى ولقد كنت مخطئاً فى ان اتوقع مساعده من رجل نسب قصيده نزار قبانى ( مات ابى ) لنفسه . ولقد قرأها فى تأبين بابكر بدرى سنه 1954 ونشرت فى كتاب تأبين بابكر بدرى كقصيده للسيد السفير . ونزار قبانى لم يكن معروفاً الا للقليلين وقتها فى السودان .
وبعد مكالمه تلفونيه مع السكرتيره فى السفاره عرفت بان السيد الملحق الثقافى غير موجود . وعندما اقتحمت مكتبه بعد خمسه دقائق ارتفع صوتى فأتى السيد السفير مستفسراً , وانتهى الامر بمواجهه وطلبت ان اعطى شهاده لا ازال احتفظ بها تؤكد اننى نفس الشخص معنونه للبنك .
فى هذه الدوامه ذكر الامر للفريق رحمه الله عليه على صديق . فقال على رؤوس الاشهاد … الولد ده تدونى ليه اشيلو حسه دى فى طيارتى دى على كوبر طوالى .
الا اننى تمكنت من مغادره تشسلوفاكيا ودخلت السويد بدون فيزا . ثم تحصلت على فيزه دخول بعد ان انضممت لجامعه لوند وتحصلت على شهاده بنك من السودان ثم تحصلت على اقامه واذن عمل وعملت لمده سنتين كحمال فى ميناء مالمو . وفى بعض الاحيان كنت اتذكر الفريق على صديق الذى كان ضابطاً فى الامن وقريباً من نميرى . وكنت افكر ما هو مصيرى او مسار حياتى . اذا لم يوضع اسمى فى القائمه السوداء فى السودان . ؟؟
لقد قال المربى محمد توم التجانى وهو صديق لاخى كمال ابراهيم بدرى . ( اخوك شوقى جابو اسمو فى القائمه السوداء محظور قالوا بيدعو لاستقلال الجنوب . اخوك ده مالو مع العبيد ديل . ) .
لقد فكرت كثيراً فى الفريق على صديق وبين جوالات الاسمنت وبالات القطن وبراميل عصير البرتقال المثلج كنت افكر فى السودان واتذكر رجل الامن على صديق . وكثيراً ما احس بأنه قد اسدى الى خدمه خاصه عندما انظر الى ابنائى وبناتى . انا احب السودان . ولست من النوع الذى يمكن ان يتفرنج . لم اتذوق الخمر الى الآن ولم ادخن . لا اذهب الى الباليه او احب الاوبرا ولا امارس الدبلوماسيه ولا استطيع ان انافق حتى اذا اردت . اذا انا فى المكان الخطاء . لمدة سبعه وثلاثين سنه فكرت فى كل هذه الاحداث وتذكرت على صديق وكنت اقول لنفسى . هل كنت سأكون رجل اعمال فى السودان او سائق شاحنه . او صاحب فراشه او موظف . جالساً فى حوش كبير اراقب احفادى فى امدرمان ام هل كنت سأكون الآن ميتاً فلقد ذهب الكثير من زملاء الصبا .
هل كانت حياتى ستكون مختلفه اذا لم يأت الفريق على صديق الى براغ ؟ . هل فكر فى على صديق مره , ام كنت انا احد الارقام التى مرت عليه فى عمله ؟ .
لقد كانت والدتى تتألم عندما عرفت اننى لا يمكن ان ارجع الى السودان فى سنين مايو الاولى , كما تألمت عندما ذكر لها بعض النساء باستخفاف بان ابنها قد صار عتالى فى السويد , فقالت قصيده قصيره مرتجله اذكر منها ..
مالو شوقى ما راجل دخل مينا
وما مده ايدو وقال لراجل ادينا
ابن وطنى الفريق على صديق رحمه الله على روحك .. يؤلمنى يا ابن جلدتى اننا لم نتقابل كأصدقاء .. اتمنى من كل قلبى ان يكون مسكنك النعيم وان يغفر الله لك كل ذنوبك . ولك عظيم الشكر سيدى فعندما انظر حولى وارى اسرتى واطفالى اتمنى لك كل خير . فما كان جريمه فى السابق قد صار الآن واقعاً وها هو الجنوب يظفر بحق تقرير المصير .
شوقى ….

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا اخونا شوقى بدرى على الذكريات الجميله والمترابطه نريد منك ان تواصل دائما كتاباتك فيها معلومات تاريخيه تستفيد منها الاجيال القادمه

  2. رائع و الله يا عم شوقي و كبير خالص متعك الله بالصحة و العافية و يجعلك ذخر لأبنائك و اهلك و كل السودان, متابعتك شيقة و جميلة دائمآ ما تخرجنا من كدرنا و هومومنا , و تعرفنا ببطون اهلنا السودانيين و خاصتآ حبيبتنا امدر, رد الله غربتك عسى ان نراك عيانآ بيانآ و نجلس حداك و ننهل يا كبير , حفظك الله و رعاك بعمرآ طويل و مديد.

  3. واحد من معارفنا كان جنديا واختلف مع قلندر زحمه الله وفصل من الخدمة لانه شطح شوية ورفع بندقيته علي قلندر. امتحن الشهادة الثانوية ونجح والتحق بمعمل استاك واحرز الدبلومة . الان هو من احسن الفحيصين في الخرطوم . يوما كان جالسا مع ابن عمه في متجره فدخلت عائلة قلندر التي لايعرفها الفحيص ويعرفها جيدا ابن العم الذي سكت الي غادروا واخبره بذلك واضاف : عارفك اجمق لقوم تلطش ساكت ! الطش ؟ انت مجنون ؟ والله العظيم كنت ابوس جزمم واجدة واحدة ! الحماقة والشباب والجدة مفسدة للمرء اي مفسدة . الطش ؟ بالله ؟ كان ما ديل انا كان بقيت رايق كدة !

  4. هذه المرة السرد بمذاق مختلف اكثر طعما.. يعني يا عم شوقي انت بلاويك من زمان من زمن نميري كنت فاكر مشكلتك مع ناس الانقاذ بس هههههههه يا عم شوقي يا ريت توثق لينا نحن الجيل الجديد عن الشاعر المرحوم عبدالرحيم ابو ذكري بما انك كنت في السوفيت في السبعينات .. متعك الله بالصحة و العافية انت والعائلة….

  5. والله انت انسان محترم وتستاهل كل خير , استاذي كنت استفسر عن كيفية الحصول على كتاب حكاوي امدرمان
    وشكرا.

  6. طبعا السيدات النكدوا علي الحاجة ام شوقي اكيد عاضين اصابع الندم علي الكلام القالوه زمان ويمكن بيتمنوا اولادم لو كان لقوا فرصة الخروج من البلد. . علي فكرة استاذى في وحدة لطشت ابيات الوالدة ونسبتا لنفسها لا اذكر اسمها المهم كان لازم الوالدة تحفظ حقوق الملكية الفكرية ناسنا بلفحوا طوالي هههه. اخيرا استاذى الفاضل انا عرفت ليه إنت رجل ظريف . . السر في تجربتك وحلك وترحالك ومخالطتك لشتى انواع البشر ولو فضلت في السودان ما اظن شخصيتك كانت برزت بالشكل الرائع ده. . لقد تعتقت بكل النكهات المميزة يا سيدي لذلك انت فريد ومختلف.

  7. حسنا ماختمت به مقالك شكرك لعلي صديق لانه لا اظنك ندمان علي الحياه الراقيه الجميله في اسكندنافيا التي عشناها خاصة حرية التعبير وان كانت في بداية عهدنا فيها لم نفهمها . ولو ان الغربه في بلاد الغرب ليست بالسهله لكن الحمد لله قابلنا فيها من واسانا غربتنا ان كانوا من السودانين او الاجانب او اهل البلاد وطبعا اهم واجمل شيء انا شخصيا عرفته هو طيبة وبساطة اهل البلاد واحترامهم للضيف في ذلك الزمان الجميل . واذكر في بداية السبعينيات كان من تسآل اذا امكن ان تلمس شعرنا المقرقد ومن الاطفال من يحاول ان يمسح لونا الاسود / الاسمر ومن الرجال من يقول لك مرحب بيك في بلدنا تشرب ايه بيره ولا قهوه الزمن ليس تغير فقط في السودان بحلول الكوارث العظمي مثل نميري والبشير لكن برضه في اسكاندنيفيا ظهرت بعض المـوسسات العنصزيه. لكن مع ذلك افضل من ان تعيش في السودان لان الحياه اهمها حياة العقل والعقل اذا كان حرا مثل ما عشنا كان مصدرا للسعاده الله لا ورانا الذل من البشير ونافع لعنة الله عليهم وعلي من والاهم بس تقرآ عن ذلهم لاخواتنا تجعلنا نشعر بالغيظ منهم. لا اظنك نادم بل ارجو ان تكون فخورا بما قدمت للسودان والاهل وانت في مالمو ما لم تستطيع ان تقدمه للسودان لو عشت فيه . كفي القصص الجميله اللي باين انه في الكثيرين من يستمتع بها خاصة انا لانها تذكرني بايام شبابي وكل الجميلين اللي ذكرتهم بالاسماء في مقالتك الاخيره الف الف الف شكرا لك هاي دو

  8. رب ضارة نافعة . انت رجل تترحم على رجل كان ممكن يوديك في ستين داهية يالك من رجل له قلب كبير . انا شخصيا لا استطيع فعل ذلك .انت صادق ونظيف والسودان محتاج ليك بشدة .انشاء الله بكرة يكون اجمل واخضر وتجي تعيش ايام حلوة بامدرمان .ادام الله عليك نعمة الصحة والعافية وتحايا عطرة من شخص احبك من خلال كتاباتك .

  9. الحمد لله مصائب الامس اصبحت نعيما الان متعك الله واسرتك بس انفصال الجنوب اوجعنا وكيف لا وهو بتر جزء عزيز لقلوبنا وفقد اخوه بكوا وبكينا لوداعهم وهذا ما جنيناه من حكوماتنا المتعاقبه وخبث الدول الكبرى التى همها مصالحها فقط ولك احترامى

  10. الأستاذ شوقي ،
    أذكر أن أول كتاب لك قمت بقراءته كان كتاب(الحنق) وأعجبت به أيما إعجاب كنت وكان ذلك مباشرة بعد تخرجى في سبعينات القرن الماضي ، وجدته آنذاك في مكتبة المرحوم أخي عبدالوهاب ، وأذكر أن زوجي قال بأن هذا الكتاب يجب أن يدرس بالجامعات ووصف عدم حذوث ذلك ب(مؤامرة الصمت)، أما كتاب حكاوي أمذرمان فقذ تكرم به عليً الأخ محمد سامي جزاه الله خيراً وأذكر انني تعرفت على كثير من الشخصيات التي وردت به ، وعندما لم أستطع ان أتحصل على أي نسخة منه في المكتبات قمت بنسخه فأرجو المعذرة لتعذي على حقوقك الأدبيه وذلك لأحتفظ به فقد كان في غاية الروعة.لك التحايا واتمني أن تجمع كتاباتك القيمه في شكل كتاب أو كتب .

  11. والله يا أستاذ شوقي كتاباتك دي ناقصة الجلسة تحت شجرة النيمة وكيس السفة.
    بالمناسبةأذكر جيدا بأنني قابلتك في براتسلافا عام 1977 ، عندمازرت أخــي
    الدكتور عصمت الكردي وذلك لأجراء فحوصات طبية ولمحاولة علاج أذني اليمنى .
    كما قابلتك عدة مرات في لوند بالسويد في بداية الثمانينا عندما كنت أزور
    أخواني مرتضي والمرحوم شاهرضا الكردي .
    متعك الله بالصحة و العافية وشكرا لك لإتحافنا دائما بروائع الذكريات في أيام
    الزمن والجميل، وأحمد الله كثيرا الذي أنعمني بأن أكون واحد من ذلك الجيل .

  12. الاخ شوقى

    اطيب التحايا –تجدنى من التابعين لكتاباتكم الشيقة والممتعة ,فرغت قبل اسبوع من قراءة كتاب حديث الذكريات للسفير مصطفى مدنى ابًشر , وحقيقة استمتعت به – ايضا – يبدو ان الرباطاب من ابرع الحكائين

    افرد الكتاب بابا كاملا لمدارس الاحفاد مليئا بالذكريات الحميمة , فضلا عن فصل للعميد بابكر بدرى واعتزازه برعايته له مع بعض المواقف الطريفة لهذا الهرم العتيد واللمًاحز . اشار الىماحينما ذكره بابكر بدرى عن جده لابيه ابًشر الياس فى الجزء الاول من كتاب تاريخ حياتى ” ص 179
    حينما استقرض منه عدة القهوة التى طلبها على قرواش شقيق امين بيت المال بالفاشر فى ليلة معركة كررى ورفض ارجاعها , واشار الى ان ابًشر الياس صباح الجمعة فى الموقعة .

    الشاهد… ذكر السفير فى صفحة 49-50 بأنه كان يشرف على حفل تأبين بابكر بدرى والقى ابياتا من قصيدة لنزارقبانى وقال ان نزار كان عبر كلماته كأنه يشارك معهم ومن ابيات القصيدة :

    ضلال انا لايموت ابى..

    ففى البيت منه روائح رب

    وذكرى نبى

    بقاياه فى الحجرات الفساح

    بقايا النسور على الملعب

    وعينا ابى ملجا للنجوم

    فهل يذكر الشعب عينى ابى

    ابى يا ابى انتاريخ طيب

    وراءك يمشى فلا تعتب

    زرعت الهدى حيث سرت

    فأحصد قلوب الاحباءفى الموكب

    كان السفير يومئذ فى السنة الدراسية قبل النهائية فى جامعة كمبردج . فى رايى ان عدم الاشارة الى ان الابيات لنزار قبانى فى كتاب التأبين ليست مسئوليته , لان الابيات كانت ضمن كلمته كعرِيف للحفل , وهاهو يثبت ان الكلمات لنزار .

    يقول الكاتب ان جدته لامه ” الحرم بت الدعيسر ”
    كانت ضمن حملة النجومى وهى عروس جديدة واستشهد زوجهافى المعركة , وتاهت مع اخرين الى ان اوتهم
    اسرة نوبية, وبعد فترة حنت الى اهلها فى امدرمان وقررت السفرمهما كانت الصعاب , ووافق الشاب النوبى محمد نور خليل طموش على السفر معها بعد ان عقد قرانه عليها توافقا مع الشرع
    وبعد ان وصلا امدرمان قرر ان يستقر بها ثم انجبا والدة السفير وآخرين .الاترى ان هناك تشابها بين هذا الحدث التاريخى وقصة اسرة بابكر بدرى , ااتقد انها روايات درامية لم تجد منيخرجها سينمائيا.

    ولك شكرى, ,

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..