من يحمى البلاد من الفساد؟

ان يعمد من يشكو صداعا الى التداوى بالاقراص المسكنة فهو بذلك يهدر وقته فى صراع مع الصداع لا مع العلة(مسببة الصراع) ولاهل الطب تفسير لذلك(الصداع عرض وليس بمرض) عليه فمن الاجدى علاج المرض لا العرض وبفقه (العرض) هذا تفتا بعض الاقلام تتناول قضايا العنف ضد الصحافيين وهى تنحرف الى الصداع بينما تهمل سبب الاوجاع التى تنتاب الدماغ فصحافة الخرطوم التى اترعت صفحاتها بالصريخ منذ مقتل الراحل المقيم عبر يراعه الشامخ (محمد طه محمد احمد)الى يوم الناس هذا لا تزال تخوض فى الام الصداع وتسكينه بعيدا عن تشخيص الداء (مسببه) لذلك يظل حاجب الدهشة فى حالة سكون اقرب الى سكون تاثير كل المداد المسكوب على (جرائدنا) فى محاولة يائسة لمواجهة حوادث العنف ضد الصحافيين فثمة اشتباك اصطلاحى فى تناول القضية ويمكن التحليل بتجريد الصحافى من الصفة واخذ عينة الضحية بعيدا عن الصفة ومن ثم التعامل مع عينة المواطن(ضحية العنف)وعليه يمكن اقتراح اجابات للتساؤل المشروع والذى يدور بخلد حتى (شامة) بائعة الشاى فى ركنها القصى ذاك باحدى ازقة الخرطوم (هل ندين ونشجب حوادث العنف ضد الصحافيين فقط بينما يجىء خبر فى الاعتداء على مواطن باطراف الولاية اوحتى قلبها فى استحياء البتول بصفحة(2) بمعظم الصحف
مزاحما محاكم الطلاق )؟ وما الفرق فى الحادث ؟ علما بان الجهات الامنية تتعامل مع تفاصيله ووفق سجلاتها بصفة (المجنى عليه )بعد اسقاط الصفة الاعتبارية ورجوعا الى (الصداع) فنحن معشر الصحافيين للاسف نواجه ازمة مصطلحات تكاد تطيح بعرش (السلطة الرابعة) اذ ان المستهدف فى كل حوادث العنف ضد الصحافيين منذ اغتيال الراحل محمد مكى محمد الشهير ب (مكى الناس)مرورا بالراحل محمد طه محمد احمد ثم الاعتداء على الزميل ايمن خيرى بعقر دار (الون)ووصولا الى الاعتداء على ناشر (المستقلة ـ على حمدان) ففى كل هذه الحوادث المستهدف هو الكلمة والقلم الذى عظمه المولى عز وجل وانزل باسمه سورة قرانية والمستهدف هو الحقيقة التى سدى يحاول المفسدون فى الارض قبرها ومواراتها فهلا جلس الصحافى فى بيته بعد ان اعاد يراعه الى غمده ثم امتدت اليه ايادى الاثمين والمفسدين؟اذا اخوتى واساتذتى نحن احوج ما نكون الى فض اشتباك المصطلح اذ لا نزال نسمى اغتصاب الاطفال القصر بالتحرش بينما الفرق جلى بينهما حتى فى المادة القانونية والعقوبة معا ويمكن القياس على ذلك , فبدلا من اراقة المداد على (العرض) علينا بالبحث اسباب العلة والمرض ..ويجب تبنى نقاش جاد (حول)لماذا يتحول الصحافى من مخبر صحافى يلهث وراء المعلومة ليقدمها للقارىء عبر خبر كامل التفاصيل او مادة راى يضع كاتبها سنة قلمه على موضع الفساد …لماذا يتحول هذا الصحافى من مخبر الى (خبر)ومادة تتداولها الصحافة والمواقع الاسفيرية واين هى الجهات العدلية من كل هذه الفوضى لازمت البلاد سنينا عددا دون الوصول الى الجناة ولماذا تواد القضايا قبل ان يجف دم الضحية ويجف معها مداد الصحافة التى تفتا تعلك فى تفاصيل القضية .فهل يعنى ان نضع الاقلام ونجفف الصحف؟ولماذالانمارس حقوقنا الصحفية بينما نهرق طاقاتنا وصحتنا فى ظل هذا الواقع البئيس المعتل وننفق كل وقتنا فى الدفاع عن مصادرة حقوق الناشط السياسى وغيره فهل من وقفة تقودها القبيلة مع النفس قبل ان نقرر (صحافة حرة او لا صحافة) وقبل كل هذا يجب البحث عن السؤال من المستفيد من وراء ارهاب الصحافة؟ واذا كان استمرار الاعتداء على الاقلام اكبر دليل على صحة وجود الفساد والمفسدين فمن يحمى البلاد والعباد من هؤلاء الاوغاد؟
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لك التحية أخي مجدي .. لقد اثلجت صدورنا بهذا المقال الرائع الذي يؤكد مهنيتك العالية … ولكن في زماننا هذا من يجرؤ على قول الحقيقة ( ومن يشير الى أن البغلة في الإبريق ) فغالبية الناس ( منافقون )…

  2. مقال جميل و يذهب مباشرة للاجابة علي التسآؤلات المفتوحة و يضرب الداء في عقر داره .. فالصحافة و الكلمة بصورة عامة كانت علي مدار التاريخ محل رهبة من السلطات القمعية في العالم و لذا جاءت هجمات مواجهاتها اكثر ضراوة و دموية و خصوصا في ظل الانظمة العسكرية .. تحياتي أخي مجدي و مزيدا من المباشرة و ترك الهوامش و الاعراض الجانبية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..