أخبار السودان

من يخلف البشير ..؟!!

تقرير: التقي محمد عثمان:

في الحادي عشر من شهر مارس العام الماضي، قال الرئيس عمر البشير لصحيفة الشرق القطرية انه لن يترشح مجددا لرئاسة السودان، وقال: «إن المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني سيعقد مؤتمره عام 2013 وسينتخب رئيسا للحزب سيكون بالتالي مرشحا للرئاسة عام 2015»،وفي التاسع عشر من مارس الجاري اعلن الرئيس عمر البشير تمسكه بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة وقال ان الفترة التي قضاها في الحكم ( كم وعشرين سنة كفاية)، واعتبر ذلك موقفاً ثابتاً لا تراجع عنه.
اذن الرئيس اختار ان يجدد في كل عام عهده مع نفسه بعدم الاستمرار في الحكم، مما يعني ان على المعنيين بالأمر أخذ ما يتوجب من التدابير اللازمة والتفكير جديا في مآلات الأمر، فالرئيس جاد في التنحي بعد مسيرة قاربت ربع قرن من الزمان، والمعنيون بالأمر في هذه الحالة هم اصحاب الحكم بالدرجة الأولى الذين سنقلب القليل من دفاترهم ومن بعد القوى السياسية المعارضة التي سنتوقف عندرؤيتها للمسألة، فلننظر:

حين اعلن البشير قراره لأول مرة انفعل الحاكمون وانقسموا لفريقين، فريق يرى ان ذهاب البشير الى حال سبيله وتفرغه لشؤونه الخاصة هو سنة الله في الأرض، وليس من أحد خالد في الحكم أو الحياة على السواء، وهؤلاء كان يمثلهم الوزير برئاسة الجمهورية الدكتور أمين حسن عمر الذي قال في حوار معه عقب الاعلان الأول إن الأرحام لم تصب بالعقم، وإنه لا يمكن القول إنه لن تبرز قيادة جديدة وقال (ما نفخر به في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية القدرة على توليد القيادات.. فإذا كانت الأحزاب الأخرى عاجزة عن تقديم قيادة جديدة ومرشح مناسب للرئاسة فنحن نستطيع أن نقدم عشرين شخصًا مناسبًا للرئاسة)، وكان ان تصدى الفريق الآخر الذي يمثله وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين لهذا الحديث وقال ان الذي يحدد من سيخلف البشير وهل يستمر او لايستمر ليس هو البشير ولا هو امين حسن عمر ولا غيره، ولكن جماهير الشعب السوداني وجماهير المؤتمر الوطني هي التي تحدد ، وشدد على ان لا احد سيحدد ذلك (لا انا ولا غيري ولا حتى البشير نفسه فهو طوع الارادة الشعبية واذا قرر الشعب ان يترشح سوف يترشح واذا قرر غير ذلك سوف يمضي وهو مطمئن وهانئ البال انه قد ادى واجبه على أكمل وجه).

ويبدو اننا في المرحلة الحالية سنواجه بانقسام اشد واوضح لأن تنحي البشير سيفتح الباب على مصراعيه امام ما يعرف بالاجنحة المتصارعة داخل سدة الحكم الطامعة في الوصول الى الكرسي الاساسي في معادلات السلطة بالبلاد، وأول رد فعل يوضح خطورة انفتاح هذا الباب على الحاكمين سنجده عند امين العلاقات الخارجية للمؤتمر الوطني البروفيسور ابراهيم غندور الذي قال لـ الصحافة امس ان الرئيس إذا آثر التنحي وتوجب على المؤتمر الوطني البحث عن مرشح اخر فإن هذا سيشكل تحديا كبيرا يحتاج إلى تأن وبحث دقيق لإيجاد البديل المناسب جدا.

حديث غندور قد يومئ الى ان الخيارات المتاحة تحتاج الى اعادة فحص، ومعلوم ان الترشيحات الغالبة لخلافة البشير كانت انحصرت في اربعة اشخاص هم على التوالي النائب الأول للرئيس ومساعده في الدولة والحزب ووزيري رئاسة الجمهورية والدفاع، ولاحقا اضافت حسابات التوازن المناطقي نائب الرئيس الثاني، واضاف منطق التجديد ذهاب الستينيين واتاحة الفرصة للشباب.

واذا نظرنا على عجل الى فرص هؤلاء في تسنم القيادة، سيأتي علي عثمان محمد طه في المقدمة بالرغم من الرأي المشهور للدكتور حسن الترابي عندما سئل عن فرص تقدمه للرئاسة بأنه (حريص وحذِر، بينما الشخص الأول يحتاج أن يقترح على الناس ويعبّر عن القرارات)، وبالرغم من ابعاده من موقع الامين العام للحركة الاسلامية الذي كان يتوكأ عليه ويهش به على الآخرين عن الاقتراب من مواقع النفوذ، ما يعزز فرص النائب الاول بحسب مراقبين انه مرغوب فيه عالميا لانفتاحه على المجتمع الدولي ولإنجازه اتفاق السلام مع الجنوب ودبلوماسيته، فضلا عن السبب الذي يقول به غندور من انه ظل نائبا للرئيس لفترة طويلة وبالتالي فهو الأقرب إلى خلافة الرئيس، ويقرأ البعض لقاء الرجل بنائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي الأخير بألمانيا على انه يأتي في اطار تقريب الشقة مع الشعبيين لسببين، الأول توسيع فرصه في الفوز بالموقع الرفيع والثاني الظهور بمظهر الشخص الوفاقي لالغاء ما ساد في الفترة الماضية من انه الشخصية الخلافية الأولى التي قادت الى المفاصلة بين الاسلاميين وان من وراء ستار.

اما حظوظ الدكتور نافع علي نافع، فيسندها بحسب الكاتب والمحلل السياسي ياسر محجوب، أنه يعتبر القائد الفعلي للحزب، ويتمتع بمقدرات تنظيمية عالية، وعرف بالجرأة والجسارة والوضوح، اما ما يضعفها فهو قول الترابي (ايضا) الذي اعتبره فيه انه غير سياسي، ودخل إلى الحركة الإسلامية لمهام أمنية، و (إن إدارة السياسة تستند إلى حجج وحيثيات ومبادرات ولربما لا يبلغ هذا المقام)، اما وزيرا الدفاع ورئاسة الجمهورية فتقول المؤشرات إنهما سيكون لهما الحظ الأوفر لأن البشير بحكم انتمائه العسكري يقترب كثيراً في مزاجه العام منهما، اما ما يضعف حظوظهما فهو المجتمع الدولي الذي قد لا يرغب في التعامل مع شخص مطلوب للمحكمة الجنائية أو غير معروف لديه.

هذا يقودنا مباشرة الى العوامل الحاسمة للصراع في حال اندلاعه بين المرشحين المحتملين للخلافة، أول هذه العوامل هو الرئيس البشير نفسه ويشير بعض المحللين الى ان كلمته ستكون فاصلة في حسم الصراع حول خلافته وكما يقول مراقبون فإن البشير الذي يحفظ التوازن حاليا بين المتنافسين المفترضين على خلافته هو الضمانة الوحيدة لعدم وقوع صراع انداد وبالتالي سيفوز من يدعمه. ويحدد غندور شرطا بقوله ان التحدي الحقيقي في حال البحث عن مرشح أخر هو ان يكون خليفة حقيقيا، وان يسد الثغرة التي كان يملأها الرئيس اولا من حيث المقبولية وثانيا من حيث الشجاعة وثالثا من حيث القدرة على اتخاذ القرار.

ماذا إذن عن الطرف الثاني في المعادلة، المعارضة، وكيف تنظر للمسألة؟، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، سليمان حامد تحدث في وقت سابق عن الأمر واشار الى أن جميع هؤلاء المذكورين مدنيين أم عسكريين لا ينبغي أن يكونوا موجودين في العام 2015، وقال ان مسألة التنافس ما بين مدنيين وعسكريين هي افتراض من حزب المؤتمر الوطني أنه سيستمر في الحكم حتى عام 2015 ليتنافس بعد ذلك مع نفسه، جناح عسكري مع جناح مدني، معبرا عن اعتقاده بأن مكونات ومقومات البقاء للمؤتمر الوطني انتهت، وهنا يقول الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين ان الحديث عن تنحي البشير هو مجرد حديث للاستهلاك السياسي وذر للرماد في العيون وتحويل للانظار عن القضايا الحقيقية الى قضايا اخرى، وقال حسين لـ الصحافة عبر الهالتف امس انهم غير معنيين بما يتحدث عنه النظام الحاكم الذي صار مأزوما بما فيه الكفاية، وتساءل حسين عن أية انتخابات يتحدثون وعلى أية اسس ستقوم؟، وقال إنهم في المعارضة يتحدثون عن مؤتمر قومي جامع تشارك فيه كل القوى السياسية ويتواضع فيه اهل السودان على برنامج وطني للانتقال الى الديمقراطية والتعددية السياسية ودولة المؤسسات بعد ازالة النظام الشمولي بكل رموزه، واضاف (لا يهمنا ذهاب هذا أو بقاء ذاك).

الصحافة

تعليق واحد

  1. (ومعلوم ان الترشيحات الغالبة لخلافة البشير كانت انحصرت في اربعة اشخاص هم على التوالي النائب الأول للرئيس ومساعده في الدولة والحزب ووزيري رئاسة الجمهورية والدفاع، ولاحقا اضافت حسابات التوازن المناطقي نائب الرئيس الثاني، واضاف منطق التجديد ذهاب الستينيين واتاحة الفرصة للشباب.)
    من هم هاولاء……..؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    اذا كان الغراب دليل قوما فماوصلوا وما وصل الغراب

  2. اولا اسجل صوت شكر للسيد المشير عمر البشير بما خدم وانجز ولا نكون جاحدين فى ذلك وجزاه الله عنا كل خير واكرر شكرى لعدم ترشيح نفسه للدورة القادمة ولم يصر على ذلك كما فعل غيره من حكام البلاد المجاورة .
    ثانيا احسبه شخصية ديمقراطية لذا لم يختار ولم يميل الى شخص بعينه وتقديمه او اصراره لحزب المؤتمر الوطنى ولكن ظنا منا انه ربما فى نفسه الميول لرفيق دربه الاستاذ على عثمان او لميوله العسكرية لزملائه وزير الدفاع او وزير رئاسة الجمهورية فهذا شى طبيعى فى البشرية فرغم ذلك ترك الامر برمته للحزب .
    ثالثا وحسب رأيى الشخصى اقترح ان يتنحى الاتية اسماؤهم وذلك لمصلحة البلاد وهم :-
    1/ السيد / البشير ( وجزاه الله خيرا فالتنحى منه اولا )
    2/ الاستاذ / على عثمان
    3/ السيد / حاج ادم
    4/ الفريق / بكرى حسن صالح
    5/ الفريق / عبدالرحيم محمد حسين
    6/ الدكتور / امين حسن عمر
    7/ الدكتور / مصطفى عثمان اسماعيل
    الحزب ملى بالكوادر الشبابية المؤهلة والمرغوبة للشعب .

  3. اذا اعتمد حزب المؤتمر الوطنى على احد هؤلاء الخمس فعليه العفاء اما عبد الرحيم وبكرى لم يكن هناك ثمة ما جعلهم فى المناصب طوال هذه المدة سوى ذيليتهم للبشيرمما جعل الشعب لا يؤبه بهماوالذيل لا يمكن ان يكون راسا اما نافع والحاج ففرص الالتفاف حولهما داخل الحزب او خلرجه ضعيفة اما شيخ على ( البصيرة ام حمد) صاحب مقلب نيفاشا )فليست له الكاريزما المطلوبة للرجل الاول ثم ان سياسة البشير هى نفس سياسة البشير والناس ترغب فى التغيير
    ثم ان هؤلاء جميعا اولاد دفعة واحدة اذن لم لم يستمر البشير
    وداعا للعواجيز الفاشلين

  4. والله لا خير في هذا أو ذاك……والشعب مسلوب الاراده…والحزب عنده اموال لشراء الذمم…..فلو جاء زيد ولا عبيد…..كلهم زي بعض….والله يكون في عون الشعب المسكين

  5. سيناريو الحلقة الاخيرة من المسلسل البايخ …فى اللحظة الاخيرة سوف يتنازل البشير و يعلن انحيازه لرغبة المواطنين و يترشح لرئاسة الجمهورية حتى يتمكن من انقاذ الشعب ….. the end

  6. (1)علي عثمان طه
    السلبيات يعاني من مرض عضال ويغير دمو كل شهر او شهرين
    _يهاني من مركبات نقص وحقد خاصة على رصفائه بسبب نقص التاهيل كما انه لم يحمل سلاحا في حياته ولم يجرب حياة الكفاح ومما يودى به الى الموامرات لتصفية منافسيه الاخرين
    ايجابيته
    ليس مطلوب للعدالة الدولية مما يفتح ابواب للتعاون مع القوة الخارجية
    متزوج من بت عبدالله ود جادالله قريبة الصادق المهدي والترابي يودي لتعاون الاحزاب الامة والشعبي والوطني
    (2) نافع
    سلبياته: لايجيد فن التعامل مع الاخرين ،وقح زفراللسان ، متهم بكثير من الجرائم داخل وخارج السودان المسوؤل الاول عن بيوت الاشباح
    ايجابيته : رجل تنظيمي امني قوي لايسمح بفقد المزيد من اراضي السودان
    (3)الحاج ساطور سلبياته :يفتقد للمنطق في كثير من احاديثه ويتعامل مع الشعب على اساس انهم مجموعة من الجهلة الذين يسهل خداعهم ، لايجد قبول من قبائل الوسط والصفوة النيلية المسيطرة ، حديث عهد بمجموعة البشير فهو من المولفة قلوبهم ولايثق فيه
    ايجاباته : يمثل دارفور رغم انه من قبيلة عربية
    (4)عبدالرحيم حسين
    سلبياته : متخلف حد الهبل بل يعتبر من ذو الاحتاجات الخاصة من ضعف القدرات الذهنية والبدنية والتحكم في اطرافو ،حرامي ،غير مؤهل
    ايجاباته : لاتوجد
    (5)بكري(الصامت)
    سلبياته :ليس له في السياسة عموما بما تحتاجه من خطابة واحتكاك مع الجماهير ولا يصلح لهذا المنصب
    ايجابياته : يحفظ النوازن بين الاجنحة المتصارعة علي ونافع والسلامي والعسكر في السلطة ،قربو من البشير
    (6) ترشيح مرة (سامية ،رجاء ،سعاد ،بدرية( ونلاحظ لا توجد امراة مؤهلة لحكم السودان
    (7)واحد من الشباب

  7. نحن القايتو بنرشح وبينقيف وراء غندور كمرشح للرئاسة
    اليس هو الرجل الذى ترك الجامعة والاكاديميات ليتفرغ لقضايا الطبقة العاملة؟
    اليس هو الرجل الذى يشترى الباسطة والبسبوسة بنفسه وبكل تواضع من حلوانى البيت الشامى والعبد
    اليس هو الرجل الذى بعد ان يقضى جل نهاره فى الدفاع عن الطبقة العاملة بيمشى وبكل تواضع يلعب الكوشتينة : حريق واربعطاشر وويست بنادى برى المارياضى ولا ثقافى بس اجتماعى
    عاش بروف غندور مرشحا لرئاسة جمهورية السودان
    كسرة:
    فى حالة رفض البروف غندور فنحن نرشح وندعم بكرى سطلة صاحب الصورة الفوق دى حتى يعم البنقو كل ربوع بلاد السودان

  8. كل المعلقين نسو العوامل الاخرى اغتيالات هجوم الثوار العالم الخارجى تقسيم ماتبقى من البلد لاهاى واى واىحتمشمو منها وىن ـــ

  9. القادم من الجيش سواء بكري أو غيره فالبلاد فيها حروب والمشاكل لا يستطيع أن يديرها إلا صاحب كاريزما عسكرية وقبول مدني, ثم المطلوبين من قبل الجنائية لا يمكن حمايتهم ألا من قبل العسكريين وليس المدنيين, ولذا القادم عسكري ذو قبول وليس من المدنيين الذين ستظهر الخلافات بينهم بعد فترة ويضيع فيها الآخرين.

  10. اري ان كان لابد مؤتمر وطني فالانسب هو :
    وزير الكهرباء والسدود ( اسامة عبدالله )
     

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..