مضاعفة فاتورة المياه.. ونيزك 68TX

لا زال طعم (الحناضل) في فم المواطن بعد ابتلاعه زيادة أسعار الغاز رغم مرارة طعمها و(بالجلالة) لتواجهه اليوم ولاية الخرطوم وهي تمضغ موازنتها المالية وبشاراتها المعلنة كالعلكة، في فم فتاة مدللة باردة الإحساس، وتدفع من تحت طاولتها ودرج مكتبها بحسابات استهلاكنا كمواطنين من المياه للإعلام حتى يحللها ويحلل لولاية الخرطوم فعلتها البائسة تلك، (لزوم الحنك) والتبرير لزيادة غير محتملة في فاتورة مياه الشرب بنسبة 100 % (مرة واحدة) .
تنزل هذه الزيادة على جيب المواطن البسيط كالصاعقة الناسفة لكل بشارات والي الخرطوم والناسفة أيضاً لآمال المواطنين في خياله وأفكاره وقدراته على معالجة أزمات الولاية التاريخية بغير تلك المعالجات السهلة التي تجعل حكومة الولاية مجرد (مقاول) لتنفيذ الخدمات التي يحتاجها المواطن بسعر السوق إن لم يكن بأكثر منه قليلاً .
الأرقام التي تتحدث عن كلفة إنتاج المياه بالمقارنة مع قيمة الفاتورة التي يسددها المواطن مقابل استهلاكه للمياه.. هي حسابات (فهلوة) على الفشل وتجارة وليست حسابات خدمة أساسية تقدمها الدولة للمواطن .
ثانياً لماذا تحاول ولاية الخرطوم أن تشترط توفير خدمات المياه للمواطنين مقابل مضاعفة فاتورة الخدمة وجميعنا يعلم أن وعود الولاية وملأها يدها بالثقة في تحقيق استقرار لإمداد المياه في ولاية الخرطوم جاء بعد بشريات غير (مرجوعة) الأمل وغير (مسحوبة) الوعد، هي بشريات التبرع الإماراتي لحل مشكلة المياه في الولاية بعد تكفل دولة الإمارات العربية المتحدة بتشييد محطتين لإنتاج 600 ألف متر مكعب يومياً وهو إنتاج من شأنه فك اختناقات كبيرة في خدمة مياه الشرب التي تعاني منها ولاية الخرطوم .
كم كانت ستصل فاتورتكم – بتلك الحسابات التي تروجون لها الآن – إذا لم تتبرع الإمارات بإنشاء هذه المحطات في ولاية الخرطوم بتكلفة 260 مليون دولار..؟!
نقول إن أزمة خدمات المياه في ولاية الخرطوم ظلت ردود فعل المواطنين تجاهها وغضبهم يتبدد على صخور الصبر ويحترق خارج الغلاف الجوي للشارع السوداني المهذب، مثلما احترق نيزك (تشليابينسك) عام 2013 بالقرب من كوكب الأرض دون أن يسقط على رؤوسنا، لكن مثلما يحذر خبراء وكالة ناسا هذه الأيام من اقتراب كويكب TX68 من الأرض، والذي يزيد قطره عن قطر نيزك (تشليابينسك) الشهير، فإننا أيضاً نرى ضرورة التحذير ولفت الانتباه من خطورة (TX) المياه الآن، الخطير جداً على المصداقية السياسية لحكومة ولاية الخرطوم الجديدة والمجلس التشريعي خاصة وأن هذا المجلس كان قد أجاز موازنته وﺑﺸﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﺨﻠﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ قبل أن يعود مرة أخرى ويقر زيادة في أسعار المياه بنسبة مائة بالمائة .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالي