ضريح الشيخ الولي.. مزار ديني في عروس الرمال.. على السجادة الإسماعيلية

الأبيض ? سارة المنا
يُعد تاريخ التصوف في السودان من الموضوعات التي تشكل أهمية خاصة للدارسين، والطرق الصوفية هي مدارس في التزكية والتربية متفرعة من بعضها ومرتبطة بواسطة السند المتصل، وتتبع أحد المذاهب السنية الأربعة، والاختلاف بينها أنما هو في طريقة التربية والسلوك.
وفي السياق أنشأ الشيخ إسماعيل بن عبد الله الطريقة الإسماعيلية بمدينة الأبيض عام (1919)م، وهي تعد الوحيدة سودانية المنشأ بخلاف الطرق الصوفية الموجودة كافة بالبلاد، لأن الأخريات قادمات من دول عربية وإسلامية عدة كالعراق ومصر والجزيرة العربية والمغرب، وينسب للطريقة الإسماعيلية السبق والفضل في نشر الإسلام في مناطق جنوب كردفان وفي تثبيت الدين ونشر تعاليم التصوف في كل أصقاع البلاد، (اليوم التالي) اقتربت من السجادة الإسماعيلية، وتعرفت على تاريخ الطريقة العريقة.
أهداف مهمة
وفي الأثناء، يقول علي محمد تميم الدار: نجحت الطريقة الإسماعيلية في الجمع بين الهدف الديني والدنيوي، وذلك من خلال تحقيق المتطلبات الروحية للمريدين أو السالكين لها عبر الأوراد والاحتفالات الدينية والحوليات وبين الجانب الاجتماعي من خلال التجمعات الخاصة بذكر الأحد والخميس ومولد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) بعد صلاة الجمعة والذكر العصري. وأضاف: أضحى ضريح الشيخ الولي الذي يقع في قلب الأبيض مزارا سياحيا يقصده كل زائري المدينة.
ميلاد الطريقة
من جهته، قال أحمد حسين: اتصلت الطريقة الإسماعيلية بالطريقة الختمية والإدريسية وأخذ الشيخ إسماعيل بن عبدالله الطريقة الختمية، حيث التقى بالسيد محمد عثمان الختم بن السيد أبي بكر الميرغني تلميذ السيد أحمد بن إدريس، الذي قدم من مكة المكرمة إلى السودان عام (1816)م، ومكث فيها ثلاث سنوات وثلاثة شهور حتى حصل له الفتح، وجاءه الأمر لأفراد طريقة خاصة، لكنه تأخر في تنفيذ الأمر تأدباً واحتراماً لشيخه مما عرضه لامتحانات عظيمة وابتلاءات جسيمة، فصبر عليها صبراً عظيماً حتى فتح الله عليه بحج البيت الحرام عام (1819)م. وأضاف أحمد: التقى بشيخه الولي الكامل السيد محمد عثمان الختم، وشاوره في الأمر، فبارك له ذلك، وأجازه بقوله “وقد خلعت عني المحب الصفي والخل الواث بالعهد الوفي صديقي وحميمي المطابق وليي ومحبي الموافق لشيخ اسماعيل بن عبدالله المعروف بالولي في طريقتي وإعطائها، وكذا في طريقته التي أذن فيها وأن يسلك بها محبوه”.
ترويض النفس
تقوم تعاليم الطريقة الإسماعيلية على تقوى الله والاستنان بأخلاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) العقيدة، الفقه، القرآن، الحديث والآداب الشرعية ثم على ترويض النفس المتصل بجملة من الأوراد والأذكار التي نظمها الشيخ إسماعيل بموافقة الحضرتين وبسند متين من سنة رسول (صلى الله عليه وسلم)، انتشرت الطريقة في أرجاء السودان شمال وجنوب كردفان وفي وسط وغرب السودان على يد مؤسسها الشيخ إسماعيل وعلى يد أبنائه وتلاميذه كالسيد (إسماعيل الرقيق، محمد عثمان الميرغني، محمد المكي تاج الأصفياء، مصطفى البكري).
مقاومة المستعمر
إبراهيم النعيم قال لـ (اليوم التالي): للطريقة عدد من المرافق الدعوية كخلوة الشيخ إسماعيل الولي بحي القبة بالأبيض، زاوية ومسجد الإسماعيلية بحي السيد المكي بأمدرمان، زاوية الخليفة الحنفي بـ (الخرطوم 3)، زاوية الخليفة مكي أحمد بالعرضة، وأيضا في عدد من مدن وولايات السودان المختلفة، ساهمت الطريقة في الجهاد ضد المستعمر الإنجليزي، كما ساهم تلاميذ ومشايخ الطريقة الإسماعيلية في القضاء والفتوى بشتى أنحاء البلاد.
مؤلفات قيمة
كانت للولي مؤلفات عديدة في علم الشريعة وأسفار قيمة في علم الحقيقة وله دواوين فصيحة في مدح المصطفى (صلى الله عليه وسلم) منها (الدرر السنية في مدح خير البرية، البرق الساطع، درر اللآلئ وزهرة النجوم والليالي في علم النحو، الصلاة المسماة بالهبات العلية في الصلاة على الذات المصطفوية) وغيرها من المؤلفات وله كرامات فاضت بها كتب المؤرخين وأهل التراجم.
إسدلال الستار
توفي الشيخ إسماعيل الولي في صبيحة يوم الأحد الموافق السابع عشر من شهر رجب من العام (1280هجرية) الموافق (1863م)، ودفن في حي القبة بمدينة الأبيض الذي سمي تيمناً بضريحه.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذه الطرق ألي جلبت للسودان التخلف والخروج على الطريق المستقيم. لا يوجد في تاريخ الإسلام، طرق غير طريق الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه الطرق الصوفية المزعومة اختلقها المستشرقون والنصارى لتشويه الإسلام الصحيح الذي هو ليله كنهاره. ولا يزيغ عنه إلا هالك، جاهل خاوي الدماغ وقليل المروءة. أما المسلم السوي لا يصدق بالخزعبلات المخترعة تحت مسمى الطريقة الإسماعيلية الخارجة عن الإسلام أو رضيفاتها ذات الصلة. المسلم يصدق بما قال الله تعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما جاء به فقهاء أهل السنة والجماعة الأربعة المعتبرين. الإمام مالك. الإمام الشافعي. الإمام أحمد بن حنبل. الإمام أبو حنيفة النعمان. وكل هؤلاء الأفذاذ لم تكن لهم طرق خاصة غير الطريقة التي جاء بها المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. بالرغم من أنهم مشهود لهم بالإجتهاد والفهم في دين الله. يوجد عندنا في الإسلام الأدلة المتفق عليها: وهي: القرآن، والسنة، والإجاماع، والقياس. وهناك أدلة مختلف فيها وهي: المصالح المرسلة، وسد الذرائع، والعرف، وقول الصحابي، والإستصحاب. والإستحسان.ومن هذه الأدلة الشرعية نستنبط أحكام الشريعة الإسلامية وقواعدها المعروفة. فلماذا هذا السخف والشطط، الذي يغوي العامة من أمتناالإسلامية. وهل مسميات الطريقة الفلانية والعلانية. ذكرت في السير، أو في البداية النهاية أكبر كتاب يذكر مناقب الصالحين والمصلحين. لما ذا تستهجلوننا.!؟ وتستغون الناس.
    تبا لكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..