التولي يوم الزحف..!

منكم
(1)
يتفاجا السودانيون في كل مره (بهروب) رئيس حزب سياسي كبير ومؤثر و(عليهو الرك) اي الامل والرجاء من الساحه في وقت تكون جماهير حزبه وجموع الشعب في (حوجه ماسه) له .
(2)
ظل هذا السلوك يتكرر كثيرا عند قيادات الاحزاب الطائفيه (الامه والاتحادي) لدرجة يمكن وصفهم باولئك الذين يتولون يوم الزحف اي الذين يعرضون عن القتال يوم المعركه مع العدو .. ليصبح هذا التولي يوم الزحف سمه من سماتهم الشخصيه فالسيدين محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والسيد الصادق المهدي رئيس حزب الامه القومي وما ان تاتي مرحله سياسيه (ساخنه) علي الشعب وتحدث فيها مواجهه مباشره مابين السلطه والجماهير وتكون نتائجها ممارسة النظام لعادته القديمه المتجدده بالاعتقالات وتكميم الافواه الا وتجدهم قد (ولو الدبر وهربوا) في وقت تحتاج اليهم الجماهير في التوجيه والارشاد والدفع المعنوي.
(3)
السيد محمد عثمان الميرغني لأيابه كثيرا بما يحدث للسودانيين وبسبب اقامته الدائمه في الخارج فقد الشعور بمعاناة الشعب السوداني ..فهو ليس لديه اي استعداد في ان يمكث داخل البلاد ( لافي الحاره ولافي البارده) ،فقد ظل يهوى العيش بعيدا عن القطر الذي في تقديري الشخصي لايشبه تكوينه ولامزاجه ويؤكد حكمي عليع بذلك وجوده بصوره دائمه خارج البلاد حيث لا حديث ولا عشم لعودته مره اخرى .
(4)
الامام الصادق المهدي ظل (بين بين) فعندما تكون الاوضاع مستقره يكون موجودا بين الناس ولكن عندما تتغير الظروف السياسيه وتبدا (قصة الاعتقالات) فانه يبحث له عن (طريقه عشان يتخارج بيها) كما فعل الان ..ذهب الى اديس ابابا بدعوه من الاتحاد الافريقي ثم (كب الزوغه) او (كتل الملف) كمايقولون الى مقره الشبه الدائم في القاهره دون اي مبرر او مسوغ لخروجه خاصة وان جماهير حزبه تحتاجه بشده وكذلك جمع الشعب السوداني حيث مايزال هناك عدد من قيادات حزبه وعلى راسهم السيده ساره نقدالله الامين العام للحزب قيد الاعتقال .
(5)
الدكتور علي الحاج محمد الامين العام للمؤتمر الشعبي لحق اخيرا بركب (المتولون يوم الزحف) فخرج الى مقره اقامته شبه الدائم ايضا في مدينة بون الالمانيه وترك قيادات وقواعد حزبه (تائهين حايرين) .. (وماعارفين يعملوا شنو) او (يتصرفوا كيف مع المستجدات)؟؟ بعد ان رفض المؤتمر الوطني تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، خرج علي الحاج بحجة تلقي العلاج للمره الثانيه بعد انتخابه امينا عاما وفي كل مره كان يغيب لفترات طويله ما يجعل الجميع في حالة من التساؤل والارتباك ..! فهو وعلي حسب النظام الاساسي صاحب الكلمه الفصل في اتخاذ القرارات المهمه وبالتالي فان لا احدا يمكن ان يتخذ قرارا مصيريا في غيابه الشي الذي يجعل الحزب معطلا الى حين اشعار اخر..!.
(6)
المعارضه في الخارج مدعاة للارتهان الى الاجندات الخارجيه ..فلايمكن لدوله في عالم اليوم الشديد التقاطعات ان تفتح لك ابوابها لتعارض نظام دولتك بالمجان .. حيث اضحى كل شئ بثمنه ولابد طبعا من ان تفرض عليك الدوله التي تختارها اجندتها نظير الضيافه والاستضافه..! ولذلك يجب ان تفهم الجماهير ان ايا كان رئيس الحزب شريفا او وضيعا ..ذهب ليعارض من خارج وطنه فان ايمانه بالوطن والوطنيه سيكون ضعيفا للغايه وستتقاطع مطلوبات حزبه مع مطلوبات الدوله المستضيفه..!.
(7)
في تقديري ان هروب قادة احزابنا السياسيه من الواقع شيء ليس اخلاقي ..وفيه خيانه كبرى لجماهير الحزب وخديعه اكبر للشعب السوداني الذي يدعي امثال هولاء النضال من اجل تحقيق رفاهيتهم ، فالعمل السياسي عمل اخلاقي في المقام الاول ويجب ان يفهم هكذا ومن ليس له القدره على التحمل والتضحيه عليه ان يتركه اليوم قبل الغد ..كما ان على قواعد هذه الاحزاب ان يكونوا حريصين اشد الحرص على اختيار اشخاص جديرون بالاحترام وصناديد لايولون الدبر مهما ادلهمت الاوضاع ولايهابون العسف والاعتقال ويقدمون ارواحهم فداءا من اجل ان تستقيم الحال وينال الشعب حريته وكرامته.