متلازمة العجز

حملت الأخبار في معظم صحف الأمس أن الرئيس سيلتقي رؤساء الأحزاب المتحاورة لاستئناف الحوار العالق منذ إعلانه بداية العام 2014م هذا الخبر لو كان قبل عام من الآن لكان وقعه مختلفاً، لكنه الآن لم يعد يُحرك ساكناً فلم يعد هناك فرق بين اجتماع لجنة الـ 7 أو الـ 3 واجتماع الرئيس برؤساء الأحزاب فكل الدهشة والإثارة زالت تماماً منذ خطاب “الوثبة” فالدرس الراتب أصبح محفوظاً للجميع، لجان تجتمع وأخرى تنفض، دعوات لحوار ثم مناورة لضمانات ثم نكوص ثم وعود. ثم تعود متلازمة المفاوضات، دعوات واسعة وهجرة جماعية إلى أديس أبابا، تبدأ المفاوضات، المتحاربون يتعانقون قبل التفاوض، ثم تحمل الأخبار أن اتفاقاً وشيكاً سوف يوقع بين الطرفين، ثم يتحول مسار الأخبار، المفاوضات تتعثر، المفاوضات على وشك الانهيار، المفاوضات انهارت تماماً، كل طرف يتهم الآخر بعدم الجدية و تبديد الوقت وربما تصل الاتهامات إلى حد العمالة وتحميل الطرف الآخر أجندة دول الشر، الطرفان يغادران ثم تبدأ الردود العسكرية، هذا الدرس بات محفوظاً بكل خطواته بل بأزمانه وكم يستغرق من الوقت.
لم يعد هناك أي أمل في النهوض من حالة العجز هذه إلا بفعل يتجاوز الفعل التقليدي الذي ظل يتكرر منذ سنوات ودون أقل جدوى، المفاوضات لم تعد تحمل أملاً في إيجاد حلول، لأن نهاياتها معلومة للجميع، بل تفاصيلها باتت محفوظة، المفاوضون في واد وواقع الوطن في واد غير ذي زرع، الرشد غائب والبندقية حاضرة تعلو ولا يُعلى عليها، السؤال الذي لا ينتظر الإجابة، هل من كل هذا القدر الوافر من السياسيين والحزبيين والمسلحين يدركون حجم الأزمة التي ترقد عليها البلاد، هل تعي المجموعات التي ستلتقي الرئيس يوم الاثنين أن كل ساعة تمر محسوبة على أمن واستقرار الوطن الذي تحيطه الفوضى والإرهاب من كل جنب، مصر وليبيا وتشاد وهذا القدر يكفي لانفجار كامل إن لم يتم تدارك الأمر بعيداً عن حسابات الربح والخسارة.
الفشل أضحى عنواناً للحالة السودانية، إن كان توهان الحكومة أو ضعف المعارضة وتشرذمها، النتيجة أن الجميع وقع فريسة لحالة العجز التي تقود السودان إلى الهاوية، والسودان لا ينقصه من عناصر الانهيار إلا التفجيرات الإرهابية وهذه إن بلغنا مرحلتها فنحن موعودون بفوضى تختلف عن الآخرين تماماً، ثلاثية الأبعاد، احتقان عرقي وثأر سياسي، وغبن اجتماعي، الحالة السودانية الآن جاهزة للانفجار الكبير ينقصها فقط البهار الأخير، أفيقوا أرجوكم قبل أن تسبح البلاد في بحور دم لا تهدأ.
التيار
يا شمائل مين يسمع ومين يقرا ومين يفهم
حجوة أم ضبيبينة ..!!
يا شمائل مين يسمع ومين يقرا ومين يفهم
حجوة أم ضبيبينة ..!!