مرحباً سلفا ولا للفتنة

حروف ونقاط

مرحباً سلفا ولا للفتنة

النور أحمد النور

تستقبل الخرطوم بحفاوة اليوم رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أول زيارة منذ انفصال الجنوب في يوليو الماضي، و برفقته وفد رفيع يضم ثمانية وزراء واثنين من نواب الوزراء، وأحسنت وزارة الخارجية ترحيبها بالزيارة التي تستمر يومين، معربة عن أملها في أن تمهد السبيل لعلاقات حسن جوار وتعاون دائم بين البلدين.
وسيحظى الرئيس سلفا، الذي سيستقبله الرئيس عمر البشير، بمراسم استقبال رسمي في مطار الخرطوم، كما سيكون في استقباله سفراء الدول الأفريقية،مما يعكس اهتمام السودان وقيادته بمواصلة موقفها منذ إجراء الاستفتاء واحترام نتائجه ثم إبداء حسن النية في علاقات متميزة بين جارين فرقتهما السياسة ويربطهما تاريخ مشترك ومصالح تحكمها الجغرافيا لحدود تمتد أكثر من ألفي كيلومتر، وعشر ولايات، وشعوب على جانبي الحدود لا يمكن عزلهم بخطوط سياسية،وشطب مئات السنين من التواصل.
وبين الدولتين عدد من القضايا العالقة، التي كان الجانبان يتفاوضان في شأنها بوساطة من الاتحاد الأفريقي برئاسة لجنة يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي، وهي ترسيم الحدود ، ومنطقة أبيي ، و النفط، وقضية الديون الخارجية لدولة السودان قبل انفصال الجنوب والبالغة 38 بليون دولار، وأصول الدولة، ثم الملف الأبرز “جنوب كردفان والنيل الأزرق” الذي يمكن أن يفتح تحقيق تقدمه بشأنه الباب أمام تفاهمات كبيرة،ورغم انه ملف شائك لكن توفر الإرادة السياسية لدى الطرفين والرغبة في إرساء علاقات تعاون متينة كفيل بطيه بأقل خسائر ?تنازلات متبادلة حتى لو كانت مؤلمة.
اعتقد أن البلدين في حاجة إلى بعضهما،اذ يواجهان تحديات عظيمة،فالجنوب الذي يسعى إلى بناء دولة قابلة للحياة ليس من مصلحته إنهاك الشمال وإضعافه،ودعم حروب بالوكالة،فهو في حاجة إلى الشمال ولو من باب المصلحة،والعكس صحيح،وثمة ضرورة لفتح الحدود وتسهيل حركة التجارة خصوصا بعد ان اتفق الطرفان على المعابر الشهر الماضي. .
مرحباً سلفا في وطنه الأول، ونأمل أن تحقق زيارته أهدافها ونتوقع أن يكون يحمل مشاعر ايجابية واستعدادا للانتقال إلى مرحلة جديدة فلم تعد المرارات عقبة بعد ما انتقل الجنوب وشعبه إلى مربع يجب ما قبله،وإذا كان هناك خلاف سياسي فلنهزم السياسة بسياج منيع من المصالح وحزم من التعاون. .
لا للفتنة
أديت صلاة الجمعة أمس في مسجد العمارات ش29 ،وفي الخطبة الثانية رفع الخطيب لعبة أطفال عبارة عن مسدس يطلق صوت رصاص يدعو إلى ضرب السيدة عائشة ،وكرر المشهد ثلاث مرات على المصلين، وقال إن المسدس مصنوع في الصين وبغلافه كتابة بلغة فارسية إلى جانب الصينية،واعتبر ذلك ضمنا تآمرا بين الشيوعية في الصين والشيعة في إيران،وسب بغضب إيران ورئيسها أحمدي نجاد وكفر الشيعة ،وقال فيهم ما لم يقله مالك في الخمر ،وقال”لو لا أني متوضىء لحدثتكم عن جرائمهم”،ولا أدري ماذا كان سيقول بعد ما قال في حقهم شعرا ونثرا،حتى الشيخ حسن نصر الله ?خذ نصيبا من الكفر والشتم.
لقد اشتط الإمام في موقفه فكيف تأكد له أن إيران والطائفة الشيعية وراء لعبة المسدس،ولو افترضنا جدلا أن ذلك صحيح فهل الرد هو التكفير والشتم والسب،وهل من مصلحة الإسلام والمسلمين إثارة الخلاف والعداء بين الطوائف الإسلامية، ولا سيما في هذا الوقت الذي ينشط فيه صناع الفتنة والفرقة والراغبون في تمزيق شمل الأمة بإثارة موضوعات الخلاف بين فرقتيها الكبيرتين.
لا يمكن إنكار الخلاف بين السنة والشيعة، ولكن ينبغي وضعه في موضعه، والإنصاف خلق إسلامي أصيل لا يجوز للمسلم أن يخلي سلوكه وقوله وعمله منه، والسياسة هي السبب في التفريق بين السنة والشيعة منذ زمن الصحابة والتابعين، وهي اليوم كذلك في زماننا ووقتنا الرديء ، ومن أوجب واجبات العلماء والمفكرين أن يرتقوا بالأمة وأن يقولوا ما يجمع لا ما يفرق ،وعدو المسلمين ليس بني جلدتهم ودينهم، فابحثوا عن العدو الحقيقي ومن يستهدف عقيدتهم وأمنهم . .

الصحافة

تعليق واحد

  1. وقضية الديون الخارجية لدولة السودان قبل انفصال الجنوب والبالغة 38 (((((بليون)))))) دولار
    (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟) (؟)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..