قهوة شاشا وريحة التاريخ.. “سوق الديم” والكلام كمل

الخرطوم – علي عيسى

ثمّة من لا زال يحنّ للأيام الخوالي، زمن الزمن زين. كل من يستعيد في مخيلته من الأجيال القديمة نضارة تلك الأيام لن ينسى بالطبع أن يعرج بمسار حديثه صوب جنوبي الخرطوم. إن واتتك الفرصة وجلست قبالة واحد من ناس زمان، من قاطني تلك البقاع، فلا تنس أن تدوّن نبض الإشراق الكامن بين عينيه وهو يجتر الونسة أيام سوق (الديم).

إلى الشمال الشرقي من السوق الشعبي، وفي قلب منطقة الديوم، يربض أعرق الأسواق التي عرفتها العاصمة الخرطوم. سوق الديم اتخذ اسمه من اسم المنطقة بداهةً، وبحسب شيخ السوق، العم (عبدالقادر عوض)، فإنّ منطقة الديم منطقة قديمة، كانت تتجمع فيها بقايا جيوش المهديّة في معسكرات مصغّرة، إلى أن جاء الإنجليز. بالنسبة لبداية السوق فتعود إلى أربعينيات القرن الماضي، حيث كان عبارة عن رواكيب للقهاوي، ومن أشهرها قهوة عمنا (محمود بكاش) وقهوة (شاشا) التي يأتيها الناس من مناطق بعيدة، وكانت القهاوي عبارة عن روابط اجتماعية وثقافية، تجمع الناس بمختلف سحناتهم، إلى أن توسع السوق من خلال كثرة الإقبال عليه من قبل المواطنين.

بالنسبة لبائع الخضروات بشير حمودة فإنّ سوق الديم من الأسواق التي قامت برواكيب صغيرة تباع فيها الخضروات والتوابل، بالاضافة إلى القهاوي المتناثرة حول السوق، إلى أن ظهرت المحليّة، التي بدأت توسيع السوق وتخطيطه، فأصبح سوقاً راقياً، يجمع مختلف الناس، وجهة عمل لكثير من الأجانب، خاصة الإثيوبيين والتشاديين، الذين تعايشوا وانصهروا مع السودانيين. والملاحظ أن سوق الديم فيه العديد من القهاوي العريقة، التي تظهر من قدم مبانيها، وكثرة رواد القهوة من كبار السن.

سوق الديم يتوسّط ديوم التعايشة وديم أبريش وديم الزبيرية. وبحسب بشير فإنّ السوق فيه العديد من الحرف؛ من شاكلة الخياطة والنجارة والحدادة، ويمتاز بموقعة المميز في قلب الخرطوم

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. ديل حبش أشك سودانيين ، شوف الصلب الكبير ده والشعر ده من وين ، إنقاذ العولمه والعروبه والهويه ههههها ياعرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..