أخبار السودان

اللواء عمر نمر في أول حديث له بعد مغادرة المنصب.. تم إعفائي دون علمي ولكنني لستُ غاضباً

راضٍ عما قدَّمته وسأواصل خدمة الوطن بعيداً عن المنصب
أحسُّ بطعم الحرية بعد تحلُّلي من المناصب الدستورية
بدا اللواء عمر نمر سعيداً بمفارقة مقعده الرفيع كرئيس للمجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم، مبينًا أن ذلك من شأنه أن يتيح له الفرصة لمزيد من العمل والإنجاز بعيداً عن القيود الرسمية.
وكشف نمر في حديثه مع (الصيحة) أنه كان موجوداً خارج البلاد حينما تم إعفاؤه من رئاسة المجلس، ومن دون إخطاره بالإعفاء، بيد أنه عبّر عن رضاه الكبير عن القرار، وأعلن رغبته الكبرى في الاستمرار في دعم خلفه في المجلس.
حاوره: عبد الرؤوف طه
خرجت بصورة مفاجئة من المجلس الأعلى للبيئة؟
أحس بطعم الحرية الآن بعد التحلّل من المناصب الدستورية بصورة عامة.
نفهم بأنك سعيد بعيداً عن بريق السلطة؟
سعيد أشد سعادة، وسعيد بعدما قدمت كل ما أملك للمواطن سواء كان في محلية الخرطوم أو المجلس الأعلى للبيئة.
للسلطة بريق يجذب كثيرين، مع ذلك تقول إنك سعيد بمفارقة المناصب؟
أنا مرتاح بأنني بعيد عن بريق السلطة والوظيفة مقيدة تعمل فيها وفق خطط محددة، أما العمل الحر أو العام يمكن أن تقدم من خلاله كل ما تملك في كل المناحي والمجالات.
ماذا تعمل الآن بعد خروجك من الحكومة؟
أعمل في القطاع العام دون توقف وأعمل من أجل المواطن ابتداء من مستوى الحي وصولاً لمستوى السودان الكبير، أعمل في مجال البيئة وتشجير الشوارع في عدد من الولايات.
أقصد ماذا تعمل في القطاع العام؟
آخر عمل قمتٌ به هو غرس ألف شجرة باسم اللجنة السودانية الأولمبية في مدنية الدامر.
بأي صفة تقوم بغرس الأشجار؟
بصفتي مواطناً عادياً.
نعود لسؤالنا الأول عن الخروج من المجلس الأعلى للبيئة؟
الرئيس البشير أعلن عن حكومة قومية تضم كل الذين شاركوا في الحوار الوطني وطالبنا في أحد لقاءات الشورى بإفساح المجال للآخرين.
ثم ماذا بعد؟
حينما قال هذا الحديث كنتُ أول من هتفوا بالتكبير والتهليل من داخل القاعة.
بمعنى كنت مستعداً وجاهزاً للتنازل عن منصبك؟
نعم، مستعد أتنازل عن منصبي الدستوري من أجل مصلحة السودان ووحدة الصف ووحدة الجبهة الداخلية، ومستعد وجاهز لإتاحة الفرصة للقوى السياسية الأخرى إنجاحاً لمبادرة الحوار الوطني.
هل تم إخطارك بأمر إبعادك من المنصب الوزاري أم كان الأمر مفاجئاً؟
لم يشاروني أحد، ولم يتصل بي أحد، ولكن كنت راضياً عن الإزاحة من أجل مصلحة السودان، وأتمنى أن يفسح الآخرون المجال للقادمين الجدد بغية وقف الحرب وتحقيق السلام والاستقرار وإعمار البلاد.
أين كنت حينما تم إعفاؤك من الوزارة؟
كنتُ خارج السودان.
إذاً، لم تكن تتوقع قرار الإعفاء؟
كنتُ أتوقع ذلك بنسبة 90% وفي نفس الوقت أنا على قناعة أن المناصب والتحركات الدستورية بيد الله سبحانه وتعالى.
هل حزنت على مفارقة المنصب؟
لم أحزن مطلقاً، وأعلنت من أول يوم أنني سأكون داعماً لكل المشروعات البيئية في السودان، وسأواصل دعم الوزير حسن إسماعيل، وسأكون عوناً له وسأقدم عصارة جهدي لمساعدة الوزير الجديد.
هل كنت راضياً عن أدائك في الوزارة؟
راضٍ تمام الرضا.
هل كنت راغباً في الاستمرار؟
الآن قادر على العطاء عبر الاستشارات والتعاون المشترك.
أين أخفقتَ وماذا حقَّقتَ من نجاح في المجلس الأعلى للبيئة؟
حققنا نجاحاً كبيراً في مجال البيئة، وخلقنا شراكات مع عدة جهات في هذا المجال، وفي مجال النظافة فإن تبعية هيئة النظافة للمحليات لعبت دوراً كبيراً في تراجع مستوى النظافة، بعض محليات الولاية تملك إمكانيات لمعالجة قضية النظافة وبعضها لا يملك إمكانات.
مشروع التشجير أخذ مساحات أكبر من اهتمامك ربما على حساب مناحٍ بيئية مهمة؟
صحيح، وكان مشروعاً ناحجاً، والقصد منه خلق صورة إيجابية عن البيئة.
لكن النظافة كانت نقطة ضعف؟
النظافة نقطة ضعف لحكومة الولاية كلها وليست نقطة ضعف لوزارتي.
أين يكمن الخلل؟
الخلل في القانون.
كيف ذلك؟
يجب تعديل القانون، ويعود الأمر إلى فترة الوالي الأسبق د. عبد الحليم المتعافي، حيث كانت هنالك جهة مركزية واحدة مسؤولة عن النظافة، ومعتمدو المحليات جزء من إدارة مشروع النظافة وتتم إدارة الولاية عبر جهة مركزية عليا، وفي الوقت الحالي النظافة بيد المحليات وهي مسوؤلة عنها، لذلك تعاني بعض المحليات في مسألة النظافة.
هل يمكن إعادة إدارة النظافة إلى عهد المتعافي؟
الأمر يحتاج لجرأة وقرار شجاع.
الخرطوم في عهد المتعافي لم تكن نظيفة بصورة مثالية؟
المتعافي نال وساماً من رئاسة الجمهورية بعد نجاحه في مجال النظام، والحكومة الحالية أمامها فرصة سانحة لنيل وسام في قضية النظافة فقط من خلال تجميد القانون وأن تكون إدارة النظافة موحدة، أي بالعودة إلى النظام السابق وتطويره بصورة أكبر.
ولاية الخرطوم أحضرت شركات أجنبية لحل مشكلة النظافة؟
توحيد قانون النظافة وتوحيد مركزيتها وتوفير ميزانية واضحة والالتزام باللوائح والمعايير والسياسات التي وضعت بشكل عملي والاهتمام بقضية التطوير سيؤدي لمعالجة مشكلة النظافة.
هل من حلول أخرى؟
الأمر الآخر هو إشراك القطاع الخاص المقتدر في عملية النظافة، ومعلوم أن القطاع الخاص هو القطاع الذي يملك العربات والعمال والخبرات والأموال وهؤلاء يمكن أن يساهموا في تحقيق جوانب مشرقة في مجال النظافة، وهنالك شركتان مقتدرتان إحداهما مغربية وأخرى سعودية سودانية دخلت في شراكة مع جياد، وفي حال توفير الجو المناسب لهذه الشركات سيتحقّق اختراق كبير في مجال النظافة لأنهم يملكون الإمكانات والخبرات اللازمة.
أيضاً هنالك نقص في محارق النفايات؟
وفرنا محارق لخدمة ثلاثة آلاف مؤسسة صحية، ومن جهدنا الخاص دون دعم من وزارة المالية، حيث قمنا بتوظيف الإيرادات الموجودة وصيانة العربات والقديمة، وشجعنا المهندس السوداني على صناعة المحارق، وفي نفس الوقت طالبنا باستيراد محارق من الخارج وهي محارق طبية حديثة متحركة وأخرى ثابتة والأهم صديقة للبيئة.
كم عدد المحارق بالولاية؟
إحدى عشرة محرقة في ولاية الخرطوم، وهي قادرة على معالجة كل النفايات الخطرة في العاصمة.
الحديث عن الخرطوم يقودنا إلى أن إعفاءك من منصبك معتمداً للخرطوم قد تم هو الآخر بصورة مفاجئة؟
في محلية الخرطوم كنت سعيداً وقدمت خدمات كبيرة في فترة عملي من خلال خلق شبكة علاقات واسعة مع المواطن وخرجت برضائهم.
والدولة الراشدة هي الدولة التي يقودها مجتمعها بالتالي كنتُ على التحام مع المواطنين، ولهذا فهم ساعدوني في إدارة المحلية.
ماذا حققت في المحلية؟
كنتُ أحضر للميدان للجلوس مع المواطنين منذ العاشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً.
ماذا تعمل في الميدان؟
أزور مواقع الصحة والطرق والنظافة والتعليم لمعرفة نواقص هذه المواقع.
النظافة أيضاً كانت نقطة ضعف في فترتك بالمحلية؟
كانت تقضّ مضجعي، وما زالت تمثّل مشكلة أساسية لولاية الخرطوم، ويجب أن نهتم كسودانيين بأمر النظافة.
هل الكثافة السكانية لها دور في اكتظاظ العاصمة بالنفايات؟
بالطبع، خاصة أن معظم التنمية العمرانية في الخرطوم تنمية رأسية تساهم في انتشار النفايات خاصة في أحياء الخرطوم الشرقية بالإضافة لأحياء وسط الخرطوم.
دور المواطن في النظافة كان غائباً؟
أنشأنا عدداً من الحدائق في الأماكن العامة من أجل تنمية المحلية.
التعليم كان يعاني كذلك إبان فترتك في الخرطوم؟
أنشأت 27 مدرسة جديدة في المحلية منها 26 مدرسة أساس وواحدة مدرسة ثانوية.
من أين لكم بأموال لإنشاء هذه المدارس؟
محلية الخرطوم بها إمكانات مادية ضخمة جداً إذا تم توظيفها بصورة جيدة يمكن أن تحقق المطلوب.
أية إمكانات التي تحقق المطلوب؟
مثلاً الإيرادات اليومية.
لماذا هذا العدد الهائل من المدارس؟
لا بد من بيئة مدرسية جيدة تليق بالمحلية، وفي الحقيقة العمل في المدارس بدأ في عهد معتمدين سابقين.
هل وضعت بصمة في محلية الخرطوم؟
حققتُ نجاحاً في تنمية المجتمع.
فشلت في تنظيم المواصلات؟
هذا يتبع لوزارة البنية التحتية وليس مسوؤليتي.
بمعنى فوضى المواصلات التي حدثت في عهدك بمحلية الخرطوم لا تقع على عاتقك؟
صحيح، هنالك تنسيق بيننا ووزارة البنية التحتية ولكن الوزارة هي المسؤول الأول، ومسؤولية المواصلات والطرق جزء من عمل الولاية، ولكن نحن نساعدهم في الطرق عبر عمل الردميات.
هل تملك محلية الخرطوم إمكانات تُساعد في إنشاء الطرق وصيانتها؟
وجدتُ في المحلية 27 آلية لصيانة الطرق وحينما غادرتها سلمتهم 78 آلية جديدة بخلاف الآليات القديمة، وهي الآليات التي اشتريناها من حر مالنا.
أيضاً محلية الخرطوم كانت تعاني في مسألة تنظيم الأسواق؟
حرصنا على تنظيم الأسواق عبر تعاون مع المواطنين، وقمنا بتأهيل السوق المركزي.
لكنه ما زال يعاني من تراكم النفايات؟
السوق المركزي يعمل بدون نظافة، وحتى الأرضية التي يقوم عليها تساعد في انتشار النفايات، وهي أرضية ترابية تساهم في التلوث عبر تراكم الأوساخ، حيث تم إهمال النظافة في السوق المركزي مما أدى لتوالد الفئران وأصبح يعاني من الأوساخ.
أخيراً هل نتوقع عودتك للمواقع التنفيذية مرة أخرى؟
الأهم أنا حريص بأن أعمل من أجل مصلحة البلد، وأن أقدم له كل مفيد. وأنا الآن أعمل في مكتب خاص، ولكن من ذات المكتب أعمل على خدمة السودان عبر التعاون مع المنظمات الطوعية وتوظيف ذلك لمصلحة السودان، وفي تقديري أن منظمات المجتمع المدني هي التي تنهض بالمجتمعات، والعالم الخارجي نهض عبر المجتمع المدني وليس عبر الحكومة، وبالتالي أنا على ثقة بأنني سأنجح في جانب المجتمع المدني في الفترة القادمة.
الصيحة.

تعليق واحد

  1. اقـتـباس :-
    آخر عمل قمتٌ به هو غرس ألف شجرة باسم اللجنة السودانية الأولمبية في مدنية الدامر.
    مـنـتـهى التـواضع , الف شجـرة فـقط . الآخـريـن كانوا يغـرسـون مـلـيـون شـجـرة . ما عـلـينا . السـؤال هـو : هـل قـمت أو تـقـوم بـمـتابعـة سـيـر نـمـو هـذه الأشـجـار ؟ ؟ ؟ كم شـجـرة الآن عـلى قـيـد الحـيـاة ؟ ؟ ؟ طالما انك افـتـخـرت بهـذا الأنجاز واعـتبرته نصرا كبيرا وعـملا رائعا , نـطـلـب مـنـك ان تراجـع وتـسـأل عـن احـوال هـذه الشـجـيرات وتـفـيـدنا بـذلك كما احـمـل الصحـفى مـسـؤلـية مـتابعـة هـذا الخـبر والسـفـر الى الدامـر وان يـرى بأم عـيـنـيـه هـذه الأشـجار ويقـوم بتصويرها ونـشـرها حـتى نعـرف صدق هـذا الـمسـؤول والا سوف نعـتـبـره مـشـتـركا فى جـريمة تـلـفـيـق ونـشر الأخـبار الكاذبة للمـسـؤلـين وخـداع الشعـب والقـراء .

  2. اقتباس ***حينما قال هذا الحديث كنتُ أول من هتفوا بالتكبير والتهليل من داخل القاعة.***

    تكبير وتهليل يا أولاد الكللللللللب وسخ متاسلم منحط تفووووووووووووو

  3. اقـتـباس :-
    آخر عمل قمتٌ به هو غرس ألف شجرة باسم اللجنة السودانية الأولمبية في مدنية الدامر.
    مـنـتـهى التـواضع , الف شجـرة فـقط . الآخـريـن كانوا يغـرسـون مـلـيـون شـجـرة . ما عـلـينا . السـؤال هـو : هـل قـمت أو تـقـوم بـمـتابعـة سـيـر نـمـو هـذه الأشـجـار ؟ ؟ ؟ كم شـجـرة الآن عـلى قـيـد الحـيـاة ؟ ؟ ؟ طالما انك افـتـخـرت بهـذا الأنجاز واعـتبرته نصرا كبيرا وعـملا رائعا , نـطـلـب مـنـك ان تراجـع وتـسـأل عـن احـوال هـذه الشـجـيرات وتـفـيـدنا بـذلك كما احـمـل الصحـفى مـسـؤلـية مـتابعـة هـذا الخـبر والسـفـر الى الدامـر وان يـرى بأم عـيـنـيـه هـذه الأشـجار ويقـوم بتصويرها ونـشـرها حـتى نعـرف صدق هـذا الـمسـؤول والا سوف نعـتـبـره مـشـتـركا فى جـريمة تـلـفـيـق ونـشر الأخـبار الكاذبة للمـسـؤلـين وخـداع الشعـب والقـراء .

  4. اقتباس ***حينما قال هذا الحديث كنتُ أول من هتفوا بالتكبير والتهليل من داخل القاعة.***

    تكبير وتهليل يا أولاد الكللللللللب وسخ متاسلم منحط تفووووووووووووو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..