الطرق السريعة" ومتوالية الفواجع المروية

دعوة لخطة قومية لتعبيد طرق سريعة بمواصفات عالمية

“الطرق السريعة” ومتوالية الفواجع المروية

المنامة – إبراهيم خالد بادي

عندما يحين موسم الأعياد تعج وسائل الاتصالات الحديثة بالمسجات والميلات التي تنقل التهاني بين الأهل والأحباب متمنية لهم تحقيق الأمنيات الطيبة و”العمر المديد”، ولكننا في السودان ويا للأسف لا تدوم فرحتنا كثيرا إذا ما تلبث نفس تلك الوسائل في نقل رسائل معاكسة تنقل لنا أخبارا محزنة بوفاة أعزاء لنا نتيجة الحوادث المرورية التي صارت عادة متكررة نفجع بها مع انتهاء كل عيد سعيد.
تكرار مثل هذه الحوادث المميتة في “الطرق السريعة” افتراضا تفقد البلاد العديد من الكوادر البشرية التي نحتاجها كوطن يتلمس طريق التقدم والرقي وترمل الكثير من الأمهات وتخلف الكثير من الأطفال اليتامى الذين يصبحون دون عائل وتدخل الحزن في نفوس العديد من البيوت وبل تؤدى إلى تواصل عمليات السفر لأداء واجب العزاء هنا وهناك في بقاع الوطن المترامي الأطراف خاصة أن بعض الأسر والعوائل تفقد أكثر من شخص في حادث تصادم واحد.
لا أريد في هذا المقال، والذي تصادف مع ورود أخبار حادث مفجع في النيل الأبيض راح ضحيته عشرات الأنفس، أن القي بالمسئولية على تلك الجهة أو تلك. لكن أريد أن أحث كل الجهات المعنية في قمة السلطة المركزية والولايات أن تعمد إلى وضع خطة قومية عاجلة لتعبيد طرق سريعة تتناسب والمستوى الدولي لربط الخرطوم بعواصم الولايات الأخرى حتى نقلل من فقد الأرواح بهذه السهولة وعدم المسئولية.
شرطة المرور مشكورة تبذل جهدا للسيطرة على حركة الحافلات السفرية في موسم الأعياد لكن الأخطاء المميتة تأتي من سيارات خاصة أو شاحنات لا تسري عليها تلك الضوابط، وعليه فالحل يكمن في تعبيد طرق سريعة على مواصفات دولية وان يركن الأمر لخبراء من الدول التي سبقتنا في هذا المجال ويجب أن لا نضع الأمر في يد شركات محلية لا خبرة لها ولكن يمكن أن تعمل الشركات المحلية من الباطن لاكتساب الخبرة.
لنبدأ الخطة مثلا من طريق الخرطوم – شندي – عطبرة، الخرطوم – مدني – سنار، الخرطوم – كوستي ثم نواصل المسيرة في بقية الطرق، أي لنبدأ من أكثر الطرق ازدحاما والى الأقل حتى نكمل الدائرة ونكسب ثوابا في العباد والبلاد وكل عام والجميع بخير.
———–
لمحة:
رسالة إلى هيئة سكك حديد السودان في عهد المهندس مكاوي محمد عوض. الم يحن الوقت بعد لتعود القطارات لسابق عهدها لتقوم بدور أكبر في مجال النقل البشري والتجاري؟

تعليق واحد

  1. مهما قلنا في طرق المرور السريع فان المسئولية تبقي مسئولية الدولة و هي المسئولية التي قررها سيدنا عمر بن الخطاب قبل خمسة عشر قرنا يقوله " لو عثرت بغلة في العراق حسبت ان الله سائلي عنها لم لم اعبد لها الطريق"
    طرقنا القومية جميعها – و رغم الزيادة الهائلة في عدد المركبات و احجامها و حمولاتها و حركتها- الا ان طرقنا لا ترقي لمستوي شارع جانبي في حارة شعبية من حيث مواصفات تشييدها و حجمها…. اذ لا يعقل ان يكون طريق "قومي" للمرور السريع يعبر عدة ولايات و تسير عليه عشرات الالاف من السيارات يوميا ، لا يتسع الطريق لاكثر من سيارتين فقط في الاتجاهين ثم تزيد اطوال الطرق بنفس السوء و يسمي ذلك انجازا يكون ضحيته الاف الارواح كثير منها لاسر كاملة… بالله عليكم لو راي ابن الخطاب ما يحدث ماذا كان سيفعل!
    اين تذهب كل الجبايات التي تتحصلها مئات نقاط الجبايات علي طرق المرور السريع بمئات الملايين كل يوم؟

  2. الاخ ابراهيم تحية طيبة لك اما فواجع الطرق لاتنتهي في اي بلد في العالم ولكن الذي نختلف فية مع العالم هو الدفاع المدني اين الدفاع المدني في السودان وماهو عملو واين مراكزه وكم رقم الابلاغ علية واين انجازاتة ومن المسؤل عنة مباشرة ؟ دواعي الاسئلة هو حادث اهلنا في النيل الابيض الحادث لم يقتل كل الناس في اللحظة لاكن عدم وجود الدفاع المدني طيلة اليوم هو الذي ادي بحياة الناس حرقا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..