محمود وما أدراك ؟؟

كمال كرار

ليلة تشييع الفنان الخالد محمود عبد العزيز كانت استفتاء علي شعبيته والحب الجارف بينه وبين الملايين من معجبيه .

يقيني أن تواضع ( الحوت) هو الذي رفعه لهذه المكانة السامية ، وبقدر ما خطت تلك الليلة ( الحزينة ) سطوراً في دفتر العشق الفطري لإبداع محمود ، فإنها عكست لؤم النظام وضيقه بالفن ومعجبيه ، بل ولا مبالاته بحرمة الموت والمشاعر الحزينة التي انتابت الناس الذين تدافعوا نحو المطار ، ثم إلي المزاد ببحري ومقابر الصبابي وهم يمشون علي أرجلهم ويطوون جوعهم من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة .

كنت شاهداً علي تواضع محمود وبساطته في سنوات خلت أيام زفاف صديقه الفنان عمر جعفر بوادمدني .

كان نادي المهندسين الزراعيين بشارع النيل بمدني يغص بالناس من كل حدب وصوب ، في ليلة خريفية مشهودة .

وكان محمود قد تكبد مشاق السفر من مدني للخرطوم لمشاركة صديقه احتفالات الزفاف .

عند التاسعة مساء ذلك اليوم ، دخل محمود النادي ، كأي مواطن عادي وكان يستأذن الحضور من أجل شق طريقه نحو ( الكوشة) ومسرح النادي .

لم يدخل بعربة مظللة ، ولا كان من حوله بطانة وحرس يفسحون له الطريق ، ولا دخل من الأبواب الخلفية ولا هذا ولا ذاك .

عندما عبر الحضور ، وفي منتصف المسافة نحو المسرح ناداه شخص ما بصوت جهوري يا محمود يا حوت ، وهرع إليه يعانقه ويحضنه .

تدافع المئات حينئذ نحوهما ، لتحية الحوت ولقائه ، وانقلب النادي إلي (يوم قيامة) ، اختلط فيه الحابل بالنابل ، وفي وسط الأمواج البشرية كان محمود يبتسم ويضحك في جو خانق من كثرة الإزدحام .

وانتهي الإحتفال قبل أن يبدأ ، فالناس قد احتلوا المسرح وزمن ( النظام العام ) المصدق به فات ، وخرج محمود بسيطاً كما دخل بعد أن سلم علي الآلاف دون ضيق أو تبرم .

هل يعرف السدنة والتنابلة قيمة التواضع ؟ كلا بالطبع

إنهم لا يخرجون من بيوتهم الحصينة المحروسة بالجند إلا في العربات المظللة المحصنة ضد الرصاص ، ينطلقون بها بسرعة ( ألف) وأمامهم النجدة والمواتر ومن خلفهم عربات الحماية .

وإذا جلسوا في المؤتمرات كانوا بعيدين عن باقي الناس داخل دائرة حراسة مشددة ، وإذا دخلوا الجوامع ، كان بينهم وبين المصلين ألف مانع .

لا يدخلون مكاتبهم إلا من الأبواب الخلفية ، ولا يعرف ( الجن الأزرق ) طريقه لتلفوناتهم المميزة

لهذا يكرههم الناس ويعادونهم ، ولا يحترمونهم أو يصدقون كلامهم ، بل ويرمونهم بالكراسي في بعض الأماسي

تروحوا ان شاء الله في ستين ( والكلام للسدنة ) .

الميدان

تعليق واحد

  1. حيرتونا عديل كده .. محممود محمود … شنو يعني الكلام دا …. محمود زيه وزي أي واحد في السودان مات ….. اتكلموا عن الناس البتموت في دار فور والنيل الأزرق وجبال النوبه ….. ليه علشان هم ما عندهم غناء …. والله هم عندهم أعظم غناء هو غناء الثوره .. والتضحيه بالنفس ..

    لو تريدو أن ننبش في تاريخ محمود عبدالعزيز ….. نقوله كله …. من هو … اريد من ينازلني في تاريخ محمود عبدالعزيز

    حتى أنتو يا ناس الميدان ….. يا حليل أيام نقد والتجاني وعزالدين … والله تكتبوا كلام زي دا نقد كان أول واحد تصدى لكم هو الثوري الحقيقي ….. مديحه هذه لاتصلح لقيادة جريده بعظمة الميدان … أدارها التجاني الطيب طيلة فترة صدورها ….. من أنت يا مديحه ..

  2. مديحه يوم التشييع والملايين التي حضرت هذا ليس استفتاء بل هو يعمق جرح كبير هو سطحيه الشباب التي بنتها الحكومة الحالية أو النظام الحالي الفاسد ….

    مديحه عليك الله احترمي تاريخ الميدان وأهل الحزب الشيوعي العظيم … احترمي شهداء الحزب … عبدالخالق والشفيع وجوزيف قرنق … احترمي قاسم أمين …. أحترمي العظيم محمد إبراهيم نقد … احترمي التجاني الطيب

  3. شوف ده ناطى من وين ده
    مين انت علشان تتكلم على الحوووت
    والله وريتنا واحد حاقد وحاسد بس
    الله يرحم الحوت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..