قلبي معك يا فاتيكان

زرت روما ثلاث مرات في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ، في المرة الأولى كنت مقيما في العراق والتي غادرتها إلى ليبيا بعد عرض سخي من صديقي المقيم في بنغازي ، وفي طريقي إلى هناك مررت بروما وداهمتني رغبة ملحه في دخولها ، لم تكن معي فيزا ولكن معي جواز سفر ” محترم جدا ” !!! هو الذي منحني تأشيرة دخول لمدة أسبوعين ، ولفت إنتباهي ضابط الجوازات عندما قال لي : تفضل أيها المخرج المسرحي ، وهو عرف ذلك من جواز سفري .
الحقيقة ما شجعني على دخول روما صديقي الآخر المقيم فيها وكان معي رقم هاتفه ، قضيت في روما نحو أسبوعين لم أصرف ولا دولارا واحدا ، كل شيء كان على نفقة الصديق الذي كان سعيدا جدا بزيارتي ، وأول شيء فعله أخذني في جولة داخل الفاتيكان ، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مسحورا بها .
حقيقة سحرتني روما ، سحرتني مسارحها و” أوبرا إيتالي ” وكاتبها المعروف لويجي بيرانديللو الذي أخرجنا له في السودان مسرحيته ” ست شخصيات تبحث عن مؤلف ” ومكتباتها وآثارها وميادينها وأنديتها الرياضية وأنا مشجع متعصب لجوفينتوس ! وفتياتها “السمحات ” ، روما هذه الأيام قبلة العالم وتحديدا الفاتيكان ، إذ أعلن البابا بندكتوس السادس عشر إستقالته أو الصحيح تنحيه عن البابوية وهو ما يحدث للمرة الأولى خلال 600 عام لأسباب صحية ، بينما نحن في السودان والدول المتخلفة لا يوجد في قاموسنا كلمة إستقالة ، لدرجة أني ما زلت إلى اليوم لتنحي عبد الناصر ، ولولا الشعب السوداني والشعب المصري
لتنحي !!!
هذه الإستقالة أو التنحي حرضتني لمتابعة ما يجري في الفاتيكان ، خاصة أن آلاف الحجاج والمؤمنين الكاثوليك بدأوا يتوافدون على ساحة القديس بطرس – والتي أعرفها جيدا – في آخر جلسة له 27 فبراير على أن تدخل إستقالته حيز التنفيذ يوم الثامن والعشرين من فيرايرالحالي .
خلفي مباشرة كنيسة كاثوليكية صغيرة الحجم ولكن يرتادها عدد هائل من المصلين الكاثوليك زرتها مرة واحدة من باب ” الإستطلاع الذي قتل الكديسة ” وصراحة لو شاء ربي وأدخلني إليها ثانية لرددت قول شاعرنا ” وأبقى راهب ليها
وأعبدها ” ولأني لا أستطيع فعل ذلك خوفا من قانون ” الردة ” فقد أصبحت زعيما للمسيحيين السودانيين في تورنتو .
سعدت جدا بتعيين البابا بندكتوس ” بابا فخريا ” فتذكرت عددا مهولا من ” البابوات الفخريين ” في أنديتنا الرياضية وغيرها في السودان فتمنيت لنفسي ” الصبر والسلوان ” !!
إستقالة البابا تأتي في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية تحديات عديدة وكبيرة ليس أقلها فضائح الإعتداءات الجنسية التي طالت عددا من كبار رجال الدين الكاثوليك ، وجميعنا يتذكر إستقالة الكاردينال البريطاني كيث أوبراين من منصبه بسبب إدعاءات حول تصرفات غير لائقة ، وهي تصرفات للأسف الشديد يقوم بها رجال دين في السودان ولا أحد يسائلهم !!
إستوقفني خبر مشاركة ثلاثة كرادلة كنديين في المجمع السري لإختيار البابا الجديد ، كنت أتمنى أن يكون على الأقل أحد السودانيين في الفاتيكان للسمعة الطيبة التي يحظى بها إخوتنا في المسيحية ، على الرغم من أن جلهم أرثوذكس يتبعون ” فاتيكان الإسكندرية ”
أعجبني حديث الكاردينال الكندي توماس كولينز عندما قال إننا نتطلع جميعا لبابا يتمتع بصفات القداسة والتقوى ، ” من بقك ولباب السما يا رب ” ! وينبغي على الكنيسة الكاثوليكية أن تهتم بالكثير من القضايا الإجتماعية بنزاهة ، ونحن أيضا نتطلع أن يقرن رجال الدين القول بالفعل وأن تكون تعاليمهم وتصرفاتهم وحياتهم مطابقة لتعاليم الدين .

بدرالدين حسن علي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الفاتيكان اساءت الي المصطفي عليه وعلي اله افضل الصلاه واتم التسليم,,,لماذا تواددها ومن غير اي تقدير لي مشاعرنا كمسلمين بالفم المليان قلبي معاك يافاتيكان ,,,انا سا لك الله الهدايه في هذا الامر واتمني ان تراجع نفسك وتحترم عقيدتنا( نحن المسلمون)وتسحب هذا الكلام وتعتذر عنه وتذكر قول الله تعالي:
    بسم الله الرحمنالرحيم
    {بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً}.المائده
    بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139 ) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) النساء
    وكما ورد في الحديث يجب ان نحبه اكثر من انفسنا وان الانسان اذا شتمه احد هل يحبه دعك من ان يكون هذا الشخص احب اليه من نفسهك .قال صلي الله عليه : ( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين) فكيف بنا نسمع مثل هذه الموده (في موقع يمثلنا) لمن يحادون الله ورسوله ونتباكي عليهمولا نرد
    فداك نفس وابي وامي يارسول الله

  2. نا المغزى من هذا المقال؟

    اقتباس :إذ أعلن البابا بندكتوس السادس عشر إستقالته أو الصحيح تنحيه عن البابوية وهو ما يحدث للمرة الأولى خلال 600 عام لأسباب صحية

    تعليق : على هذا القياس ,علينا ان ننتظر 543 عاما حتى يستقيل رئيس سوداني

    اقتباس :إستقالة البابا تأتي في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية تحديات عديدة وكبيرة ليس أقلها فضائح الإعتداءات الجنسية

    تعليق : هذه الامور ات تهم اغلب قراء الراكوبة

  3. اقتباس(إستوقفني خبر مشاركة ثلاثة كرادلة كنديين في المجمع السري لإختيار البابا الجديد ، كنت أتمنى أن يكون على الأقل أحد السودانيين في الفاتيكان للسمعة الطيبة التي يحظى بها إخوتنا في المسيحية ، على الرغم من أن جلهم أرثوذكس يتبعون ” فاتيكان الإسكندرية )
    الا تعلم ان الكاردينال السودانى قبريال زبير واكو هو عضو بالمجمع المقدس ؟ وقد سبق ان شارك فى مراسم اختيار البابا بيندكتس السادس عشر

  4. اقتباس:-
    خلفي مباشرة كنيسة كاثوليكية صغيرة الحجم ولكن يرتادها عدد هائل من المصلين الكاثوليك زرتها مرة واحدة من باب ” الإستطلاع الذي قتل الكديسة ” وصراحة لو شاء ربي وأدخلني إليها ثانية لرددت قول شاعرنا ” وأبقى راهب ليها واعبدها ” ولأني لا أستطيع فعل ذلك خوفا من قانون ” الردة ” فقد أصبحت زعيما للمسيحيين السودانيين في تورنتو .

    سؤال:-
    وانت مسلم ولا مسيحي ؟
    ما فهمنا حاجة من المقال..

  5. ربما يكون الكاتب يريد أن يظهر بمظهر أنه متسامح مع الاديان ولكن خانه التعبير فوصف نفسه بأنه جبان لا يستطيع التحول للمسيحية بسبب العقوبة فلم يتحول للمسيحية وفي الاخرة لن يكون مع المسلمين الذين يستحقون شفاعة الرسول الاعظم ، والله بجد مسكين خسر الدنيا والاخرة إذا لم يصحح معتقده .

  6. ولفت إنتباهي ضابط الجوازات عندما قال لي : تفضل أيها المخرج المسرحي ، وهو عرف ذلك من جواز سفري . ياراجل ما تكضب لان الجواز الكندي ما فيه اي مهنه اتق الله يامنافق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..