الامتحان..!ا

تراســـيم..
الامتحان..!!
عبد الباقي الظافر
توقفت سليسيا شارلس جمعة في مدخل الشارع.. كانت مثل لص يريد أن يتسلق سور منزل محروس ..تأكدت أن لا أحد يراها؛ ودخلت المركز المعد للتصويت على تقرير مصير جنوب السودان.. أول ما فعلته أن ألقت بجسدها الواهن على أقرب كرسي.. جذبت نفس عميقاً.. استغربت عندما رأت المكان يخلو من المقترعين. الموظف لم يترك لها سانحة الاسترخاء.. مضى إليها وابتسامة من قنص صيد تعلو وجهه.. مد الرجل الأفريقي إليها بأوراق الاقتراع برفق وأعقب ذلك بكلمة اعتذار عبر عنها بإنجليزية مهترئة.. أمسكت الأوراق ووقفت خلف الستارة.. كان عليها أن تختار بين اليد الواحدة أو الأيدي المتماسكة ..كلما همت أن تبصم على خيار أصابها التردد. نزلت دموعها بغزارة.. تذكرت عندما كانت بمدرسة الخرطوم القديمة.. عادت برفقة زميلتها وجارتها هدى.. اتفقت الصديقتان على إكمال الواجب مساءً.. جاءت في الموعد الى منزل هدى.. طرقت الباب ..أم هدى تردها بغير لطف.. ثم تركل الباب بعنف وترسل تعابير عنصرية تحذر ابنتها من مصاحبة هذه الـ(…).. لم تتمكن سليسيا من النوم في تلك الليلة. أزالت دموعها وهمت بأن تختار الانفصال.. رأت صورة ابنها أكرم ياسر الطيب.. خُيّل لها أنه يمنعها من السير في هذا الاتجاه.. ذاكرتها تمضي الى جمهورية الكنغو.. الحرب الأهلية كانت تهلك الحرث والنسل.. ذهبت الى هنالك مع المنظمة الأجنبية التي تعمل معها.. لا تدري ما الذي حدث عندما أمسكت بيد الرجل الذي كان في استقبالهم بالمطار.. ياسر الموظف بالأمم المتحدة.. ينتمي لإحدى القبائل النوبية في أقصى شمال السودان.. سليسيا شعرت أنها تعرف هذا الرجل.. أصرت على ذلك.. استعرضا معاً كل الأمكنة التي من المحتمل أن تكون جمعت بينهما. في ميدان المعركة اختارت أن تكون خيمتها بالقرب من هذا الجلابي.. كانت دائماً تذكره بتاريخ تجارة الرقيق.. وتؤنبه على التمادي في نقض العهود والمواثيق.. ياسر الطيب موظف الأمم المتحدة كان يحذر ضيفته عن الحاضر.. يقول لها أن الأرض قد تشتعل لهباً في أي وقت.. وربما تمطر السماء قنابل بدون أية مقدمات. في حفل وداع فوج سليسيا العائد الى نيروبي اندلعت النيران بكثافة في ذلك المساء.. بدأت الجموع تتفرق على غير هدى في الظلام.. ياسر وصل الى الخندق المعد للطوارئ.. صرخ بأعلى صوته يبحث عن سليسيا.. لم تكن هنالك.. خرج يبحث عنها.. رئيس الفريق الأممي كان يحذره.. وجدها تنزف دماً على بُعد أمتار من خيمتها.. حملها كطفل رضيع الى الخندق.. التقى الدم والدمع والطبيب يضع بعض الضمادات على ذراع سليسيا الأيمن.. عندما أشرقت الشمس وجدت سليسيا نفسها تنام على فخذ ياسر ..ابتسمت ونظرت إليه بمودة.. أرادت أن تقول شكراً، ولكنه وضع بنانه على شفتيها الممتلئتين. لم تحتاج سليسيا أن تسمع كلمة أحبك.. عندما أخبرها ياسر أنه سيتزوجها عندما يعودا الى الوطن ..بكت وهي تحتضنه.. قالت له ربما يكون هذا قرار سيئ؛ ولكنني لا أستطيع أن أقول لا. في هذه اللحظة سمعت صوت المسؤول يسألها بعد أن سمع نحيبها “هل أنتِ بخير”.. لم ترد جرجرت أقدامها وهي تحمل ورقة الاقتراع.. هربت بسرعة من تقرير المصير.
التيار
قصة جميلة بقدر ما فيها من لمس لجوانب في حياتنا مررنا بها جميعاً
متى يبدأ الناس في التخلص من العنصرية البغيضة التى لا معنى لها غير السطحية الجهل المتأصل ،، فلنرتفع بتفكيرنا ونتعمق قليلاً مثل ياسر ونحب الأخر دو النظر للونه فهو إنسان قبل كل شىء. فنبدأ بتعليم انفسنا واطفالنا بحب وإحترام الجميع.
جاء الاسلام بقيم لم ياتي بها دين اخر وهي لافرق بين عربي او عجمي ابيض ام اسود كل الناس سواسية امام الله وامام القانون فهل نرتقي لهذا الفهم وننبذ العنصرية والقبلية التي سادت في العصر الجاهلي والتي جاء الاسلام لازالتها.
قصصك اضاعت وقتي
من اتفه القصص القريتا فى حياتى