قوموا الى تعليمكم و أرفعوا من مكانة المعلم!

بدأت رسالتها بحكاية جميلة، حملت بين طياتها حلماً و فكرة. بدأ الحلم مستعصياً على الواقع فكل المعطيات سوداوية لكن الإيمان بالفكرة هو ما جعل الحلم حقيقة و إن بدا قطرة في بحر عميق.
في ذاكرة كل منا أم أنجبته و أب علمه بدايات الحياة و لكن ما أن بدأ في استكشاف العالم حوله الا و تلقته يد معلم/ة عظيم/ة زرع فيه المعرفة و أنار له طريق الحياة و ” كاد المعلم أن يكون رسولا”
أسبوع المعلم هو موضوع رسالة ” هبة جعفر ابراهيم” المدير التنفيذي لمنظمة “صنّاع الحياة”. رسالة حوت أجمل الحكايات عن مجموعة من الشباب المضيئين جمعهم حبهم للإنسان و الوطن.
شباب كأنضر ما يكون الشباب، عملوا و أخلصوا من أجل إعلاء قيم العمل الطوعي لخدمة المجتمع. أنجزوا كآخرين يشبهونهم نضارة و حققوا ما عجزت عنه الحكومات وكله بتمويل و جهد ذاتي يستحق التقدير و الإشادة.
“صنّاع الحياة” منظمة شبابية تسعى لتدريب الشباب لخدمة أنفسهم ومجتمعاتهم بالإضافة لإيجاد نماذج ومشاريع في التعليم والصحة والاقتصاد والتكنولوجيا.
المجال لا يسع لذكر الإنجازات فالعمل الطوعي في بلادي هو وجه السودان المشرق وهو ما تبقى للفرح.
ما دعاني لكتابة هذا المقال، سعادتي بأن هنالك من يعي قيمة “المعلم” صانع الانسان و مسبب نهضة الشعوب.
هم بادروا باطلاق إحتفالية “أسبوع المعلم” و التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية المعلم في بناء المجتمع.
الإسبوع يشمل منتديات و ورش عمل لمناقشة قضايا المعلمين و همومهم بالإضافة الى إقامة دورات تدريبية لمدراء المدارس يقوم بها مدربون متطوعون.
اسبوع كامل تم افتتاحه يوم 12 نوفمبر 2015 بالساحة الخضراء؛ شمل معارضاً و برامجاً تفاعلية الهدف منها إيصال الفكرة إعلامياً لكل شرائح المجتمع كما أنه إحتوى على فكرة عظيمة عملوا فيها بالتعاون مع طالبات مدرسة الخرطوم القديمة على تأهيل المدرسة في إشارة ذكية لأهمية توفير بيئة تعليمية جاذبة.
دوراتهم التدريبية ما زالت متواصلة حتى ختام الأسبوع في يوم 19 نوفمبر حيث سيتم توزيع الشهادات للمتدربين و كل ذلك في محاولة صادقة و جادة لبعث رسالة واضحة و صرخة علها تصل للقائمين بأمر هذا الوطن؛ أن النهضة و التعمير يكون في بناء الإنسان و دعم تعليمه.
لن ترتقي أمة مالم ترتقي مؤسساتها التعليمية ولن تنهض الا بنهضة الإنسان و التي لن تحدث الا بالعلم و التربية السليمة.
المعلم و المناهج التعليمية هم من يصنعون الأمم و يزرعون بذرة نهضتها.
إن أُفقر المعلم أُفقرت الأمة وإن أُهمل التعليم، تدمرت الأمة و شاخت حضارتها.
ليت القائمين بأمر الدولة يدركون أن الإنفاق في التعليم و إعلاء قيمة العلم و المعرفة هو السبيل لنهضة هذا الوطن.
و أن كل الطرقات للنجاح و الرفعة مرصوفة بجهد “معلم” أخلص في عمله، فلولاهم ما تقدمت أمم و لا دامت رسالة أو قامت حضارة.
و تبقى الحقيقة أن التعليم هو الذي سيرمم جرح هذا الوطن وهو الذي سيرسخ مبادئ دولة السودان المستقبلية وهو الذي سيعلم الأجيال حب الوطن و قيم السلام و المساواة و العدالة. وهو الذي سيصنع مواطناً صالحاً منتجاً و عظيم.
🔺نقطة ضوء:
يا أرضُ مذ فقدَ المعلّـمُ نفسَه بين الشموسِ وبين شــرقـــك حِــــيلا
ذهبَ الذينَ حموا حقيقـةَ عِلمهم واستعذبوا فيها العــذاب وبيــلا
في عالَـمٍ صحبَ الحيـاةَ مُقيّداً بالفردِ ، مخـزوماً بـه ، معــــلولا
صرعتْهُ دنيـا المستبدّ كما هَوَتْ من ضربةِ الشمس الرؤوس ذهولا
نافذة للضـــوء
أخبار اليوم
[email][email protected][/email]
المعلم والعملية التعليمية والتربوية :
نناشد اخوانا وابناءنا المعلمين وكذا ابناءنا الطلاب ان نعيد السيرة الى وقت جيلنا حينما كنا نرى في المعلم هو مثلنا ونكن له كل الاحترام حتى بعد فراقنا المرحلة التي درسنا فيها وهنا اسمحوا لي ان اذكر ان احد ابناء عمومتي درسني في المرحلة الاولية في الستينات بمدرسة طيبة النعيم الاولية واشهد الله حتى يومنا هذا واسأل الله له العافية والشفاء حتى يومنا هذا لا اتذكر مطلقا ان ناديته باسمه المجرد وإنما اناديه استاذي أو استاذ الطيب حسب ما يتطلب الموقف على الرغم من انه اخي وصلة الرحم هي الاقرب شرعا ولكن لقناعتي بان الصفة التي اكتسبها صفة المعلم او الاستاذ تطغى معنويا على صفة النسب وهنا نقول لإخواننا وأبنائنا المعلمين إن الهدف من العملية التعليمية هو تزويد التلميذ أو الطالب بالقيم والتعاليم الحميدة والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات العلمية والأدبية المختلفة وكذلك ضبط سلوكياته وتهيئته ليصبح فردا نافعا في المجتمع لذا فقد بني التعليم على التربية أي يمكن أن نقول بأن التعليم تربية والتربية تعليم فعلى الاستاذ أن يتعامل مع التلميذ بأنه أخ أو أخت أو أبن أو بنت دون أن يربط ذلك بالأجر الدنيوي الذي يتقاضه على عمله والفرق بين هذا وذاك كالفرق بين النائحة التي تأخذ الأجر من أجل التباكي على الميت والثكلى التي تبكي حزنا على عزيز فقدته فإذا أراد المعلم أن يكون محبوبا من الطالب وأهله فعليه حب الطالب وذلك من خلال حسن تعليمه وتربيته وعلى المعلم أن يتذكر دائما بأنه مربي قبل أن يكون معلم لذا فان أسوء ما يتصف به المعلم في تعامله مع تلاميذه التمييز بينهم وهذا يعتبر من الظلم الذي حرمه الله ورسوله فيجب أن يحسن المعلم الظن بالطالب ولا يوجه له الاتهام بناء على ظن أو شك كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأن نخطئ في العفو خير لنا عند الله من أن نخطئ في العقوبة) كما يجب أن يهتم المعلم بمشاكل التلاميذ ويجد لها الحل بالطريق العلمية والتربوية بعيدا عن الاثارة وخلق جو عكر بين التلاميذ فإذا كان المعلم عاجز عن إدارة الصف فليفتش في داخله فربما يكون هنالك مكمن الخلل وعليه أن يجعل مخافة الله هي هدفه لذا على الذين يقومون باختيار المعلمين أن يختاروا الاكثر كفاءة والمتميز والسليم من الضغوط النفسية والعصبية وان ينال دورات في الارشاد الطلابي.
يجب على المعلم أن يصحح ورقة التلميذ دون النظر من هو هذا التلميذ ولا يجوز له إدخال عامل المحبة والكراهية وعليه أن يكون عادلا فلا يظلم تلميذ وليتذكر بأن الله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما لذا فان رسالة التدريس تحتاج لقدر من الذكاء والحلم وسرعة البديهة والمثابرة وتحمل المشاق ولكن من طبيعة بعض المدرسين الشدة والغلظة التي تستخدم في غير محلها مما يولد الكراهية بينه والتلاميذ وقد صدق الله تعالى في قوله (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم)
ابنتنا الاميرة أميرة بخيت كتاباتها دائما جميلة مشرقة تبعث في الآخر التفاؤل والأمل- عكس معظم كتاب الراكوبة ومشاكل السودان الكثيرة-اعتقد انها تمت بصلة الي آل الشاعر د. بخيت-أتمني لك يابنتي مذيد من التوفيق والنجاح..
الناس دائما تتذكر أساتذتها بالخير …
لهم دين علينا مستحق تعلمنا الكثير منهم ( من علمني حرفاً صرت له عبداً) … لكن لو سلطنا الضوء علي جوانب أخري مصاحبة للعملية التعليمية سنجد إنو بعض الأساتذة في مراحل تعليمية مختلفة ..كانو سبب في تدهور الجانب النفسي والإبداعي للطلاب.
كثير جداً من الأساليب المتبعة في العملية التعليمية كانت بعيدة عن الأسس الصحيحة ، مثل الضرب والشتم والطرد وخلافه…. وسياسة (أديناكم اللحم وأدونا العضم) التي كان يعتقد بها أولياء الأمور شكلت ضوءاً أخضراً للمعلمين .فلم يسلم التلاميذ من بطشهم وركلهم وصفعهم ولا زالت عبارة (يجو أربعة من كنبة ورا يشدوهو) ناقوس يرن علي الذهن مستذكراً أوقات عصيبة.
الطالب يعاقب لأسباب غريبة وبسيطة، لو خطر لك سؤال فسألت زميلك تكتب مهرجل وتنال حظك من العقاب؛ لو سرحت بخيالك وكنت من ذوي المواهب فرسمت علي درجك رسمة صغيرة يأتي المعلم من خلفك وكأنما نسراً وقع علي فريسته فيشيل حالك في الفصل وتتعرض لأشد العقوبات ولا تستدر دموعك التي تنهمر من مقلتيك أدني شفقة من المعلم الذي يجعل منك أضحوكة زملائك الشئ الذي يزيدك ألماً علي ألم.
كثير من الطلاب الشطار أثرت فيهم مثل هذه المعاملة فكرهو التعليم وتركو المدارس وبالرغم من محاولات الأسر الكثيرة لإرجاعهم للمدرسة إلا إنهم لا يعلمون ان المعلم هو السبب في ذلك…….ألفاظ ياحمار .. يا كلب … يازفت…كانت مفردات في قاموس كثير من المعلمين وكان الطلاب يسمعونها من الذين يفترض بهم تقديم الأسوة والفكرة والذوق.
كثير من الطلاب يشعرون بالألم حال تذكرهم تلك الأوقات القاسية، تمت زراعة الخوف في نفوس الطلاب ، تعلم الطلاب الكذب كواحد من سبل تلافي العقاب، أين علم النفس التربوي من هذا؟
كثير من المواهب وئدت لدي الطلاب والسبب المعلم الذي يعتبرها شخبتة في الحصة أو عدم متابعة او كلام فارغ.
كل هذا والكثير كان يحدث في مدارسنا ومن معلمينا الذين جئنا لنعرف منهم أن الصدق منجاة وقيمة كبري،وأن طريق الحياة الوعر يبدأ من هنا.
قد يكون كثير من الطلاب نتيجة هذه المعاملة تنقلوا من فصل الي فصل إلي أن تخرجوا… لكن هناك كثيرون خرجوا من المدرسة بتشوهات نفسية وربما وصلت مرحلة العقدة لدي الكثيرين فدخلو معترك الحياة الصعب فاقدي الثقة ومهزوزي القرار.
أما التعليم اليوم، فلا أحب ان أكتب عما لا أحب.