
– { في ذات ندوة في الخرطوم 2 ، كان يجلس على المنصة ،صدقي كَبَلُّو ، وعلى يساره شوقي عزمي ، بينما على يمينه ربما عادل خلف الله أو غيره .. ف صدقي رفع ملف وقال ; دي مقترحاتنا للميزانية والسياسات البديلة نحنَ كلجنة اقتصادية بقوى الحرية والتغيير . ثُمَّ رفع ملف تاني ، وقال ; ودي هي ميزانية البدوي . ف لو مقترحاتنا للميزانية والسياسات اتجاهها كده ، ميزانية البدوي اتجاهها كده } ..عكس يعني . انتهى .
أنا ما اقتصادي .لأنو ما درستَ اقتصاد ، ولا جامعة ، ولا حتى مدارس بصورة منتظمة .. لكن ياهو بَناضِل وبتعلَّم . وبحاول أفهم اتجاه البدوي ده كان لى وين، خاصَّةً وإنو كان عكس اتجاه الثورة ممثَّلة في اللجنة الاقتصادية لقوى الحُرِيَّة ، وخاصَّةً إنو وكلاء الامبريالية العالمية ممثَّلة في حمدوك وشُلَّة المزرعة رفضوا اتجاهه واستغنوا عنو وعن خدماته ، وخاصَّةً إنو د. هبة الجابها هُوَّ اتآمرت ضده بالتنسيق مع الشيخ خِضِر ،الزعيم رقم صِفِر .وخاصَّةً وإنو وبكل هذه الرِفعة الأكاديمية المُعَتَّقة بالتجارب الطويلة الثَرَّة ، قِبِل يكون وزير على وزارة مالية ولايتها غير متحققة على 65% من المال الموجود في البلد . لأنو النسبة دي في يد الجيش والأمن والشرطة والجنجويد .وخاصَّةً إنو هناك من تحدَّث عن إنو البدوي بينفِّذ في خطة حزب الأمة لاسقاط الحكومة الانتقالية والذهاب لانتخابات مبكرة . } .. هكذا تكلَّمْتُ أمس مساءً عندما أُتِيحَت لي الفرصة للحديث في حضرة الدكتور الوزير , البدوي .
عقَّبَ د. البدوي على هذا بقوله ; إنو دي هي مقترحات اللجنة الاقتصادية بقحت والسياسات البديلة .ورفع ملفَّاً كانَ أمامه .وأنا ما أهملتها اهمال تام ، وكمان ما أخدتها برُمَّتها وعلى عِلَّاتها .. لكن بذلتَ جهود في موضوع التعاونيات مثلاً ، وفي بورصة الذهب مثلاً ، وفي الأموال المستردة مثلاً ، وفي تحقيق ولاية الوزارة الكاملة على مالية البلد مثلاً .لكن حتى ناس صدقي عارفين تماماً حجم العوائق والصعوبات ال أنا كنتَ بواجهها في الملفات دي. ده إضافةً إلى إنو برنامجهم ناقص وما بيحقق الاصلاح الكُلِّي . ونعم أنا برنامجي مشروع خاص بي لوحدي.وكنت ح اتحمَّل المسؤولية كامِلة ولوحدي، حال إنو أدوني الفرصة أنزّلو في أرض الناس وفشل.ومشروعي ده في أوَّل شِي بيبدأ برفع الدعم الكامِل ال بيبتلع 12% من الميزانية ، ويفتح ثغرات للتهريب والأنشطة الطُفيلية وتجارة العملة .والبلبلة والهوجة في السوق ، وأسعار العملات وغيرها ما هي إلا آثار جانبية مؤقتة مصاحبة لرفع الدعم ، سرعان ما تزول ويرجع السوق خاضع ومحكوم بالعرض والطلب .وبرنامجي في النهاية بيأدِّي إلى فض الارتباط ما بين أسعارالعملات والذهب وبين السوق . ما يكون هناك علاقة بيناتهم ، ولا ده يتأثَّر ب ده. . هكذا تكلَّم الدكتور الوزير .. وياهو كلام زَيَّ الفُلْ .
وفي تقديري , فإنَّ د. البدوي رجُل محترم بالفطرة ،طويل البال عظيم المنوال واسع الأُفُق، إضافة لإنو فخيم ومتواضع بالسليقة وأنفاسه وطنية خالِصة ، وواضح جداً إنو مشروعو الخاص البتكلَّم عنو مشروع وطني .. ده الانطباع ال خرجْتَ بيهو ، ومَنْ يدري .. فَلَرُبَّما تَعلُمُنَّ نَبَأَهُ بعدَ حِين .
“شُكْرِي”
شكرى عبد القيوم
