تَرَف

*مازالت دارفور تغلي على مرجل شديد اللهب ، وتتلقى في كل يوم ضربات موجعه ،تختلف القبائل مع بعضها ،فيبلغ الاختلاف حد التناحر ، يهرب شبابها يوميا ،من ظلامية المستقبل الذي ينتظرهم ،وهنا في الخرطوم تتوه مراكبهم عشية ،ولاتسلم حتى في الصباح الباكر ، ينام الاطفال على اصوات الرصاص هناك ،حتى صارت الرصاصة والقنبله والكلاشنكوف ،احد مفردات المجتمع الثقافية ،وبرعت النساء في تحليل ووصف الزمان والمكان والخبر ، الذي لايحمل غير العنف العنف ،الذي يجري مجراه ضد المرأة هناك ،ففي جلبها للماء تواجه العنف ،وفي احتطابها يقفز اليها من بين الاعواد ، وفي هدوء امسياتها ان جاد الزمان به يوما ،فان طقسها المحيط ليس سوى العنف ….

*عجزت السلطه الاقليميه وغيرها من سلطات اخرى ،في ايجاد حل للازمه الدارفوريه ،والتي تتأزم يوميا وتتعقد اكثر من ذي قبل ، فخطوة الى الامام ،تعقبها الالاف الى الخلف ،مايدل على ترنح الحلول وضعف الارادة والعزيمه لاعادة سيرة دارفور الولى ،ورغم الطقس المشحون بالحروبات والدماء والرصاص ،واضراب الاطباء وصعوبة العيش في المعسكرات ، ومهاجمة النساء وموت الاطفال ، بسؤء التغذيه هناك ،نجد ان ان السلطه مازالت تمارس اخفاء الحقائق ، وتحيط الاضطراب بحوجز صلبة ،توسمها بالسلم والاستقرار ، رغم ان الحدث لايحتاج الى (زووم) فالعالم المحلي والاقليمي والدولي يعرف تماما ويتابع ويشهد ، مايحدث في دارفور من رصاص يمطرها وابلا يوميا ،ومن تناحر قبلي تروي دماؤه ارضها الحبيبة ، ووسط كل هذا الوصف، يخرج لنا مساعد رئيس الجمهوريه عبدالرحمن الصادق ،يزف لنا تنظيم مهرجان الفروسية ،لسباق الخيل والهجن ،ضمن احتفالات البلاد بالذكرى 59 للاستقلال المجيد ،والذي تستضيفه جنوب دارفور و(يحكي) المهدي ان المهرجان ،بمثابة رسالة سياسية للعالم ،تكذب مزاعمه وتؤكد حقيقة الاستقرار في دارفور …

*هل تنتظر دارفور سيدي المستشار سباق الخيل لتؤكد استقرارها وهل سباق الخيل يؤكد الاستقرار ؟ هل ترى سيدي ان سباق الخيل هو (الرسالة الاعظم ) التي نود ان يعرفها العالم ويستشف منها ،ان دارفور تنام على النعيم وتصحو على صباح ندي مترف السلم والامن ؟لمن ترسل اشارتك سيدي والعالم قريه صغيرة او قل (بناية) واحدة مفتوحة على رحب الفضاء الواسع ،الذي لاتحده الجغرافيا او الساسة ؟ هل تنتظر دارفور هذا (الانجاز) من جانبكم لتبتسم اوقل لتضحك ،حتى تبين نواجذها وترفع سبابتها بالتمام و(نعم)؟

*نعرف تماما القيم البطوليه لثوار دارفور منذ عهد دينار الكبير ،ونعرف تماما القيمه الحقيقيه لارض دارفور الخير والجمال ، ونعرف موروثها القديم الذي مازال متاصلا في اهلها الذين يتلقون اليوم صفعات قاسية ، جراء المعاناة التي استمرت سنينا عددا ،مع تبخر الحلول والاستقرار ،ولو في وجود سلطه اقليميه ،مكتوفة الايدي والفكر كذلك ، دارفور لاتنتظر سباق الخيل والهجن انه (ترف) سيدي المستشار ،في بقعة تعاني نساؤها الاميه والعنف ويفتقر اطفالها للتعليم والامان والغذاء والدواء وحتى اللعب المشروع ب(كرة الشراب ) التي (تعلّم)بها عمالقة المجنونة ابجديات اللعبة قديما …

*ليتك صنعت مبادرة ،من قلب الاجتماع الذي ناقش شكل والوان مهرجان الفروسية القادم ،تطلرح مخرجا حقيقيا لازمة دارفور (واخدت فيها ثواب ودعوات صالحات ) ،وليتك هرعت الى مكان الحرائق والجلد والاصابات والدماء ،التي حدثت بين طلاب جامعة بحري ، التي تجددت فيها الاشتباكات ، على خلفية فصل 33 من طلاب ،اقليم دارفور بسبب اعتصامهم من اجل المطالبة ، باعفائهم من الرسوم الجامعية ،استنادا الى الحق الذي اقرته وثيقة الدوحة ،وليتك حولت (مال ) المهرجان لدفع رسومهم الدراسيه وجعلت العودة لمقاعد الدراسة هي الاصل والخير والبركة ،ومايشتهي الطلاب .

*دارفور لاتحتاج الى سباق (احصنه) في ميدان عام ،انها تحتاج لسباق الحل المستدام ،لحقن الدماء ،فمشكلاتها تتفرخ يوميا على اخرى اكبر تنكىء الجروح القديمه ، والاحتفال سيدي المستشار ليس الا نصلا حادا في خاصرة اهل دارفور،الذين لاينعمون بالسلم المستطاب ،فكيف لهم ان ينعموا بهجن جارية ؟؟؟؟؟؟؟؟

همسة

في زحمة الاشياء ضاعت هويتي …

وفقدت بوصلة الاتجاه …

فتحت الف باب للدخول ….وخرجت من كوة صغيرة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اديهو في راسو بالحديدة القويه!

    هذا المهرج
    الزينه
    البلد في شنو وهو فشنو
    ضحكو عليهو الانقاذيين وخاتنو رهينه للبصم

  2. المثل السوداني بيقول (الفايق بيهمز أمه) فالمستشار ده فايق ودمه رايق لا عنده فاطمة ولا محمد علشان كده ما ملام

  3. كلام زي الرصاص ياخلاص – القومة ليك والتقدير . ولكن كيف يفهم المستشار الرحان بالدباببر التى جاءته من باب كريم بدون باس منه ولا جدارة !

  4. هي الوظيفة الوحيده ف القصر الملائمة معه وظيفة ضابط علاقات عامة تحت مسمي مساعد شغلوه بها غدا نشاهده ف مشروعات الختان وزيارة مستشفي الدايات ب امدرمان لتهنيئة السيدات بالوضوع حمدا للسلامة

  5. نبصم بالعشرة علي ما كتبتيه يا إخلاص نمر ودا كسار تلج بس وبعشق المناصب ومش شايفاهو باع حزب الأمة لو ما يجو بعدين ويقول كل دا عشان نخترق الكيزان..معليش تخريمة إنت شنو علاقتك بالإمتداد؟…..وشكرا علي قلمك الحر والجرئ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..