مقالات سياسية

تعقيب على تصريح إيجابي صادر من الاستاذ ياسر عرمان

عمر الحويج

كبسولة : (١)

( الإنصرافي : الخيال الحالم  المسلح يبني أفكاره والثرثرة بعد إجهاض ثورة ديسمبر وعن       ما سيكون  بعد عودة  كيزان القصر  إلى السلطة .
الربيع /ع : الخيال الحالم  المسلح يبني أفكاره والثرثرة  العنصرية في هدم دولة 56 وعن ما سيكون بعد عودة كيزان  المنشية إلى السلطة .
كبسولة: (٢) أردول : حين باللسان يتعرى “حكومة ما ترضي عنها مصر لن تستمر” اعتراف بالعمالة وبعضمة لسانه يتردى . أردول : حين باللسان يتعرى “السقوط الأخلاقي والمالي والسياسي” اعتراف بالسفالة وبعضمة لسانه يتردى.

***
في حوار أجرته صحيفة مداميك الإلكترونية بتاريخ  16يوليو 2023م مع الأستاذ ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية شمال / التيار الثوري الديمقراطي ، أجرته معه الصحفية النابهة لبنى ادريس ، قال في رده على سؤالها عن نتائج لقاءات وفد القيادات السياسية والمدنية بدول الإقليم حيث كانت إجابته ( أولاً وضعت قضايا التحول المدني وقضايا مشاركة قوى الثورة والتغيير والقوى المدنية التي صنعت ثورة ديسمبر في مقدمة الأجندة) . هذا حديث في أصل المسألة وفصلها إن لم يكن ، جذرها وعمقها استاذ ياسر ، مأخذنا علي الحديث فقط ، أنه تكرر قوله كثيراً ، منذ توليتم أمر دولتكم الانتقالية بعد إقصاء كل شركائكم في إنجاز الثورة ،  وتم ترديده إلى أن وصل مرحلة منتهاه والتلاشي (لغاية ما لحق أمات طه) . فلم يتم تفعيله على أرض الواقع ، ليمشي عليها مفاخراً ، وأصبح القول البديل  لديكم ، هو التحدث والمفاصلة الخواء ، مع الكتلة  اللاديمقراطية ، والتي شكلتم بها الصراع السياسي ، بين الثورة ، وهي أنتم ، إحتكرتموها لا  غيركم ،  والثورة المضادة وهم لا غيركم إبتذوكم ، وبينكما العسكر الذين انتهى بهما الأ مر الجلل ، إلى الحل اللاحل ، الحرب العبث .
وهي الكتلة التي تعرفونها  ويعرفها الجميع ، مثل بطون أطفالنا الجائعة  وشفاههم للماء راجفة وناشفة، ومثل شوق ثوارنا وثائراتنا للتغيير ،  والسودان الجميل الهادئ  المتطور تقدماً وإزدهاراً ، ( فهي  الكتلة التي شكلتها المخابرات المصرية التي نسيت أمنها القومي ذلك الحين ، وتذكرته بعد النزوح اليها ، يوم استعانت بضرورة الحصول على تأشيرات الدخول للسودانيات والسودانيين ، منعاً لتسرب الإرهابيين كما إدعت)  وكانت المخابرات تعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذه المجموعات ، وتعلم علم اليقين ، أنها الكتلة المعادية للديمقراطية في السودان ، وللدولة المدنية ، وحتى لثورة ديسمبر المجيدة ، وكانت لها ما رغبت . وهي القوى التي دعت ورعت وبررت لإنقلاب 25 اكتوبر المشؤوم وسمته بتخريجتها الكاذبة، وأطلقت عليه مسماً زائفا ، تصحيح المسار . واتضح لاحقاً أنه المُنتِج الأول والمُخرِج لهذه الحرب العبثية الخبيثة .

وهي المجموعة المكونة من الموزاب ، بالحضور البارز  للتوم هجو ” مابنرجع إلا البيان يطلع” وأردول ” الذي عرى نفسه من ورقة التوت الأخلاقية في تسجيله المُسرب” وعلي  عسكوري الذي اختفى من الساحة ، ولعل مانعه ما شر كما  إعتاد عليه ، ومجموعة أهل الشرق المنقادة لقبلية وقيادة  محمد الأمين ترك ، ومجموعة الحركات المُصلِحَة للهزيمة “وليست حركات الكفاح المُسلَحة” المنتصرة ، فقد تركت خلفها هذا النوع من الكفاح ( مناوي -جبريل) وأصبحت ذات الصوت العالي في البحث عن امتيازات السلطة أين ما وجدت ، ومن وراء ستار ، مجموعة نداء أهل السودان والتحالف الإسلاموي العريض ، المبثوثة عضويتها  وخطوطها وخططها العريضه ،  داخل هذه  المجموعات ، فوسط أغلبها  يوجد إسلامويون أو متعاونون متَّوالون مع الإسلامويين ، زمان ثلاثينيتهم القاهرة الفاجرة ، والتي كما قلت من قبل ، أن هذه الكتلة اللاديمقراطية كانت هي الطلقة الأولى ، في هذه الحرب العبثية اللعينة ، المخطط لها ، حتى من وراء ظهر هذه الكتلة  اللاديمقراطية نفسها ، وهي لا  هنا ولا هناك فقط مصالحها ، وهي قطعاً السائرة نحو حتفها بظلفها ،  عمياء خرساء ، حيث أغلبها ، بعد تأييد انقلاب الإسلامويون ، أصبحت هي  الداعية لمواصلة الحرب حتى نهايتها ، والتي هي الفناء بعينه ، ما عدا ، ولن نظلمهم “جبريل ومناوي” – حيث وقفا حياداً  مدروساً بعناية ، بحثاً عن ما تجئ به امتيازات السلطة القادمة في الطريق ، فهم في الحياد مؤقتاً  انتظارا للمنتصر لينصروه ومنها لنصر رغائبهم   السلطوية ، وإن كان شعبنا يتمنى لهم العودة إلى جماهيرهم التي خذلوها من قبل . وبعد هذه الطلقة المميتة ، لبداية الحرب الرغبة ، خرجت الطلقة الثانية الفعلية ، في 15 إبريل من داخل بعض هؤلاء  الشركاء ، والآخرين بموقفهم الداعم صمتاً ورجاءً وتمنياً .

وكان سؤال الصحفية الحصيفة  لبنى  إدريس الثاني والأهم ، للإستاد ياسر  عرمان ، كيف تُقيم العلاقات بين قوى الثورة ؟ .

وكان رد الاستاذ ياسر عرمان أكثر وضوحاً وإبانة من سابقه ، والذي نتمنى أن يُفعِّله رفقة أحزابه وحزبه ، الذي نتمنى أن لا يظل مسلحاً كما طال أمده ، فقد قال في رده : ( الأفضل لقوى الثورة أن تقدم التنازلات لبعضها البعض وليس للفلول ، وأن تبني نظام جديد على هدى ثورة ديسمبر ، من  مصلحة الحرية والتغيير أن تقدم تنازلات للشيوعيين والبعثيين وقوى المقاومة الأخرى بدلاً من تقديمها للفلول ، والعكس هو الصحيح بأن تقدم القوى الأخرى التنازلات التي تجعل وحدة قوى الثورة  ممكنة ، هذا هو ما ينفع الناس والشعب ) . وإذا تجاوزنا التعبير الوارد في الرد “والعكس هو الصحيح ” والتي تحمل بعض تعالي على قوى الثورة ، وإن كان مجمل الحديث ملئ بإشراقات التوافق المؤدي لمداخل سليمة ، لوحدة قوى الثورة . وهي الإجابة ، التي كانت  منتظرة . منذ تشكيل الحكومة الانتقالية ، ولا نريد هنا أن نقلب المواجع القديمة ، فما “حدس قد حدس” ، ولا داعي للبكاء على اللبن المسكوب ، ونحن أولاد اليوم ، وقد أنجبتنا من نقطة الصفر ، أكوام الفواجع والمآسي والأحزان والهموم ، وقد انتهينا إلى حرب الدمار الماثلة ، بما فيها من جلائل ، أوجاعنا وهواناتنا وضياعاتنا اليومية ، حرب أهلكت الزرع والضرع ، وخلفها قضت على الأخضر  واليابس ، “وورتنا في كل جديد” من ورائها ، ما كان وما لم يكن في البال ، ولا الحسبان ولا الخاطر المسكين ،  تقتيلاً ونزوحاً وأغتصاباً وتعذيباً ومعتقلات وسجون وإهانات ، وبنية تحتية على قلتها ونقصانها وبؤسها ،  راحت شمار في مرقة  . حسناً أخي استاذ ياسر عرمان ،  أحزابكم ، الأمة القومي والمؤتمر السوداني ،  وحركتكم المسلحة ، إذا لم تتحول حزباً بعد ، حين كنتم تمارسون نشاطكم السياسي ، باسم مركزية الحرية والتغيير ، عدم ثقة في مكوناتكم الحزبية أم تخَّفي لا أحد  يدري !! ، وإضافتكم وتكملتكم  أحزاب قدماء محاربي الدعم الإنقاذي ، وبعض الحواشي المحشورة حشواً داخلكم ، دون مسميات معروفة ، فقد سكتت دهراً ، ولم تنطق حتى حشمة وتواضعاً ونقداً ذاتياً ، وكأنها وكأنكم وجماهيركم ، لم تصنعوا ثورة ، أدهشت العالم وشعوبه ، وأبهرت بها العدو ، قبل الصديق . وها أنت قد “قديت عين  الشيطان” كما نقول ، ونطقت ما كان مطلوباً ومرغوباً قوله قبل سنوات ، وإن أتى بعد خراب سوبا متأخراً ، فخير من أن لا يأتي نهائياً . وإن كان لي بعض مآخذ على الآخرين منكم ، وربما جميعهم ، فلم يسمع الناس منهم استحساناً لآرائك هذه ، ولا تأييدا له ، فلقد مر على حديثك النافذ والجيد ، هذا ، قرابة الأسبوعين ، ولم أرى له ، أية ردة فعل أو تجاوب من بقية أحزابكم المتحالفة أو قياداتها أو حتى أفرادها ، ولازال متحدثوكم ، في فضائياتكم المعتادة والمفضلة ، بحكم ما يطلبه المذيعون ، يتحدثون ذات لغة وتكتيك القديم ، الذي أورد البلاد موارد التهلكة ، فإذا ما تواصلت ، هذه المحرقة ، ستحرق الأخضر واليابس أو ما تبقى منها على أرض السودان ،  فلا وقت للتريث وانتم ترون هرولة الثورة المضادة بأسرعكم ، ولازالت حتى الآن ، شارعة بهمة ،تحسدونها أنتم عليها ، في تنفيذ  مشروعها التخريبي التدميري ، وما ظهور قياداتها المتهمة بارتكاب الإبادات الجماعية علناً وعلى رؤوس الأشهاد وأعين الشرطة والولاة والسلطات ، إلا من ورائه التحدي الفاجع ، بإحساسهم بقرب العودة لسلطتهم من جديد ، وأنتم ما  زلتم في غيكم ساهون ،  لازلتم تدورون وتلفون ، حول الإطاري مقطوع الطاري ، وكأنه لم تعقبه حرب ، وتفنيه حرب وتنفيه  وتلغيه دماء ، ولازلتم تحومون حول إنشاء تكوينات وجبهات وطنية مرغوبة ، ولكنها إما أن تكون  تحت رعايتكم ، وتكونوا أنتم قادتها دون تفويض ، أو جبهات وطنية يقترحها أصحابها لقيادتها ولأغراضها ، بعيداً عن أصحاب الحق الأصيل ، وصدقوني لن تنجح أي من هذه الجبهات ، ولن تثمر إلا بإتكائها على ظهر الثوار كظهير تستندون عليه ، بسندهم ومساندتهم ، ولن تقوم لها قائمة ما لم تأت بتفويض من  أصحاب الحق الأصيل . وبلادنا السودان ، في هذا الوقت العصيب ، بين أن (يكون أو لا يكون) ولكي تقف هذه الحرب ، وهذا الموت  العشوائي ، وهذا  الاحتلال الاستيطاني العروإفريقي إسلاموي ، الذي نراه في بيوتنا وأحيائنا وأزقتنا ، وذلك التهجير القسري والنزوح الإجباري ، نقولها لكم ، ليس هناك غير وحدة قوى الثورة بأكملها وأجمعها ، بقيادة أصحاب الحق والمصلحة ، في الثورة  والمستقبل ، وهم جيلها الذي سيحمل الراية ويواصل مرحلة البناء والتنمية ، الجيل الراكب رأس ، في لجان المقاومة وتنسيقياتها وإعادة توحيدها ، بعد التخريب الذي حدث داخلها بفعل الممارسة الأنانية السلطوية ، وإن لم نرد أن نقول الخيانية الانتهازية . وعليه دون تباطؤ وتأخير ، أن يجتمع تحالفكم الحزبي ، مع قوى الثورة جميعها ، أحزاباً وتنظيمات ونقابات و(من يعتذر عن أخطائه)  ، من الآكلين في كل موائد اللئام ، تحت راية لجان المقاومة ، التي قطعت شوطاً طويلاً في مشوار ثورتها ، وأسست حتى مشروعها الكامل للتغيير والسودان الجديد ، وأنجزته راقياً ممثلاً في الميثاق الثوري لسلطة الشعب ، وبه لن تبدأون من الصفر ، والثورة مستمرة ، وهي التي أتت بكم لو تذكرون . فتعالوا إلى كلمة سواء ، وناقشوا بتجرد تام كل التنازلات المطلوبة من كل طرف من الأطراف ، ولتكن البداية ، فتح الميثاق الثوري بالإضافة والحذف الذي أقرته التنسيقيات ، وتطوير شعارات الثورة ، بما فيها حذفاً أو إضافة لما جد من جديد بعد الحرب اللعينة ، بما فيه الجنجويد ينحل ، والكوز ندوسو دوس بالقانون أو بغيره: تفعيلها أو تجميدها ، هذا التوافق  ما تتم به وحدة القوى الثورية ، وأنتم طرفاً مهماً منها ، التي أسقطت النظام البائد سلمياً ، والتي جعلت السودان الديمقراطي المدني ممكناً ، حتى لو أعطيتم وحدتكم مسماً جديداً ، بعيداً عن مسمى الحرية والتغيير القديم ، الذي شابته الشوائب ، من كل ناصية وصوب ، تحالفاً يناسب مسماه وحدة قوى الثورة ، لتعيدوا للثورة فعاليتها وألقها وصلابة مسيرتها ، فالعبء بعد الحرب ، عاد أثقل ، عاد أكبر ، عاد أنبل ، والمسؤولية تاريخية ، ولا مجال للعمل الأناني والإقصائي والسلطوي ، فالسودان “سوف يكون” بوحدة قوى الثورة من جديد . “ولن يكون” بل  سيتلاشى ويندثر ، بمعاكساتها ومشاكساتها القديم المهترئ منها وفيها ، وإلي الجديد السديد المسدد ، وبالتوفيق إلى سودان بدون  حروب .
***
وأقول مع شعبنا للحرب .. لا
للطرفين  وللحرب .. لا .
أوقفوا الحرب أيها القتلة من
الطرفين وللحرب .. لا .

[email protected]

تعليق واحد

  1. ولازال حزبك العجوز سادرا في جذريته التي اوردت قوى الثورة موارد التشرذم والشتات متماهيا مع الفلول في عدائه غير المبرر لقوى الحرية والتغيير بذرائع واهية وتخرصات واتهامات دون دليل ومحاربة للاطارى دون تقديم ما يسند اتهامكم له ولبنوده التي هي كل ما نادى به الثوار
    ويتضمن مجمل شعارات الثورة ولكن لمجرد الكسب الحزبي
    تسببتم في انفراط عقد القوى الثورية وقدمتم للقوى المعادية للثورة طوق نجاة بعد ان انزوت وخفت صوتها امام هدير مواكب الثوار انتم من بذر بذرة الخلاف وانتم المطالبون بتقديم التنازلات عن شعاراتكم البائسة والمجافية للواقع وليس الحرية والتغيير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..