السيانيد .. ذلك القاتل الفتاك

٭ مادة السيانيد لا توجد منفردة بل مركبة مع أملاح كالصوديوم والبوتاسيوم، في عمليات التعدين يستخدم سيانيد الصوديوم، حيث يمزج مسحوق الذهب مع محلول السيانيد في أحواض خاصة ويصفى السائل المؤكسج الناتج عن تلك العملية، قبل أن يقطر بإضافة غبار الزنك وبعد ذلك يقطر سائل الذهب ويذاب في فرن ثم يصب على شكل قوالب..! أحواض التطهير المستخدمة عموماً لا تحمي من التسرب، والنسبة المسموح بها لاستنشاق مادة السيانيد هي خمسين جزء من المليون من الجرام، ولفائدة القارئ هذا يعني إذا قسمنا الجرام إلى مليون جزء متساوٍ فإن ما يزيد عن الخمسين جزء من المليون من الجرام هو يمثل خطراً على حياة الإنسان..! والتعرض المزمن لكميات ضئيلة من السيانيد يؤدي إلى رفع نسبته في الدم مما ينتج عنه ضعف متواصل في عضلات الجسم والجهاز العصبي، ويتسبب السيانيد في إيقاف عمل أنزيمات مهمة لعملية تنفس الخلية الحية واستخدامها للأكسجين، واتحاده مع عنصر الحديد الموجود في الهيموقلوبين لخلايا الدم الدم الحمراء وبالتالي تعجز خلايا الجسم عن إنتاج مركبات الطاقة اللازمة لعمل وحياة أعضاء مهمة في الجسد مثل القلب والدماغ..! وقد أشارت الدراسات إلى أن استنشاق 200 إلى 500 جزء من المليون من هيدروجين السيانيد لمدة 30 دقيقة تؤدى إلى وفاة الإنسان، أما الجرعة القاتلة للشخص البالغ فتبلغ 75 ملجراماً وهي كافية لقتله في زمن لا يتعدى الدقيقتين، أما اثنان في عشرة من الجرام تقضي على حياة الإنسان خلال ثوان، وقديماً تم تزويد الجواسيس بكبسولات من سيانيد الصوديوم أو البوتاسيوم يقوم ببلعها بعد كسرها بأسنانه وفي خلال ثانيتين أو ثلاثة يكون في عداد الأموات..! يدخل حمض سيانيد الهايدروجين إلى الجسم عن طريق الجلد أو الأغشية المخاطية أو عن طريق الأبخرة المتطايرة للحمض. وعند تناول أملاح السيانيد عن طريق الفم تختلط بالوسط الحامضي وبالتحديد حمض الهيدروكلوريك وينتج من تفاعلهما أملاح وحمض سيانيد الهيدروجين الذي بدوره يحدث التسمم في الجسم..! وقد استخدمت جرعة السيانيد القاتلة في عمليات الإعدام في بعض الدول..! استخدام السيانيد في استخلاص الذهب محظور في العالم إلا أن شركات التعدين في البلدان المتخلفة تخرق هذا الحظر نسبة للجهل بخطورة هذه المادة. توجد مادة السيانيد في نوى بعض الفواكه كالمشمش والخوخ ولكن بكميات صغيرة جداً لا تتجاوز اثنين جزء في المليون في الجرام، لذلك فهي غير ضارة، أما الدورة المسماة بأم أربعة وأربعين فتفرز مادة السيانيد القاتلة وتعتبر لذلك حشرة سامة..! كنت قد كتبت قبل سنوات عن أن الشركة الفرنسية التي كانت تباشر التنقيب في إرياب تستخدم السيانيد وحذرت من خطورة هذا الاستخدام وطالبت وزارة الطاقة آنذاك بإجراء تحقيق وفحص للتربة الملوثة، ولكن لم تجهد الوزارة نفسها لا بتحقيق ولا بفحص التربة. وخطورة مادة السيانيد أنها تدخل الجسم عن طريق الجلد والاستنشاق، فالتربة الملوثة بالمادة بمجرد أن يلامسها جسم إنسان أو حيوان فإنه يتعرض للتسمم، وتزداد خطورة هذه المادة عند هطول الأمطار على التربة الملوثة حيث تجرف المياه التربة وتذوب هذه السموم في الماء الذي يشربه الإنسان والحيوان في المناطق النائية دون أن تمر عليه معالجة، كما أن جزءاً مقدراً من هذه المياه تغذي المخزون الجوفي الذي يتسمم هو الآخر..! وترى أكوام من مخلفات الكرتة التي تمت معالجتها بالسيانيد في شكل جبال في الهواء الطلق تنقلها الرياح وتجرفها مياه الأمطار وتنشرها على نطاق واسع وهي تحمل السم القاتل، ولنا أن نتخيل ماذا يحدث إن لعب الأطفال على هذه الجبال القاتلة إذا كان واحد ملغرام من مادة السيانيد مقابل واحد كيلو جرام في وزن الإنسان كافية لقتله في ثوان، يعني أن طفلاً وزنه عشرة كيلو جرامات يكفي لقتله عشرة ملجرامات من السيانيد الذي يمكن أن ينفذ عن طريق الجلد وكذلك الأمر يسري على الحيوان..! وإذا ألقيت بقايا السيانيد المذابة في الماء في النهر فبعد فترة وجيزة جداً ستطفو على السطح كل الأسماك والحيوانات النهرية في تلك المنطقة، وقد استخدم السيانيد في صيد الأسماك بصورة دمرت البيئة البحرية في كثير من دول آسيا كالفلبين وأندونيسيا..!!!
٭ هذا قليل من كثير عن خطورة استخدام مادة السيانيد التي سيؤدي الجهل بخطورتها إلى كارثة إنسانية وبيئية..!!!
د. هاشم حسين بابكر
[email][email protected][/email]
يجب ان يكون لكم ندوات تثقيفية للمواطنين في اماكن تواجد هذه المادة بخطورتها وخاصة اهلنا في المحس لا يعرفون مثل هذه المواضيع وهم متغيبين من الدولة في كل شىء ،، لان الجرائد لا تصلهم وحتى النت ليس لهم مقدور لمتابعتها لضعف الشركات المشغلة له .
وبدلا من كتابتها في الجرائد نامل ان يكون التوعية في دور الاندية والميادين العامة بخطورة هذه المادة الذي جلبه لنا الكيزان لتدميرنا وتدمير الشعب السوداني
لقد تابع ما نشرته بصحيفة الراكوبة عن موضوع السيانيد في استخلاص الذهب , فعلا هو موضوع مهم جدا بالنسبة الي المواطنين العادين من حيث الخطورة .
اما بالنسبة للشركات فليس هنالك مفر من استخدام هذه المادة المهمة في عملية الاستخلاص ، شخصيا جربت عدة طرق لاستخلاص الذهب عن طريق الثيويوريا لكن النتائج بعيدة جدا اذا ما قورنت بالسيانيد .
اما معالجة السيانيد غير مكلفة جدا وسهلة جدا أولا تحويل السانيد بواسطة صوديم هايبوكلوريت في رقم هايدروجيني عالي الي سيانات ، زمن ثم انقاص الرقم الهديروجيني الي 5 عندها تتحول الي ثاني أكسيد الكربون وبعد الاحماض اخف قدرا من استخدام مواد مثل الزئبق ومزاد اخري .
اتمني ان نتواصل لكي نستفيد من علمكم ولكم جزيل الشكر والتقدير
* الله للسودان الذي يقاسي من السيانيد و السيانيد السياسي و هو أس المآسي.
Crucial issue the writer have addressed in this short article. Unequivocally the matter is very serious, and sure, the mob, nor the filthy capitalists will care more than the less about the welfare of our health in that ill-fated country. Nonetheless, to mention the ignorant status we live in it. Such article sure did address a serious spawn, which is quite alarming in the essence of words, and with such a sad twist of fate we are witnessing from that mob, I hope the discussion into this issue will continue? Dispersion the word between the miners is the most vital part in this campaign, which are the first victims of this calamity?.
أشكرك جزيل الشكر د.هاشم اتمني ان يستوعب هذا المقال الاخوه في وزارة المعادن حتي لا يقومو بالتصديق للشركات التي تعمل في مجال التعدين دون مراعاه لحقوق وسلامه الانسان والحيوان والبيئه
أشكرك جزيل الشكر د.هاشم اتمني ان يستوعب هذا المقال الاخوه في وزارة المعادن حتي لا يقومو بالتصديق للشركات التي تعمل في مجال التعدين دون مراعاه لحقوق وسلامه الانسان والحيوان والبيئه