مقالات سياسية
فئات مجتمعيه ظنهم البعض مجرد جلابة ولكن!

أجمل مافي هذه الثوره هو الإيثار الذي تجسد في ابناء المدن وخاصة في الأحياء التي نحسبها لاتنتج الا انسان نرجسي ذاتي ولكن تفاجأ الكتير من الناس بالصلابه والعزيمة والآراده التي لاتقهر بكل الآليات القمعية ضد هؤلاء أثناء الثوره منهم شباب شابات أطفال نساء والله يجبروك لتقطر الدموع من عيناك كونهم اكتر الناس مستفيدين من النظام الإنقاذي الذي برع في تقسيم الناس الي طبقات وافتكر النظام انه نجح في تنميط هؤلاء على مواقف معينه في شأن الوطن.
لقد اعتملت الثوره واشتعلت في هذه الفئات التي كنا نعتقد بأنها مخمليه ولكن خاب ظننا عندما وجدناهم متقدمين صفوف هذه الثوره من كان يتخيل طالب في جامعات مامون حميده والرأزي والوطنيه والسودان العالميه والخ…. من جامعات دهاقنة الانقاذيين بل صممت في توفير كل مايبعدها عن المجتمع وتحريم العمل الفكري والسياسي فيها اللهم للمؤتمر الوطني والدواعش حتى نوعية الطلاب كلهم من ابناء الأغنياء والمغتربين إضافة للأجانب.
هذه الفئات من الناس كان كتير من من يتوقعون قيام ثوره شعبيه عارمه أن تنحسر في المظاليم بصوره مباشره وفي الجياع إضافة لبعض جيوب أحزاب مثقفاتيه حديثه انبثقت من الأحزاب القديمه مضافا لطلاب الجامعات المعروفة بزخم الثوره منذ مجئ الإنقاذ.
لابد من التوقف والنظر بتمعن والأخذ في الاعتبار أن هذه الفئه التي كنا نحسبها نرجسيه كان لها القدح المعالي في ضخ دماء جديده زادت من لهيب الثوره وقفلت الباب تماما في أوجه العنصريين من الاتجاهين بكل صراحه نعم كل من يرى هؤلاء اثناء اوار الثوره زادت في نفسه شعللة الثوره ودفعت الكثير من المتفرجين للركوب في مضمار الثورة.
هذه الثوره خلقت لوحدها بنيه فكريه سياسيه حريه وسلام وعداله وضمدت لوحدها وحدة المجتمع والجغرافيا يا العنصري المغرور كل البلد دارفور واصلت لوحدها حب الوطن والذود عنه بكل ماهو متاح من التضحيه والايثار والتواصل والتسامح.
فيما اعتقد هذا الجيل معظمه معافى من موروثات الماضي المنمطه في المجتمع السوداني فقط يحتاج لمزيد من معرفه الثقافات المتعدده إلى يزخر بها السودان من خلال التعرف على المناطق أو الإقاليم المختلفه وقد أتاح تجمع السودانيين في اعتصام القياده العامه بمختلف ثقافاتهم ومجتمعاتهم على الفئات المخمليه الإدراك الكامل أن هذا الوطن لايمكن إدارته بهذه الصوره التقليديه الصفويه والنخبويه والعشائريه أحياناً
من قبل نخب الخرطوم التي اعتادت على التوهط بالسلطه منذ القرن التاسع عشر وحتى ماقبل الثوره الاخيره اللهم الا استثناءا فترة المهديه فبالرغم ايدولوجيتها الا انها كانت وضعت السودانيين في موقع المسؤوليه وفقا للعطاء الثوري.
الفرصه الذهبيه التي خلقتها الثوره المجيده هذه لابد من أن تتوافق كافة القوى الثوريه على ارضيه مشتركه للخروج بالسودان إلى آفاق الحكم الراشد امتنانا. وعرفانا بعطاء هؤلاء الشباب في إنجاح الثوره حينما تركوا كل الموروثات القديمه وتخرصات السلطه الإنقاذيه طيلة تلاتين عاما من التغييب الممنهج عبر الإعلام بآلياته المختلفه تحت سيطرة النخبه الحاكمه وحتى في التعليم بمختلف مراحله مضافا لصناعة فوارق اقتصاديه كبيره ومع ذلك ضاعت كل هذه الاجتهادات من الانقاذيين في هذه المجتمعات التي ظنوا انهم سوف يقفون معهم على أقل تقدير حفاظا. على مكتسبات في التفوق الاقتصادي والأكاديمي ألذي نتيجته الحتميه في التفوق الاجتماعي. بالتالي تظل السلطه متوارثه فيما بينهم ولكن النقاء الوجداني والوعي المكتسب من خلال انتشار المعلومات عبر التكنولوجيا خلق في هؤلاء الشباب مناعه ذاتيه ودفع تلقائي للتحالف والتازر مع غيرهم أدى لنجاح هذه الثوره المجيدة.
الطاهر إسحق الدومة
aldooma2012@gmail
الطاهر إسحق الدومة
aldooma2012@gmail