الاغتراب من يضع له حداً ؟،،صفوف التوثيق بالخارجية وهجرة الصفوة

الخرطوم:محمد سعيد:

ينتظر عشرات السودانيين توثيق شهادات جامعية داخل مبنى وزارة الخارجية لاتمام اجراءات تتعلق بالهجرة والبحث عن وظائف خارج الوطن تدر عائدات مالية جيدة املا في وضع اقتصادي مريح بحسب قولهم ،ومابين الانتظار في الصفوف وسرد المعاناة اليومية يرتسم على وجوه المغادرين تفاؤل مشوب بالحذر من خوض تجربة الاغتراب .
ويتجنب شباب سودانيون يقولون انهم يقاتلون في اجراءات مرهقة تتعلق بالسفر عناء البحث عن الوظائف بالسودان باعتباره من”المستحيلات ” مفضلين خيار الهجرة وقال ابوبكر محمد الذي درس الحاسوب لـ”الصحافة” ان السفر هو الخيار الوحيد الذي توفر له بعد ان فشل في ايجاد وظيفة في السودان وزاد ” الحكومة لاتوفر الوظائف والمعلنة منها لاتفي بالغرض وحتى مشاريع تشغيل الخريجين غير واضحة المعالم ولم نرَ نماذج جيدة”.
وعملت الحكومة على ضخ مبالغ كبيرة في البنوك لتمويل الخريجين في مشاريع مختلفة لكنها اشتكت من شح طلبات التقديم وعدم حصول غالبيتهم على التمويل المتاح
ويتطلع مغادرون وبينهم صحفيون الى الاغتراب في دول الخليج واوربا والولايات المتحدة الاميركية لتحسين اوضاعهم المالية وتحويل الاموال الى عائلاتهم خاصة في ظل ارتفاع اسعار العملات الاجنبية مقابل العملة المحلية. وقال شاب عشريني انه كان يحلم بالهجرة الى “ارض الفرص” اي – الولايات المتحدة الاميركية” وزاد ” الآن تحقق حلمي وساغادر قريبا وسارسل مئات الدولارات لعائلتي بالسودان” وتابع ” اعتقد انها مبالغ كافية لاستئناف الحياة والحصول على الحد الادنى من نفقات المعيشة”.
وردا على سؤال المحرر حول مشاريع تشغيل الخريجين قال الشاب الذي بدت عليه علامات الارتياح بعد ان تحقق حلمه ” اين هذه المشاريع لااسمع بها الا في وسائل الاعلام ” واضاف ” هب انني حصلت على تمويل 20 الف جنيه ماهي الضمانات المتوفرة لنجاح المشروع الذي يستهدفه هذا المبلغ الضئيل مقارنة مع نسب التضخم المرتفعة”.

بيد ان والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر كان قد اعلن عن اعتزام الولاية اعفاء مشاريع تشغيل الشباب من الرسوم لمدة عامين لتشجيع الخريجين على تقديم طلبات لتمويل المشاريع التي يودون الاستثمار فيها.
وتزايدت معدلات الهجرة بعد عملية انفصال جنوب السودان وتوقف عائدات النفط وارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل غير مسبوق واعترفت السلطات القائمة على اجراءات عملية التهجير انها تتلقى 3آلاف طلبا للهجرة يوميا في الآونة الاخيرة بحسب الامين العام لجهاز المغتربين السودانيين بالخارج كرار التهامي
ويقول احمد محمد حسن الذي درس الاقتصاد انه سيغادر الى دولة خليجية للعمل في شركات الامن الخاصة مقابل راتب يساوي الفي جنيه سوداني وازداد شغف الهجرة مع تزايد معدلات سعر صرف العملة المحلية مقارنة مع العملات الاجنبية .
ولكن من يغادرون ربما لايضعون في حسبانهم تجرع مرارة الغربة التي بدت غير واضحة المعالم خاصة بعد تقلبات دول الربيع العربي وتضييق الفرص في الولايات المتحدة الاميركية عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر طبقا للتقارير الصحفية التي تحدثت عن تحولات كبيرة طرأت على العالم الخارجي الذي اصبح اكثر تدقيقا للقادمين اليه. وتوفي شاب سوداني في اسرائيل الشهر الماضي اثناء محاولته عبور الدولة العبرية والسفر الى اوربا بحسب مقربين من عائلة الشاب الذي هاجر بعد اتمام دراسته الجامعية وفشل في ايجاد وظيفة وروى احد المقربين منه لـ”الصحافة” انه كان يعمل في وظيفة غير ثابتة وسقط من بناية كان يعمل بها ودفن في الدولة العبرية.وقال صديقه الذي كان يرافقه انه يشعر بالحزن العميق ازاء ماحدث لصديقه في الدولة العبرية واضاف الشاب في تغريدة على موقع “الفيسبوك” لكن مع استمرار الحياة بكفاءة عالية في الخارج وشح الوظائف في الوطن فاننا لن نعود قبل ان نحقق احلامنا بالرغم من مرارة الاغتراب وفقدان الاصدقاء “.

وكانت الحكومة قد صادقت على 25 الف وظيفة في موازنة العام الماضي و30 الف وظيفة في موازنة العام المقبل لكن الخريجين يقولون ان معظم هذه الوظائف تحتاج الى “واسطة” وشخص ينتمي الى اسرة نافذة للحصول عليها او “تدخل” من مسؤول رفيع.
ويستعد عشرات الاطباء للمغادرة الى الخارج بعد ان استقطبتهم دول خليجية وعربية بعقود مالية مغرية وفقا لاحدى الطبيبات اللائي ينشطن في نقابة اطباء السودان المناهضة وقالت لـ”الصحافة” لم يتبق لنا سوى اتمام بعض الاجراءات المتعلقة بالسفر كي نغادر “اوضاعنا البائسة” الا انها قالت ان تجربة الهجرة بالرغم من انها ملهمة بيد انها محفوفة بالمخاطر ويتطلب بعضا من الصبر واعرب وزير الصحة الاتحادي بحر ادريس ابوقردة عن مخاوفه من استمرار هجرة الاطباء والكوادر الصحية لشح الامتيازات وضعف الرواتب بالسودان .

وتحتشد صفحات (الفيسبوك) بتغريدات ومساجلات لسودانيين بالخارج ويميل معظمهم الى اجترار الذكريات بالسودان ومقارنتها بالدول التي يقيمون بها وسرد احدهم قصة معاناته في الغربة وقضاء يومه بين العمل والمسكن دون ممارسة اجتماعية تقيه حرارة الغربة القاتلة على حد تعبيره.

وانتشرت في الآونة الاخيرة مكاتب الاستخدام الخارجي في ولاية الخرطوم بجانب وكالات السفر التي توفر عقودات عمل في مجال النقل وشركات الامن الخاصة والعمل الفندقي وقالت احدى الموظفات التي تدير وكالة للسفر ” لقد ارتفعت مبيعات عقود العمل الى نسبة 150% حاليا ونتلقى طلبات عديدة ترغب في السفر والعمل”.
وارجعت الحكومة تزايد معدلات الهجرة الى ضعف الاجور وقلة فرص العمل بجانب انفتاح ومغريات سوق العمل في الدول المستقبلة للمهاجرين السودانيين ، فضلا عن السعي للحصول على موارد مالية من العملات الصعبة بحسب وزيرة العمل آمنة ضرار .
وكشف تقرير اصدرته وزارة العمل عن تزايد معدلات الهجرة وسط السودانيين خلال العام الحالي وقال انها بلغت خلال العشرة اشهر الاولى الف شخص 75,631
و اشار التقرير الى ان الكوادر الصحية والتعليمية هي الاكثر هجرة و بلغ عدد المهاجرين من الاطباء (5028) خلال الخمسة اعوام الماضية، فيما بلغ المهاجرون من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام 2012م ولفت التقرير الى الزيادة المتوالية للهجرة السنوية للكوادر اذ بلغت ذروتها بحسب التقرير في العام 2012 وغادر نحو 75631 سوداني مقارنة بـ 10032 مهاجر خلال العام 2008 بنسبة زيادة (654% ) ما يعادل اكثر من ستة اضعاف المهاجرين في العام 2008م..

الصحافة

تعليق واحد

  1. قالوا ادو الخريج بقرتين وزريبة صغيرة فى شكل مشروع صغير يتعايش به-طيب يا اخى فى راعى فى قريتنا يرعى بى 200 بقرة-افول ليكم احسن نتخارج لى برة احسسسسسسسسسسسن نتخاااااااااارج

  2. ياخوانا دة مخطط من الحكومة وهم المستفيدين واسالوني كيف طبعا بعد ما تسافروا حترجعوا السودان لغضاء الاجازة وبعد حترجعوا للاغتراب وحتمشوا شئون المغتربين وحتدفعوا المعلوم 100دولار خدمات و300دولار زكاة من كل خروف اقصد مغترب بالمناسبة انا برضي خروف بس مغترب والشي الثاني السودان حيفضي من اي خروف مشاكس (ذكور)وكل اشعب الموجود في السودان حيكونو نعاج (اناث )وهو المطلوب لهم وشكرا

  3. الاغتراب تمليه الضرورة في كثير من الاحيان وقد يكون امده قصيرا وقد يطول لعقود من السنين وسياتي يوم نستجدي فيه المواطن ليعود لبلده ولكن هيهات اما السيطرة على الهجرة لا يتم الا بتوفير لقمة العيش وكرامة الفرد وهيهات ان يتم ذلك في السودان نظرا لما ترسب في الاعماق من الضغائن والاحن وكل واحد ينظر للاخر انا من بعدي الطوفان – يعني طوفان يدمر الشجر والثمر
    والانسان وكل السودان

  4. والله انا شايف الناس تهاجر كلها وتخليهم البلد نشوفهم ح يحكمو..يااااا حليل السودان سلة غذاء العالم.

  5. دا مخطط مقصود من …….الموتمر اللاوطني…
    وكل مايكون في هجرة كل ما كان في دولار وعملة صعبة مدفقة عليهم
    وهم الملاعيين عارفين الناس الاغتربت دي ح ترسل لاهلها والاسر التركتهم وراها
    وعارفين انو المغترب دا ح يزور اهله وح يزور المغتربين لحلب اللبن منه فيما سمي برسوم خدمات
    وضرائب,,, الله يجيب نهايتكم يارب,,, صاعقة تقع فيكم وفي اهاليكم وكل نسلكم ,, ياسرطان العصر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..