تفكر في بعض آيات القرآن الكريم (3)

(1)
عندما يريد الأنسان أن يفهم بعض الاشياء المادية التي يصعب وضع صورة طبق الاصل لها في الذهن , كأجزاء الذرة أو الثقوب السوداء في بعض المجرات, حينها يضع الانسان صورة مقاربة , مبسطة جدا لذلك الشيء في ذهنه. فما نراه من رسومات لاجزاء الذرة , المجرات و الثقوب السوداء ماهو الا مقاربة مبسطة للواقع الحقيقي الذي يصعب ان لم يكن يستحيل تصويره بكل تفاصيله.
أعتقد أن ذلك هو نفس الحل الذي يتبعه القرآن الكريم في معاونته للأنسان لرسم صورة ذهنية مقاربة من عالمنا هذا (عالم الشهادة) لكثير من الغيبيات في عالم الغيب (القيامة , الجنة . النار). وكلما تطور الانسان وتقدم كلما عدل صورته الذهنية للشيء الغيبي – وكلما اقترب أكثر للفهم الصحيح لذاك الشيء الغيبي . مثلا عندما قرأ قدماء المسلمين عن الكتاب (الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا أحصاها) وهو كتاب به كل أعمال الشخص من المهد للحد , تخيلوا سجلا ضخما من الوف الصفحات , مسجلا به كل الوقائع للشخص . مع تقدم العلم و مقدرة الانسان علي تسجيل أحداث سنوات عدة , صوت و صورة, في اجهزة تخزين صغيرة تحمل في اليد الواحدة مثل ال يو اس بي او السي دي فأن صورتنا الذهنية لذلك السجل الذي لايغادر كبيرة ولاصغيرة الا احصاها والذي يتلقفه الانسان بيد واحدة (بيمينه للسعيد و بشماله للشقي) قد اقتربت أكثر للصورة التي سنعرفها يوم القيامة .
عندما أخبر المصطفي عليه السلام قومه بأنه أسري به من المسجد الحرام الي المسجد الاقصي وعاد في ليلته , تسبب ذلك في ارتداد بعض المسلمين عن الاسلام , لماذا ؟ لأن كل وسائل السفر البرية المعروفة لدي كل البشر آنذاك كانت بواسطة ركوب الدواب , من أبل , حمير , و خيل . وسرعة تلك الوسائل معروفة للأنسان . المسافة من مكة لبيت المقدس معروفة للعرب وقد سلكها بعضهم , وحسب الصورة الذهنية في عقولهم ليست هنالك أي وسيلة مواصلات “دابة” يمكنها أن تقطع المسافة من مكة للقدس ذهابا و أيابا في ليلة واحدة .أما نحن معشر البشر الذين عشنا في القرن العشرين/الحادي و العشرين ونركب الطائرات ففهم الاسراء لايشكل معضلة لنا .
نفس المنطق يمكن استخدامه لفهم تفاصيل نعيم الجنة و عذاب النار باعتبار ماورد في القرآن كمقاربات لاشياء لانستطيع معرفة كنهها الحقيقي لغياب المثال المطابق لها في عالم الشهادة هذا . ربما يستنكر بعض الذين يتعلقون بظاهر النص من قولي هذا ولكن حتي في عالمنا الدنيوي نحن نستخدم المثال المبسط لمقاربة شيئ آحر يعجز المخاطب عن فهمه . هنا يستوقفني مثال ذكي اورده الدكتور مصطفي محمود لأثبات ماأحاول شرحه . أذ قال مامعناه : لنفترض أن طفلا عمره ثلاثة أو أربعة سنوات سأل أبيه أن يوصف له متعة الاتصال الجنسي , فكيف سيستطيع الأب توصيفها بحيث يفهمها الطفل حسب تجربته المحدودة في الحياة؟ ربما سيقول ألأب لطفله أن تلك المتعة الجنسية هي مثل متعة أكل الشكولاتة! سيستوعب الطفل الفكرة بأن الجنس هو شيئ ممتع مثل الشكولاتة! و شتان مابين الاثنين , ولكن ذلك هو مبلغ علم الطفل . مايعزز فهمي هذا هو قوله تعالي (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) و ايضا استعمال كلمة “مثل” لتوصيف نعيم الجنة في آيتين في القرآن : (مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ ۖ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ۖ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وَظِلُّهَا ۚ تِلْكَ عُقْبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ ۖ وَّعُقْبَى ٱلْكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ ), (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) . و لعل الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) يقطع كل شك بأن اوصاف الجنة (و بالمثل اوصاف النار) ماهي الا مقاربات لما لانستطيع تخيله.
. أيضا القرآن الكريم يشير الي “ورضوان من الله أكبر” بحسبان ذلك الرضوان الاكبر أفضل من كل المتع الحسية الموصوفة في القرآن ? فكيف يمكن تخيل ذلك الرضوان ؟حتي عذاب النار لانستطيع فهم بعض تفاصيله أن قاربناه بنار الدنيا . فالذين في نار القيامة يأكلون و يشربون (ياكلون من شجرة الزقوم ,و يشربون من حميم) و يتجادلون (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ) ويقدمون مطالبهم لخزنة النار (وَنَادَوْا يَا مَالِك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّك قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ) , (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب) ولكننا نعلم أن من يحترق في نار الدنيا , لايستطيع فعل أي من هذه الاشياء . يستعدل فهمنا عندما نستوعب وصف القرآن لحياتنا الاخروية باعتبارها “نشأة أخري ” – أي أن قوانين الفيزياء و الكيمياء والاحياء التي تحكم اجسادنا و البيئة المحيطة بنا ستتغير- لذا لايمكن استيعاب كيفية لذة وعذاب الآخرة بموجب نشأتنا الحالية . يري بعض المتصوفة أن أشد عذاب في الآخرة هوعذاب الحجاب عن الله (كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)
(2)
القرآن الكريم أعطانا ومضة صغيرة حول شخصية صهر سيدنا موسي (والذي اختلف المفسرون في شخصيته , بعضهم قال بأنه هو نبي الله شعيب و بعضهم قال غير ذلك ) . نعرف عنه – قول احدي بناته ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) هذا يدل علي أمانة ذلك الرجل الصالح وحرصه علي دفع مقابل لكل خدمة يتلقاها حتي لو لم يطلب صاحب الخدمة أجرا (زول حقاني كما نقول بلهجتنا السودانية) فموسي عليه السلام لم يكن يتوقع أجرا .
الرجل وبناته (أو بالاصح أحدي بناته) كانا يعلمان بأنه يحتاج الي رجل شاب ليخدمه (ربما في رعي غنمه و ابله) . هو لم يستطع تدبير ذلك المعاون بالصفات التي يريدها حتي قدوم موسي . رأي في موسي ذلك الاجير الذي يرغب فيه . كنت محتارا في لماذا أراد أن يلزم موسي عليه السلام بعقد معه لمدة ثمان سنين و بعدها أن أراد موسي البقاء فمن الافضل أن يمكث سنتين كاملتين (لا أقل من ذلك) . هذه الجزئية ربما تدل علي أن نسيب سيدنا موسي كان رجلا مرتبا ,رغم كبر سنه فهو يريد أن يخطط للمستقبل لفترة طويلة. هو ضمن أن موسي سيخدمه ثمان سنين وعندما تقترب الثمان سنين سيكون هو قد دبر شخصا يحل مكان موسي (في حال ذهابه) , ولديه نفس الميزات (قوي و أمين) . فان أكمل موسي ال ثمان سنين ولكنه أستمر في الخدمة فهو لايريد أن يعيش يوميا بهاجس أن موسي سيترك خدمته في أي وقت بعد قضاء المدة (8 سنوات) , وهو – اي الصهر – لم يدبر قوي أمين آخر يخلف موسي . و سيبحث عن بديل عندما تفترب فترة ال8 سنوات علي نهايتها وان لم يذهب موسي بعدها فلديه سنتين كاملتين للبحث عن بديل .( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{27} قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ{28})
ربما كان ذلك الصهر ذو المقدرة علي التخطيط للمستقبل هو المعلم أو كما تقول الفرنجة الMentor الذي تعلم سيدنا موسي علي يديه المهارات التنظيمية و التخطيطية التي سيحتاجها لادارة مشروع الخروج العظيم لبني اسرائيل . بهذا تكون الفترة التي قضاها سيدنا موسي بمدين هي فترة اعداد له للقيام بمهمه اخراج بني اسرائيل من مصر. تلك كانت مهمة صعبة حتي لو نظرنا اليها نظرة مادية بحتة بمقاييس اليوم بحسبانها “مشروع” جلاء آلوف البشر بعوائلهم و دوابهم من مكان الي مكان آخر يبعد مئات الاميال – و سيدنا موسي هو ” مدير ذلك المشروع”. المهمة تتطلب مقدرة شديدة علي التخطيط (تحديد نقاط التجمع لشعب متفرق في أرجاء مصر, تجهيز عدد كاف من الدواب التي ستحملهم مع متاعهم, الحرص علي احضار الزاد و الماء الكافي للرحلة للناس و للدواب….الخ).
وفقني الله وأياكم لفهم كتابه و العمل بموجبه .
[email][email protected][/email]
انت رجل تعيش في غيبوبة عظيمة لا شفا منه…الانسان طار الى السماء وتمكن من السفر الى الصين من لندن والعودة اليها في نفس اليوم وذلك بإمتلاك علوم الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك الحديث القائم على الرصد بالمناظير المكبرة…أما تصديقك كسائر المسلمين البسطاء زعم محمد انه سافر الى اورشليم ومنها الى السماء لمقابلة الله ببغلة او حيوان شبيه بها فذلك هو الغيبوبة التي تعيشها بسعادة …الديانة الزردشتية في ايران سبقت الاسلام بخرافة ان نبيها زرادشت عرج الى السماء بحصان مجنح لمقابلة الإله اهورامزدا…طبعآ ستقول ما سطره الزردشتيون خرافة وما سطره محمد هو الحق…وهنا تكمن كارثة العقل المغيب الذي يتعذر عليه التمييز….تصور اهل مكة قبل 1400 سنة كانوا اعقل منك لانهم كذبوا رواية محمد عن مسراه لاورشليم وعروجه بعد ذلك للسماء…حتى اتباعه القليين آنذاك رفضوا تصديق ما قال وتركوا الاسلام رغم ان معظمهم كانوا من العبيد والشحاذين بينما انت تصدق تلك الخرافة وانت تعيش في القرن الحادي والعشرين…مسكين والله
تحليل رائع و فهم عميق شكرا استاذ حسين
انت رجل تعيش في غيبوبة عظيمة لا شفا منه…الانسان طار الى السماء وتمكن من السفر الى الصين من لندن والعودة اليها في نفس اليوم وذلك بإمتلاك علوم الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك الحديث القائم على الرصد بالمناظير المكبرة…أما تصديقك كسائر المسلمين البسطاء زعم محمد انه سافر الى اورشليم ومنها الى السماء لمقابلة الله ببغلة او حيوان شبيه بها فذلك هو الغيبوبة التي تعيشها بسعادة …الديانة الزردشتية في ايران سبقت الاسلام بخرافة ان نبيها زرادشت عرج الى السماء بحصان مجنح لمقابلة الإله اهورامزدا…طبعآ ستقول ما سطره الزردشتيون خرافة وما سطره محمد هو الحق…وهنا تكمن كارثة العقل المغيب الذي يتعذر عليه التمييز….تصور اهل مكة قبل 1400 سنة كانوا اعقل منك لانهم كذبوا رواية محمد عن مسراه لاورشليم وعروجه بعد ذلك للسماء…حتى اتباعه القليين آنذاك رفضوا تصديق ما قال وتركوا الاسلام رغم ان معظمهم كانوا من العبيد والشحاذين بينما انت تصدق تلك الخرافة وانت تعيش في القرن الحادي والعشرين…مسكين والله
تحليل رائع و فهم عميق شكرا استاذ حسين
تحليل جميل وعميق
أين يمكن أن أجد لك مقالات اخرى ؟
يا حسين ويا صلاح،، اذا كان القرآن يقول عن الملائكةان لهم أجنحة (مثنى وثلاث ورباع) فكيف اقتنع بان الملك له سبعون الف جناح، و (لازمتها ايه) سبعين الف جناح؟ وكمان كل جناح يغطي ما بين المشرق والمغرب؟ ،، سؤال يؤرقني ارجو الاجابة.
الاخ عزوز
ليس هناك شيلنى و اشيلك و لعلمك فقط هو راى و راى آخر و اعلمك لا تربطنى باستاذ حسين اى صلة بل حتى لم نتبادل الرسائل الالكترونية مع وجود ايميل كل منا اسفل مقالاتنا.
الزول موضوع الرؤيا طويل و لا اعتقد ان هناك خلاف بيننا فالرؤيا هى فى آيات كثيرة بالفؤاد و لا يغيب عنك قول الله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42) فالنوم وفاة صغرى والميت فى دار حق و دار الحق لا يرى فيها الا الحق.
يختلف عن هذا ما يرى الله سبحانه لانبيائه مثل (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات و الارض)وانى انست نارا و اذ راى نارافى قصة سيدنا موسى.
أحسنت يا أخ حسين في ردك على المعلق محمد أحمد وايرادك لتجارب بعض المقتربين من الموت لاقناعه بالحياة وما لاقوه بعد موتهم السريري.
لقد شاهدت الفيديو واستمعت لهذا البروفيسور الطبيب جراح المخ والأعصاب وتجربته في مقاربة الموت وفهمت منها أن الروح هي التي تمثل الوعي الحقيقي بالذات المجردة أي الأنا العليا المرتبطة بالروح وليس الجسد وأن الميت يستمر معه وعيه بهذه الذات المجردة من كل ارتباط لها بالجسد والحياة الدنيا عند انفصالها بالوفاة عن الجسد وعن علاقاته في الحياة الدنيا أي علاقات الشخص قبل موت الجسم من أقارب ومحيط وأعمال إلا إذا عادت إلى الجسد إذا عاد للحياة مستأنفاً معيشته مرة أخرى أو عندما تعود للجسم في القبر عند سؤال القبر وإلا فإن الجسد يظل مجرد جثة ميتة هامدة. فالروح بعد انفصالها تترك الجسد بلا حياة ولا يمكن سؤاله لوحده لأن وعيه بالأنا بشقيها العليا والدنيا قد فارقه بانفصال الروح ولا تناقض لهذه الأطروحة مع المفاهيم الإسلامية كسؤال القبر مثلاً، لكن هنالك مشكلة وهي أن الميت وفق هذه المفاهيم يعي ماحوله ويسمع الأحياء وبكاءهم عليه ولكنه لايستطيع التجاوب، فكيف يحدث ذلك والروح قد فارقت الجسد؟ ولو افترضنا أن هذا الوعي والاحساس بمن حول الميت يحدث عن طريق الروح ولكنها لا تستطيع الرد من خلال الجسد الذي فارقته فهو افتراض صحيح وفق المفاهيم الاسلامية كالسلام على والدعاء لمن في القبور. ففي المفهوم الاسلامي أن الجسد الميت لا يسمع السلام عليه والدعاء له إلا عن طريق الروح حيث يرد الله الروح إلى الجسد إن أراد أن يسمعه ذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبوداود عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). وقد خاض السلف دون علم عن حقيقة الوضع وقالوا (إن المراد بقوله: رد الله علي روحي. أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه)!! حسبما أورد ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” وربطوه بحديث: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون (الذي صححه الألباني وغيره. فكأنهم قصروا ذلك على الأنبياء وهذا يناقض فقه السلام على أهل القبور عموما بمن فيهم النبي وأصحابه. مع العلم نظرياً بأن الأرواح في برزخها اللامحدود حرة الحركة والتطواف، خاصة السعيدة منها وليس ما يمنع تطوافها على الجسد متى كان ذلك من دواعي إسعادها وما أعد لها من حرية بلا حدود.
وحسب هذه التجربة لجسد شبه ميت بنسبة 98٪ كان صاحبه يعي فقط بذاته العليا المجردة من أي محيط أو ذكريات دنيوية، بل لم يحس حتى بجسده ولم تتراءى له صورته أو كيانه الدنيوي ولم يعد يعي إلا بمحيطه العلوي الحاضر فيه حيث سرد ووصف ما رآه وما تفاعل معه وما أحس به واستوعبه بوعيه الروحي فهو خاض هذه التجربة كروح حرة تماماً من الجسد وذكرياته الدنيوية ووجد نفسه حيث لا حيث بلا حدود لمكان ولا زمان وحيث تلاشت الأبعاد تماماً. وهذا يعني أن ذلك هو محيط الروح بعد انطلاقها من الجسد عند موته ووفاتها فهناك حيث لا حيث نوعان من المحيط بالأروح التي شاهدها صاحب التجربة. وبغض النظر عن تفسيره الخاص، فالفراش والفتاة والنور واللحن المتدفق معه ترمز لما تلاقيه الروح السعيدة والظلام والطين والخبوب النتن والفقاقيع والمخلوقات التي تخرج منه وتنغمس فيه تمثل الأرواح الشقية ومحيطها البرزخي.
عليه فإني أميل إلى تصديق رواية تجربة هذا العائد للحياة الدنيا بعد عودة روحه إلى جسده من برزخها الذي انطلقت إليه وتركت جسده ميت تمتماً تقريباً.
تحليل جميل وعميق
أين يمكن أن أجد لك مقالات اخرى ؟
يا حسين ويا صلاح،، اذا كان القرآن يقول عن الملائكةان لهم أجنحة (مثنى وثلاث ورباع) فكيف اقتنع بان الملك له سبعون الف جناح، و (لازمتها ايه) سبعين الف جناح؟ وكمان كل جناح يغطي ما بين المشرق والمغرب؟ ،، سؤال يؤرقني ارجو الاجابة.
الاخ عزوز
ليس هناك شيلنى و اشيلك و لعلمك فقط هو راى و راى آخر و اعلمك لا تربطنى باستاذ حسين اى صلة بل حتى لم نتبادل الرسائل الالكترونية مع وجود ايميل كل منا اسفل مقالاتنا.
الزول موضوع الرؤيا طويل و لا اعتقد ان هناك خلاف بيننا فالرؤيا هى فى آيات كثيرة بالفؤاد و لا يغيب عنك قول الله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42) فالنوم وفاة صغرى والميت فى دار حق و دار الحق لا يرى فيها الا الحق.
يختلف عن هذا ما يرى الله سبحانه لانبيائه مثل (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات و الارض)وانى انست نارا و اذ راى نارافى قصة سيدنا موسى.
أحسنت يا أخ حسين في ردك على المعلق محمد أحمد وايرادك لتجارب بعض المقتربين من الموت لاقناعه بالحياة وما لاقوه بعد موتهم السريري.
لقد شاهدت الفيديو واستمعت لهذا البروفيسور الطبيب جراح المخ والأعصاب وتجربته في مقاربة الموت وفهمت منها أن الروح هي التي تمثل الوعي الحقيقي بالذات المجردة أي الأنا العليا المرتبطة بالروح وليس الجسد وأن الميت يستمر معه وعيه بهذه الذات المجردة من كل ارتباط لها بالجسد والحياة الدنيا عند انفصالها بالوفاة عن الجسد وعن علاقاته في الحياة الدنيا أي علاقات الشخص قبل موت الجسم من أقارب ومحيط وأعمال إلا إذا عادت إلى الجسد إذا عاد للحياة مستأنفاً معيشته مرة أخرى أو عندما تعود للجسم في القبر عند سؤال القبر وإلا فإن الجسد يظل مجرد جثة ميتة هامدة. فالروح بعد انفصالها تترك الجسد بلا حياة ولا يمكن سؤاله لوحده لأن وعيه بالأنا بشقيها العليا والدنيا قد فارقه بانفصال الروح ولا تناقض لهذه الأطروحة مع المفاهيم الإسلامية كسؤال القبر مثلاً، لكن هنالك مشكلة وهي أن الميت وفق هذه المفاهيم يعي ماحوله ويسمع الأحياء وبكاءهم عليه ولكنه لايستطيع التجاوب، فكيف يحدث ذلك والروح قد فارقت الجسد؟ ولو افترضنا أن هذا الوعي والاحساس بمن حول الميت يحدث عن طريق الروح ولكنها لا تستطيع الرد من خلال الجسد الذي فارقته فهو افتراض صحيح وفق المفاهيم الاسلامية كالسلام على والدعاء لمن في القبور. ففي المفهوم الاسلامي أن الجسد الميت لا يسمع السلام عليه والدعاء له إلا عن طريق الروح حيث يرد الله الروح إلى الجسد إن أراد أن يسمعه ذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبوداود عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). وقد خاض السلف دون علم عن حقيقة الوضع وقالوا (إن المراد بقوله: رد الله علي روحي. أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه)!! حسبما أورد ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” وربطوه بحديث: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون (الذي صححه الألباني وغيره. فكأنهم قصروا ذلك على الأنبياء وهذا يناقض فقه السلام على أهل القبور عموما بمن فيهم النبي وأصحابه. مع العلم نظرياً بأن الأرواح في برزخها اللامحدود حرة الحركة والتطواف، خاصة السعيدة منها وليس ما يمنع تطوافها على الجسد متى كان ذلك من دواعي إسعادها وما أعد لها من حرية بلا حدود.
وحسب هذه التجربة لجسد شبه ميت بنسبة 98٪ كان صاحبه يعي فقط بذاته العليا المجردة من أي محيط أو ذكريات دنيوية، بل لم يحس حتى بجسده ولم تتراءى له صورته أو كيانه الدنيوي ولم يعد يعي إلا بمحيطه العلوي الحاضر فيه حيث سرد ووصف ما رآه وما تفاعل معه وما أحس به واستوعبه بوعيه الروحي فهو خاض هذه التجربة كروح حرة تماماً من الجسد وذكرياته الدنيوية ووجد نفسه حيث لا حيث بلا حدود لمكان ولا زمان وحيث تلاشت الأبعاد تماماً. وهذا يعني أن ذلك هو محيط الروح بعد انطلاقها من الجسد عند موته ووفاتها فهناك حيث لا حيث نوعان من المحيط بالأروح التي شاهدها صاحب التجربة. وبغض النظر عن تفسيره الخاص، فالفراش والفتاة والنور واللحن المتدفق معه ترمز لما تلاقيه الروح السعيدة والظلام والطين والخبوب النتن والفقاقيع والمخلوقات التي تخرج منه وتنغمس فيه تمثل الأرواح الشقية ومحيطها البرزخي.
عليه فإني أميل إلى تصديق رواية تجربة هذا العائد للحياة الدنيا بعد عودة روحه إلى جسده من برزخها الذي انطلقت إليه وتركت جسده ميت تمتماً تقريباً.
تعليق مضاف إليه فقرتان
أحسنت يا أخ حسين في ردك على المعلق محمد أحمد وايرادك لتجارب بعض المقتربين من الموت لإقناعه بالحياة الآخرة وما لاقوه بعد موتهم السريري.
لقد شاهدت الفيديو واستمعت لهذا البروفيسور الطبيب جراح المخ والأعصاب وتجربته في مقاربة الموت وفهمت منها أن الروح هي التي تمثل الوعي الحقيقي بالذات المجردة أي الأنا العليا المرتبطة بالروح وليس الجسد وأن الميت يستمر معه وعيه بهذه الذات المجردة من كل ارتباط لها بالجسد والحياة الدنيا عند انفصالها بالوفاة عن الجسد وعن علاقاته في الحياة الدنيا أي علاقات الشخص قبل موت الجسم من أقارب ومحيط وأعمال إلا إذا عادت إلى الجسد إذا عاد للحياة مستأنفاً معيشته مرة أخرى أو عندما تعود للجسم في القبر عند سؤال القبر وإلا فإن الجسد يظل مجرد جثة ميتة هامدة. فالروح بعد انفصالها تترك الجسد بلا حياة ولا يمكن سؤاله لوحده لأن وعيه بالأنا بشقيها العليا والدنيا قد فارقه بانفصال الروح ولا تناقض لهذه الأطروحة مع المفاهيم الإسلامية كسؤال القبر مثلاً، لكن هنالك مشكلة وهي أن الميت وفق هذه المفاهيم يعي ماحوله ويسمع الأحياء وبكاءهم عليه ولكنه لايستطيع التجاوب، فكيف يحدث ذلك والروح قد فارقت الجسد؟ ولو افترضنا أن هذا الوعي والاحساس بمن حول الميت يحدث عن طريق الروح ولكنها لا تستطيع الرد من خلال الجسد الذي فارقته فهو افتراض صحيح وفق المفاهيم الاسلامية كالسلام على والدعاء لمن في القبور. ففي المفهوم الاسلامي أن الجسد الميت لا يسمع السلام عليه والدعاء له إلا عن طريق الروح حيث يرد الله الروح إلى الجسد إن أراد أن يسمعه ذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبوداود عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). وقد خاض السلف دون علم عن حقيقة الوضع وقالوا (إن المراد بقوله: رد الله علي روحي. أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه)!! حسبما أورد ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” وربطوه بحديث: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون (الذي صححه الألباني وغيره. فكأنهم قصروا ذلك على الأنبياء وهذا يناقض فقه السلام على أهل القبور عموما بمن فيهم النبي وأصحابه. مع العلم نظرياً بأن الأرواح في برزخها اللامحدود حرة الحركة والتطواف، خاصة السعيدة منها وليس ما يمنع تطوافها على الجسد متى كان ذلك من دواعي إسعادها وما أعد لها من حرية بلا حدود.
وحسب هذه التجربة لجسد شبه ميت بنسبة 98٪ كان صاحبه يعي فقط بذاته العليا المجردة من أي محيط أو ذكريات دنيوية، بل لم يحس حتى بجسده ولم تتراءى له صورته أو كيانه الدنيوي ولم يعد يعي إلا بمحيطه العلوي الحاضر فيه حيث سرد ووصف ما رآه وما تفاعل معه وما أحس به واستوعبه بوعيه الروحي فهو خاض هذه التجربة كروح حرة تماماً من الجسد وذكرياته الدنيوية ووجد نفسه حيث لا حيث بلا حدود لمكان ولا زمان وحيث تلاشت الأبعاد تماماً. وهذا يعني أن ذلك هو محيط الروح بعد انطلاقها من الجسد عند موته ووفاتها فهناك حيث لا حيث نوعان من المحيط بالأروح التي شاهدها صاحب التجربة. وبغض النظر عن تفسيره الخاص، فالفراش والفتاة والنور واللحن المتدفق معه ترمز لما تلاقيه الروح السعيدة والظلام والطين والخبوب النتن والفقاقيع والمخلوقات التي تخرج منه وتنغمس فيه تمثل الأرواح الشقية ومحيطها البرزخي.
عليه فإني أميل إلى تصديق رواية تجربة هذا العائد للحياة الدنيا بعد عودة روحه إلى جسده من برزخها الذي انطلقت إليه وتركت جسده ميت تمتماً تقريباً.
وأخيرا، إن في رواية هذا البروفيسور العائدة روحه من البرزخ بأن وجد حوله فتاة جميلة جلست قبالته في محبة مطلقة (غير مشروطة في تعبيره) كان تأسر وعيه بها وكانت تغمره بالطمأنينة وتطمئنه بألا يخاف شيئاً فإنه في أمان مطلق لكنه لن يقيم بل أكدت له أنه سيرجع وهذا ما وضح معناه بأن روحه ستعود إلى جسدها ويعود لاستئناف الحياة الدنيا وهذا ما تم فعلا.
إن هذا الجزء يذكرني ما وعد الله به أهل الجنان في القرآن بالعبارة المكررة في أكثر من سورة وهي عبارة (وزوجناهم بحور عين). ولو أن هذا يكون في الجنة الفعلية وليس في البرزخ قبل دخول الجنة، إلا أنه يطابق ما يكون في الجنة بعد الحساب. فعبارة زوجناهم في القرآن على غير السائد من التفسير التقليدي لا تعني الزواج أو النكاح المعروف في الدنيا. فلا يوجد في الجنة زواج ونكاح بهذا المعنى مطلقاً، وإنما توجد المزاوجة أي الثنائية فقط وتؤكدها عبارة متقابلين التي ترد بشأنها. أي اثنان اثنان متقابلان أو صفان من الثنائية متقابلان. والتقابل كناية عن الاجتماع للأنس والاستمتاع بالصحبة في أسمى درجات المتعة الروحانية بين كل زوجين
تعليق مضاف إليه فقرتان
أحسنت يا أخ حسين في ردك على المعلق محمد أحمد وايرادك لتجارب بعض المقتربين من الموت لإقناعه بالحياة الآخرة وما لاقوه بعد موتهم السريري.
لقد شاهدت الفيديو واستمعت لهذا البروفيسور الطبيب جراح المخ والأعصاب وتجربته في مقاربة الموت وفهمت منها أن الروح هي التي تمثل الوعي الحقيقي بالذات المجردة أي الأنا العليا المرتبطة بالروح وليس الجسد وأن الميت يستمر معه وعيه بهذه الذات المجردة من كل ارتباط لها بالجسد والحياة الدنيا عند انفصالها بالوفاة عن الجسد وعن علاقاته في الحياة الدنيا أي علاقات الشخص قبل موت الجسم من أقارب ومحيط وأعمال إلا إذا عادت إلى الجسد إذا عاد للحياة مستأنفاً معيشته مرة أخرى أو عندما تعود للجسم في القبر عند سؤال القبر وإلا فإن الجسد يظل مجرد جثة ميتة هامدة. فالروح بعد انفصالها تترك الجسد بلا حياة ولا يمكن سؤاله لوحده لأن وعيه بالأنا بشقيها العليا والدنيا قد فارقه بانفصال الروح ولا تناقض لهذه الأطروحة مع المفاهيم الإسلامية كسؤال القبر مثلاً، لكن هنالك مشكلة وهي أن الميت وفق هذه المفاهيم يعي ماحوله ويسمع الأحياء وبكاءهم عليه ولكنه لايستطيع التجاوب، فكيف يحدث ذلك والروح قد فارقت الجسد؟ ولو افترضنا أن هذا الوعي والاحساس بمن حول الميت يحدث عن طريق الروح ولكنها لا تستطيع الرد من خلال الجسد الذي فارقته فهو افتراض صحيح وفق المفاهيم الاسلامية كالسلام على والدعاء لمن في القبور. ففي المفهوم الاسلامي أن الجسد الميت لا يسمع السلام عليه والدعاء له إلا عن طريق الروح حيث يرد الله الروح إلى الجسد إن أراد أن يسمعه ذلك كما ورد في الحديث الذي رواه أبوداود عن أبي هريرة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام). وقد خاض السلف دون علم عن حقيقة الوضع وقالوا (إن المراد بقوله: رد الله علي روحي. أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه)!! حسبما أورد ابن حجر العسقلاني في “فتح الباري” وربطوه بحديث: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون (الذي صححه الألباني وغيره. فكأنهم قصروا ذلك على الأنبياء وهذا يناقض فقه السلام على أهل القبور عموما بمن فيهم النبي وأصحابه. مع العلم نظرياً بأن الأرواح في برزخها اللامحدود حرة الحركة والتطواف، خاصة السعيدة منها وليس ما يمنع تطوافها على الجسد متى كان ذلك من دواعي إسعادها وما أعد لها من حرية بلا حدود.
وحسب هذه التجربة لجسد شبه ميت بنسبة 98٪ كان صاحبه يعي فقط بذاته العليا المجردة من أي محيط أو ذكريات دنيوية، بل لم يحس حتى بجسده ولم تتراءى له صورته أو كيانه الدنيوي ولم يعد يعي إلا بمحيطه العلوي الحاضر فيه حيث سرد ووصف ما رآه وما تفاعل معه وما أحس به واستوعبه بوعيه الروحي فهو خاض هذه التجربة كروح حرة تماماً من الجسد وذكرياته الدنيوية ووجد نفسه حيث لا حيث بلا حدود لمكان ولا زمان وحيث تلاشت الأبعاد تماماً. وهذا يعني أن ذلك هو محيط الروح بعد انطلاقها من الجسد عند موته ووفاتها فهناك حيث لا حيث نوعان من المحيط بالأروح التي شاهدها صاحب التجربة. وبغض النظر عن تفسيره الخاص، فالفراش والفتاة والنور واللحن المتدفق معه ترمز لما تلاقيه الروح السعيدة والظلام والطين والخبوب النتن والفقاقيع والمخلوقات التي تخرج منه وتنغمس فيه تمثل الأرواح الشقية ومحيطها البرزخي.
عليه فإني أميل إلى تصديق رواية تجربة هذا العائد للحياة الدنيا بعد عودة روحه إلى جسده من برزخها الذي انطلقت إليه وتركت جسده ميت تمتماً تقريباً.
وأخيرا، إن في رواية هذا البروفيسور العائدة روحه من البرزخ بأن وجد حوله فتاة جميلة جلست قبالته في محبة مطلقة (غير مشروطة في تعبيره) كان تأسر وعيه بها وكانت تغمره بالطمأنينة وتطمئنه بألا يخاف شيئاً فإنه في أمان مطلق لكنه لن يقيم بل أكدت له أنه سيرجع وهذا ما وضح معناه بأن روحه ستعود إلى جسدها ويعود لاستئناف الحياة الدنيا وهذا ما تم فعلا.
إن هذا الجزء يذكرني ما وعد الله به أهل الجنان في القرآن بالعبارة المكررة في أكثر من سورة وهي عبارة (وزوجناهم بحور عين). ولو أن هذا يكون في الجنة الفعلية وليس في البرزخ قبل دخول الجنة، إلا أنه يطابق ما يكون في الجنة بعد الحساب. فعبارة زوجناهم في القرآن على غير السائد من التفسير التقليدي لا تعني الزواج أو النكاح المعروف في الدنيا. فلا يوجد في الجنة زواج ونكاح بهذا المعنى مطلقاً، وإنما توجد المزاوجة أي الثنائية فقط وتؤكدها عبارة متقابلين التي ترد بشأنها. أي اثنان اثنان متقابلان أو صفان من الثنائية متقابلان. والتقابل كناية عن الاجتماع للأنس والاستمتاع بالصحبة في أسمى درجات المتعة الروحانية بين كل زوجين