أخبار السودان

اللاجئون.. مخاوف مبررة

 

تقرير – أم زين آدم
أطلقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نداءً من أجل تقديم مساعدات لنحو (900) ألف لاجئ في السودان، وتسعى المفوضية مع (41) من شركائها للحصول على (556) مليون دولار لتقديم المساعدة المنقذة للحياة وتوفير الحماية الضرورية للاجئين، حسب بيان للمفوضية نشر في وقت سابق.
أزمة مستفحلة
السودان، منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، ظل يستقبل أرتالاً من اللاجئين والمهاجرين، على طول الحدود الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا دون توقف أو انقطاع. وظلت أعداد اللاجئين في تدفق متوال، وكانت إحصاءات غير رسمية قدرت أعدادهم بنحو (8) ملايين لاجئ، أي ما يعادل سكان العاصمة الخرطوم المقيمين، حسب آخر إحصاء سكاني.
وأحدث إحصاء رسمي كشفت عنه مفوضية اللاجئين، أنه تم تسجيل نحو (1٫1) مليون لاجئ في السودان، في مقدمتهم القادمون من إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
وفي يونيو الماضي، كشفت معتمدية اللاجئين عن تناقص الموارد المقدمة من المناحين، مما أدى إلى تقليص حصص الإغاثة المقدمة للاجئين بالمعسكرات إلى النصف.
دولة عبور
يمثل السودان للاجئين طريقاً للعبور نحو أوروبا، وحسب الأمم المتحدة، يشكل السودان مصدراً ومعبراً ومقصداً للتحركات المختلطة غير النظامية، بما في ذلك تحركات طالبي اللجوء.
أفرز تدفق موجات اللاجئين ممارسات غير مشروعة، على رأسها الاتجار بالبشر، والاختطاف من أجل طلب الفدية، وتهريب البشر الذي زاد من موجات الهجرة غير النظامية، وسبب قلقاً كبيراً لدول أوروبا وأمريكا.
ولاحتواء إفرازات اللجوء في بلد يعاني من الهشاشة الأمنية وعدم الاستقرار السياسي وأزمة اقتصادية متفاقمة، أطلقت منظمة الإيقاد مبادرة الحلول المستدامة للنازحين واللاجئين، شملت دولتي السودان وجنوب السودان، وعقدت ورشة في العاصمة الخرطوم بهذا الشأن. كما قدم السودان خطة خمسية لإيجاد حلول مستدامة للنازحين واللاجئين والمجتمعات المستضيفة، تتضمن (13) هدفاً، من بينها: العودة الطوعية، التمتع بالحقوق القانونية، والتمتع بالخدمات الاجتماعية من تعليم وصحة وحرية التنقل، حسب ما نشرت مواقع إخبارية.
الداء والدواء
شهدت ولاية القضارف شرقي السودان، في العامين المنصرمين، أكبر موجة لتدفق اللاجئين من إقليم التغراي شمال إثيوبيا، بسبب الحرب وأعمال العنف التي دارت في الإقليم. وقدر عدد اللاجئين بنحو (60) ألفاً تم تشييد معسكرات جديدة لإيوائهم.
وأفاد الإعلامي المهتم بقضايا اللجوء والهجرة، سليمان مختار، بأن اللاجئين تم توزيعهم على أربعة معسكرات في تونيدبا وأم راكوبة والمدينة 8 وبابكري. وقال إن بعضهم تسلل إلى خارج المعسكرات نحو الخرطوم طلباً للجوء، ساعد في ذلك عدم وجود أسوار تحمي وتؤمن المعسكرات، بجانب تسلل المهربين إلى داخل المعسكرات، واستقطاب اللاجئين وإغرائهم.
وأوضح سليمان أن المنظمات التي يقع عليها عاتق المسؤولية والإشراف على المعسكرات لم تقم بتقديم أي خدمة وافية، لا للمعسكرات ولا للمجتمعات المضيفة، ذلك القصور ظهر في الضغط الكبير الذي وقع على مستشفى القضارف، وهو مستشفى يعاني من هشاشة وضعف في تقديم الخدمة الصحية والعلاجية للمواطنين، كما تمت إزالة مساحة كبيرة من الغطاء الغابي تصل إلى آلاف الهكتارات بسبب القطع الجائر على يد اللاجئين لتوفير الحطب من أجل الطهي.
وبالرغم من إفرازات اللجوء السالبة، إلا أن اللاجئين، حسب سليمان، أنعشت حركتهم الاقتصاد في المنطقة، ووفر وجود المعسكرات بعض الوظائف للسكان، والأيدي العاملة للموسم الزراعي.

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..