تسول منظم

للعطر إفتضاح

‏‏‏‏‏‏‏‏
* تستخدم الإشارات المرورية في كل مكان لضبط حركة المرور وتنظيمها، والتأكد من سلاسة انسياب المركبات في الطرق، لكنها تتخذ عندنا منافذ للبيع والتسول، سيما في عاصمة البلاد، إذ لا يكاد يخلو أي تقاطع مروري من المتسولين والباعة الجائلين.
* ظاهرة مزعجة، وملمح قبيح يسيء إلى البلاد، ويشوه صورتها، ويظهرها بمظهرٍ منفر، مثلما يشير إلى غياب هيبة القانون، ويدل على ضعف الرعاية الاجتماعية، وتفشي الفوضى، وسيادة حكم )الفقر(.
* قبل فترة توقفت في التقاطع الذي يلي المطار من جهة شارع إفريقيا، )قبالة مستشفى الأطباء(، فرصدت عربة تحمل عدداً من الأطفال، يرتدون زياً موحداً )جلاليب دمورية(، ويحملون ألواحاً لتحفيظ القرآن، وأواني من الألمونيوم، يستخدمونها في التسول.
* أنزلتهم السيارة في التقاطع المذكور، فناديت أحدهم، وكان في العاشرة من عمره تقريباً، وسألته )من أين أتيتم؟(، فذكر لي اسم قرية تتبع لولاية وسطية قريبة من العاصمة، وأكد أن شخصاً ما )ذكره بالاسم( أحضرهم جماعةً، ووفر لهم الزي الذي يرتدونه، والأواني التي يحملونها، واتفق معهم على ممارسة التسول مقابل نسبةٍ معينة، ينالها كل واحد فيهم بنهاية اليوم.
* كنت راغباً في معرفة المزيد من المعلومات عن تلك الممارسة القبيحة، سيما وأن محدثي بدا مستعداً للإدلاء بالمزيد من الإفادات حول تفاصيل ذلك الاتفاق الموجع، لكنني اضطررت للتحرك قبل أن أكمل دردشتي معه، وذهني يشتعل بالعديد من الأسئلة.
* أين موقع وزارة الرعاية الاجتماعية وديوان الزكاة وحكومة الولاية من تلك الظواهر السالبة؟
* ما موقع الجهات الأمنية من مكافحة جرائم استغلال الأطفال في التسول المنظم، وإلى متى يتم الصمت عن إهدار طاقات آلاف الشباب، الذين يعملون في بيع الليمون والفواكه والملبوسات وأواني الطهي واكسسوارات السيارات وغيرها في معظم شوارع العاصمة؟
* ظواهر منفرة ومؤلمة، تشوه الصورة الذهنية لبلادنا لدى الأجانب، وتشعر من يشاهدها بأننا نعيش في دولةٍ لا تحفل بمواطنيها، ولا تحسن استغلال طاقات شبابها، ولا تهتم بتوفير سبل العيش الكريم لهم.
* دولة فوضى، لا مكان فيها لقوانين مكافحة التسول، وحظر البيع العشوائي لسلع بعضها انتهت مدة صلاحيته، والبعض الآخر يشكل مهدداً أمنياً خطيراً، مثل الأسلحة البيضاء )السكاكين والسواطير(، التي تباع علناً في شوارع رئيسية، دونما خوف من ملاحقةٍ أو محاسبة.
* ذلك بخلاف الإزعاج الذي يسببه أولئك الباعة والمتسولون للناس كلما توقفت سياراتهم في إشارات المرور، وهم يطرقون الزجاج، ويلحون في التسول.
* نسوة يحملن أطفالاً رضعاً، وشيوخ طاعنون في السن، يتسولون الناس في ساعاتٍ متأخرةٍ من الليل، ولا أحد يهتم بإقالة عثرتهم، وقضاء حاجاتهم، وأجانب ينتشرون في الطرقات بكثافة، من دون أن يسألهم أحد من أين أتوا، وكيف دخلوا؟
* صمت الدولة عن تلك الظواهر السالبة، وعدم اهتمامها بمكافحة التسول المنظم والبيع العشوائي للسلع في شوارع عاصمة البلاد أمر غير مفهوم، بوجود وزارات وهيئات وجهات أمنية يفترض فيها أنها معنية بمعالجة تلك النتوءات القبيحة، ومكافحة ممارسات مؤسفة، تنتهك فيها براءة للأطفال، وتستغل فيها حاجة الكهول والنساء للمال بالتسول المنظم.
* إلى متى تستمر الدولة في الفرجة على ما يحدث في طرقاتنا صباح مساء؟
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. اخي الكريم / مزمل ابوالقاسم
    اعتقد ان مربط الفرس في كل ما ذهبت اليه هي جزئية الاجانب في اي دولة من دول العالم تجد ان المواطن مكرم بالدرجة التي تحسس الاجنبي بان عليه احترام نفسه الا عندنا في السودان . اجانب متنفذين وما سالين حتي في السلطات ناهيك عن المواطن العادي . لذلك من الطبيعي ان يتقاعس المواطن في القيام بدوره في جماية وطنه بالتوجيه والشجب لاي سلوك من الاجانب . وهذه لعمري منقصة في حق وطننا . فنحن في اي مكان مضطهدين في وطننا وفي اوطان الاخرين لان لدينا سلطات مريضة . هل تعلم بان في مكتب المغتربين في مدني هناك بنت سورية تقولك جيب اوراقك من غير ضرائب وامشي اشرب شاي تلقي التاشيرة جاهزة . اما اذا ذهبت بنفسك تحتاج لنصف اليوم مع بعض التعنيف من العساكر والتحمر . كرما اخي مزمل اطرق مثل هذه المواضيع ولك ودي . اخوك مجدي بدر . متغرب في السعودية

  2. 2010 ذهبت الي تركيا تحديدا العاصمة انقرا مكثت فيها شهرا متجولا في شوارعها ليلا ونهارا اغلب فترة تواجدي اكثر ما شد انتباهي عدم وجود متسولين مطلقا سالت عدد من اصحاب المحلات عن ذلك فاشاروا ان البلدية توظفهم مهما كانت اعمارهم وفي اي مجال يستطيعون العمل فيه وكنت اشاهد نساء يشتلن الزهور في وسط ارصفة الطرق الداخلية للمدينة وعلمت انهن بدلا من ان يشحدن تم توفير هذه المهنة الكريمة لهن

  3. تشوه الصورة الذهنية لبلادنا لدى الأجانب،
    ……..
    يعني حل مشكلة هؤلاء المتسولين لأجل عيون الأجانب فقط؟أم لهم حقوق عند نظامك الفاسد.
    لماذا تقحم الأجانب في موضوعك هذا, هل تدعو نظامك لتسيير حملة على هؤلاء المساكين الفقراء لإرضاء الأجانب ،ورسم صورة كاذبة في أذهانهم بأن البلاد ليس بها جوعى وفقراء وأن كل شئ في السودان تمام التمام!
    الحقيقة المؤسفة هي أن هؤلاء المتسولين هم الصورة الحقيقية لإنسان السودان في ظل هذا العهد العاهر الذي يقوده البشير.

  4. لو شبعوا لما تسولوا و وجود متسولين يرضون بما يقدم لهم افضل كثيرا من وجود نكرات متسلقين من امثالك يهتمون بالظاهرة و يتهربون من اسبابها و مسببيها.

  5. اخي الكريم / مزمل ابوالقاسم
    اعتقد ان مربط الفرس في كل ما ذهبت اليه هي جزئية الاجانب في اي دولة من دول العالم تجد ان المواطن مكرم بالدرجة التي تحسس الاجنبي بان عليه احترام نفسه الا عندنا في السودان . اجانب متنفذين وما سالين حتي في السلطات ناهيك عن المواطن العادي . لذلك من الطبيعي ان يتقاعس المواطن في القيام بدوره في جماية وطنه بالتوجيه والشجب لاي سلوك من الاجانب . وهذه لعمري منقصة في حق وطننا . فنحن في اي مكان مضطهدين في وطننا وفي اوطان الاخرين لان لدينا سلطات مريضة . هل تعلم بان في مكتب المغتربين في مدني هناك بنت سورية تقولك جيب اوراقك من غير ضرائب وامشي اشرب شاي تلقي التاشيرة جاهزة . اما اذا ذهبت بنفسك تحتاج لنصف اليوم مع بعض التعنيف من العساكر والتحمر . كرما اخي مزمل اطرق مثل هذه المواضيع ولك ودي . اخوك مجدي بدر . متغرب في السعودية

  6. 2010 ذهبت الي تركيا تحديدا العاصمة انقرا مكثت فيها شهرا متجولا في شوارعها ليلا ونهارا اغلب فترة تواجدي اكثر ما شد انتباهي عدم وجود متسولين مطلقا سالت عدد من اصحاب المحلات عن ذلك فاشاروا ان البلدية توظفهم مهما كانت اعمارهم وفي اي مجال يستطيعون العمل فيه وكنت اشاهد نساء يشتلن الزهور في وسط ارصفة الطرق الداخلية للمدينة وعلمت انهن بدلا من ان يشحدن تم توفير هذه المهنة الكريمة لهن

  7. تشوه الصورة الذهنية لبلادنا لدى الأجانب،
    ……..
    يعني حل مشكلة هؤلاء المتسولين لأجل عيون الأجانب فقط؟أم لهم حقوق عند نظامك الفاسد.
    لماذا تقحم الأجانب في موضوعك هذا, هل تدعو نظامك لتسيير حملة على هؤلاء المساكين الفقراء لإرضاء الأجانب ،ورسم صورة كاذبة في أذهانهم بأن البلاد ليس بها جوعى وفقراء وأن كل شئ في السودان تمام التمام!
    الحقيقة المؤسفة هي أن هؤلاء المتسولين هم الصورة الحقيقية لإنسان السودان في ظل هذا العهد العاهر الذي يقوده البشير.

  8. لو شبعوا لما تسولوا و وجود متسولين يرضون بما يقدم لهم افضل كثيرا من وجود نكرات متسلقين من امثالك يهتمون بالظاهرة و يتهربون من اسبابها و مسببيها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..