أخبار السودان

الثورة السودانية في انتظار “انفعال ” الكتلة الصامتة لإحداث التغيير الكبير

* أحمد خليل” هنالك مواطنون يراقبون الشعارات المرفوعة من قبل القوى السياسية و لجان المقاومة

* عبدالله عيسى :” أظن ان الصامتين لو ابدوا آرائهم أحدثوا التغيير”

* عبدالوهاب جمعة :” وطأة الازمة الاقتصادية على تلك الفئة الصامتة

* محمد حسن :” الكتلة الصامتة قالت لا لهذا النظام لم تجد صدى لما قالته بل وجدت صوت الرصاص”

* هيثم فتحي :” وراء هذا الصمت هو قلقهم من تبعات ذلك على الإستقرار الأمني والسياسي ومن ثم الاقتصادي

* أحمد ادم :” للأسف بعد نجاح الثورة والأحزاب التي أتت بفهم غريب وعدم رؤية واضحة يحكموا بها البلاد

* عبدالرحمن آدم :”الكتلة الصامتة هي الأغلبية المطلقة وهي صامتة لأنها ادركت الحقيقة أنها في قبضة نظام عصابة”

تحقيق : امتثال سليمان

داخل كل بلد وأثناء الثورات تظل هناك شريحة واسعة من المجتمع يقل تفاعلها بالأحداث السياسية ، صمت هذه الشريحة يفسر من البعض انها متماهية مع السلطة بينما آخرون يفسرونها بأن هناك اسباب تجعل صمتها ظاهرا لكن تلك الشريحة والتي يطلق عليها أحياناً “الكتلة الحرجة ” تظل خطيرة ففي لحظة ما عندما تتحرك فإنها تقلب أوراق السياسة وتحدث التغيير الكبير.

لا نريد اصحاب المصالح

قالت سهى احمد ان الاغلبية الكتلة الصامتة تريد التغيير الحقيقي لا الاشخاص ولا نريد الحكومة الانقلابية الحالية نحن وطنيون خرجنا في مواكب 2019من اجل اسقاط حكومة البشير ولكن الثورة سرقت نحن حماة هذا البلد الامين لا نريد اصحاب المصالح الخاصة ولا خدام القوى الخارجية ولا نعرات الجهوية تحيا السودان و يسقط كل خائن لهذا الوطن.

النظام الهش

يقول المواطن الستيني ابراهيم محمد احمد يااستاذة لقد تجاوزت الستين و عشت عهد الانقلابات فصار هؤلاء الانقلابيون زعماء و أبطال بوجود عشاق مزيفين فترى التملق يسري في دمهم و فيصير العاقل مجنونا. أما الفئة الثانية الضاربة على الوتر الحساس المدغدغ للعواطف سواء كانت دينية أو اجتماعية فيتبعها المسحوقون و في النهاية سراب ولك في تاريخ الأمم و الشعوب نماذج صمتنا لم يعجبنا نحن نعيش في عهد حكومة انقلابية ولن نركع لها لهذا النظام الهش والفاشل خائن.

اشباه السياسيين

قال محمد حسن ان الاغلبية الصامتة هي التي خذلتها الطبقة السياسية ذات يوم وتركتها تدفع ثمن اختيارها لوحدها هي التي عندما قالت لا لهذا النظام لم تجد صدى لما قالته بل وجدت صوت الرصاص, الكتلة الصامتة هي التي تآمر عليها اشباه السياسيين مع النظام ودفعوا ثمنا غاليا.

الاغلبية الصامتة لن تقول كلمتها حتى ترحل عن الساحة السياسية تلك الوجوه واضاف:” انا لست هنا أدافع عن اي فصيل سياسي انا واحد من الاغلبية الصامتة التي سرق منها ربيع عمرها“.

مساندة اسياده

قال عبدالرحمن ادم إن الكتلة الصامتة هي الاغلبية المطلقة وهي صامتة لأنها ادركت الحقيقة أنها في قبضة نظام عصابة يخترع وسائل يسخر من خلالها بهذه الامة غير مبال ويزعم افتراء وزورا أنه يمارس الديمقراطية وهو أبعد من ذلك بعد المشرق عن المغرب وهو مستعد للتضحية بثلثي الشعب وثروات البلاد كلها وسيادتها من أجل استمراره في الفساد ويتباكى على الوطن والوطنية ولو كان يقدر معنى المسؤولية أمام الله والتاريخ لما بقي لحظة فيها لكن اعمته شهواته ومساندة اسياده من الخارج فطغى.

مصالح شخصية

مازن زكريا صالح محمد الطالب طالب كلية الشريعة والقانون 2014 والذي جمد دراسته في 2016 نسبة للضغوط السياسية الذي عانى من ويلات النظام السابق إلى أن أتت صورة ديسمبر وأتاحت لنا الفرصة ومواصلة دراسة القانون في جامعة السودان حيث كان من أوائل المعارضين من مستوى لجان الأحياء حيث كان يؤمن بالتغيير والحماس الثوري وقبل ما يتم اشهار لجان المقاومة داخل الأحياء كنا بندخل عن طريق المنظمات والجمعيات الخيرية والمواكب فقدت فيها اعز اصدقائي كانوا في الخطوط الامامية لكن السيناريو بقى مكرر.

واضاف :” بقينا نخجل لمن نمشي زيارة لي أسرة شهيد ونحس انو نحنا جزء من فقدان ابنهم لانو كل الكيانات السياسية فقدنا فيهم الثقة ومنذ أن تم تحييد لجان المقاومة وأصبحت اذرع للاحزاب اصبحت القضية ما وطنية اصبحت مصالح شخصية والاشتباكات كثرت داخل التنسيقيات وبين الثوار وبقت القضية ماشه في خط مجهول مسيس لا نهاية له”.

الآن أنا توقفت عن السياسة و قلت أحسن اختصر زمني واشوف مصالحي عمري ما تحزبت ولا كنت جزء من شعار حنبنيهو من أجل اسم حزب ولا زول سياسي لذلك الزول البخدم الوطن وبكون جزء من قضيتنا نحنا معاه.

عدم رؤية واضحة

بينما يقول أحمد ادم أن الثورة دي لما طلعت نهاية 2018 كانت كل الناس على قلب رجل واحد حتى الكيزان كان يخجلوا من توحد الشعب أنه يظهروا على الشاشة من الخجل ولكن للأسف بعد نجاح الثورة والأحزاب التي أتت بفهم غريب جدا وعدم رؤية واضحة يحكموا بها البلاد وكان أغلب خطاباتهم في دار الاعتصام أنه ملتزمين بها ولكن عندما استلموا السلطة لم يطبقوا ولا كلمة من خطابهم وكانت كلها ” كذب في كذب” ولهذا السبب الشعب “بطنه طمت” من الثورة والبطلعوا الآن ديل يا تبع أحزاب او مخمومين او أطفال صغار او مراهقين سياسة.

ارضية مشتركة

قال المحلل السياسي احمد خليل لـ”الجريدة” هنالك مواطنين يظلون يراقبون ويتابعون الأحداث ليس كبقية الفاعلين في المجتمع وخاصة في المجال السياسي أو المهني أو الحرفي وهنالك مجموعة نشطة تقوم بتنظيم المبادرات الوقفات الاحتجاجية وتوعية الناس وخلق أرضية مشتركة للوعى السياسي وكيفية تصور الناس لإحداث التغيير.

ما يحدث في السودان أن هنالك مجموعات فاعلين منظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسية فاعلة وتجمعات نقابات الصحفيين والأطباء والمهندسين في ظل هذا الكم الكبير من المؤسسات المدنية تجد دائما هناك أشخاص هم النشطين هم الذين يشاركون في كل الفعاليات ويدعون المواطنين للمشاركة والدعوة للمشاركة يتم من خلال وسائل عادية وسلمية ندوات رسائل واستضافات تلفزيونية أو الإذاعية حتى عن طريق الاتصال المباشر ووسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام لتحريك هذه الجماهير.

وواصل أحمد خليل في حديثه ان طبيعة هذا الحراك يحتاج إلى جهد وإلى نفس طويل وقناعات كل ما كان الشخص مقنع لأهداف الثورة و النقابة او المؤسسة الحزبية هو يكون قريب منها وفعال ومشارك هنالك مواطنون يراقبون الشعارات المرفوعة من قبل القوى السياسية و لجان المقاومة من قبل تنظيماتهم المهنية هل تلامس اشواقهم وتعبر عنهم أم لا ولكن طرح شعارات كبيرة ليس لها علاقة بالجماهير العريضة يظل متفرجين وكتلة صامتة ولكن هذه الكتلة في لحظة ما يمكن أن تتحرك .عندما تتحرك الكتلة الصامتة يكون النصر حليف القوى السياسية …لأنها قوة جماهيرية كبيرة تحركت من موقفها الثابت إلى الفعل والعمل والمشاركة فبالتالي لاحظنا عند بداية مواكب ثورة سبتمبر كانت مجموعات صغيرة ثم ارتفعت إلى أن شملت كل السودان في لحظة ما خرجت كل هذه القوة الصامتة واستطاعت أن تحدث تغيير

تحت قيادة القوى الفاعلة القوة المؤثرة في المجتمع فبالتالي يكون السؤال متى تتحرك هذه الكتلة ؟ تتحرك هذه الكتلة عندما تطرح القوى السياسية شعارات تلامس هذه الكتل لذلك على القوى السياسية ومنظمات العمل المدني أن تعمل على شرح أهدافها بشكل مبسط والاستفادة من خبراتها في العمل الجماهيري بطرح قريبة منهم نجاحا مشاكلهم وتحرك الكتلة الصامتة أو ما يحدث الآن منح من حراك في السودان أصبح قاب قوسين أو أدنى بتوسع القوى السياسية الرافضة للانقلاب .

الأزمة الاقتصادية

ويرى عبد الوهاب جمعة الخبير الاقتصادى ان هناك عدداً كبيراً من السودانيين لايشاركون في الاحداث السياسية لعدة اسباب ، فالبعض منهم ليس لهم ميول سياسية وهو ما يبعدهم كثير عن الأحزاب والنشطاء السياسيين والذين كثيرا ينظرون إلى الصامتين نظرة ريب وشك.

ويوصل جمعة حديثه : السبب الآخر هو شدة وطأة الازمة الاقتصادية على تلك الفئة الصامتة ويشير إلى ان معظم الانشطة الاقتصادية في السودان تمارس من قبل القطاع الاقتصادي غير المنظم وهم فئة واسعة من العاملين بنظام “رزق اليوم باليوم ” وغيرهم من العمالة التي تعمل بالأجر اليومي واضافة إلى الباعة المتجولين.

ويعتقد جمعة ان الازمة الاقتصادية والتي بدأت منذ انفصال الجنوب عن الدولة الأم في 2011 وظهرت في عام 2018 واستفحلت خلال فترة الحكومة الانتقالية وخلال فترة ما بعد انقلاب 25 أكتوبر ألقت بظلالها على حياة السودانيين الاقتصادية وهو ما جعل الكثير لا يعير السياسة ادنى اهتمام ويجعل تلك الاغلبية الصامتة وكأنها غير مبالية بالوضع السياسي بالبلاد لكن في الحقيقة ان وطأة الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على معاشهم جعلتهم في دورة لا نهائية من العمل والانغماس في العمل بحثا عن فرص عيش كريمة لكنهم في كل مرة ينغمسون أكثر فأكثر في مشكلتهم.

صراع كراسي

ومن جانبه اضاف الخبير الاقتصادي هيثم فتحي ان هناك مجموعة كبيرة من الشعب السوداني ما زالت صامتة وهي مجموعة مهمة وليست بالقليلة.

أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا الصمت هو قلقهم من تبعات ذلك على الإستقرار الأمني والسياسي ومن ثم الاقتصادي وهم غالبا رجال الأعمال الحرة المهن الهامشية والصناعيين والحرفيين والاقتصاديين.

حياة وارزاق هؤلاء تتطلب الإستقرار

همها استقرار الوضع، الأمني والأمن وهم وكثير من الكتل اثبتت لهم التجربة ان هناك أزمة سياسية بين الاحزاب وبعضها البعض من طرف وبينها وبين المجلس السيادي (السلطة) من طرف آخر وهم اقتنعوا بأن ذلك لا يعنيهم في شيء لأنه صراع كراسي، وهي من الطبقات المطحونة التي عانت من التطورات الاقتصادية خلال فترة الحكم الانتقالي في تقديري ان (الكُتلة الصامتة) في تزايد مستمر بعد تحول الاوضاع يومياً للأسوأ بفعل التدهور الاقتصادي والأمني والأزمة الاقتصادية ونقص الخدمات التي تعيشها البلاد فالصمت هنا ليس انتفاء الموقف إطلاقا، فالصمت هو موقفٌ ثالثٌ ناتج عن عدم قناعة الفريق الصامت بكلا الخصمين

مما دفعهم نحو الصمت هو الفقر والحاجة والتخلف وأيضا انعدام الثقة في اي طرف من أطراف الصراع السياسي السوداني فهم يميلون إلى محاكمة الأشياء من خلال العقل لا العواطف،اكتشفوا أن التعبير بالصمت ابلغ من الكلام الذي تحول إلى مجرد ضجيج مزعج.

المحرر

أغلب من التقتهم (الجريدة) في التحقيق اعلاه يرون ان الثورة قد تمت سرقتها عبر جهات لم تكن من الفاعلين فيها بقدر جماهير الشعب السوداني لذلك فان عدداً كبيراً ممن كانوا وقودا لحراك ثورة ديسمبر المجيدة أصبحوا يقفون على الرصيف الآن، بينما عدد من المستطلعين تحدث عن تأثير الوضع الاقتصادي المتردي على الحراك الثوري فى الوقت الحالي بينما يرى مراقبون للأحداث أن الكتلة الصامتة ستتحرك فى الوقت المناسب لترجيح كفة الثورة على الانقلابيين فقط تنتظر اللحظة المناسبة التي تتمثل فى تصاعد العمل الثوري ووحدة قوى الثورة ووجود قيادة موحدة للحراك بأهداف محددة كما حدث فى السادس من ابريل العام 2018 م.

الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. الاغلبية الصامتة وانا منهم مكاننا وصوتنا في الانتخابات وبس
    ولن نرضى بأن يحكمنا فصيل سياسي غير منتخب اطلاقا
    لاقحت واحد ولاقحت ٢ ولاقحت ٣ ولاغيرهم
    العاوز يحكم يمشي صندوق الإنتخابات والعاوز ديموقراطية
    يمشي صندوق انتخابات وبس
    شغل الحنك الفاضي وناس معينين وشكرا حمدوك وعايزين انتقالية عشرة و١٥ سنة دي ده مافي
    ولن يكون اطلاقا وعلى جثث احرار الشعب السوداني

  2. ارجح سببين لعدم خروج الكتلة الصامتة أولهما فقد الثقة في السياسيين بعد التجربة السابقة وثانيهما الشعارات المطروحة بعيده عن الهم الاقتصادي لمعظم قطاعات الشعب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..