نهاية دولة (( الكيــزان )) !!

نهاية دولة (( الكيــزان )) !!

موسى محمد الخوجلي
[email][email protected][/email]

فقد إستغنى القوم عن شيخهم وبعد أن عجن لهم العجينة خميرةً جاهزة فعلفوها لوحدهم وتركوا أميرهم يحثو التراب في فمه ..
وبعد أن علمهم الحشود والنفرات ووبعد أن كانوا يأتونها كتائب وحمائل ذرافات ووحداناً وتحت هجير الشمس والريح والحر في الساحات والمُعسكرات
وبعد أن جاهدوا ونافحوا عن دولتهم الرسالية أو كما يظنون حين كان ( الكوز ) له من السمات الظاهرة ما يُميزه عن غيره ..
ولعل فيها ما هو إسلامي كاللحى فبرز اليوم جيلُُ من الشبابِ ( ثُطاط ) مُحلقين لِحاهم لا يأتون الصلاة إلا ( دُبرا ) ولا يعرفون الله إلا ( جهراً ) …
وأُخريات ممن تبجحن وتسمين بأخوات ( نُسيبة ) فالتحقن في سبيل ذلك بحلقات التحفيظ والمُعسكرات والتجنيد القتالي ..
ظهرن الآن كاسيات كاشفات بعد أن كُن ( مُتعجرات ) بخمار به مُتلفحات وبالتدين مُتمسكات ..
وبعد أن سلِم بعض الأولين السابقين من الكيزان من آثام الحرام والرِبا ولم يغشوا إلا قليلاً ..
نبتت مجموعات جديدة من الوصوليون ممن لا هم لهم سوي كنز الذهب والفضة وغِش الناس والكلام بالباطل
وفعل السوء وبناء العمارات السوامق يعدهم شيطانهم كثيراً من دنيا وما يعدهم إلا غرورا ..
يسجر دواخلهم الطمع والجشع والوصولية وإتساع الذمة لأكل الحرام …
وبعد أن كانوا مُقبلين على الجهاد معتمرين البيض والقوانس إعتنق القادمون الجُدد ( الإقفال ) والإدبار
والصد عن الجهاد وكراهيته فضاعت في عهدهم الوحدة وضاع نصف الوطن وسقطت المُدن الواحدة تلو الأُخرى
كتساقط أوراق الخريف .. وصحل صوت الناصحين وملكهم الأسف على ضياع إرث الدولة الراشدة
فبدأوا المناصحة العلنية وقوبلوا بالفصل والتجريد والإقصاء ..
وضاعت الفضائل الأولى التي بناها شيخهم الهرِم ما بين طامع في مال أو مزواج نسي واجباته الوظيفية
وأمانة الوزارة فاعتنقوا المُتعة كفكرة ومنهاج ..
وأخذ البعض بقاعدة أن الفقر جُلباب المسكنة وأن القرابة مع بقية الناس مُستعادة بعد حين فحرصوا على قطع أواصرها
مع الأقربين فنالوا غضب السموات والأرض فقالت السماء فيهم وأمطرت غضبا لفعلهم ..
والبعض منهم أُعجب برأيه فضلّ وإيتغنى بعقله فزل وما علموا أن الدهر يومان يوم لك ويوم عليك وبكليهما تُمتحن ..
ونسوا أن شعب السودان وشُرفاءه قد أذاقوا من قبلهم من كل جرعة ماء ( شرقا ) ومع كلة أكلة ( عضضا ) ..
ودخلوا عرين الشمولية من أوسع أبوابه ووجدوا عنده ظلالاً ومُتكأً وناداهم الكثيرون وناصحوهم فضاعت أصواتهم أدراج الريح
أو كمن ينفخ في شنة فارغة …
وأصوات ( شنان ) و( قيقم ) نسوها ونسوهم فأصبحت شيئاً من ( ذكرى ) ولا يتنادون لها كأنها مُحرمات أو كزمزمة الكُهان
يرتلون صلواتهم الكاذبة ولا يُسمع لها من أحد ..
ونقول لهم من لم يتعلم من تاريخه فسيعيد تكراره ..
والآن وقد إنكشف ظهر الكيزان لسياط المجتمع الدولي فأولى لهم أن يلوذوا لوحدة داخلية مع شيخهم وبقية التنظيمات ..
وهذا هو الصواب ولكن كيف مع من طغى وتجبر وعتى وظن أن كلوم الحركة الإسلاموية وإن بانت كطفح جلدي على جسدِ مريضِ
فتلك حسب رأيهم مرارات الدواء وليس بفعل الداء ..
ولعل البعض ممن سبروا التاريخ وعرفوه أصبحوا ( يشهقون ) خوفاً من الطوفان القادم وجحافل الحُلفاء التي ما تركت أرضاً فيها
من النزاع القليل إلا وإستحلتها وجعلت أعزة أهلها أذلة َ ..
ويظن البعض من الكيزان أن ما ورثوه من فضائل ومؤسساتية يجعل ( نظامهم ) كـ ( قار ) ثابت لا يُحركه شئ ..
والآن وأخبار السودان ( تُعلك ) وتُلاك على ألسنة القنوات والإنترنت وجب عليهم أن ينتبهوا وأن يقوموا من نومتهم
والتي طبع شيطانهم بـ ( جرانه ) على آذانهم نومة طويلة عميقة الشيطان وحده يعلم نهايتها ..
وكثير من الأيدي التي دخلت صالحة إلى أجهزتهم الأمنية زلت معاصمهما وقتلت خيرة الشباب وهتكت الأعراض وأُتهمت بذلك ..
أمنياتي لهم بصحوة ينسحبون على إثرها من المشهد السياسي وأن لا يكونوا أسيرين للماضي خاصة وشروخ كثيرة
وطفحت علل وكلوم بدت واضحةً على وجه الدولة الراشدة ..
أقول وبعد أن كانت سيماهم في وجوههم من أثر السُجود ذهب الله بذلك النور والذي كان جلياً ظاهراً كغُرة الخيل .. لا لشئ إلا لأن بعضهم قد تلبس الحق بالباطل وإختلط الحابل بالنابل والسقيم بالمستقيم والغث بالسمين والصالح بالطالح فأصبح من الصعوبة الإمساك بتلابيب المنهج الرسالي والمشروع الحضاري الذي ضاع (عوان ) بين هؤلاء وأولئك ما بين الليبرالية والأخوانية وأصبح مشروع طالبان السودان ( أمانيً) أو كمعجزات موسى ( عصا ويد وإنفلاق بحرِ ) فأشربوا في قلوبهم وإختلط كل ذلك كإختلاط الشراب ..
ونعود لما فعلوه بشيخهم وعراب الحركة الإسلامية أو المرشد الأكبر وبعد أن كان أمره كذلك ولا إختلاف فيه أصبح كما سيدنا جبريل عند بني إسرائيل يرون فيه أنه يأتيهم بالعذاب والثبور ..
وحينها إنقلب عليهم الشيخ بفتاويه أ المُفطسة ) لمن رأى فيهم مجاهدين في سنام الأمر فاستعجبوا وأنكروا لذلك المآل الذي بشرهم به شيخهم بعد أن تملص من فتاويه الخضراء المُبشرة بالحور العين وجنات عدن ..
وبعد أن كان مثابةً وحُجة يؤوبون إليه فقد إنقلبوا عليه وأصبح الكل شطر بين هذا وذاك ما بين حزب وطني وآخر شعبي ..
وقد إختانوه بعد أن كان على ألسنتهم كالماء البارد الزُلال في غداة غائظ حرها .. وبعد أن كان ذكره بينهم كذكر أباءهم أو أشد ذكراً أصبح منبوذاً طريداً لا يأوى إلى فراشه إلا والحسرات تملأ دواخله .
فجاور السجون وأُمتحن بالإبتلاء كما أيوب عليه السلام ..
والشيخ نفسه كان يرى في رأس الدولة البشير يُمثل أشواقه للجهاد والجنان إنقلب عليه ورأى فيه صلف العسكر وحُب شهوة السُلطة فتداحرت رؤوس وسقطت رايات وقريباً تكون النهايات ..
لا لشئ سوى أن الأرومة قد جُزت بأيدي مؤسسيها وتناثرت كرماد إشتدت به ريح عرم في يوم عاصف ….
هذا ما كتبه قلمي المتواضع قبل عام بالراكوبة ولم أعد نشره إلا لأنني قد رأيت فيه جرد حساب ومحاكمة لهلاء الرعارع الأكارع عسى أن تغشانا موجة ربيع بعد العيد تأخذهم رياحههاغير مأسوف عليهم ..

كنت قد دخلت في أخذ ورد مع الأستاذة شريفة شرف الدين في سجال سابق وقد تغلت خاطرها من رأي في كاودا وقد جفل كثير من الناس أيضاً من رؤيتي تلك وعاتبوني على ذلك ولكنني اليوم وأنا أقرأ مقالها عن مولانا سيف الدولة حمدنا الله أعجبني سلاسة مفردتها وقوة عبارتها وجزل كلمتها … هم بحق ( فئام ) من الناس إختصهم الخالق بتلك الميزة .. أقلام لا يعتريها سفه ولكنهم أصحاب عقول وافرة وأقلام باطشة ولكنها مُجللة بالإحسان والمعرفة .. ولست إلا واحد من عامة الناس أعجبني مقال ولم أشأ أن أدفن رغبتي في الإطراء والتزكية .. فلكم العتبى إن أقحمت الموضوع إقحاماً في غيرما مكانه ..

أبو أروى – الرياض

تعليق واحد

  1. هذا المقال هو الناعى وقد قالت اميرة الانلس لابنها الامير ( ابك اليوم كالنساء علي ملك لم تحافظ عليه كالرجال )

  2. يا ابو اروى الناس ديل اذا مرقوا من المظاهرات ما حا يمرقوا من تحالف كاودا وناس الجبهة الثورية والعكس صحيح ان شاء الله ..

  3. يسمع منكم ربنا . المهم اول حاجة تعملوها كل كوز لازم تقطعوا اضانه وبعد داك تحلبوا فيهو الليمون !!!!! ماتنسوا تقطعوا اضان الكوز …!!

  4. لي حيلة فيمن يثبت على مبادئه مهما كانت ويدافع عنها بالتي هي أحسن ولكن حيلتي في الكذاب مستحيلة كما هو حال الكوز المجخي فهم جمعوا مع الكذب التلوون كما الحرباء , فتارة تجدهم اسلاميين بأقوالهم وتجدهم فاسدين وقطاع طرق بأفعالهم وتارةً براغماتية واخرى غلاة متشددين أهل تنطع , وهكذا تجدهم يلبسون لكل حالٍ لبوسهافلا يمكن أن تحاكمهم لمبدأ ثابت يدينون به تصرفاتهم , كما يقول المثل عندنا ” مثل ود الموية ” في البركة يتفلت من بين يديك فلا يمنكنك مسكه أو كما يقولون أيضاً لا يمكنك أن تحلب الكوز في قرعة، فهذا حالهم يتخبطون في ظلام بهيم كحاطب ليل يجمع الحية مع الأعواد .!!! فتجدهم كل واحد شايت في اتجاه لا قائد لهم ولاهدف لهم إلا الخراب والدمار الشامل فما أحوجهم ل “هانس بليك و أكويس ” , وهذا التخبط الذي يحكمهم نعمة فلا يقووا على أمرٍ جامعٍ إذا اشتدّ ضغط الشارع عليهم وبالتالي يسهل انهيارهم ، بس متى تصل العطاش إلي ارتواءٍ إذا كان الامام و مولانا يقدمون رجل ويؤخرون اخرى ؟؟؟. أرجو مزيد من التعرية يا موسى حتى نجد في نهاية الأمر جزوة يصطلي بها المفسدون ويهتدي بها الثائرون ، وقد طال بقاءهم وعلوهم كالهم في القلب ولكن علوهم علينا كعلوِ القرد على الشجرة كلما ازداد ارتفاعاً كلما انكشف المزيد من مؤخرته ، اخزاهم الله .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..