السودان وثورته ولحظة تخلّق العالم ليولد من جديد

طاهر عمر
أيها الشعب السوداني لا شك في أنك تسير في الطريق الصحيح والشاهد أن أحرار العالم قد بهرهم شعار الثور المجيدة حرية سلام و عدالة وهذا يدل على أن بداية خطواتنا قد سارت مع مسيرة الانسانية ولا شك في أن مسيرة الانسانية مأساوية وتراجيدية بلا قصد ولا معنى.
لهذا نقول أن مسيرة ثورة ديسمبر المجيدة قد تزامنت مع لحظة يتخلق فيها العالم ليولد من جديد وهنا تكمن صعوبة إنزال شعار الثورة وخاصة أن من في القيادة ينطبق عليهم وصف ريادات وطنية غير واعية . وعدم وعيهم يكشفه تطفلهم على مواقع القيادة في وقت تنقصهم فيه الفكرة أي فكرة تأسيس دولة حديثة. خاصة ونحن في زمن يحتاج للأذكياء من أبناء الشعب السوداني لكي يفطنوا لصعوبة المهمة.
العالم اليوم يعيش في مفترق طرق وكملاحظة للمراقبين من داخل مراكز البحوث يمكن رؤية ما سيكون عليه العالم وهو يفارق حقبة النيوليبرالية وينطلق نحو حقبة جديدة غير معلن عنها ولكن شعوب العالم المتقدم تسير نحوها بكل ثقة ولا تريد أن تنبّه شعوب العالم الثالث كما كانت حقب كثيرة قد مرت حتى على العالم الأول وقد أدت لموت العالم القديم وميلاد الجديد وقد لاحظها علماء الاجتماع والفلاسفة والاقتصاديين وقد تحدثوا عن العالم الذي سينتج عنها على مدى يبعد عنا ثلاثة عقود في عد الزمن مستقبلا.
مثلا كان عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر يدرك بأن لحظة زوال سحر العالم قد زالت أي لم يعد للدين والفكر الديني أي دور بنيوي على صعد السياسة والاجتماع والاقتصاد وهذا قبل قرن من الزمن ويزيد وما زالت نخبنا من أقصى يسارها الرث المؤمن بالعلمانية المحابية للأديان الى أقصى يمينها الغارق في وحل الفكر الديني لم تستوعب بعد بأن الفكر الديني ليس له أي دور بنيوي على صعد السياسة والاقتصاد والاجتماع.
فكيف يقود مثل هؤلاء ثورة كثورة ديسمبر قد بدات مسيرتها مع مسيرة الانسانية لكي تفارق منظمومة الفكر السوداني القديم الذي يدافع عنه كثر؟ وتتجلى أنشطتهم في في الدفاع عن ثقافة عربية اسلامية تقليدية قد أنتجت مثقف سوداني يفصل ما بينه و نخب العالم المتقدم قرن من الزمن مقارنة بفكر ماكس فيبر وهو يتحدث عن خروج الدين من أي دور بنيوي سواء في السياسة أم في الاقتصاد أو الاجتماع.
وجود أبناء أحزاب وحل الفكر الديني على قيادة ثورة ديسمبر وبفكرهم الذي يريد تخليد فكر المرشد والامام ومولانا والاستاذ كما عند الشيوعي السوداني ما هو إلا معركة بين نخب لم تستوعب ما يجري في العالم وكيف يستعد العالم ويسير ليتخلق ليولد من جديد.
ويظن أبناء أتباع وحل الفكر الديني و الشيوعي السوداني أنهم سيولدون مع العالم الجديد بعقلهم القديم و يواصلون كيدهم لبعضهم بعض و كل منهم يظن بأن كل شئ سيؤول له في خاتمة المطاف فالانصاري يظن بأنه سيعيد سيرة المهدية سيرتها الأولى والشيوعي ما زال يظن بأن إضطراد العقل والتاريخ سيقود لنهاية التاريخ وإنتهاء الصراع الطبقي وكأن شئ لم يكن وكأننا في في نهايات القرن التاسع عشر لحظة بداية أزمة الليبرالية التقليدية وبداية أمشاج الليبرالية الحديثة بفلسفة تاريخ حديثة لم تظهر أشعة شروقها بعد في عوالم أتباع الامام والمرشد والاستاذ الشيوعي.
العالم اليوم يا سادة يستعد لحقبة سوف تعقب ديناميكية النيوليبرالية وهي ديناميكية جديدة كما كانت الكينزية ديناميكية وأعقبتها النيوليبرالية وها هي ديناميكية الحماية الاقتصادية وهي أيضا من صميم الفكر الليبرالي وتسير على خط أفكار أصحاب العقد الاجتماعي نقول لهذا وخاصة أن كثر من النخب السودانية لا يفرق ما بين النيوليبرالية كديناميكية والليبرالية كفكر بجناحيه السياسي والاقتصادي وهي تقصد سبيل فكر جون لوك الأب الشرعي للفكر الليبرالي بشقيه السياسي والاقتصادي.
وإذا تحدثنا عن جون لوك لابد من ذكر رسالة في التسامح حيث لا يمكننا أن نتحدث عن التسامح في ظل فكر الامام الصادق وهو رجل دين أكثر من أن يكون سياسي و كذلك نجده أي جون لوك يمقت عدم فصل الدين عن الدولة كما يمقت الإلحاد ومن هناك جاءت فكرة أن الديمقراطية صيرورة وقد أصبحت بديلا للفكر الديني.
فلا ديمقراطية مع فكر ديني ولا ديمقراطية مع أحزاب وحل الفكر الديني الذي يسود في السودان من أقصى يمينه الى أقصى يساره. في الوقت نفسه فان الديمقراطية كصيرورة هي الطريقة الوحيدة التي تخرجنا من عوالم المجتمع التقليدي والمجتمع السوداني تقليدي للغاية ولهذا يعيش السودان في دائرة مفرعة ومحكمة الإغلاق ولا يمكن فكها والشب عن طوقها بغير مفارقة فكر الحضارة العربية الاسلامية التقليدية وها قد رأينا ولي عهد السعودية يفارق فكر الوهابية ويقول للسعوديين لا يمكننا الدخول للحداثة وتحقيق تنمية اقتصادية ونحن في ظل الفكر الوهابي.
متى يصل العقل السوداني الى مستوى عقل البدوي السعودي أي ولي العهد وهو يفارق وحل الفكر الديني من أجل أن يكون للسعودية موعد مع الحضارة وموعد مع التاريخ؟ على العموم العالم اليوم يتخلق ليولد من جديد والسودان ليس جزيرة معزولة عن العالم بل سيلتقي معه في تجارة خارجية وسيلتقي في إمكانية التعاون من أجل نقل خبرات العالم الصناعية وغيرها من الفرص التي يلتقي فيها السودان مع العالم الخارجي فكيف يسير السودان بعقل الارادة الالهية مع عالم يسير بفكرة الحق في الحقوق؟
كيف يسير السودان مع عالم يسير مع الحماية الاقتصادية مع سياسي سوداني يسير بفكر ديني تقليدي وكأن السودان قد أصبح مكب نفايات الدين وأمامك مثال إزدهار أنصار السنة في السودان و كبح جماحهم في السعودية من قبل فكر ولي العهد السعودي؟
نقول لكم أيها الشعب السوداني ما يفعله ولي العهد في السعودية وهو يجمد فكر الوهابية ويسير على هدى موروث الانسانية لتحقيق تقدم اقتصادي قد سبقه عليه دينغ شياو وهو يزيل كل أفكار ماو ويفتح الطريق لنمط الانتاج الرأسمالي في الصين و كان ذلك منذ عام 1978م ولو تتذكر أيها القارئ الحصيف أن بداية الصين مع دينغ في عام 1978م يصادف وصول تاتشر وريغان بفكرة النيوليبرالية في كل من بريطانيا وأمريكا.
الآن تصل ديناميكية النيوليبرالية الى منتهاها وتبداء حقبة جديدة غير معلن عنها ولكن اقتصاديين كثر يدركون أنها قادمة وهي ديناميكية الحماية الاقتصادية وهي أيضا من صميم الفكر الليبرالي لمن يقراء تاريخ الفكر الاقتصادي والنظريات الاقتصادية وسوف تسود لثلاثة عقود قادمة وكانت ارهاصاتها قد بانت في خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وانتخاب الشعبوي ترامب ولكن سوف ينزلها على أرض الواقع سياسيين يختلفون عن الشعبويين وعليه ننبه النخب السودانية أن العالم يتجه لحقبة جديدة ويحتاج لمفكريين من نوع نادر وسط النخب الفاشلة وهاهم يتصارعون مع أفشل قائد إنقلاب فكيف يكون إستعدادهم لإنزال حقبة جديدة؟ .
وهي فكر الحماية الاقتصادية وهي فيها سوف تنكمش وتنطوي كل أمة على نفسها من أجل إعادة بناء صناعاتها الوطنية فهل إستعدت النخب السودانية لمثل هذه الحقبة التي تحتاج لنخب تهتم بالفكر السياسي وفكرة الاقتصاد والمجتمع وهذه أفكارها تندر عند الأحزاب السودانية كندرة الكبريت الأحمر.
هاهم النخب الفاشلة تناور عسكري إنقلابي فاشل وهو البرهان عسكري لا يفهم شئ ولكن بسبب تخلف النخب الفاشلة ها هو يتحدث عن انتخابات وحكومة منتخبة وهو لا يفهم أن حقبة خروج ديناميكية ودخول ديناميكية تنتج الانتخابات حكومات لا تستطيع أن تقوم بالتغيير وهذا ما تعاني منه الشعوب المتقدمة فدعك من مجتمع تقليدي كالسودان.
ولهذا نقول للشعب السوداني انت مصدر السلطة وفوق الكل مدنيين وعسكريين وحزب شيوعي أي أنك أيها الشعب السوداني فوق الحزب الشيوعي إذا لم تستطع النخب السودانية تحقيق شعار حرية سلام وعدالة سوف يطول طريق الثورة وسيطول إنتظار شخصية تاريخية تستطيع أن تعبر وتتجاوز عقلنا الجمعي التقليدي ولكن بعد إحباط ربما يفوق قدرة كل فرد ولكن تستطيعون تجاوزه كشعب يريد أن يحقق حياة تنتصر يوما ما للفرد والعقل والحرية.
ففي لحظة خروج ديناميكية النيوليبرالية و دخول ديناميكية الحماية الاقتصادية مسألة الانتخابات حتى في المجتمعات الحية والمتقدمة لا تنتج حكومات تقوم بالتغيير المنتظر ودليلنا انتخابات فرنسا وهاهو ماكرون قد فاز مرتين ولكن لم ينجز تغيير ينتظره الشعب لأنه جاء في حقبة نهاية النيوليبرالية وزمن ينتظر الحماية الاقتصادية التي لم تأتي بعد لكي تعيد الصناعات الوطنية في فرنسا.
لذلك على الشعب أن يستعد ويفهم أن الانتخابات التي سوف تعقب الفترة الانتقالية تحتاج لنخب تفهم ما يحصل في العالم أي خروج النيوليبرالية ودخول الحماية الاقتصادية وهي من صميم الفكر الليبرالي فلا تتركوا البرهان يتحدث عن انتخابات لا يفهم فيها غير أنها إدلاء بأصوات كما يفعل من صنعوه أي الكيزان انتخابات الخم والزج والتعبئة التي لا تنتج غير خبوب أتباع وحل الفكر الديني.
نقول للشعب السوداني جاء الوقت أن تحرس ثورتك من العسكر و من الأحزاب وانت فوق الكل أيها الشعب انت فوق الكل فوق العسكر وفوق الإطاريين وفوق الجذريين أي فوق حزب الامة وفوق الحزب الشيوعي السوداني وانت مصدر السلطة.
الفكرة جيدة و لكن تحتاج لإعادة صياغة للمقال حتى يوضح معالم الفكرة بشكل مفصل و مقبول لعقل المتلقي العادي ( الشعب ) و ذلك بإنتقاء عبارات تكون أقرب لنفسية و عقل المخطابين
الأحزاب السياسية في السودان متأخرة ومتخشبة عن ما يحدث في العالم من تحولات ولكن مع تنامي الثورة الرقمية وتغلقلها في المجتمع أصبح الشعب السوداني يعرف مدي التخلف الذي ترزح تحته هذه الأحزاب، فآخر هم هذه الأحزاب هو بناء الدولة العصرية الحديثة، وفي مقدمة هذا التخلف هو الحزب الشيوعي الذي لا شاغل له سوي الانتهاك البشع لحقوق الإنسان عن طريق محاولات التجنيد وكسب أعضاء جدد ، فهذا الأسلوب في استقطاب العضوية فيه تعدي جنوني علي الحريات الفردية في البلاد وممارسة غير أخلاقية وسلوك إنتقامي عن كراهية هذا الحزب للحريات التي يراها ستزدهر وستجرفه بعيداً عن الساحة السياسية في المستقبل ، فهو كأي حزب عقائدي لا يستطيع أن يكون جوهر ممارساته التجنيدية في الضؤ والفضاء المفتوح ، ولكن تنامي وعي الشباب السوداني والتحولات الحادثة في العالم والمنطلقة بسرعة الصاروخ ستحيل هذا الحزب وممارساته في التجنيد التي تشبه كل مسخ منقرض الي أرض جرداء لا تنبت ما يفيد، ويرتاح الشعب السوداني من ويلات تعطيل ابناءه من المساهمة العصرية المستنيرة من أن تأخذ مسارها الطبيعي لرفعة وبناء السودان المتطور والمتقدم .
يا للهول.. الكلام ده كلو موجه للشعب السوداني.. كدي امشي زور سوق ام درمان اكيد ستكتشف انك استعجلت خالص أو يمكن أخطأت المكان.