دورات لمواجهة الإسلاموفوبيا بهولندا

نظم ناشطون في مؤسسات إسلامية هولندية أمس الأحد سلسلة دورات تدريبية تعتبر الأولى من نوعها في البلاد، تبحث سبل مواجهة الخوف من الإسلام -أو ما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا”- من خلال إحداث آليات عملية لمواجهة العنصرية والقوالب النمطية ضد المسلمين، وتعزيز القدرة على التكيف ومواجهة الظاهرة بأكثر جدية وثقة بالنفس وتجنب الردود الانفعالية.

وركزت الدورات التي امتدت ليوم كامل وشارك فيها 45 من الناشطين في المؤسسات الإسلامية بهولندا، على دراسة تجارب المشاركين في مواجهة العنصرية والإسلاموفوبيا وردود أفعالهم، وتقييم هذا الرد من خلال قواعد علمية واجتماعية دقيقة.

وحاول البرنامج -الذي أعدته مؤسسات لها صلة بقضايا الإسلاموفوبيا من كافة دول أوروبا- الإجابة على أسئلة تتعلق بمصادر هذه الظاهرة، وأشكال التعبير عنها، وكيف يرد المسلمون وغير المسلمين على حوادث التمييز، وماذا يمكن أن يفعل المشاركون معا حيال الظاهرة؟

وأوضح أحد مدربي الدورة عن مؤسسة رادار للتدريب في مواجهة التمييز -ويدعى وتيكهو أونغ- للجزيرة نت أن التدريب تم على شكل ورشة عمل لتجنب الأسلوب التلقيني.
الدورات اتبعت مناهج تكوين وضعتها مؤسسات أوروبية مختصة (الجزيرة نت)

طريقة علمية
وأكد أن “الطريقة المعتمدة في التدريب تنطلق من فكرة التغلب على الخوف من الإسلام من ناحية، وتفهم التنوع الديني من ناحية أخرى.. وهي طريقة علمية مختصة وفعالة لمواجهة الإسلاموفوبيا، ساهمت في وضعها مؤسسات مختصة من مختلف أنحاء أوروبا”.

وقد خرجت الدورة بتقييمات لسلوك المشاركين قبلها وبعدها، أجمع من خلالها المشاركون على أن حل المشاكل لا يكون في الغالب في المحاكم وإنما يكون بالحوار وتوضيح الصورة المشوهة. كما استطاعت الدورة بحسب المشاركين تقريب الصورة في علاقة المسلم بغير المسلم وطرح الإشكال بطريقة أخرى أكثر فاعلية من خلال التواصل والحوار مع الآخر عوض التصادم.

كما اعترف بعض المشاركين بأن سمة ردود الأفعال تتسم بالتسرع في إعطاء الأحكام وإطلاق مصطلح الإسلاموفوبيا على كل شيء، مشيرين إلى أنه ليس كل ما هو مخالف للرأي إسلاموفوبيا كما يبدو وكما يعتقد كثيرون.

وتعهد المشاركون بالعمل ضمن مؤسساتهم على مراجعة تقييم إدارة الحوار وعدم اعتبار كل من يعبر عن خوف من الإسلام يقصد ذلك عن وعي بسبب كرهه للمسلمين.

كما تؤكد الأبحاث أن ردود أفعال المسلمين تجاه التعبيرات السلبية ضدهم تتباين بين العدائية والتفهم والضبابية، وقال أونغ إن “البعض يرد بعدائية على ما يرونه سلوكا غير محترم اتجاههم، وآخرون يرون أن هذا السلوك نتاج طبيعي لحالة التعبئة التي يقوم بها الإعلام، كما أن هناك من المسلمين من لا يعرفون أصلا كيف يردون على الإساءة”.

يذكر أن حزب الحرية اليميني المتطرف وحزب الوئام لمدينة روتردام المعاديين للإسلام وجها أسئلة إلى المؤسسة التنفيذية الهولندية على إثر الإعلان عن الدورة مطالبين بإلغائها والكف عن تصوير المسلمين كضحايا.

كما أظهر بحث أنجز في وقت سابق أن أكثر من نصف أطفال المدارس الهولندية من غير المسلمين يحملون مواقف سلبية تجاه المسلمين. ويعود ذلك -بحسب البحث- إلى الصورة السلبية التي تروج عن المسلمين.

وأثبت مرصد “أنا فرنك” الهولندي لمقاومة العنصرية والتطرف أن من بين الصور النمطية السلبية عن المسلمين والإسلام أنهم “يمثلون تهديدا للأمن والاستقرار”.
المصدر:الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..