أميركا وجنوب السودان

عبدالله عبيد حسن
يتصاعد الاهتمام الأميركي بما يجري في دولة جنوب السودان كل يوم، وهو اهتمام مصحوب بكثير من القلق لدى الحزبين الرئيسيين، وقد أعربت عنه مساعدة وزير الخارجية ثوماس جرين فيلد في بيان لها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إذ قالت «إن كل يوم يمر على هذا الصراع المستمر، تزداد المخاطر بانزلاق دولة جنوب السودان نحو الحرب الأهلية»، محذرة من المخاطر التي يتعرض لها الجنوب وجيرانه. وقالت «فيلد»، وهي مسؤولة ملف الشؤون الأفريقية في الوزارة، إن هنالك شواهد واضحة على أن الاقتتال الجاري هناك أخذ منحى قبلياً حيث يقوم الدنيكا بقتل النوير ويقوم النوير بقتل الدنيكا، وأصبح عدد لا يحصى من المدنيين ضحايا لهذا الصراع.
إن عدم استقرار الوضع في دولة جنوب السودان بالنسبة للولايات المتحدة ليس مجرد نموذج لضعف الدولة الأفريقية، ولا هو نموذج للصراع السياسي بين المدنيين والعسكريين الأفارقة، والذي تزداد حدته مع الفقر وضعف بنى الدولة الأفريقية، فدولة جنوب السودان بالنسبة للأميركيين هي «الأمة المسيحية» التي انتزعت حريتها من سيطرة «السودان المسلم»، لذلك فهي تحظى بدعم «لوبي» قوي في واشنطن، وبفضله توفر لها دعماً قوياً من الإدارة الأميركية في المجال الدولي. لهذا تشعر واشنطن بحرج شديد عندما ترى أن الوضع في الجنوب ينحدر نحو هاوية الحرب الأهلية.
وقد لخصت مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية في بيانها بشأن جنوب السودان الموقف الأميركي: «لمدة ثلاثين عاماً ظلت الولايات المتحدة تدعم شعب جنوب السودان كي يصبح كياناً مستقلاً… تدعم حقه في الوجود والحرية الدينية، وتدعم حربه ضد حكومة السودان. لقد ولدت هذه الدولة على أيدينا…».
وليس هناك من جديد في الموقف الأميركي من تلك الحرب التي خاضها جنوب السودان وانتهت بانفصاله. لكن مشكلة السياسة الغربية أنها مازالت متمترسة عند رؤيتها للمشكلة السودانية، ولا أقول الجنوبية، رغم أن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسور. فبينما ترى فيلد أن الصراع الدائر في جنوب السودان تحول إلى صراع قبلي، فإنها ونظراءها الأوروبيين مازالوا يتحدثون عن «أمة مسيحية»، وهي مقولة رفضها جون جرنج، مؤسس «الحركة الشعبية» الذي قدم مشروعه حول «السودان الجديد».
لاشك في اهتمام الولايات المتحدة بالوضع المتدهور في جنوب السودان، فهي ترى في قيام دولة جنوب السودان قصة «نجاح أميركي» في القارة الأفريقية، وفي محاولاتها وضغوطها الشديدة على جانبي الصراع (كير ومشار)، عملت على جمعهما حول مائدة التفاوض في أديس أبابا، واستصدرت قراراً من مجلس الأمن بإرسال قوة حفظ سلام دولية، وحثت الرئيس اليوغندي على التدخل عسكرياً لتأمين مطار جوبا، ووضعت وطالبت الجنرال كير بإطلاق سراح الأحد عشر قيادياً من زملائه في «الحركة الشعبية»، وهو أمر لايزال يرفضه، مما عطل التفاوض في أديس أبابا بين الطرفين.
ومع الاعتراف بمساعي الإدارة الأميركية لحلحلة الوضع المتدهور في جنوب السودان، فللمرء أن يتساءل: ماذا يمكن أن تفعل واشنطن أكثر من ذلك؟ وما هي الأدوات التي تملكها لفرض الحل العقلاني على طرفي الصراع؟
إن الإدارة متهمة من طرف مشار بأن قلبها مع كير، وفي إشارة واضحة قالت فيلد إن بلادها لم تجد دليلاً على أن مشار حاول القيام بانقلاب عسكري ضد كير، وحملت حكومة الأخير «اللوم» في اقتحامها منزل مشار، وهي الحجة التي أذاعها كير.
وبينما الوضع يتدهور كل يوم وكل ساعة، فإن الضحايا من الطرفين يعانون الجوع والأوبئة… فكان الله في عون شعب جنوب السودان.
الاتحاد
امريكاكما يقول كثير من المحللين حرب جنوب السودان ليس اولوية قصوى فى الوقت الراهن ، وسوف تكتفى بماذكره كاتب التحليل حتى يدمر الطرفان بعضهما بعضا ويقتل مئات الالاف من ابناء الجنوب بعدها تتدخل لوضع شروطها الجديدة لدعم الاقوى على الارض لتنفيذ سياسات ومصالح الولايات المتحدة
فامريكا لايهمها ارواح اهل الجنوب الابرياء باى حال من الاحوال وان كانوا غير مسلمين !!
القاعدة ليس لها وجود فى جنوب السودان ولايوجد طرف مسلم فى النزاع ؟ هذه اولويات امريكا للتدخل بقوة وبسرعة ..
شكرا لأستاذنا الجليل الذي تعلمنا عليه وهويكتب(من طرف الشارع) وقد رأيته شيخا وقورا تحيط به سكينة الكبار في اتحاد الصحافييين(بالمقرن) وهو يستلم منا أوراق التقديم بيت لم يستلمه صاحبه حتى الآن، وما خطه قلمه العتيد أعاد لذاكرتي مااستمعت إليه في قناة الجزيرة عند بداية اندلاع حرب الأشقاء في الجنوب لمسئولة أميركية قالت: إن الانفصال لم يكن حلا مثاليا لمشكلة جنوب السودان، وهي ترى أن المشكلة كان يمكن حلها في إطار السودان الواحد، وأن الضغط الأميركي لو كان في هذا الإطار لما وصلت الأمور لما آلت إليه ، من انفصال، ثم قيام دولة هشة، سرعان ما ظهرت هشاشتها عند أول هزة.. السؤال : إلى متى تتدخل القوى الكبرى في دول العالم الثالث، وتدعم هذا الطر وتقاطع وتحرم ذاك ؟!