الحلقة المفقودة والجيل الذي سيهزم الهزيمة

د. الفاتح ابراهيم /واشنطن
هناك حلقة مفقودة في الذي يجري الآن في الوطن وليس لدى العسكر الانقلابيون المقدرة والفطنة لمعرفتها .. ليس لديهم ادنى فكرة انهم امام جيل نبع وتبرعم كوردة شامخة من جرح غائر اسمه الانقاذ .. وبذلك اكتسب مناعة لا قبل لهم بها .. وتعجب هؤلاء الحكام الاذكياء الاغبياء – في حيرتهم ـ تغمرهم الدهشة متسائلين كيف تكون النهاية ـ ويا للعجب وسخرية القدر ـ على يد الجيل الذي تربى في كنفهم وظنوا ببلاهة وسذاجة انه تشرب بمبادئهم الزائفة المهترئة .. وظنوا أيضا أن ترديد تلك الشعارات الخواء الفارغة من المعنى تجدي فتيلا مثل:
“في سبيل الله قمنا … لا لدنيا قد عملنا
هي لله ..
لا للسلطة ولا للجاه..
يا امريكا لمي جيوشك ..
قبل الشعب العربي يدوسك
هبي هبي رياح الجنة ..
نحنا الدنيا الما مسكنا”
كانوا كثيري الترديد لعبارة او دعاء في بداية أحاديثهم سواء كان ذلك في مقابلة اذاعية صحفية أو تلفزيونية أو خطبة جمعة يحرصون دائما على ترديد:
“نعوذ بك من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا”
الشيء الوحيد الذي قالوه وصدقوا فيه !!..
ظنوا في تيههم أن تلك العنتريات والهتافات ”التي ما قتلت ذبابة“ تغسل عقول هذا الجيل فتؤهله ليكون نصيرهم وامتدادا للخراب الذي احدثوه في الوطن مع انهم يظنون جهلا انهم يعمرون .. وغابت عنهم – ولا عجب إذ ليس لديهم القدرة الذهنية والوسائل العقلية لاستيعاب ذلك – حلقة الوصل المفقودة .. فلم يخطر ببالهم أنهم مواجهون بجيل قامت بتربيته التكنولوجيا العصرية رضع من ثديها واندمج معها وتواصل بها ومعها فلا حاجة له بجيل الانقاذ ولا حتى الجيل السابق له .. هذه هي الحلقة المفقودة والتي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التكنولوجيا جعلت نظرية اجتماعية كانت سائدة ومتحكمة هي نظرية ”تواصل الاجيال“ جعلتها فاقدة الصلاحية وعاطلة عن العمل ..
اقول ذلك وقد مكنتي خبرة مهنة تدريس اللغة العربية كلغة ثانية لطلاب الجيل الحديث من الامريكبيين وبحث الدكتوراة في التعليم والتكنولوجا المحمولة (الكمبيوتر اللابتوب والآي باد والتلفونات الذكية وغيرها) من التعرف على متطلبات هذا الجيل وأساليب تلقيه المعلومات.. وخاصة كيف يستطيع معلم من جيلنا ان يطبق خطة دراسية لجيل اسلوبه في التلقي مختلف
Learning Style
وكذلك مهاراته اللغوية مثل القراءة والكلام والكتابة والاستماع تختلف عن الاجيال السابقة .. إنه يكتب بوسائل التكنولوجيا
يقرأ تكنولوجيا
يتكلم ويحاور تكنولوجيا
هذا هو المحك الذي لا يخطئ في تشخيص الداء العضال الذي قضى على الانقاذيين وكانوا يظنون انهم يحسنون صنعا ويسيطرون على
خيوط اللعبة (نظرية لحس الكوع والدفاع بالنظر)
وهكذا تم استدراجهم من حيث لا يعلمون
وذهبوا غير مأسوف عليهم