( لموا الكراسي )

الطاهر ساتي

:: أحد أعمامنا، يوم عاد ابنه من إحدى خلاوى القرآن بعد عام من الغياب، قدمه ليؤم أهل القرية في صلاة المغرب، ليفتخر به .. وقرأ الابن مع الفاتحة إحدى السور القصيرة في الركعة الأولى، فتململ العم الذي كان يرتقب السور الطويلة..وفي الركعة الثانية، قرأ الابن مع الفاتحة إحدى السور القصيرة أيضاً وتلعثم فيها وأخطأ وتم تصويبه.. وما أن سلم، وقبل الباقيات الصالحات، صاح فيه والده : ( ايه دا يا ابني؟، انت كنت في خلوة ولا في خلاء؟، أنا لو قعدت سنة في خلوتك دي كنت رجعت مفتي)..!!

:: والقوم هنا منذ ربع قرن ونيف، أسبوعياً يرسلون وفودهم إلى ماليزيا لنقل التجارب .. وسنوياً يأتون بمهاتير محمد – إلى الخرطوم – ليحاضرهم عن تجربته في الحكم الراشد .. ومع ذلك، لا يزال حالهم وحال البلد ( كلو في محلو)، أي لم يتم نقل التجارب الماليزية وكذلك لم يستلهموا من محاضرات مهاتير وتجربته في الحكم الراشد غير الحفظ ثم التوثيق ..واليوم الدكتور مهاتير بالخرطوم، وكان في استقباله الأستاذ علي عثمان محمد طه، ليحاضرهم – مرة أخرى – عن الحكم الراشد وأثره في النهضة .. !!

:: علي عثمان يعرف قصة نجاح مهاتير في النهوض بدولته وشعبها خلال (21 عاماً فقط لاغير)، وكذلك يعرف مهاتير قصة نجاح علي عثمان في تقسيم دولته إلى دولتين خلال ( 5 سنوات فقط لاغير).. ماليزيا، كان أفراد شعبها يعيشون فى الغابات، ويعملون فى زراعة المطاط وصيد الأسماك، وكانوا فقراء ، وكاد الصراع الديني أن يقضى على الشعب الماليزي ..وجاء مهاتير محمد رئيساً للوزراء في العام (1981)، فنهض بالدولة والشعب خلال عقدين وعام فقط لاغير .. بدأ بالتعليم والبحث العلمي، وليس بالتمكين والتشريد كما فعل نهج علي عثمان ..!!

:: وسخر لهما البند الأكبر في الميزانية، ثم بمحو الأمية وتأهيل الحرفيين وليس بإعلان الجهاد على على دول العالم والجوار، كما فعل نهج علي عثمان..وقبل كل هذا، أعلن مهاتير لشعبه خطته وإستراتيجيته، وليس نظرية رزق اليوم باليوم، كما يفعل نهج علي عثمان.. ثم عرض عليهم النظام المحاسبي الشامل الذي يتكئ على فضيلتي (الثواب والعقاب)، وليس ( خلوها مستورة) و( دي إبتلاءات) وغيرها من عقوبات نهج علي عثمان ..ثم بدأ مهاتير الإقتصاد بالزراعة والصناعة، وليس بالقروض والمنح كما يفعل نهج علي عثمان..!!

:: وهكذا أصبحت ماليزيا الدولة الأولى في إنتاج وتصدير (زيت النخيل)، و ليس الكوادر والكفاءات كما يفعل نهج علي عثمان..وخلال عقدين وعام فقط لاغير، نهضت السياحة هناك بعائد سنوي تجاوز ( 30 مليار دولار)، ونهضت الصناعة والتجارة و الزراعة والجامعات والمدارس، لتنهض كل الحياة بحيث تصبح ماليزيا حلم الشعوب.. وتم كل هذا بلا تنطع أو صخب..ونجح مهاتير في أن يحلق بماليزيا من قاع الفشل والفساد والصراع إلى قمة الدول الناهضة، و زاد دخل الفرد من مائة دولار سنوياً إلى (16 الف دولار سنويا)..!!

:: ثم أوصل مهاتير الإحتياطي النقدي من ( 3 مليارات) إلى ( 98 ملياراً)، ورفع حجم الصادر إلى 200 مليار دولار، ومع ذلك لم يمتن على شعبه بهذه النهضة، ولا بالقمصان و الكبريت والصابون كما يفعل (نهج الحاج آدم)..وكان التعداد السكاني (14 مليون نسمة)، فغادر السلطة – طوعاً وإختيار – بعد أن رفع معدل النمو السكاني بحيث يكون حجم التعداد السكاني في عام مغادرته ( 28 مليون نسمة)..ثم سلم الأجيال دولة ناهضة وقيادة راشدة تمضي على خطى الإصلاح والتنمية..وعليه، بعد انتهاء محاضرة مهاتير (لموا الكراسي)، ثم عودوا إلى الكراسي التي لم ولن تنهض بالشعب.. !!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. و هناك حقيقة مذهلة و هي اشتغال مهاتير بنهضة بلده و قدوته عدالة و سماحة الاسلام .. و لم يخادع به أو يفرضه أو يقصي به الأقليات المسيحية و البوذية و الهندوسية و غيرها .. بل عمل علي دمجهم جميعآ لاجل رفعة وطنهم و لم ينزلق في حروب عبثية لتبرير ادمان الفشل كما فعل عاي عثمان صاحب نظرية ( shoot to kill )

  2. عليكم لعنة الله تغشاكم جميعا حكاما ومطبلين .. عل الشعب السودانى الا يفوت الدرس البليغ الذى تركه الكيزان

  3. الشعب الماليزي هو شعب يحب ويقدس العمل بينما الشعب السوداني مشهور في كل العالم بأنه شعب كسول ويكره العمل ويحب الترطيبة.. عشان كده تجربة مهاتير لم ولن تنجح في السودان حتي لو مهاتيير نفسه حكمنا. الداير يقتنع بالكلام ده أوكي والما داير يقتنع علي كيفه.. خليكم داسين رؤوسهم في الرمال كده لغاية يوم القيامة.

  4. على عثمان رأس الحية. كل مصائب السودان من تحت رأسه.هو الذى كان يأمر بالقتل والتعذيب وإنتهاك الحرمات وتشريد العاملين وإطلاق يد اللصوص لنهب مال الدولة.
    كل الموبقات التى أرتكبت فى حق الوطن ومواطنيه أدارها من وراء ستار فلعنة الله عليه حيّا وميتا حتى يوم لا ينفع مال ولا بنون.

  5. الم يجدوا غير هذا المتنطع … “داعية البؤس ورسول التشاؤم بين قومه” …

    مهاتير هرم يندر ان يجود له مثيل في عالمنا الاسلامي … ولن يتكرر .. عمره تعدي ال 91 عاما ومازال مفعما بالحيوية والنشاط .. والتقاؤل ..
    حرام ان تخرج له هذه الحية المتلونة من جحرها لاستقبال ضيف في مرتية مهاتير محمد …

    الم يبق منا من هو اهل لاستقبال ضيوف السودان ؟

  6. اقول للدكتور مهاتير محمد ( لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي)هؤلاء القوم أعمي السحت بصيرتهم وملآ الحرام بطونهم ودماء الأبرياء المقتولة ظلما تلاحقهم وظلامات المظلومين ودعواتهم تطاردهم فأني لهم التوفيق هؤلاء قوم عطلوا أسماعهم وأبصارهم وعقولهم عن الحق تماما سيجثون على ركبهم ما بقوا ولا تهضة ورجاء مع هؤلاء …. إنهم ألفوا الضلال إيلافا فصار الضلال منهجهم والباطل ديدنهم فأني يفقهون أو يبصرون .. فحري بالدكتور الهمام أن ييمم وجهه صوب قوم يفقهون ويعقلون؟؟؟

  7. يا أهلنا مشكلة السودان كله الأولى تكمن في سوء من تولوا أدارة هذا البلد منذ الاستقلال ليومنا هذا .
    والمشكلة الثانية عدم وجود قانون رادع يحكم الجميع دون محاباة لاحد

    والمشكلة3- : وجود حروب ارهقت السودان كله ، وصراعات بعض الساسة للأسف الشديد لحكم السودان :

    والمشكلة الصعبة عدم استقرار سياسي بالبلد وافتكر دا السبب الرئيسي في دمار السودان وبيد بنيه للأسف الشديد .

    العلاج هو إزالة كل ما ذكر آنفاً.

    إن كان بالبلد من يفهم واقصد من يحكمونه الآن .

  8. قلنا و نكرر ان علي عثمان و جماعته لا يعلمون و لا يتعلمون … مجرد عصابة و عقول اجرامية تفكر فقط في السلب و النهب و الاغتيال …. و ماليزيا لا تعني لهم سوى مستودع لللاموال المنهوبة و محط لشهر العسل مع الزوجات الالصغيرات الجديدات

  9. ممتاز جداً يا الطاهر ساتي .. والله لو لم تكتب غير هذه المقالة لكفاك .. وفقك الله وذكرت الجماعة بأيام الله وذكرتهم بماضيهم وحاضرهم وما يجب ان يفعلوه وما هم فعلوه … وارجو ان تحتفظ بهذه المقالة لتقولها لهؤلاء الدراويش في مؤتمرهم القادم وما اكثر مؤتمراتهم وحديثهم ونقتهم عن الاسلام والاسلام والخلفاء الراشدين .. وهم هدموا اساس الدين القائم على العدل لا التمكين ..

    لقد كانت فترة حكم الاخوان مفيدة جدا للشعب السوداني لأن الشعب كشفهم على حقيقتهم وكشف زيف شعاراتهم امثال هي لله هي لله والاسلام هو الحي ..

    ولعل اسوأ ما فعله الاخوان في السودان هو ان زهد السودانيين في الاسلام وهذا اسوأ كارثة تحل بالانسان ان اصبح الدين اهون الاشياء عند الناس بل اصبحت مصيبتنا في ديينا .. وهذا ما كان ولا يزال يدعوا به المسلمين صباح مساء بان لا يجعل مصيبتنا في ديننا وان لا يجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا

    ولكن الكيزان فعلوا كل ما يستعيذ منه البشر

  10. والقوم هنا منذ ربع قرن ونيف، أسبوعياً يرسلون وفودهم إلى ماليزيا لنقل التجارب

    في مقابلة أجراها علي الظفيري على قناة الجزيرة هذا الأسبوع مع مهاتير محمد إياه. ( برنامج المقابلة )

    سأله الصحفي : هل كان يأتيكم عرب للاستفادة من تجربتكم ؟

    قال : نعم . السودانيون كانوا يأتون كثيرا وصرفوا زمننا طويلا. لكن يبدو أنهم لم يستطيعوا أن يقلدونا.

  11. يا جماعة المشكلة اننا كلنا سياسيون ونكثر الكلام وقوتنا عندما نكن معارضين الكيزان كانو اقوى معارضة ولمل مسكوها ما قدرو عليها واليوم المعارضة قوية بالكلام وضعيفة فى اتخاذ اى خطوة نحن شعب نحتاج الى تغيير شامل فى تفكيرنا – كلامنا كثير وفعلنا قليل

  12. شكرا اخونا الطاهر وصدقني دايما اخاف عليك لعد 27سنة مواطن يرفع لافته لا يجد ثمن الدواء يا عمر !!!محنة الامتنان علي الفاضي هي التي اودت بنا ومحنة التبرير وتصديق التبرير الفطير ايضا لو كنت مكان علي عثمان لتقدمت الصفوف طالبا محاكمتي علنا علي ما اقترفت كما اعترف بذلك السيد/عبد الكريم ميرغني السفير والوزير للسيد الصادق المهدي طالبا محاكمته بل شنقه لما اقترف في حق البلد وقال نحن سبب محنة هذا الشعب !!!

    بالامس في برنامج المقابله بالجزيرة قال مهاتير محمد (اكثر ناس زاروني وسالوني هم السودانيين عن هذه التجربة ) تماما كما ذكرت مواصلا (لكنهم فشلوا في النهضة ) !!! ولنا وقفه هنا مع مهاتير والترابي علنا نعرف مكمن العلة والعلل !!! تمت ختمت كسر قلمك يا الطاهر المسالة كلبت ونخاف عليك !!!

  13. في البدايه الداير يحكم لازم يسال نغسه داير يحكم ليه شنو الهدف مهاتبر مسلم حقيفي اخد صحيح الدبن وهو الحريه في العقيده والمحاسب هو

    الله مش البشر وبني دولته بالحريه والتعليم حوالى ربع مبزانيه الدوله للتعليم مش زي حقينا ديل اقل من واحد في المئة للتعليم والصحة مع الكبت والقهر والاستبداد

  14. الطاهر ساتي هو من الصحفيين الذين قصدهم البشير عندما قال : حتى الصحفيين بتاعننا بقوا يهاجمونا ! و الآن بيهاجم علي عثمان بعد أن بقى في الرف , ليه ما عديل تهاجم البشير و النظام الإخواني كله ؟ لأنك من البداية كنت معاهم ؟ يظهر النظام الإنقاذي بقى علي وشك السقوط و كترت سكاكينه يا الطاهر ساتي و داير تتخارج

  15. من أعظم ماقرأت لك ياأستاذ ….
    شكرا علي المقارنات وعمق التحليل
    شكرا علي الشجاعة رغم انني شخصيا كنت أريدك أن توسع الهجوم وتضم (أخوان علي ) برضو من مات ومن بقي

  16. استاذ الطاهر هولاء ذو عقلية متحجرةوتكبر على الناس حبث يعتبرون انفسهم افضل البشر بالسودان وهذا التكبر بعينه حيث شردوا وقتلوا واحيوا القبلية التى نهى عنها حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون تحن مسلمون لاحول ولاقوة الا بالله

  17. تمام خيرا فعلت

    كان تزيدو شوية العيار
    العملوه من تدمير خلال الـ 27 سنة الماضية اكبر بكتير مما ذكرتو يا طاهر ساتي وان من العارفين

  18. قرأنا وسمعنا وعلمنا أن كيزان البشير وضعوا 15 مليار دولار من المنهوبات من الشعب السوداني في بنوك ماليزيا وشركاتهم هناك، وتغاضى مهاتير محمد عن كل المليارات المنهوبة من الشعب السوداني والموضوعة باسم نفر من الكيزان في بلاده ولم يتردد في أن يقدم النصح للكيزان لتطوير السودان “بدون المليارات المهولة المنهوبة والموضوعة في بنوك بلاده”، والواضح أن الكيزان كانوا يستمعون لمهاتير محمد ثم يقوموا بفعل العكس تماماً لكي لا تقوم لبلادهم قائمة “وكذلك يفعلون”!

  19. علي عثمان حاقد وعميل وهو يعلم تماما كيف تعمر البلدان ولكنه لايرغب فيه فهو صهيوني مزروع لتدمير البلد ويراوده حلم قيام دولة مروي الكبار علي جثة الوطن ولكن راحت عليك وتعثرت خطاك وانت علي اعتاب الموت ونهاية العمر وفشلت سياستك وتعطلت خطتك ومن معك فلن تشهد تفتيت البلد ان شاء الله

  20. من أعظم ماقرأت لك ياأستاذ ….
    شكرا علي المقارنات وعمق التحليل
    شكرا علي الشجاعة رغم انني شخصيا كنت أريدك أن توسع الهجوم وتضم (أخوان علي ) برضو من مات ومن بقي

  21. استاذ الطاهر هولاء ذو عقلية متحجرةوتكبر على الناس حبث يعتبرون انفسهم افضل البشر بالسودان وهذا التكبر بعينه حيث شردوا وقتلوا واحيوا القبلية التى نهى عنها حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون تحن مسلمون لاحول ولاقوة الا بالله

  22. تمام خيرا فعلت

    كان تزيدو شوية العيار
    العملوه من تدمير خلال الـ 27 سنة الماضية اكبر بكتير مما ذكرتو يا طاهر ساتي وان من العارفين

  23. قرأنا وسمعنا وعلمنا أن كيزان البشير وضعوا 15 مليار دولار من المنهوبات من الشعب السوداني في بنوك ماليزيا وشركاتهم هناك، وتغاضى مهاتير محمد عن كل المليارات المنهوبة من الشعب السوداني والموضوعة باسم نفر من الكيزان في بلاده ولم يتردد في أن يقدم النصح للكيزان لتطوير السودان “بدون المليارات المهولة المنهوبة والموضوعة في بنوك بلاده”، والواضح أن الكيزان كانوا يستمعون لمهاتير محمد ثم يقوموا بفعل العكس تماماً لكي لا تقوم لبلادهم قائمة “وكذلك يفعلون”!

  24. علي عثمان حاقد وعميل وهو يعلم تماما كيف تعمر البلدان ولكنه لايرغب فيه فهو صهيوني مزروع لتدمير البلد ويراوده حلم قيام دولة مروي الكبار علي جثة الوطن ولكن راحت عليك وتعثرت خطاك وانت علي اعتاب الموت ونهاية العمر وفشلت سياستك وتعطلت خطتك ومن معك فلن تشهد تفتيت البلد ان شاء الله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..