ولا حياة لمن تنادي !

طارق أبوعكر
تسمع أو لا تسمع ، تفهم أو لا تفهم ، تدّعي أو لا تدّعي تنحاز للحرب أو تقف متفرّجا ، ستظل الشواهد والحقائق والأفعال بكل عواقبها ماثلة أمامنا على أرض الواقع ، خراب كامل الدسم. المشكلة يا عزيزي المواطن أن الطرف التالت ماهو بالتالت ! .. بل هو طرف أصييييل في المعادلة .. الجيش ما جيش السودان .. الجيش جيش الكيزان ! .. و مكابر من يدّعي غير ذلك ! .. فقد أطلقوها علناً ، فلا صوت سيعلو فوق صوت المعركة.
برغم كل المحاولات لوقف الحرب وبدءاً بالمفاوضات للسلام ، إن كانت محلية أو إقليمية أو عالمية ، فأي مفاوضات ثنائية بين الجيش والدعم السريع تفضي إلى سلام ، وليست تحت إمرة وإشراف ورعاية القوى المدنية ، فهو سلام زائف ، وحتماً مؤقت ، وما هو إلا عودة للمربع الأول ، حكم العسكر! .. الما بتشكّر ! .. وعلى الصعيد الآخر ، إن كانوا لا يعلمون ، ستظل مسألة الحسم العسكري ضرباً من ضروب الخيال (حرب البسوس) .. كان أوكرانيا أشطر ! ..
طرفي الحرب يدّعون المصداقية ويحتكرون السلاح ويستمرّون ويستمرئون في الإنتهاكات ولا يأبهون بالعواقب ، وكل أسباب المعاناة والمجاعة والدمار تزحف في كل المدن والقرى أمام بصر وسمع الجميع .. ولكن هيهات فانها حرب الديمقراطية وحرب الكرامة ! ..
والقوى المدنية وبرغم كل الاتهامات والمؤامرات الواقعة عليها (بالخيانة والعمالة !) لم تكل ولم تمل وأسهمت بجدارة في نشر الوعي ورفع الحس الوطني ، وقد بذلت أقصى ما في وسعها بتقديم شتّى الأطروحات والمبادرات والحلول لوقف الحرب وللتوجه نحو التحول الديمقراطي .. ولا حياة لمن تنادي.
فما زالت الحرب مشتعلة والإنتهاكات متفاقمة والغبائن في تراكم والإنحيازات في إتساع وخيار الحياة قد طغى عليه خيار الموت ، والجميع قد فقد المنطق والعقل والبصيرة وأختلط الحابل بالنابل. وإنفرط العقد الإجتماعي عرقيا وجغرافيا ليصبح حتى مشروعهم للتقسيم (كحل للسلام !) في خبر كان .. فبذلك نكون قد دخلنا فعلياً في مشهد السقوط الداوي و طريق اللا عودة!..
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه