الكاتب والشاعر محمد عبد الله برقاوي : توقفت عن الكتابة الورقية نسبة للقيود التي تكبل الكاتب!!

حوار: شذى الشيخ
محمد عبدالله برقاوي كاتب صحفي منذ منتصف السبعينيات في صحف الأيام والصحافة والسودان الجديد، وتتلمذ على يد أقلام كبيرة في ذلك الزمان.
وهاجر برقاوي في عام 1976 م الى دولة الإمارات العربية المتحدة متقلداً في العمل الإداري والتنفيذي حتى عام 2005م واتجه الى العمل في القطاع الخاص وخلال تلك الفترة الطويلة من الغربة لم تنقطع صلته بالحروف السوداء في مجال الكتابة الصحفية والشعر الغنائي والفصيح وصدر له ديوانان شعريان أحداهما فصيح بعنوان “موجات الشجون”، كانت نتاج حلقات متصلة نشرت في الصحف الإماراتية حتى شكلت مجموعة شعرية أصداراتها في العام 1994، وكان توأمة أيضاً ديوان شعر غنائي باسم أمي العزيزة التي تضمنت مجموعة من الشعر الغنائي والوطني والاجتماعي ومن خلاله نشر مجموعة من القصائد المغناة لكثير من المطربين السودانيين من بينهم التاج مكي البلابل وحسين شندي وصديق متولي وصديق سرحان والقلع عبدالحفيظ وشريفة النور وعلي السقيد وكان له النصيب الأكبر للفنان الراحل الأمين عبدالغفار حيث تغنى له بعشر أغاني وتعاون مع ملحنيين كبار من بينهم بشير عباس وصلاح إدريس وسيف الجامعة .
نبذة تعريفية عن الشاعر برقاوي؟
النشأة في منطقة الجزيرة وتحديداً، منطقة الحلاويين قرية مناقزا، وهي قرية متوسطة وغنية بالتراث ومترعة بالتاريخ والبطولات ولعل ثورة الزعيم عبد القادر ود حبوبة واحدة من الإضاءات التي لا تخفيها عين التاريخ ومنها تشكلت الملامح الاولى للموهبة التي مازلت أظنها في مسألة التشكل واكتساب الخبرات والتجارب التي أتمنى أن تثمر ما يفيد الناس في مختلف ضروب الكلمة.
هل لديك تعاون مع مطربين عرب؟
كانت لدي تجربة مع بعض المطربين الخليجيين مثل الفنان الراحل العماني سالم اليعوقابي والإماراتي عبدالله سعيد الكعبي، كما كنت أحد أعضاء مجلس الأمناء من المعهد الماسي للموسيقى والفنون بمدينة العين التي أُقمت فيها تلك الفترة وكان لي فيها أنشطة متواضعة بالنادي السوداني بالمدينة وامتد النشاط في مجلس الجالية في الإمارات كلها وعلى مستوى الدولة وصاحب ذلك تواصل مع كافة الفعاليات الأدبية والثقافية والرياضية بالمدينة وبقية مدن الدولة حيث كان لنا حضور كجالية في كل المناسبات الدينية في تلك الدولة المضيافة وأندية الجاليات ومجالسها من مختلف الجنسيات، كما أنه شهد ذلك تعاون وتجربة للأشقاء إسحاق الحلنقي والتاج مكي مع بعض المطربين الشباب مع هلال الكعبي حتى تغنى هلال بالغناء السوداني بطلاقة لأن الحلنقي صاغ له بعض الأغنيات باللغة العربية الفصحى تسهيلاً لمهمته في الأداء، ونجح فيها برعاية التاج مكي له كما قلت لدرجة أنه أصبح متمكناً من أداء الأغنية السودانية، ونظم المغتربون ورشة عمل تتكون من الشعراء والمطربين وهم مجموعة كبيرة جداً، ولكنهم في الإمارات ومنهم من يقيم بصورة مستقرة، ولكن المهم أن هذا النبع متجدد ويثري الساحة بأعذب الأعمال التي قربتنا بالمجتمع العربي والخليجي بصورة عامة.
نماذج لمطربين غنوا أشعارك؟
الأمين عبد الغفار “غدار الدموع وعلى اسمك وصدى الذكرى وأخريات”، بالإضافة الى البلابل متمثلة في هادية ومطرب الجزيرة أمير يونس وهو من أوائل الذين تغنوا لي في مطلع تسعينات القرن الماضي بقصيدة أمي العزيرة ومجموعة أخرى ربما لا تجد حظها في الانتشار في أجهزة الإعلام نسبة لسفره الى خارج السودان
أنت كعضو اتحاد شعراء الأغنية السودانية، ما هي الرسالة التي توجهها الى الشعراء؟
هذه تعتبر سانحة لأحييهم وعلى رأسهم محمد يوسف موسى الشاعر الكبير وحريص أن التقي به قبل قضاء إجازتي وهم أصدقاء وأساتذة أجلاء كان لهم القدح المعلى في ترسيخ مسيرتي الشعرية المتواضعة نحو الاتجاه الصحيح في خضم هذا الموج الهائج والمائج من صعود الأغنية وهبوطها التي أتمنى أن تتعافى منه الرقابة المتينة على أجهزة الإعلام والمؤسسات المسؤولة عن تنظيم مهنة الغناء في هذا الظرف الرقيق في مجتمعنا ولعل الخطوات التي اتبعها اتحاد المهن الموسيقية في هذا الصدد تعتبر خطوة إيجابية مع أنها غير كافية لأن الأمر يحتاج الى تضافر الجميع بما فيه المجتمع نفسه الذي لا ينبغي أن يستسلم لهذا الهبوط باعتباره أمراً واقعاً.
هل لديك تعاون مع مطربين شباب؟
من خلال قضاء إجازتي بينكم تواصلت مع مطربين شباب وربما الأيام القليلة القادمة من خلال لقاءات إذاعية أقدم بعض الأعمال في إطار ذلك التعاون الذي أتوقع له النجاح ويظل الباب مفتوحاً من أجل التعاون من قبل الأبناء والبنات الجادين في ذلك المضمار ومن خططي أيضاً بعد صدور هذين الديوانين لدي فكرة أن أدمجهما في ديوان واحد اختصاراً للزمن وتسهيلاً للنشر وهي مجموعة ربما تكون عصارة هي الفترة الفاصلة بين اللحظة الحالية والديوانين آنفي الذكر .
الصحافة بالنسبة لك هل توقفت عن الكتابة فيها؟
توقفت عن الكتابة في الصحف الورقية لأنني أصبحت بعيداً عن أرض الوطن لأنني أحسست بأن الصحافة الإلكترونية أكثر انتشاراً وفي متناول اليد وهي حرة عن كافة القيود التي قد تكبل الكاتب ورغم أني ميال لأنه يفرض الكاتب الرقابة الذاتية على نفسه ويقيد نفسه بالأخلاقيات الصحفية التي لا تجعل القلم ينفلت عن قيود تلك المثل ولا يخرج عن إجادة المنطق ولا ينجرف الى المهاترات أو التجريح أو شخصنة المواضيع .
الحراك الثقافي كيف تنظر له؟
لدي تواصل في المنتديات والأندية التي تنظم المنتديات عندما فكرت في الاستقرار في العام 2005 م ولكن إرادة الله اضطُررت الى الغربة مرة أخرى، وهي ليست بعيدة عن مجتمعنا بمقاييس الثقافة الإسلامية التي نعيش فيها ونحن في دولة الإمارات ولكنها فترة حكمتها ظروف خاصة تتعلق بالعمل في قطاع خاص الذي يأخذ الزمن الكبير من الجهد والفكر ورغم ذلك ظللت أكافح وأنافح حتى لا أكون خارج السرب بعيداً عن هذه الهواية المحببة الى الذات حيث أنني رغم بلوغي هذه السن أعتبر نفسي غير محترف للمهنة وإنما أمارسها من أجل إشباع روح المحبة لها مع أنني أحمل بطاقة الاتحاد.
كلمة أخيرة :الشكر لكم لإتاحتكم لي السانحة وأتمنى لكم مزيداً من التقدم.
الجريدة
الاستاذ محمد عبدالله أحد شرفاء هذا الوطن المسلوب من قبل قلة من كيزان الشيطان و هو من أشد منتقدى نظام الظلم و الإستبداد القائم فى السودان حيث أنه وظف قلمه الأدبى الرفيع ليكتب أقوى المقالات السياسية المدافعة عن الحق و عن حياة أفضل لمواطنى السودان .
الاستاذ محمد عبدالله من القلائل الذين أتقنو اللغة العربية و قواعدها و أصولها , متمكن فى نحوها و صرفها و بحورها , الامر الذى جعله مُبدع حينما يكتب مقال سياسى بلغة أدبية رفيعة .
و إنى كواحد من المداومين على قراءة كتاباته الراقية و القوية بصحيفة الراكوبة قد جزبنى ب التملك الأدبى الرفيع و السلاسة النادرة و نكران الذات و الروح الوطنية الكبيرة و عدم الأنانية فى نصرة ضُعفاء شعبى من المهمشين و الذين هٌضمت حقوقهم ..
التحية و التقدير و الشكر الجزيل للاستاذ محمد عبدالله برقاوى على إنسانيته و شجاعته فى نٌصرة الحق و المظلومين . الله يوفقك استاذ محمد أينما كنت و أينما إستقريت و نفع بقلمك و علمك السودان و السودانيين , و يديك الصحة و العافية , آمييين يارب العالمين .
الاستاذ محمد عبدالله برقاوي قلم انيق عرفناه من خلال الراكوبة،، نتمنى له الصحة والعافية ليواصل عطائه البناء ،،، وربنا يرد غربة الجميع ،،، ندرك جيداً مشاعر شاعر هاجر من بلده منذ 1976 ورغم طول الفترة طويلة إلا أنه ظل ملتصقاً ببلده عبر كتاباته ولم يغب عنه ،،،،، منا وافر التحية والاحترام والتأدب أمام برقاوي ونظرائه ،،،
الأســتـاذ و الـصـحـفـي و الأديـب / محمد عبدالله برقاوي .. أجـد نـفـسـي مـن المـداومـيـن عـلـى قــراءة كـل مـقـالاتـة و مـواضـيـعـة .. و مـشـاهـدة مـشـاركـاتـه فـي الـقـنـوات الـتلـفـزيـونـيـة .
و نـعـول عـلـيـة بـأصـلاح حـال الـصــحـافـة الـسـودانـيـة بـعـد أن تـغـول عـلـيـهـا الأرزقـيـة و مـاسـحـي جـوخ الـسـلـطـان.
لك التحية والتقدير استاذنا برقاوي . متعك الله بالصحة والعافية . واشهد الله باني احد المدنين والمغرمين جدا بكل ما يسطره هذا الاديب الاريب واستهل راكوبتنا الحبيبة بمقال الاستاذ اولا ومن ثم بقية العقد الفريد من الادباء والشعراء وكتاب الاعمدة والراي .. بالتوفيق للشاعر ومزيدا من الابداع ..