​حقوق الانسان بين يدي المفوضية وقمع السلطات​

سلم ناشطون حقوقيون وساسيون مذكرة احتاجية الي المفوضية القومية لحقوق الانسان، تضمن مجموعة من الانتهاكات التي مورست من قبل السلطات الامنية ضد مواطنيين في اجزاء متفرقة من البلاد في الفترة الأخيرة ، في مقدمتها التعذيب الذي تعرض له الطبيب بمستشفي قريضة احمد محمد احمد الذي تم اقتياده من داخل المستشفى برفقة عدد من زملاءه ونفس انفاسه داخل مباني جهاز الامن بمحلية قريضة بجنوب دارفور ، واوضح تقرير الطبيب الشرعي الذي شرح جثته انه تعرض لتعذيب بشع ، بالاضافة الي استمرار توقيف الطالب نصرالدين مختار لأكثر من ستة اشهر دون توجيه تهما اليه وعدم الاذن لاسرته بالزيارة ،استمرار ايقاف ثمانية طلاب تم توقيفهم من المحطة الوسطي ببحري منذ سبتمبر الماضي على خلفية تنظيمهم مخاطبة جماهيرية بالسوق بعد مقتل ثلاث طلاب من دارفور بداخلية الجامعة الاسلامية بالفتيحاب ليلة عيد الاضحي المبارك على يد طالب يتبع للتنظيم الطلابي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ، واستمرار توقيف تسعة طلاب من جامعة بخت الرضا وجهت لهم تهم جنائية على خلفية الاحداث التي وقعت بمقرها في شهر مايو الماضي ورفض السلطات طلبات المحاميين لتقديمهم الي المحاكمة او اطلاق سراحهم بحجة البحث عن متهم اخر هارب ، كما تضمن المذكرة قضية توقيف المحاضر بجامعة القضارف كلية الاقتصاد لاكثر من اسبوع بعد اقتياده من داخل قاعة الامتحان الذي كان يراقب فيه الطلاب ، بالاضافة الي مقتل طالب بغرب دارفور في مظاهرات شهدتها مدينة الجنينة على خلفية زيادة اسعار السلع بداية الشهر الجاري ، كما تضمن الهجوم الاخير على سوق معسكر الحصاحيصا بضواحي مدينة زالنجي الذي خلف ثلاث قتلي وعشرات الجرحي ، واستمرار توقيف قادة احزاب سياسية وناشطون وصحافيون ومواطنين عزل القي القبض عليهم مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الرافضة للغلاء الطاحن الذي يضرب البلاد ، حاول افراد يرتدون زي مدني يرجع انتماءهم الي جهاز الامن اوقفوا سيارتهم بمحاذاة بوابة المفوضية التحرش بالمحتجين واغلقوا باب المفوضية في وجوههم وفرضوا دخول ثلاث اشخاص فقط لتسليم المذكرة باسم المجموعة ليدخل ثلاث اشخاص يحملون المذكرة وسط احتاج من بقية المجموعة ، ليتدخل المفوضية واسرعت رئيسة المفوضية مولانا حورية اسماعيل ونائبها الدكتور حسيب كوكو واعضاء المفوضية الاستاذة مني ابوالعزائم والاستاذ قور والاستاذ عماد وعدد من الموظفين وفتحوا الباب امام المجموعة واذنوا لهم بالدخول لتقديم المذكرة جماعيا ، اعرب المحتجون امام رئيسة المفوضية استنكارهم محاولة منعهم من الدخول وعدوه انتهاك اخر للحقوق في محيط المفوضية ، وسلموا المذكرة بطريقة حضارية جداً ، ورحبت رئيسة المفوضية بالاسلوب الذي اقدم عليه المجموعة للتعبير عن احتجاجها ، وابدت رفض المفوضية تدخل الاجهزة الامنية لاغلاق ابوابها في وجه المجموعة ، مؤكدة حرص المفوضية على تلقي الشكاوي من جميع فئات المجتمع ، ووعدت بالنظر في فحوى المذكرة والرد عليها خلال الايام المقبلة ، الملفت في الامر تدخل افراد جهاز الامن بالرغم عدم اتباع المجموعة اساليب عنف او محاولات تخريب تستدعي تدخلهم لمنع المجموعة من الدخول لجهة ان السلطة الامنية دورها يشكل رد فعل لاعمال تخريبة ترتكب في المحيط العام او الخاص وليس ابتدار الفعل وجر المواطنين الي رد فعل عنيف يقود الي مواجهة واشتباك واعتقال يتيح له ارتكاب انتهاكات حقوقية غير مبررة ، مذكرة رصينة كتبت بأسلوب جيد وتفصيل واضح في مطالبها ، شكل دفع المذكرة خطوة اضافية في سبيل التبصير بالحقوق ومساعدة المفوضية في رصد الانتهاكات ودعمها في مساعيها نحو تحسين اوضاع حقوق الانسان الذي انشئ من اجلها بتوصية من مجلس حقوق الإنسان بناءً على الميثاق الدولي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي صادق عليها حكومة السودان بجانب توقيعها على الميثاق الافريقي ، وشكل وفقا لهذه المواثيق المفوضية كجهاز رقابي لمتابعة قضايا حقوق الانسان وتوثيق الانتهاكات ومساعدتها في تحسينها بتقديم رؤي استشارية ، موقف المفوضية الحاسم تجاه محاولة منع دخول المجموعة وترحيبها بهم بعث رسالة قوية جداً من شأنها ازالة التشويش حول جدواها في ظل وجود سلطات اقوي توظفها جهاز الأمن للتنكيل والارهاب عبر قانونه ذات السلطات الكبيرة وارتكاب انتهاكات غير مبررة ، المنوال الذي تعامل به المفوضية يضعها في الطريق الصحيح في سبيل تحسين اوضاع حقوق الانسان بالبلاد.

​حيدر عبدالكريم / صحفي​

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..