أخبار السودان

جابت ليها سبابات

ساخر سبيل

الفاتح جبرا

الكاتب الصحفي الفاتح جبرا

(الأشاعرة) كما تقول كتب التاريخ (وينتسب إليهم الصحابي الجليل أبوموسى الأشعري) هم ينحدرون من قبيلة قديمة تنتسب إلى (الأشعر) وسمه (نبت بن أدد) كانت تقطن في مملكة حمير، ويقال إن سبب تسمية جدهم هذا بأشعر إنه ولد وله شعر، وقيل إنه من أول من قام بنظم الكلام ونطق بالشِعر .
وقد انتشروا في العالم بعد الفتوحات الإسلامية فمنهم من بقي في المغرب العربي وأوروبا وجنوب تركيا الحديثة والهند ولم يعرف أنهم وصلوا إلى بلاد السودان إلا قبيل (الأضحية) الماضية هذه! فقد علمنا أن (الأشعريين) قد وصلوا!

روى الألباني في السلسلة الصحيحة عن أنس بن مالك قال إن النبي قال: (يقدم عليكم غداً أقوام هم أرق قلوباً للإسلام منكم قال: فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون: غداً نلقى الأحبة محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة)، والحديث موجود في صحيح مسلم .
وما يستفاد من الحديث أن (الأشعريين) هم أرق قلوباً للإسلام ولهذا قام (القوم) بتسمية حملتهم الاستفزازية المصورة باسم (أشعريون) كناية على أنهم أرق قلباً بالمواطن المسكين المقهور!

وقد كتب العبد لله مقالاً (قبيل العيد) منتقداً هذه (الحملة) بحسبانها لا تخدم غرضاً ولا تحل ضائقة وأنها تنبع من عقول خربة أدمنت إنتاج الفشل ولا ترى أبعد من مقدمة أنفها (بالكتير)، ولم يكن يخطر ببالنا ونحن ننتقد هذه الحملة التي كان من بين بنودها توزيع (ذراع خروف) على المواطنين الذين لا يستطيعون الأضحية أن يصاحب ذلك (تصوير المواطنين والمواطنات) المتعففين والمتعففات وخلفهم لوحة (لتوثيق المسألة) وهم يستلمون ذلك (الذراع) وبث تلك الصور على الوسائط الاجتماعية عشان (الما شاف يشوف)!!

وقد كذب أحدهم (كعادتهم وكده)، وهو يبرر لتلك الصور (المؤذية) بأنها (لأفراد) الحملة وليست لمواطنين متناسياً أنه بات من السهولة بمكان (فرز) المواطن من (المسؤول) بالشكل (سااي) وبدون فحص للبروتين و(للسكريات) والكلسترول !

نعم هذه هي (القلوب الأشعرية) التي هي أرق القلوب بالإسلام وبالمسلمين تأكل أموال المواطنين بالباطل وتبيع أصول وممتلكات (البلاد) لتفقر العباد ثم إذا جاء العيد منحتهم (ذراع خروف) من مالهم (المنهوب) مع توثيق (الذل) وبث (المسكنة) في شكل صور تنتشر في الفضاء الرحيب توضح لحظة انكسار المواطن وخنوعه وانتشاء (الجماعة) وهم يرفعون سباباتهم إلى السماء في انتشاء واضح يخالف الطبيعة والسلوك البشري الذي تتلاشى فيه النشوة عن النفوس في مثل مواقف (الضعف) هذه !

هذا المقال أكتبه ليس من أجل الإشارة إلى (المن والأذى) الذي صاحب هذه المبادرة وتوجيه اللوم والعتاب، بل التعنيف لمن قاموا بهذه (المسخرة) التي ليست من سلوك المسلمين ولا من آداب السودانيين الذين يراعون مشاعر الفقراء والمعدمين، ولا لكون أن هذا يحدث في بلد كان ملئ بالـ(الزرع والضرع) قبل مجيئ القوم، ولكن سبب هذا المقال هو أولئك المسؤولون ذوي الجلاليب والعمم والشالات البيضاء المزركشة (الفي الصورة) وهم يرفعون سبابات أياديهم إلى السماء والابتسامات (الما في محلها) تعلو أوداجهم المنتفخة… فقد احتار العبدلله في معنى هذه (الحركة) واجتهد في تفسيرها دون طائل .. شنووووو يعني الزول يرفع سبابتو نحو السماء (في موقف زي ده؟) يكون المقصود شنووو؟ (مش كلام عجيب؟)!

إن ما يفقع المرارة حقاً ويصيب الإنسان بالغثيان المفضي إلى انعدام السوائل هو أن كثيراً ممن يرفعون هذه السبابات إلى السماء قد كانوا في أدنى درجات الفقر والعوز قبل أن تفتح لهم خزائن البلاد ليعيثوا فيها فساداً (ويعدموها التعريفة) وما كان المرء ليعيرهم (بتاريخهم) البائس هذا لولا أنهم أرادوا (تمثيل) دور المتصدقين المتلطفين بعامة الشعب من البسطاء والفقراء والمساكين وهم (كاتلين الجدادة وخامين بيضا)!!
كسرة:
كمان جابت ليها رفع سبابات !
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 100 واو – (ليها ثماني سنين وأربعة شهور)؟
•كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 59 واو (ليها أربع سنوات وحداشر شهر).
الجريدة

‫10 تعليقات

  1. الاستاذ / الفاتح– تحية طيبة وكل عام وانتم بخير — ربما تلاقت الفكرة أدناه مع طرحكم مع الشكر:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    راجل مرتين كضاب !
    كل عام وانتم بخير ونهنئ أنفسنا نحن مجتمع ( الراكوبة) بالنسخة القشيبة التي ارتدتها ( المفضلة ) ثوبا جديدا في نسخة صممها الفريق الصامت عن الكلام وكثير الثج طويل النجاد ولهم منا جميعا كل الأمنيات الطيبة وجعل الله هذه المجهودات في ميزان حسناتهم حيث رفعوا عمد ( الراكوبة) لتكون ( برلمان) أهل السودان في المنافي والمهاجر بصورة تدنو وتقارب برلمان شداد والمحجوب ومبارك زروق ويحي الفضلي .
    راجل مرتين كضاب كما في عنونة الأستاذ شوقي بدري – حفظه الله- تبدو الأشياء بعيدة عن بعضها البعض ولا تفهم وربط المعني لا يتأتي إلا عند نقطة النهاية والبدء في ( الكضب) عند رهبان الدير في العالم المسيحي في بلدان امريكا وغيرها هو خبر الساعة في المعمورة حيث اختفي مغتصبي الأطفال في رداء القساوسة الزاهدون عن أطماع الدنيا المهاجرون دوما إلي الله بذات فهمهم المعوج يضلون الطريق في كدهم للحاق بمتع الدنيا إرضاء لشهواتهم الشاذة وتدميرا لأطفال أبرياء وتضج القنوات باعترافات بعضهم يحكون الماسي ويحكي أحدهم كيف أخذه الراهب من الدير إلي غابة موحشه حيث انتهك عذريته وبالرغم من مرور عقود من الأزمان إلا أنها تجارب لاتنسي وجروح لا تندمل والراهب في ( كضبته) تلك ينطبق عليه مثلنا ( راجل مرتين كضاب) فهو يقطف من متع الدنيا في شذوذه ويرتدي علامة من يعرف طريق الخلاص.
    وليس بعيدا فعل ( الإخوان) عندنا في السودان يزاوجون بين متاع الدنيا ومتعها وبين هجرة إلي الله ينسونها طويلا وهم في غمرة ( اللغف) ثم يستفيقون تارة ليدعون ( الأخوان) إلي الهجرة إلي الله مجددا يتواصون في مجلس شوراهم علي مزيد من ( التمكين) لاغتصاب الذهب في ارض السودان وطبع العملات للاستحواذ علي الدولار وتجفيفه تحت أقدام من هم خارج أسوار ( الحركة) و(الأخوان) كما الرهبان يتساوون في التحاف رداء الدين وليس ذئبهم أفضل من ذئبنا ولا ثعلبهم أشد مكرا من ثعلبنا واللحاف واحد كما ( الكضب ) عينه كما المثال هنا واحد.
    ونختم بالشكر للقائمين علي ( الراكوبة) علي هذا المجهود المقدر الذي يتيح المشاركة بين عديد التأملات ليربط بين المشتبه والمتشابه من العمائم والأردية في محيطنا العالمي فالتمكين بمظهر الدين ليس حكرا علي ( الرهبان) ولا هو بدعة عند ( الأخوان) وعلينا الحذر وليكن إعلاء القيم واستخدام معيار فضائل الأخلاق تسير بين الناس لا العمائم والأردية هي التي تحكم حركة المجتمع.

  2. يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
    فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
    إذا لم تخشَ عاقبة َ الليالي ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ

  3. الدواعش هم أيضاً مشهورين برفع السبابة…….. الذابح يقول الله أكبر والمذبوح يتشهد …….. تناقض… حسبي الله ونم الوكيل

  4. استاذنا الفاتح جبرا كل سنة وانت طيب والقابلة نشوف الدنيا ماشي دغري لا اشعريون ولا تجار الدين

    ويعم الخير بلادنا ونشوف قدرة الله في أبالسة الكيزان

  5. تصحيح
    أشعريون ليس لأنهم أرق قلوبا…بل للحديث بمعناه رحم الله الاشعريون كانو اذا أخمصو جمعو ما عندهم وأقتسموه بينهم بالسوية

  6. شى عجيب وغريب
    فى السعودية يتم توزيع الطعام على الاسرة المحتاجة بطريقة جميلة تحفظ كرامة الناس حيث يتم توزيع الطعام فى عربات تشبه عرابات المطاعم التى توزع الطعام على الزباين فى البيوت حتى لا يحس الاطفال بالحرج مع اندادهم فى الحلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..