أخبار السودان

جوبا تواجه الخيار بين الحسم بالعنف أو استمرار الفوضى

ما بدأ صراعاً على السلطة بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير ونائبه السابق ريك مشار، تحول إلى مواجهة قبلية بين قبيلتي الدنكا والنوير. وكل من يشك في الطبيعة العرقية للعنف هناك، ينبغي أن يطرح أسئلة في هذا الصدد على 17 ألف لاجئ من أبناء قبيلة النوير الذين تدافعوا باحثين عن الأمان في مجمع الأمم المتحدة في جنوب السودان.

والكثير من هؤلاء الناس يعتقدون أنهم سيلقون حتفهم على يد جيرانهم من أبناء قبيلة الدنكا إذا تجاوزوا السلك الشائك المحيط بالمجمع الآن، وفي حقيقة الأمر أنهم أصبحوا على هذا النحو أسرى في بلادهم.

لماذا اندلع هذا الصراع؟ لكي تفهم ذلك، يتعين عليك التوغل عميقاً في تاريخ جنوب السودان، بل وتاريخ السودان نفسه الذي استقلت عنه جمهورية جنوب السودان في 2011، حيث يتواتر موضوع محدد، وهو أن هذا البلد لديه عادة تجاهل مشكلاته المؤلمة إلى أن تنفجر متحولة إلى صراع دموي.

وواقع الأمر، أنه كما تجاهل سياسيو السودان المشكلات الرئيسة قبل الاستقلال عن بريطانيا في عام 1956، فقد تجاهلوها أيضاً عندما حصل جنوب السودان على استقلاله عن الشمال في 2011، وهذه المشكلات المؤلمة لم تتم معالجتها قط، أو إن شئت الدقة، فهي في طريقها إلى المعالجة ببطء وبعنف.

إن السبب الأساسي في الصراع الراهن يدور حول الكيفية التي ينبغي أن يحكم بها جنوب السودان، فهل ستكون هناك مشاركة في السلطة المؤسسية بين القبائل المختلفة. هل هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع الراهن بين سيلفا كير وريك مشار؟ أم أن كير سوف يقدم على ما يتهم به خصومه ويحتكر السلطة؟.

كير ومشار ليسا سياسيين عاديين، وإنما هما رجلان عسكريان، تصلبا بفعل تجربتهما كقائدين خلال الحرب الممتدة التي خاضاها، وهما باعتبارهما كذلك، تدفعهما غريزتهما المشتركة إلى حسم النزاعات بالعنف، أو عدم حسمها على الإطلاق.

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..