أخبار السودان

عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير شهاب إبراهيم: البرهان يحاول التنصل من التزامه بترك الجيش للسلطة

شهاب إبراهيم الطيب لـ "الراكوبة": المجتمع الدولي واع بالمواقف التكتيكية للمكون العسكري الانقلابي وما يقوم به

عد المكتب التنفيذي للمجلس المركزي للحرية والتغيير خطاب البرهان أمام الجميعة العامة للأمم المتحدة خطوات لشرعنة الانقلاب ورسالة للعالم بان الزمن الممنوح للقوى السياسية انتهى.
ورأي في الوقت نفسه أن الخطاب لم يتجاوز الخطة الاستراتيجية للعسكر وهي ان يكونو موجودين في السلطة وهو ماقادهم للقيام بالاتقلاب في ال٢٥ من اكتوبر الماضي.
وبحسب عضو المكتب شهاب إبراهيم ل “الراكوبة” فان مواقف المجتمع الدولى تبنى على تماسك الجبهة الداخلية، وعلى تماسك الحراك الجماهيري باهدافه المعلنة، مؤكدا ان ثمة تشابكات في ملفات خارجية، متورط فيها كل من البرهان وحميدتي.

حوار: الراكوبة

 

بداية كيف نظرتم إلى خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وحديثه خلال اللقاءات الصحفية التي أجريت معه عن ان الجيش لن يصبر إلى ما لا نهاية؟

 

الواضح أن حديثه رسالة للمجتمع الدولي في انه يتحسب لخطوات.

بمعنى؟

بمعنى ان الدعوة لتوافق كل اهل السودان التي يطلقها، يريد من وراءها خلط جميع الأوراق بما فيها عودة النظام البائد وخلافه على اعتبار انها دعوة كل القوى المدنية، لكن الشاهد ان الثورة لديها أهداف محددة من ضمنها ان لا عودة للنظام البائد مرة أخرى.

تعني انه يعمد إلى شرعنة الانقلاب؟

نعم يريد شرعنته بحيث ان اي خطوة يمكن ان يتخذها من انتخابات مبكرة تسهل عليهم عودة النظام السابق وبقاءهم في السلطة، ولذلك انا لا أرى أن خطابه تجاوز الخطة الاستراتيجية لهم وهي ان يكونو موجودين في السلطة باي حال من الأحوال، وهذه واحدة من الأسباب التي ادت إلى انقلاب ٢٥ أكتوبر ان طيلة الفترة الانتقالية، وكل العراقيل التي يقوم بها المكون العسكري الانقلابي، هي خطوات لإعادة نظام البشير باي شكل او اخر، وذلك مما شاهدناه من عرقلة عمل لجنة إزالة التمكين، وما شاهدناه في ملف العدالة والتواطء في الملف من خلال النائب العام السابق او غيره. المكون العسكري الانقلابي كان يعمل على عرقلة الملفات المهمة للانتقال مثل ملف العدالة كما ذكرت لك والملف الاقتصادي وحتى اتفاق السلام الذي لم ينفذ منه أي شئ مثل الترتيبات الامنية، وبالتالي فان حديثه البرهان يدل على أنه يسعى لارسال رسالة للمجتمع الدولي أن الزمن الممنوح للقوى المدنية انتهى وان الجيش يفكر في إجراء الانتخابات المبكرة خصوصا اننا نشهد عودة الساقطين من النظام البائد مثل محمد طاهر ايلا وهذا يوضح إلى أي اتجاه تتجه الأمور عطفا على خطابه.

تتوقع أن يكون هناك اعتراف دولي، الان تتباين الاراء حول الزيارة، فهناك من يرى انها عودة للسودان إلى احضان المجتمع الدولي وهناك من يرى غير ذلك؟

المجتمع الدولى موقفه في الأساس يبنى على تماسك الجبهة الداخلية، وعلى تماسك الحراك الجماهيري باهدافه المعلنة، ولذلك انا لا أعتقد أن الاستراتيجيات التي بنيت لعملية التغيير في  السودان هي الآن تبدلت بحيث انها تقبل بالبرهان كامر واقع، هناك تشابكات في ملفات خارجية، متورط فيها البرهان وحميدتي.

مثل؟

مثل ملف القاعدة الروسية البحرية على البحر الأحمر واجابته على السؤال خلال اللقاء الذي أجري معه، كان من الواضح فيها ان لديهم المزيد من التشاور، هذه واحدة من الاشياء التي تخيف المجتمع الدولي و َالاقليمي وهو الموقف المرتبك من روسيا، وواضح ان البرهان يلعب على ورقة روسيا على اعتبار انها كرت ضغط على الغرب وهذه مسألة مفهومة للغربيين والمجتمع الدولي عامة، ان نظام متردد مثل هذا النظام ويحاول ان يقوم بابتزاز المجتمع الدولي فلايمكن ان يثقوا فيه باي حال من الأحوال.

على عكس ما ترى فان هناك من يعتقد ان موقف العسكر أمام المجتمع الدولي يعد اقوى من موقف القوى المدنية؟

 

وفقا لأي مؤشرات يمكن لنا أن ننبي او نؤسس لاستنتاج كبير مثل هذا

وفقا لموشر اعلان انسحابهم من العملية السياسية في البلاد واتاحة الفرصة أمام المدنيين للتحاور فيما بينهم، والى الان لم تستطيع هذه القوى التوصل لاتفاق؟

هذا موقف تكتيكي مفضوح، المجتمع الدولي ينظر إلى ان المؤسسة العسكرية عقب اختطاف قرارها من المكون العسكري هي الآن تعتبر اكبر مهدد في كونها تعتبر منفذ لعودة النطام البائد والمحاضر لتي كتشفتها المخابرات الاقليمية والدولية حول الاجتماع الذى تم في العيلفون لي علي كرتي، يعتبر جزء من الرسائل التي يفهمها المجتمع الدولي أن هناك هشاشة او على الاقل القوات المسلحة مختطف قرارها ولذلك لا يمكن أن يمثل البرهان او خلافه، أضف إلى انه ليس ثمة ضمانات لنجاح البرهان لان المجتمع الدولي غير واثق من حالة ٢٥ أكتوبر خصوصا البرهان اذا كان نجح في خلق حاضنة اجتماعية او سياسية كان الأمر من الممكن ان يمضي، لكن نحن راينا ردود الافعال الدولية وفي الاخر السفراء والمبعوثين الدوليين لا يمثلون مواقف شخصية لهم إنما يمثلون مواقف دول.
انا لا أعتقد أن الموقف التكتيكي الذي أعلنه البرهان في الرابع من يوليو كان يمثل شئ، بل بالعكس ارتد عليه لأنه خلق أرضية او اساس لتوافق كبير بين قوى ليست متناقضة إنما يجمعها هدف استراتيجي وهو الإعلان الدستوري، (والاعلان الدستوري دا الورطة الكبيرة فيه لانقلابيين انه لم يمنحهم ما كانو يبحثون عنه) وهو المجلس الأعلى للقوات المسلحة. الإعلان تحدث عن مجلس أعلى للامن والدفاع تمثل فيه الوزارات السيادية والقوات الامنية والنظامية تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء المدني، كما تحدث عن سلطة كاملة في مجلس السيادة والوزراء وبالتالي انا اعتقد انه على الارض وداخليا يحاول البرهان ان يتنصل من التزاماته التي تعهد بها في الرابع من يوليو الماضي، ولذلك الان ذهب مباشرة إلى الكرت الذي يليه وهو الانتخابات المبكرة وان الجيش لن يصبر على الامر طويلا.

انت تتحدث عن اعلان دستوري ببن قوى غير مختلفة لكن حتى الآن غير متوافقه، الا يمنح ذلك قوة للعساكر؟

مسودة الإعلان الدستوري جمعت أنصار السنة والاتحادي الأصل والشعبي وقوى الحرية والتغيير وحتى الحركات المسلحة، وأن كان مواقفهم تبعية لكنهم في الاخر اظهروا جزء من المواقف الايجابية. أنا أتحدث عن اساس لتوافق بما ان هنام قوى خارج القوى الاساسية المناهضة للانقلاب أبدت قبولها وتوقيعها على مسودة الإعلان الدستوري لأنها كانت جزء منه، وهذا الان ورط البرهان في خطابه من يوليو ليذهب بعدها للخطوة الثانية وهي الانتخابات المبكرة..لمن بدا يكون في اساس لتوافق هرب للأمام في اتجاه الانتخابات المبكرة.هذه مسألة في ظل وجود تعدد الجيوش وعدم حسم تدخل المؤسسة العسكرية في العملية السياسية فان المسألة هذه بالواضح تؤكد ان الانقلاب يذهب في إطار عودة النطام البائد بشرعية او باستخدامه للانتخابات حتى تكون غطاء بشرعية عودته وهذه مسألة مرفوضة ونحن نعتقد جازمين ان المجتمع الدولي واع بالمواقف التكتيكية للمكون العسكري الانقلابي وما يقوم به

مازلتم تعولون على المجتمع الدولي، المتحدث الرسمي بإسم الحرية والتغيير وجدي صالح تحدث عن عدم تعويلكم  على المجتمع الدولي؟

نحن نعول على أنفسنا وعلى الحركة الجماهيرية التي لم تتراجع منذ اربعة اعوام من التمسك باهدافها المعلنة.

بالنظر إلى الشارع نجد ان ثمة تراجع في الحراك الثوري، هذا من ناحية، اما من الناحية الأخرى نجد ان هناك فجوة بينكم ولجان المقاومة فهل رغم ذلك ما زلتم واثقين في قيادتكم للشارع؟

“شوفي” في بعض الأحيان التيابنات مابين لجان المقاومة والحرية والتغيير  يتم تكييفها على أن هناك ضعف، وهذا خطاب الانقلابين الذي ظل منذ توقيع الوثيقة الدستورية يلعبون عليه وظلوا يطرقون عليه باستمرار لكن حقيقة الامر ان قواعد المكونات الاساسية في الحرية والتغيير موجودة في لجان المقاومة، قيادات الحرية والتغيير وكوادرها موجودة في الفعاليات، ويتم تنسيق سواء كان معلن او غير معلن، ولذلك فان البيانات هذه ليست كما يصورها البعض حتى يعملون على زيادة الشقة مابين الحرية والتغيير والمقاومة، وكل لجان المقاومة في الولايات تعمل مع الحرية والتغيير و الذين يختزلون مواقف بعض لجان المقاومة الموجودة على مستوى الخرطوم فان هذا الامر غير صحيح.

الان وفي ظل تعقيدات المشهد ما هي الخطوة المتوقعة من قبلكم داخل المجلس المركزي للحرية والتغيير، هل مازالتم في انتظار احداث توافق ام انكم في انتظار الآلية الرباعية ام ماذا؟

نحن نعمل وفق ثلاثة آليات، ونعمل مع أشكال المقاومة المختلفة وانا أعتقد أن هناك أشياء لابد للجميع معرفتها يعني “مثلا زي اللجنة المركزية للأطباء هي جزء من تجمع المهنيين الموجود” في الحرية والتغيير وهذا جسم لصيق جدا بالثورة والثور، نحن نعمل بالاليات الجماهيرية وأساليب المقاومة، الان ما تنتطمه من إضرابات تمضي إلى عصيان مدني، هذه آلية الحركة المقاومة وهذه نعمل عليها ضمن فعاليات قد تعلن في المستقبل القريب جدا، ثانيا الضغط الدبلوماسي وهذا لم يتوقف وتعمل الحرية والتغيير من خلال لجنة الاتصال بصورة يومية في إرسال رسائل للمجتمع الدولي، ثالثا اننا نعمل وفقا لعملية سياسية وهي تعني ان نضع حد لتدخل الجيش في العملية السياسية ونقوم بتسليمه رؤيتنا السياسية حتى يقوم بتنفيذها في عملية الإصلاح للقوات المسلحة ومعالجة موضوع تعدد الجيوش في البلاد. هذه الاليات الثلاثة نحن نعمل بشكل يومي من خلال هياكل الحرية والتغيير بصورة منتظمة وتصدر فيها تصريحات للرأي العام، نحن لا نعول على شخص نحن نعول على أنفسنا، في المقام الأول وفي الأساس على ضغط الحركة الجماهيرية على الانقلاب وهو يشكل مواقف المجتمع الدولي والاقليمي، نحن لا نعول على الرباعية ولا الثلاثية و لا دولة أخرى حتى ننهي الازمة، هذه مشكلتنا نحن كسودانيين نتحمل مسؤوليتها بالكامل.

انت تتناقض في حديثك؟

كيف؟

انت تتحدث عن انكم لا تعولون على المجتمع الدولي وفي ذات الوقت تتحدثون عن الضغط الدبلوماسي وطرق أبواب السفارات؟

انا لا أتحدث عن طرق الأبواب، هذه التعابير لديها مدلولات خطيرة انا اتحدث عن ان واحدة من الاليات هي خلق عزلة للانقلاب، بحيث يتم التضييق عليه حتى يتم انهائه. نحن نشكل في مواقف الإقليم والمجتمع الدولي في عزلة الانقلاب.

 

إلا تتعارض زيارة البرهان للمملكة المتحدة ونيويورك مع خطتكم في عزل الانقلاب؟

النظام المباد كان يعمل بوزاراته و بكل ما يمكلك وكان معه دول إقليم لكنه في الاخر سقط و لم تسقط قوى الحرية والتغيير والاحزاب المكونة لها.. نحن في ظل ثلاثين عاما ظللنا نعمل على عزلة النظام.

تستجدون المجتمع الدولي؟

نحن لا نستجدي لكن نعمل على أن يكون هناك تعاون اقليمي ودولي لأنهاء الانقلاب.

إلا تتفق معي ان إنهاء الانقلاب يحتاج إلى توحد الجبهة الداخلية، وعودة الكيانات والقوى السياسية المنسلخة من الحرية والتغيير إليها على سبيل المثال الحزب الشيوعي؟

 

اتفق معك و الحزب الشيوعي لم نترك شي له حتى يعود، لانه حزب عريقي له نضاَلاته وتاريخه وارثه في النضال لكن ان ننتظره كثير (نحن عملنا كل الممكن نعملوا)

اخيرا هل ثمة تواصل بينكم وقوى التوافق الوطني؟

 

حتى وقت قريب كنا نتواصل مع الحركات المسلحة والآن التواصل انقطع منذ فترة ليس نتيجة لي مواقفنا، إنما نتيجة لي مواقفه التبعية لان جبريل ومناوي مترددين.

 

كيف؟

 

“يعني ممكن تصلي معاهم لاتفاق وبكرة يغيروه تاني”

وصلتم معهم إلى اتفاق؟

وصلنا إلى تفاهمات فيها كثير من المشتركات التي أصبحت في طور الاتفاق لكن لم يلبثوا حتى تتغير  مواقفهم بناء على مواقف البرهان.

لماذا؟

لانهم يريدون مكتسبات هشة تم تحقيقها في الفترة الماضية و لا يرديون التنازل عنها لان إنهاء عملية الانقلاب يعني إكمال عملية التغيير بما فيها المكتسبات التي حصلوا عليها منراتفاق جوبا. (واحد ما داير يغادر وزارة المالية والثاني ما عايز مغادرة إقليم دارفور)
وهذه في رائي مكتسبات هشة لا تحقق لاصحاب المصلحة على الارض اي شكل من أشكال التغيير
اللاجئين موجودين في معسكر زمزم وخلافه ويعانون في ذات المعاناة، الموت كل يوم يزداد وتنسيقة النازحين تصدر يوميا إحصائيات.

‫4 تعليقات

  1. اعتقد وهذا راى شخصي ان السيد شهاب غير مؤهل للتحدث باسم الحرية والتغيير ونقل وجهة نظرها خاصة في الاجهزة الاعلامية للركاكة في التعبير وعدم نقل الفكرة بوضوح وعدم قدرته علي الرد علي المحاور الخصم وتفنيد مايدلي به كيف يكون هذا الشخص هو المتحدث باسم الحرية والتغيير وفيها من هم اجدر منه بتولي هذا الموقع

  2. شبعنا كلام وتحليلات وتفسيرات وكلام فاااااااااااااااااااااااااارغ الحل الشارع فقط في توافق كل القوة الثورية ورجال المقاومة أسر الشهداء والأحزاب التي تقف مع الثورة بحق وحقيقة والمجتمع المدني داخلياً وخارجيا كما نطلب من الحزب الشيوعي أن يتناسى مراراته مع قحت في هذا المرحلة التي تحتاج على التضامن ويتوافقوا معاً لكنس الإنقلاب وترك المحاسبة لما بعد هزيمة الإنقلابيين !!!

  3. “أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدَعها: من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر”. وكلهن للاسف اجتمعن فيه

  4. عيب الحرية والتغيير انها لا تريد الاعتراف بضعفها في هذه الفترة بصورة تجعلها تغير من تكتيكاتها وتلتف حول بعض ثوابتها من أجل اللحاق بالقطار قبل أن يغادر محطتها واظنه على وشك.. للأسف اضعنا فرصة تاريخية لتأسيس نظام ديموقراطي مبنى على العدالة والشفافية بسبب أصحاب الايدولوجيات والغباين والمصالح الحزبية والشخصية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..