نهضة تونس ..هزيمة بطعم الانتصار !!!

النخب في اي دولة هي التي تقود الدولة والنخب هي مناط التكليف بقيادة الدولة وعلي مدي قدرة تلك النخب وكسبها في العمل والفكر تاتي النتائج سلبا وايجابا ومن هنا نقول ان النخب التونسية هي من اكثر النخب العربية استفادة من تجربتها الطويلة بالصبر بالنفس العلمي والفكري ثم الي متطلبات الواقع والياته مع انفتاح كبير علي سعة العالم وغني عن القول ان الحكم البورقيبي علي طوله اعطي المجتمع التونسي سمات بارزه اولها مدنية الحكم رغم عديد التحفظات عليه وثانيها قومية القوات المسلحة وبقية القوات النظامية من الصراع علي السلطه وشاركته الفكرة المعارضه التونسية هذه الاشياء اكسبت المجتمع المدني حرية الفكر والعمل وهذا انعكس علي احزاب المعارضة في معارضتها للحزب الحاكم من بورقيبه الي بن علي معارضة مدنية رغم التضييق والمعاناة الشديدة وهذه ايضا ولدت الصبر لدي المعارضة ولم تلجأ لاساليب عنيفه تهز الدولة وتهدد الاستقرار الذي سيطالهم بصورة قاسية وقدمت المعارضة في ذلك تضحيات كبيرة لكنها تراكمية وهذا التراكم ساهم في تطور الفكر والاليات هذه الاشياء كلها ساهمت في نضج المعارضة والمجتمع في مدنية العمل ساعدهما قطعا في ذلك استقرار الحكم علي علاته وقومية ووطنية القوات النظامية وابتعادها من الصراع علي السلطة كل هذا التاريخ بلور فكرة مركزية لدي كل الاحزاب ان لاعودة للشمولية ولا تفريط في الديمقراطية وهذا ما اكسب الصراع الروح الوطنية الاهم من النظرة الضيقه وهذا بالضبط ما قاله راشد الغنوشي حينما كسب الاغلبيه المطلقه للحكم كيف انه تماهي مع بقية الاحزاب متنازلا عن مراكز عليا كانت من حقه وفي متناول حزبه فرد بفكر استراتيجي بعيد النظر وبنور بصيرة التجربه قائلا :ـ
اولا :ـ لا نريد عودة حكم الحزب الواحد حتي لو جاءت عبر الانتخابات ومن ثم لا نريد عودة الشمولية باي صورة من الصور!!!
ثانيا:ـ سيولة الوضع السياسي تحتم علينا الاتفاق مع بقية الاحزاب من اجل سلامة الوطن واستدامة الديمقراطية !!!
ثالثا :ـ حالة الاقتصاد والمجتمع تحتم علينا ان نتكامل في تحمل المسئولية لنتجاوز مرحلة الخطر في ظل ظروف شديدة التعقيد من حولنا تلقي باثارها علينا بصورة مباشرة وغير مباشرة مما يهدد التجربة الوليدة !!!
رابعا :ـ لا يمكن لحزب واحد مهما كانت امكانياته في ظل ظروفنا ان يتحمل وزر التجربه مما ينعكس سلبا علي الدولة اولا والحزب ثانيا !!!
لكل هذه الاسباب تقاسموا السلطه في التجربه الوليده بفكر ووعي لان حزب النهضة علي قمته وفي اجهزته مفكرون لا ناشطون والفرق كبير جدا (هذا هو الفرق بين الترابي والغنوشي ) الترابي اراد الاحتكار عبر الناشطين (ديوك العدة ) والغنوشي اراد الفكر والانفتاح لتجربته لتستفيد في مقبل ايامها ومستقبلها لذلك جاءت تجربة فاشلة فشلا ذريعا بالناشطين وجاءت تجربة تونس الصغيرة ارضا وسكانا والكبيرة فكرا راشده رشد مكوناتها واكبر دليل علي ذلك ما قاله علي العريض الامين للنهضة قبل الانتخابات عن امنياته لحزبه هو يتمكن حزبه من التطور ليصبح مثل الاحزاب المسيحية في الدول الاسكندنافيه لانها حققت مطلوبات الحياة للشعوب وهي الحرية والتنمية والعداله الاجتماعية في حين فشلت الدول الغربية الاخري في تحقيق العدالة الاجتماعية ولو قال هذا في السودان لقيل له (كافر )او خرج عن الامه !!!
وزادت النهضة وما زالت علي موقفها قبل الانتخابات وبعدها بان ليس لديها مرشح لرئاسة الجمهورية وانها مع اتفاق مع بقية الاحزاب علي شخصية توافقية وهذا يؤكد ثباتها في حين تري عندنا بنتائج انتخابات مخجوجه كيف سيطر القوم علي مفاصل الدولة حتي وصلنا الحالقه وهذا هو الفرق بين الفكر المدني والفكر البدوي القروي الرعوي الذي يتبعه ساستنا !!!
اما الذين ينظرون لنتائج الانتخابات التونسية بمنظار الكسب والخسارة العددية هؤلاء ينظرون للكم ولا ينظرون الي الكيف وينظرون الي السلطة كمبتغي وحسب دون انتاج وينظرون تحت ارجلهم وبحدود ارنبة انوفهم فقط ويتجاهلون امر المستقبل ولكن بالنظر لتلك النتائج لها علي عدة فوائد منها :ـ
1/ مدي وعي الناخب التونسي وقراءة احواله وتوجيه البوصلة لمصلحة مصالحه في الحياة وليس بالبصم للزعماء دون وعي سواء بالاعجاب او الطائفه!!!
2/ترسيخ التجربه ونضجها علي نار التداول كما تتداول الايام !!!
3/التاكيد علي حالة الاجماع علي رئيس توافقي للجمهورية كمبدأ لدرء مفاسد الاختلاف ولتوحيد الامه حول رمز متفق عليه وافشاء روح الوفاق بين مختلف الاحزاب من اجل الوطن وقد اصدوا بيانا في ذلك تاكيدا لهذا الوفاق الوطني الذي الدرع الحقيقي لوقاية الوطن واستقراره!!!
4/ نتائج الانتخابات تعني الاحزاب ولا تعني الوطن في شئ بمعني كل حزب يراجع كسبه ويدرس اسباب كسبه او خسارته وكيفية تجاوزها في المرات القادمة طالما استمر التداول بهذا الهدوء والوفاق لتصبح ساحة التنافس للاكثر فكرا وعملا واليات واضحة وليس عملا في الظلام وهذا مما يعز التجربه ويجعل منها منارة يشار الهيا بالبنان وتستحق الدراسة لسبر اغوارها كفكر ينفع البشرية جمعاء !!!
ومن هنا نقول خسارة حزب النهضة وحلوله بالمركز الثاني ومباركة الحزب للحزب الفائز بالمركز الاول هو دليل وعي وعافية للتجربه ويرسخ من مفاهيم لا تنضج الا علي نار هادئه في وطن مستقر يحرسة الوفاق وبذلك يكون حزب النهضة قدم درسا بليغا في كيفية العمل السياسي بافق واسع وخيال خصب منطلقا من فكرته الاسلامية العميقه والتي تسع كل الافكار وتتماهي معها في كل تجلياتها من اجل حياة طيبه لشعبها وحياة الدين من حياة الشعوب والا لما هاجر النبي الكريم صلوات وربي وسلامه عليه للمدينة ليؤسس دولة الااسلام علي المواطنه في مجتمع اثني يفوق الوصف ليؤكد حقيقة ان الاسلام لمن يفكر انه دولة ودين ولكن لمن تقرع الاجراس في الهوس والفشل السوداني في حين تجربة تونس ستكون في مصاف تجربة ماليزيا برئيسها المسلم ومؤسسها مهاتير محمد وتجربة تركيا محلا وحقلا للدرس والافادة للاجيال والمستقبل وتجربتنا للنسيان !!!
تجربة حزب النهضة تونس هزيمة بطعم الانتصار للوطن والشعب وهل هناك اي انتصار ارجي من ذلك وانفع !!!
[email][email protected][/email]
كلامك صحيح الغنوشي أحسن من الترابي عرف كيف ينحني للعاصفة ولكن لا يعفي الغنوشي من المتاجرة بالدين ولوكان الغنوشي من الذين يؤمنون بالتقدم لما تبنى أي حزب ديني. فقد ساهم الغنوشي في مسألة الأستقطاب الحاد في المنطقة العربية في خلال الأربعة عقود الأخيرة وهو الصراع ما بين الحداثة والأصالة وغيرها من المفاهيم التي أقعدت المجتمع العربي والإسلامي كل هذه المدة الطويلة. واليوم خطابهم الأسلامي قد أفرز داعش وهي أقبح وأقذر مافي عقل الإسلاميين.
المهم الغنوشي جنب بلاده شر الحروب الأهلية ولكن في المستقبل عندما ينجلي الأفق سوف يصبح الغنوشي واحد من المدانيين بسبب إصرارهم إرجاع عقارب الزمن الى الوراء بسبب طرح الخطاب الديي وحتى المعتدل منه قد أدى الي تأخر الأمه العربية والإسلامية. مايحتاجه المجتمع للدين لا يتعدى توطيح ملامح أمة ثم العبادة التي تجعل الفرد يحترم الآخر المختلف ويحترم الأقليات والإيمان الكامل بميثاق حقوق الإنسان.
السلفية تريد شيء واحد و هو التمكين…و بعد التمكين: فكّ حقد السنين على شعب تحت حكمهم. السنين تشهد: يريد السلفي أن يقتل و يذبح و يذّل و يضحك و يصرخ لأنه يستمتع و يجد الراحة في دلك، فهو كائن ضعيف و متوحّش و يعلم القوة حينما يتذوق بجزمتها.
و لا جدوى في أن ننكر دروس التأريخ: تاجر الدين داعي بدولة إسلامية **دون إستثناء**، و آتيني بإستثناء واحد فقط.
فلتحيا تونس و ليحيا حكم عقلاء!
للاخوه لائق خان وحمو (حين قلت هزيمة بطعم الانتصار )لم اقصد تصوير الهزيمة فرح لكنه فرح لي بانها ارتضت اللعبة الديمقراطية والتداول وانها بذلك ضربت المثل للباقين بان يحيوا سنتي التدافع والتداول علي الوفاق من اجل الوطن وليس الحزب ولا انكر تاريخ الغنوشي مطلقا ولكن العبرة بالخواتيم وتحكيم حكمة التجربة ومخاضها العسير فازت النهضة في المرة السابقه ولم افرح لانني لست طفلا وكان هذا همي يوم ان قال لي اعضاء الجبهة للانتماء لهم وانهم قادمون عام 1989 سالتهم سؤالين الاول هل سالتم انفسكم كيف يحكم الاسلام السودان ؟؟؟والثاني باي وسيلة ستاتون للحكم ؟؟؟فامتنعوا فامنعت رغم الا غراء بالوزارة والامارة فالمسالة عندي مسالةو وطن وليس مجد شخصي ولكن بفكر فقط المهم ارتضاء قواعد اللعبة السياسة حتي لو بتكتيك بعيدا عن العنف السياسة ليست مباريات في كرة القدم هذا هو الفرق بين النخب في تونس واللسودان !!!
للاخوه لائق خان وحمو (حين قلت هزيمة بطعم الانتصار )لم اقصد تصوير الهزيمة فرح لكنه فرح لي بانها ارتضت اللعبة الديمقراطية والتداول وانها بذلك ضربت المثل للباقين بان يحيوا سنتي التدافع والتداول علي الوفاق من اجل الوطن وليس الحزب ولا انكر تاريخ الغنوشي مطلقا ولكن العبرة بالخواتيم وتحكيم حكمة التجربة ومخاضها العسير فازت النهضة في المرة السابقه ولم افرح لانني لست طفلا وكان هذا همي يوم ان قال لي اعضاء الجبهة للانتماء لهم وانهم قادمون عام 1989 سالتهم سؤالين الاول هل سالتم انفسكم كيف يحكم الاسلام السودان ؟؟؟والثاني باي وسيلة ستاتون للحكم ؟؟؟فامتنعوا فامنعت رغم الا غراء بالوزارة والامارة فالمسالة عندي مسالةو وطن وليس مجد شخصي ولكن بفكر فقط المهم ارتضاء قواعد اللعبة السياسة حتي لو بتكتيك بعيدا عن العنف السياسة ليست مباريات في كرة القدم هذا هو الفرق بين النخب في تونس واللسودان !!!