الثورة المهدية على طريقة لينين

في معرض البحث عن أسباب قيام الثورة المهدية قي زمانها ومكانها أثار المؤرخ ب م هولت، مؤلف “الدولة المهدية” وأول من صنف وثائق تلك الدولة، سؤالاً استوجب إعادة النظر في التناول التقليدي لتلك الأسباب مذ جاء بها نعوم شقير في كتابه “تاريخ وجغرافية السودان”. وكانت تلك الأسباب هي:
1-حملات الدفتردار الانتقامية بعد مقتل إسماعيل باشا ابن الخديوي محمد على على يد المك نمر.
2-حملات قمع تجارة الرقيق التي ولدت طبقة من النخاسة الساخطين.
3-حظوة الختمية والشايقية عند الحكام دون غيرهم.
وجديد هولت هنا أنه قال إن تلك الأسباب مظاهر قهر وسوء إدارة اتصف بها النظام التركي منذ حلوله السودان واحتملها السودانيون. وسأل: لماذا اندلعت الثورة في عام 1881؟ لماذا لم تندلع في وقت أسبق؟ لماذا ضاق السودانيون ذرعاً بذلك النظام في ذلك الوقت (1881) بالذات؟
السخط على نظام والتبرم من هوله لا يصنعا ثورة في زمانها ومكانها في رأي هولت. فالحركة الثورية في نظره تتوافر لها عناصر النجاح وآفاق النصر حين يواكب مثل ذلك السخط العام، الناجم عن مظالم محددة، الشعور بضعف مادي في النظام القائم يجعل من العسير عليه قمع الثورة إبان نشوبها، وأن يتوافر أيضاً جيش ثوري (ليس بالضروة عسكرياً إلا كملحق لنهوض جماهيري) على استعداد لاستعمال العنف في سبيل هدفه. ومن جانب آخر وجوب قيادة ثورية تنفذ من السخط والبرم لتبشر بنظام سياسي واجتماعي جاذب.
وفصّلت في كتابي “الصراع بين المهدي والعلماء” كيف طابقت المهدية شروط هولت للثورة الناجحة. فالسخط وحده لا يكفي وقد يمتد إلى آجال وطاقة احتمال الناس له مطاطية. الفيصل في الثورة نهوض جماهيري بقيادة ملهمة في شرط تضعضع ساحق للطبقة الحكمة. فمن أراد الرجوع إليه كفانا كتابة فصولنا عن المهدية بعد 40 عاماً من نشأته أول مرة في فصل شرف للتاريخ بجامعة الخرطوم
ورأي هولت عن الثورة مطابق للينينية من جهتين:
1-إن الثورة تقع في وضع أزمة ثورية تتسم بفشل النظام القديم في الاستمرار في الحكم ورفض الجماهير أن تستمر محكومة به.
2-وصاغ لينين منعطف الأزمة الثورية في رسالته للجنة المركزية لحزبه (1917). وطلب فيها منها أن تتعامل مع الثورة القائمة آنذاك كفن كما قال بذلك ماركس. وقال بأن الثورة لا تقوم على حزب ما بل على الطبقة التقدمية التي استكملت أسباب النهوض بها. فعلامة الثورة هي النهوض الجماهيري. وتقع في لحظة يكون فيها نشاط القوى التقدمية في المجتمع في أعلى درجاته في حين يكون اضطراب الطبقة الحاكمة في الدرك.
وأذكر أننا تداولنا في الحزب الشيوعي نظرة لينين للانتفاضة في الحوار الواسع الذي ضرب الحزب والمجتمع عن مايو 1969: هل هي ثورة أم انقلاب؟ ومن بين الوثائق التي تداولناها بفضل موقف أستاذنا عبد الخالق محجوب، الذي رأى الواقعة انقلاباً لا ثورة، رسالة لينين المذكورة عن شروط الانتفاضة [url]https://www.marxists.org/archive/lenin/works/1917/sep/13.htm[/url]).
وفها تفريق بين البلانكية (منسوبة إلى ثوري اسمه بلانك) والماركسية. فالبلانكية تدعو إلى الثورة عن طريق جماعة طليعية تلحق بها الجماهير بعد ذلك. وهذا خلاف عن رأي الماركسية. وأصل الماركسية في الانتفاضة أن الثورة فن إدارة التغيير وليست مؤامرة محسنين للجماهير تدبر بليل.
وتعلمنا من جدل الستينات وأوائل السبعينات كثيراً صرنا بفضله ماركسيين لا بلانكيين. والحمد لله على اليقين.
[email][email protected][/email]




أود أن أعرج بك إلى الخبر الذي أوردته وسائل إعلام الحكومة بأنك قد حاضرت جماعة صفوية من أهل السلطة عن المثقف و الحداثة. لقد آلمني الخبر، سيما أنك كنت تحاضرهم أثناء إضراب الأطباء ! هل بلغ بك الapathy ذلك الحد؟
أود أن أعرج بك إلى الخبر الذي أوردته وسائل إعلام الحكومة بأنك قد حاضرت جماعة صفوية من أهل السلطة عن المثقف و الحداثة. لقد آلمني الخبر، سيما أنك كنت تحاضرهم أثناء إضراب الأطباء ! هل بلغ بك الapathy ذلك الحد؟