
هناك فيديو منتشر هذه الأيام يبرر بطريقة حقيرة المجازر التي ارتكبت في الجنينة ولاية غرب دارفور ، صاحب هذا الفديو يحاول بيأس كبير تغطية جرائم الجنجويد و الكيزان الممتدة منذ اكثر من عقدين من الزمان و الانعدام التام لدور الحكومة. في سرده لما حصل في الجنينة روي ان هناك بائعة شاي طلب منها احد ابناء المساليت القهوة و بعده طلب احد أفراد القبائل العربية الشاي ولان الشاي أسهل ولا يتطلب مجهود قامت ست الشاي بتقديم الشاي اولاً من هناك اعترض الذي طلب القهوة علي انه هو الاول ويجب تقديم قهوته اولاً.
إذا افترضنا جدلًا ان هذه الرواية صحيحة هناك ملايين الأسئلة التي يجب ان تطرح ، لماذا لم يقدمو شكوي للجهات المختصة ويلجؤون للقانون؟ لماذا يتم حرق معسكر النازحين برمته وقتل العشرات من الأبرياء؟ لماذ الجنجويد يمتلكون كل هذه الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي مع انه سيارات الدفع الرباعي ممنوعة منعاً باتا للمواطنين في ولاية غرب دارفور. وبماذا نفسر عدم تدخل الحكومة والأجهزة المسؤولة عن حفظ الأمن بالولاية؟ ولماذا سلب ونهب ممتلكات المواطنين في الأحياء؟ ولماذ ولماذا؟ إذا كان يجب علي اي إنسان أخذ قصاصة بيده فان الجنجويد في الثلاث اشهر الفائتة فقط قتلو عشرات من الأبرياء منهم:
النازح عيسي ابكر ابراهيم من قرية مسمجي تابع لمحلية هبيلا بتاريخ نوفمبر ٢٤/٢٠١٩
هيثم جعفر محمد عمر ٢٢سنة نازح من معسكر هبيلا
و النازح شيخ الدين ادم من قرية شفي تابع لمحلية كرينك بتاريخ ديسمبر ٦/٢٠١٩ وجرح ٣ إفراد
وقبل وقوع الإبادة الجمعية الأخير بيوم تم ضرب امرأة نازحة من معسكر سيسي للنازحين، وجلد ٤ اطفال ولا يزال المجرمين طلقاء يسرحون ويمرحون؟ كل هذه الجرائم وغيرها حدثت ومازالت تحدث لكن لم يأخذ احد ثأره بيده مع العلم ان الحكومة لن تفعل شيء أيضاً.
أين العدل أين الإنسانية أين الخجل يا جنجويد ويا حكومة ويا مضللي الإعلام؟
ولان هذه المجزرة ليست مجرد صدفة أو قبلية كما يروج لها المأجورين هذه جريمة مكتملة الأركان. قبل أيام من وقوع المجزرة تم تجريد ابناء المساليت المنسوبين للجيش من أسلحتهم، هذا يوضح ان هذه المجزرة مدبره ومخطط لها من قبل مليشيات الجنجويد
(الدعم السريع) و نظام الحكم البائد الذي مازال يحكم جميع اجهزة الولاية. ما حدث في الجنينة هو ليس بشيء جديد، هذه المجازر تعتبر روتينية تحدث بين الحينة والأخرى و في مناطق مختلفة من دارفور.
الجديد هذه المره ان المجزرة شاهدها جميع السودانيين. حاليًا الغرض من هذه المجازر هو زعزعة الأمن وإجبار القبائل لحمل السلاح للدفاع عن انفسهم ومن ثم عودة العسكريين بصورة كاملة للحكم. لذلك يجب حل حكومة الكيزان من حكم ولاية غرب دارفور وتجريد الجنجويد تجريد كامل من الأسلحة والمعدات العسكرية التي يمتلكونها، وتقديم أي مرتكب جريمة للعدالة. الشئ الذي يدفع الجنجويد لارتكاب الجرائم باستمرار هو عدم وجود للعدالة و امتلاكهم للسلاح
الأحاديث والروايات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي كلها مجاف للواقع أريد بها ضعاف النفوس الذين باعو ضميرهم بأرخص ثمن تزيف الحقائق ، هؤلاء المأجورين هم دمرو ثورات دارفور والسودان اجمع.
القاري للواقع يلاحظ ان هنالك خيوط كثيرة لو تم ربطها سوف يكشف حقيقة ما يجري في دارفور عامة والاحداث الاخيرة في دارمساليت بصفة خاصة.
هاشم محمد زكريا
طيب أنت قلت أن “الأحاديث والروايات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي كلها مجافية للواقع”، كان يجدر بك أن تحدثنا عن الرواية الصحيحة وتشرحها للناس حتى يقف الناس على الحقيقة، وبدون توضيح للرواية الحقيقية، تظل هذه الروايات والاحاديث المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي هي المسلم بها.