دار النعيم.. حين يكون الجحيم مكاناً للدراسة

كسلا – سمر سليمان
حاذر من أن تخدعك الأسماء المكتوبة في السجلات الرسمية للحكومة، أو تلك المكتوبة في أضابير وزارة التربية والتعليم في ولاية كسلا، وفي حاضرتها المدينة المتبوعة بتوصيف كسلا (الخضراء).
أنت الآن في حي برنو، الحي الذي يكتسب عراقته من أنه تم تخطيطه بوساطة سلطة الاستعمار الإنجليزي. حاذر مرة أخرى أن يرجع بك الحنين لأيام كانت فيها المدارس أفضل ما تكون، في المرة الثالثة حاذر من أن تسقط على رأسك أكوام (الزنك) المتناثرة. عادي أن يعلق بك الغبار المنبعث من الحصائر التي لا تقي الصغيرات لفحات البرد ولا لسعات الشمس الحارقة.
مدرسة دار النعيم الأساسية للبنات في مدينة كسلا، ألم أقل حاذر من أن تخدعك الأسماء؟ هنا الجحيم كما تراه العين، هنا أيضاً المعاناة (ليها ضل)؛ ظل الرواكيب هو فقط ما تتحصل عليه طالبات الصف الأول والثاني والثالث في المدرسة، ثمة رواكيب صغيرة ترافقها أحلام تريد أن تصبح أكبر من مدن، قد تصاب بالدهشة لو أنهم أخبروك أن في هذه المدرسة تخرجت طبيبات وصيدلانيات ومعلمات ومهندسات وقانونيات.
لكن الأجيال التي مضت لحال سبيل تفوقها، لم تترك للجالسات وسط معلماتهن هناك سوى المعاناة التي تتوالد مع بزوغ كل فجر جديد، معاناة دفعت برئيس اللجنة الشعبية بالحي محمد رمضان، لأن يمد لسانه بالمناشدة (أن أعيدوها سيرتها الأولى) وامنحوا هؤلاء الصغيرات مبرراً للاستمرار في التعليم من أجل المستقبل الوطني.
أولئك الصغيرات يبدأن صباحهن بالنشيد (نحن جند الله جند الوطن) سادتي، إن لم تكن من ثمة طريقة لسواد سبورة يكتب فيها ألف المد، رجاء امنحوا الراية مكاناً لتسمو فيه
اليوم التالي
مدرسة دار النعيم من المدارس العريقة في مدينة كسلا – وتألمت كثيرا لما ال اليه حال المدرسة وهي من المدارس الجديدة بالمقارنة بالمدارس الموجودة في المنطقة الشمالية للمدينة وهي على بعد امتار من قلب المدينة – وانا أحمل المسئولية الاساسية لاهالي المنطقة والاباء وحسب خبرتي البسيطة المدرسة يحركها مجلس الاباء بالذهاب الى المؤسسات الحكومية والجهات الخيرية وأهل الخير ( كثر ) في هذه المدينة العظيمة – ولو ناس المنطقة أو الحي ينتظرون ادارة التعليم فسوف ينتظرون كثيرا وما أصبح حال المدرسة بهذه الحالة المذرية ( فاقد الشيء لايعطيه ) – وعليه وهنالك مدارس في اقاصي المدينة وحالها أحسن بكثير من مدرسة دار النعيم .
وعليه أناشد أهالي المنطقة والحي أن يتحركوا سريعا وخاصة ,ان الخريف على الابواب – ويمكن القيام بحلول اسعافية حاليا ، ثم التفكير في خطوات أخرى مستقبلا .
ولماذا لا يمكن عرض مشكلة المدرسة على صندوق دعم الشرق وخاصة أن المدرسة يدرس بها ابناء المنطقة من كل صوب وحدب وليست قاصرة على حي البرنو والبرقو فهنالك حي بيرياي المجاور وحي الحلنقة العريق .
ومجالس الاباء هي التي العمود الفقري للاشراف المباشر على المدارس وتهيئة المدارس وترغيب التلاميذ والمعلمين للعمل فيها – والمدرسة موقعها اتراتيجي يمكن الاستفادة من مساحتها في بناء دكاكين وفرن ومحلات تجارية – والى الامام دوما مدرارس دار النعيم ومدرسة بيرياي وامبايت ومدارس الحلنقة جميعا . والله الموفق .
يا أهلنا يجب أن نتعاون لتأهيل المدرسة بالمستوى المطلوب – نعتبره بداية لمشروع شامل يبدأ بدار النعيم إلى اخر مدرسة فى كسلا – يجب أن نحول الجحيم إلى نعيم
الرشيد محمود حمزة
هذه ليست المدرسة الوحيدة بالمدينة التي تعاني البؤس والشقاء فحال البيئة المدرسية في كثير من مدارس الاساس
يدعو للشفقة ومبعث للحزن رايت بام عيني طلاب الصف الاول ياحد المدارس يتنقلون من ظل جدار الى ظل شجرة لانعدام حتى راكوبة يستظلون بها ام الاجلاس والاكتظاظ داخل الفصول فحدث ولا حرج هل تصدق ان عدد الطلاب في بعض الفصول قد يتجاوز 90 طالبا في الفصل اما ام الكوارث طالب في الصف السادس او السابع لا يعرف المهارات الاساسية في العربي والحساب الخاصة بالصف الاول والثاني اللهم لا نسالك رد القدر ولكن اللطف فيه