كضباع .. سيأكل بعضهم بعضا

كضباع .. سيأكل بعضهم بعضا

شريفة شرف الدين
[email protected]

تقول جدتي (مافي لسانا ما عضاه سن) و مغزى قولها أنه رغم التناغم و الإنسجام و التلازم بين اللسان و الأسنان إلا أنهما يصطدمان و لو مرة في العمر عندما يقع اللسان فريسة عضة مفاجئة و قطعا عزيزي القارئ فرضية جدتي فرضية شاملة لا تعرف الإستثناءات على الأقل في الإطار الحقيقي الصريح.

الضباع مشهود عليها بخبثها و إنفرادها بأكل ضحاياها حية و مع أنها تعمل في اتساق جماعي لقبض فرائسها لكنها لا تترد في أكل بني جنسها إذا سالت الدماء من أحدها .. هذا المبدأ هو الذي عوى به نافع يوم أن قال (الخارج من المؤتمر الوطني هالك) لذا تراهم مقيدين بسلاسل و أغلال التهديد جريحهم مأكول لا محالة.

إن المعية الزائفة لأعضاء المؤتمر الوطني التي يزعمون بالباطل أنها قائمة على المؤسسية من أجل التأصيل و إرساء قواعد الشريعة الإسلامية ما هي إلا فرية ثبت زيفها بجلاء يستحيل معه الإخفاء ..

الحقيقة الأولى أنهم يأتمرون بأمر خمسة و الآخرون مغيبون تماما و الحقيقة الثانية إنهم ارتكزوا على مبدأ التمكين الدنيوي المادي لكن التحزب الذي لا يقوم إلا على المصلحة شجرة خبيثة ما لها من قرار و نهايتها بنهاية المصلحة تماما كالبئر التي ما إن تجف عيونها تصير معطلة و تـُهجر إلى غيرها.
الساكت من أعضاء المؤتمر الوطني على كل هذه التجاوزات لا يخرج إلا من إحتمال أنه منتفع راض أو مهدد بقطع المنفعة عنه و أكيد أنهم تمرسوا على أخذ ضمانة سمها (ضد الإفشاء) و الخروج عليهم و هذا ما يفسر أنهم غير قادرين على محاكمة بعضهم لأن الكل يملك ورقة رابحة ضد الآخر.. جل ما يستطيعه رئيسهم الصوري هو إعفاء الفاسد مثلما حدث للصافي جعفر و لمدير الحج السابق و من قبلهما عبدالرحيم محمد حسين لما سارت الركبان بفسادهم يتكلمون. بل وصلت (قوة العين) أن يصرح رئيسهم الصوري و على الملأ أنه لا فاسدين بينهم و أنهم أطهار عفيفي اليد ليبرر غياب المسآءلة القانونية و بطلان إبراء الذمة التي نادى بها.

هناك كتاب (و شهد شاهد من أهلها).. ترقبوه .. بلسانهم يرصد أعمالهم .. يعريهم تماما و قريبا سنلقمهم به ..