ردود فعل ضد دعوات بوضع جنوب السودان تحت وصاية الأمم المتحدة

رفضت حكومة جنوب السودان، رفضاً قاطعاً الدعوات المتصاعدة لوضع البلاد تحت وصاية الأمم المتحدة، بدعوى أن ذلك يقلل من استقلال وسيادة الدولة.
ودعا ذلك وزير خارجية جنوب السودان “برنابا ماريال بنيامين” إلى التصريح لصحيفة “سودان تريبيون” بأنه لا داع لوضع البلاد تحت الوصاية في ظل وجود قيادة وإرادة سياسية قوية لإدارة شؤون البلاد بشكل صحيح، وهذه الدعوات من شأنها تقويض سيادة الدولة، جاء ذلك بعدما أشار العديد من السياسيين البارزين والكتاب المختصين في الشؤون السياسية إلى أهمية أنهاء الأزمة في جنوب السودان عن طريق وضع وصاية عليها من الأمم المتحدة لفترة زمنية، لكي تدرك الدولة الوليدة معنى الديمقراطية وكيفية إدارة البلاد.
وكان قد كتب نائب وزير الخارجية الأمريكية السابق هيرمان كوهين – في مقال افتتاحي له – أنه يجب وضع جنوب السودان تحت وصاية الأمم المتحدة من أجل المساعدة في تنمية الحكم الذاتي للبلاد، لأن الحزب الحاكم لا يملك القدرة على إدارة البلاد في ظل عدم وجود البنية التحتية والتعليم والاستثمار والمؤسسات، وأضاف أنه سيكون من العار إذا انتهت محادثات السلام الحالية بتقسيم الثروة النفطية بين أطراف الصراع وحرمان الشعب منها، لذا يجب أن تتبع هذه المحادثات بتفويض مجلس الأمن للأمم المتحدة بإدارة البلاد مثلما حدث في الكونغو عام 1960.
وأشار الأستاذ بجامعة ولاية أريزونا “باسكال زخاري” – في مقال جريدة نيويورك تايمز – إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها السلطة المعنوية والتكتيكية لإدارة جنوب السودان لعدة سنوات، من أجل بناء ثقافة سياسية من شأنها تحقيق الاستقرار في البلاد، وعلق كذلك رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان “ماجوك رونديال”، على ما طرح من آراء قائلاً: “إننا طالما نتعاون مع المجتمع الدولي فلا داع للحديث عن الوصاية، كما أن من يتحدثون عن هذا الشأن يجهلون القواعد والقوانين الدولية”، وأشار إلى أنه ذاهب إلى أوغندا ليشكر حكومتها وبرلمانها على مساعدة حكومة جنوب السودان في حربها ضد المتمردين.
واتهم المتحدث باسم جمعية رجال أعمال جنوب السودان، الأمم المتحدة بالكيل بمكيالين والتعاون مع المتمردين على حساب الحكومة الشرعية، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على المتمردين لوقف القتال، قائلاً إن الحكومة مستعدة للدخول في عملية حوار تهدف إلى تنفيذ مبادرة السلام المقدمة من الهيئة الحكومية الدولية للتنمية.
وقال مارك نيبوك، نائب رئيس المجلس التشريعي الوطني في جنوب السودان، إن الدعوات إلى وضع البلاد تحت الوصاية تهدف إلى تفكيك دولة جديدة تقوم على أسس قبلية من أجل تحقيق مصالح الدول الغربية.
وكالات