دولة جنوب السودان يمكن للأفكار أن تبدد أشباح الفشل

خيبة أمل كبيرة يعيشها أصدقاء جنوب السودان وكل الذين إحتفوا بميلاد الدولة الجديدة.والبسبب هوالإقتتال الذي يدور هنالك. دولة جنوب السودان أحدث مولود في الأسرة الدولية. هذه البداية يفترض أن تمنحها فرصة ممتازة لتاسيس دولة حديثة تستفيد من كل التجارب التي سبقتها .تبدأ من حيث تقف الدول الأخرى. تتلمس الإيجابي وتستفيد منه وتتفادي السلبي.
يمكن الإفادة من المثال الجنوب أفريقي و تجربة حزب الANC . جنوب أفريقيا تشكل نموذج ناجح .فرغم ان الشعب يتكون من خلفيات مختلفة وثقافات مغايرة وأفكار متضاربة . لكن كل الجنوب أفريقيون متفقون على السلام والمساواة والديمقراطية والعدالة والتنمية.
هذه التجربة الرائدة قامت على الحكمة البالغة التي ابداها قادة الحزب وسياسيو جنوب افريقيا. لقد قادوا سفينة البلاد في ظروف بالغة التعقيد إلى بر الامان وشاطئ التنمية . أظهر قادة المؤتمر الوطني الأقريقي(الأيه ان سي) مرونة شديدة وقام بتعديل برنامج الحزب من ثوري إشتراكي حالم إلي برنامج واقعي واسع يستوعب كل المتغيرات الدولية .يتلاءم مع الظروف الجديدة . فرضت ذلك ظروف تحول الحزب من حركة نضال مسلح إلى حزب سياسي يعتمد عليه ثلثي الشعب في إدارة البلاد ( هذه نسبة التصويت التي فاز بها في اول وثاني إنتخابات ديمقراطية في البلاد(1994و 1998).حقن ذلك الدماء وحقق الإستقرار وأعطى الأمان للشركات فدارت عجلة التنمية وتعافى الإقتصاد.وما تدفعه الشركات الضخمة تبني به جنوب أفريقيا مساكن لمحدودي الدخل. وبالطبع لجنوب افريقيا مشكلاتها لكن النزاع حول السلطة تحسمه صناديق الإنتخابات.
لكن دول أخرى وقعت في تجارب فاشلة إنجرفت وراء والتعصب العرقي والحميات القبلية. النتيجة نزاعات وقتل ودمار وأضرار لا حصر لها . هذا بالإضافة إلي إهدار الوقت والموارد في تسبيب الإضرار البالغة بهذه البلاد.هذه التجارب الفاشلة في إدارة التنوع وقبول الآخر والتوافق على حدود أدنى تبدأ من السودان الكبير وتمر بليبيا واليمن وسوريا والعراق وأفغانستان والصومال ورواندا وعدد من دول غرب أفريقيا.
جنوب السودان إنفصل في 2011 م بعد نضالات طويلة تقودها حركة ثورية. فما الذي يمنع قيام دولة مستقرة وحديثة ؟
إذن حتى يخرج أهلنا في جنوب السودان من هذا الفخ القاتل. لابد من تناسي الخلافات التي تؤججها الخلفيات القبلية والمحلية.الجلوس ودعم من يرغب في الخير للجنوب.مساندته معنويا وفكريا وإداريا بلا حدود.جمع السلاح من أيدي المواطنين. شرح مخاطر التمترس الحاد بالقبيلة. تقليص حدودها وحصرها في الجانب الطقوسي .
تكوين وجدان قومي يجمع كل الناس على قيم السلام والأستقرار والتنمية. يجب ان تكون الحركة الشعبيية لتحرير السودان بوتقة ينصهر فيها القبلي لينتج القومي .لابد من تأهيل قيادات قومية التوجه تسمو فوق إنتماءتها القبيلة . إن ما تحققه الأفكار أكبر وأرسخ مما تحققه البندقية
الذي يجب أن يشغل إذهان الجنوبيون ليس هو من يحكم وليس كيفية توزيع المناصب على القبائل . الذي يجب أن يشغل الجنوبيون هو من يقود الدولة بفعالية ليحقق السلام والتنمية . ما مقدارالتقدم الذي يمكن أن يحققه الحاكم في رفع الوعي بضرورة تأسيس دولة مستقرة و حديثة . جمع الشعب وتوحيده على مبادئ عملية والسير بالدولة نحو أهداف محددة.. معرفة المخاطر التي تحيط بدولتهم الجديدة.وضع الأساس الصحيح لدولة المستقبل التى سيتسلمها منهم أبناءهم وبناتهم.
هنالك الكثير من الإخوة الجنوبيون في الخارج . يقيمون لسنوات طويلة في مختلف دول العالم. يمكن الإفادة من خبراتهم وجهودهم.يمكنهم المساهمة بنقل تجارب هذه الدولة والمشاركة في حلحلة الإشكالات و دفع مسيرة التنمية..كما أن هنالك أصدقاء الجنوب وهنالك محبي أفريقيا.وهنالك أصحاب المبادئ النيرة .كل هؤلاء يمكن أن يقدموا خبراتهم وأراءهم لفائدة الدولة الجديدة. لكن الأهم هو تكوين وجدان قومي متوازن. تشكيل عقل جمعى واعي ومدرك لقضاياه الحقيقية.يعمل بإخلاص لوحدة الدولة وأمنها وتحقيق السلام والتنمية.
الجنوبيون يعرفون إن الكينيون بحسب قبائلهم يتحدثون الكيكوي والموكابا واللوا والكلنجين لكن كل كينيا – وجيرانها أيضا – يتفاهمون باللغة السواحيلية في حياتهم اليومية.بينما الإنحليزية هى الثانية في التعامل والأولى في المعاملات الرسمية.
وفي جنوب أفريقيا تكاد الزولو أن تكون لغة السود كلهم رغم لغاتهم الخاصة. لكن الإنجليزية هي لغة التخاطب للجميع وتستأثر بأغلب التعاملات الرسمية. إذن العربية يمكنها أن توحد الجنوبيون داخليا وتسهّل تعاملاتهم خارجيا خاصة مع إخوتهم في الشمال وجيرانهم العرب. بل أن عدد مقدر من سكان أفريقيا يتحدثون العربية الآن.
تحتاج الدولة الجديدة إلى خطاب قومي. الصفحات الأولى تحتوى على علم الدولة وعملتها ونشيدها الوطني. ثم تتواصل صفحاته.تحمل في طياتها التاريخ الذكريات .الأحلام والأحزان. الرموز القومية واللغات. الأهازيج والأمنيات. إلخ.
العالم يتوقع من الدولة الجديدة أن تقدم نفسها.ليتمكن من وضع تعريف محدد لها. يتطلب ذلك تعريف نفسها وتقديم ذاتها للمجتمع الدولي بصورة توضح هويتها. لترك إنطباع أولي جيد.يدوم طويلا . كل الأنظار موجهة للقادم الجديد ومعرفة افكاره وتوجهاته وثقافته ومميزاته وما يريد الناس أن يعرفوه به. وآخر ما تريد دولة ما هو أن تعرف بأنها دولة فاشلة فيها إقتتال ونزاعات قبلية .
يجب على القادة والنخب في الجنوب تقديم دولتهم بالصورة التي يريدونها أن ترسخ في عقول صانعي القرارت في الدول الأخرى وفي وجدان شعوبهم. وتقدم نفسها بصورة توضح إحترامها للقوانين والإتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية ووقوفها مع من يحملون هموم الكوكب من مشاكل البيئة والإحتباس الحراري والتخلص من الأسلحة المدمرة وقبول الآخر والحوار بين الحضارات .
الأهم هو العمل بكل قوة للإبتعاد عن النموذج الأفريقي الفاشل الذي يقبع في أذهان الكثيرين.نموذج النزعات المسلحة والإقصاءات بالقوة والإقتتال على كراسي الحكم بإسم الثورية والنضال. الخطاب الأفريقي يضج بالكثير من الوعود و حصيلته غالبا ما تكون الكثير من الضحايا و الدمار.بينما يقف بهدوء السؤال البديهي:
لماذا لا يصبر هؤلاء الثوار سنة أوإثنين أو حتى اربعة على الديقراطية لتحملهم صناديق الإنتخابات للسلطة بدلا من أن يحملوا هم صناديق الزخيرة ويقتلوا أهلهم ؟
يحتاج الجنوب للكثير من المدارس والعديد من معاهد التدريب المهني .تشجيع وتطوير الزراعة والصيد والصناعات الصغيرة.قيام المهرجانات المحفزة ومسابقات أفضل إنتاج وأجمل زي أو رقصة جماعية وأكثر مكان سياحي جاذب وتأسيس أسواق دائمة للمشغولات اليدوية مثل سوق كرياكو في نيروبي.
السياحة مورد حيوي يدعم الدول بالعملات مباشرة .يساعد في تسويق الدولة ويربطها بأبنائها وبناتها في الخارج. وهولاء يمكن أن يساهموا ماديا وفكريا في بناء الدولة وتطورها .كما أن السياحة تساعد في كسب الأصدقاء والمهتمين من العالم الخارجي.
مصر وكينيا وجنوب أفريقيا هي أكثر ثلاث بلاد في أفريقيا يسافر إليها السياح من مختلف بقاع العالم.يمكن بالتنسيق مع الكينيين العمل على تمديد رحلات السياح إلى جنوب السودان. الأجواء الدافئة والطبيعة البكر وطيبة السكان عوامل جذب سياحي لكن فلاشات السياح لا تومض مع طلقات الرصاص في مكان واحد.
أصدق الأمنيات لأهلنا في الجنوب بكل الخير.
[email][email protected][/email]
هههههههههههها
شوفو المفكر العظيم ده
هى مندكورو بدخلك فى شكلة بتاعتنا شنو
امشى حلوا مشاكل بتاعتكم بعدين تعال اتفاصح
عاش ريك مشار حاكم الشرعى للدولة ويسقط المجرم ميارديت
الموت لعصابات واراب