غير مصنفمقالات، وأعمدة، وآراء

واحد من ناس المؤتمر الوطني

استضافت (التيار) يوم الثلاثاء الماضي الأستاذ محمد الحسن الأمين في برنامجها الأسبوعي المائدة المستديرة، ولمن لا يعرفه هو عضو المؤتمر الوطني والبرلمان وابن الحركة الإسلامية وتلميذ شيخ الترابي الذي ذهب معه بعد المفاصلة، وظل عضواً بالشعبي ثم تركه وعاد إلى المؤتمر الوطني، لا أدري ما هو السبب ولكن قطعاً ليس من أجل عيون الشعب السوداني. الآن هو واحد من أهم القانونيين الذين يدافعون عن المؤتمر الوطني ويبررون لأخطائه، ويشرعنون وجوده ويجتهدون لتخليده في الحكم بالقانون، وبعد كل هذا يرى نفسه أنه لم يشارك في أية عملية فساد.
طرحنا على الأستاذ محمد الحسن الكثير من الأسئلة التي تتعلق بحال البلد و(عمايل) المؤتمر الوطني. الرجل مصر أنَّ  حزبه هو  الأفضل للسودان ويجب أن يظل باقياً في السلطة حفاظاً على استقراره، حتى لا يصبح مثل سوريا وليبيا وحتى لا يكون مصير الشعب السوداني  مثل  شعوب تلك الدول التي حاولت اقتلاع حكوماتها فهدت المعبد على الجميع. وحديث السيد محمد الحسن يجعلك تشعر أنَّ المؤتمر الوطني سيتصرف بنفس الطريقة إن حاول الشعب التحرك، فهو كأنه يقول لا بد للشعب أن يخاف ويقبل  بالمؤتمر الوطني بكل سيئاته.

تألمت جداً  لرد  الأستاذ  محمد الحسن  على  سؤال وجهناه له عن لماذا يركز المؤتمر الوطني على العمل السياسي، وليس على الخدمات والتنمية الاجتماعية والتغيير (ليبقى في السلطة بإنجازاته). تخيلوا ماذا كان رده، أنكر الأمر  وقال إنهم حققوا تغييراً في المجتمع  وضرب مثلاً  أنهم استطاعوا التأثير على النساء، وبدلاً ما كنا يلبسن الطرحة عادي أصبحن يقمن بلفها حول الرأس، وقلت له إننا نعني التغيير الحقيقي والتعليم والصحة وغيرها، قال سلوا ناس أبو كشوة ويقصد وزراء الوزارات الخدمية، هكذا دائماً يؤكدون عداءهم للشعب دون أن يشعروا.
المصيبة الأكبر من كل هذا أن السيد محمد الحسن كلما ألقينا عليه سؤالاً باسم الشعب يعترض ويقول (ما تقولوا لي الشعب). وحين كثرت الأسئلة باسم الشعب كرر اعتراضه وقال بالحرف (الشعب دا حقي أنا)، ولا أدري ماذا يقصد (بحقي)، فالشعب لم يختار حزبه ليحكمه ولا حتى البرلمان الذي جاء نصف أعضائه  بانتخابات غير نزيهة،  والنصف الآخر عين نتيجة تسويات وترضيات.
عموماً كل ما قاله الأستاذ محمد الحسن الأمين سينشر في أعداد الصحيفة على التوالي، ولكن خلاصة ما خرجت به أنا شخصياً من حديثه، تأكد لي  أن السلطة لن تخرج من يد المؤتمر الوطني بسلاسة، وسيبذل أعضاؤه  كل الجهود التي تجعل القانون والدستور يخدمهم، وسيستغلون كل الفرص الشرعية وغير الشرعية ليظل المؤتمر الوطني هو أقوى حزب  بين أحزاب تفننوا في إضعافها، وسينكرون حقيقة ما يعانيه الشعب ولن يسمحوا بأحزاب قوية قادرة على منافسته.

التيار

تعليق واحد

  1. محمد الحسن الامين ترك الشعبى و اتى الى الوطنى نتيجة لاستغلال المؤتمر الوطنى لحالته البائسة و قد دبروا له جريمة بوكس الاسلحة المعروفة حيث بدأت المساومة أما الانتماء الى الوطنى و إما الرمى فى الزنزانة و قد اختار ايسر الامرين بالنسبة له و هو الانتماء للوطنى و لا يدرى ان اختياره كان اصعب و اسوأ الامرين لانه فى مثل هذه الحالة قد يخسر الدنيا و الآخرة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..