أخبار السودان

لِمَ لا يَفيدُ:«العلماءُ والمفكرون» من الإسلاميين مِن تجربةِ الترابي الذي خسرناهُ مفكراً ولم نكسبهُ:«سياسياً»؟!

خالد السيف

ظلَّ :«الترابيُّ» ريحَ صَرصَرٍعاتيةٍ سَخّرهَا على قومِه سِياسياً ثمانيةَ عقودٍ حُسوما!، إذ جعلَ من:«أقرانِه» صَرعَى كأعجازِ نخلٍ خَاويةٍ لا ترى لهم مِن بَاقيةٍ..، بينما أقحمَ :«تلامذتَهُ»بـ:«نارهِ الحاميةِ»، وثمّة فوجٌ لا مرحَباً بهم ..فلا تراهم من بعدِ اصطلائهم بـ «أّمّهم الهاويةِ» إلا كأعجازِ نخلٍ مُنقعِر!.. . وجاءَ :«البشيرُ» ومَن قبلَهُ( والمؤتفكاتُ بالخاطئةِ) بما قَلّبوه لنا ولكم
من الأمورِ فأبى:«غازي صلاح الدين» إلاّ التذكرةَ ، ولكنْ ما ثَمَّ أذنٌ واعية. وحسن عبد الله الترابي (زاتُهُ) وبـ (زاتِهِ) كانَ صَيحةً أحالَ خُصومَه الألِداءَ-من مثل الصادقِ المهدي ..وعبدِالماجد وحتى الميرغني- إلى التقاعدِ باكراً فَغدوا في ديارِهم جاثمين. (كأن لم يَغنوا فيها)
وكانوا قبلاً يصيحون فيه:«يا ترابي.. أفلسَفَتُكَ تأمرُكَ بهذا)؟! وما فَتئ الترابيُّ يُرددُ منتشياً:«الذين خالفوني كانوا هم الخاسرين»!.
وإذ كنتَ ممِن عُنوا بقراءةِ خارطةِ :«طريقِ الترابيِّ» فيسعُك أن تقولَ مطمئنَاً:
لا ريبَ بأنّهُ بسببٍ من :«السياسيّ« المتَضخّم بدواخلِ :«الترابي» براجماتيّاً ..،و الثّاوي بتلافيف أنسجَتِهِ احترافيّاً حيث ُ قراره المكين ..،وعلى كلٍّ فإنّهُ بسببٍ من هذا :«السياسي المتضخم« يُمكِنكَ ? دونَ أنْ تأبه لبشاعةِ التناقضِ ? أنْ تُبصِرَ:«الترابيّ حسن» مقبلاً برداءِ:«الرحمةِ» ملائكيّ السحنةِ..، إذ تتفتّق سُمرتُه عن ابتسامتِه الآسرةِ وبخاصةٍ حينما تكشِفُ عن بياضِ أسنانِه الناصعةِ ، في الأثناءِ التي لا يجدُ معها أدنَى غضاضةٍ حالما تُبصرَهُ ثانِيةً ?هو زاته ? وقد صارَ خَلْقَاً آخر إذ يُدبِرُ بإزار:«العذابِ» المقيم. ولا تَسأل حِينذاكَ عن مرضِ:«السودان» المُمِضِّ أَلَماً ؟!..ذلك أنّهُ قد استحالَ قاعاً صفصفاً.. وتمزّقت تالياً سَلّةُ غِذائهِ العربيّةِ بفعلِ سكاكِينِ «الأحزابِ»و حِرابِ عسكرتِها..، حيثً لم تَدّخرْ شيئاً مِن وِسعِهَا إلا واستثمرتهُ إتقاناً في استِبدَال البارود ب:«الصمغِ» و المدِّ :«المنفصلِ» بالمد المتّصل. وكانَت «الطائرةُ الإسرائيليّةُ» بأزيزها هي أولى بركاتِ تراتيلِ :«زبور» الانفصال.! وما ينبغي لنا في هذا السياقِ أنْ نُغفلَ استِصحابِ ذكرِ جماليات نظريّةِ :» التوحيد» التي طالما كانَ :«الترابيُّ» يُبشّرُ بها بوصفها المفتاح لكلّ مشغولاتهِ:«الفكريّةِ»..وبها يمكنُ لِـ:(الأمّةِ) استعادةِ دورَها الرِيادي!..
المؤسفُ حقّاً هو: أنّ الرسوبَ تم تسجيله بكفاءةٍ عاليةٍ غيرمسبوقةٍ لـ «التوحيدِ الترابيِّ» الذي حُلمَاً كانَ سينتظم: «إفريقيا» كلّها!، وذلك أنّ :«التوحيد» نفسهُ قد أظفرنا به:«الترابيُّ» شِركَاً( لا يُغفر) وهاهو كتابُ السودان الذي كان جزءاً واحداً عادَ جزأين لكلّ واحدٍ منهما توحيدُه الخاص.!
وبكلٍّ ..فلئن تغلّبَ المكرُ:«السياسيُّ» الجاثمُ بناصيةِ الترابيَّ -الخاطئةِ- على عقلِ :«المفكر» الذي لعله قد خُلِقَ ليكون كذلك حَنيفاً سويّاً إلا أنَّ «شيطنةَ» السياسةِ قد اجتالتْهُ ، فإنَّ:«الأصوليَّ» هو الآخرُ الذي كان يتلبسُ الترابيَّ قد ضَمُرإذ بلغ حَدّاً فقَدَ معه أهليّته في الترشحِ لأن يكون:«أبا المعالي» جوينيّاً آخرَ..، وعِوضاً عن أن يصنعَ لنا:«برهاناً» يُضاهي به صَنعةَ :«أبي المعالي» راحَ يشتغلُ فينا على:«مكيافليّةٍ» ذات دنسٍ سياسيٍّ كانَ من شأنها أنْ أسقطتْهُ و(أتباعه) في الفتنةِ ..!و ذلك أنهم قد أُركسوا في بحرِها الُلجّي حيثُ ظلماتها الثلاث!.
بقي ما لا يصح السكوتُ عنه :
لِمَ لا يَفيدُ:«العلماءُ والمفكرون» من الإسلاميين مِن تجربةِ الترابي الذي خسرناهُ مفكراً ولم نكسبهُ:«سياسياً»؟! ما أخشاهُ أنّه ما ثمّةَ من أحدٍ بمستطاعهِ أنْ يقاومَ إغراءَ المدّ السياسي-بكافةِ حظوظهِ..، وهاهو «الغنوشي» يَحكي صَولةَ « الترابي» فارقبوا نهايتَه وَفقَ الطريقة الترابيّة..، ما لم تتداركهُ رحمةُ مِن ربّهِ لتنتشلَهُ مِن ذات المصير.

الشرق

تعليق واحد

  1. أعتقد ان كاتب المقال أخطأ فى ادخال و استخدام الايات بهذه الطريقة و ايضا فى الجمل بدأ و كأنه يريد ان يقول أو بالاحرى يشبه الجمل بالايات و لا يجوز حسب علمى مثل هذا ، ايضا المقال لا يخدم اى شئ و لا يفهم ما المقصود به الا انه مقال و السلام بغير طعم او فائدة للقارئ و

  2. صدقني مشاكل السودان كلها بسبب الترابي … الترابي هو الذي أتى بهذه العصبة التي نهبت السودان باسم الدين ولا علاقة لهم بالدين … السودان كان اقتصاده ممتاز في زمن جعفر نميري وكان وقتها أكبر خليف لأمريكا في المنطقة الترابي خدع النميري وأتى به نائباً له على أن يساعد ابلرئيس في تطبيق شرع الله ولكن حصل العكس الترابي تلاعب وحرض الشارع ضد جعفر نميري وياريت النميري لوحضر وقتها من أمريكا وقطع لينا رأس الترابي ورأس كل زعماء الاحزاب الباقين لانه برضوا هم سبب تأخر نمو السودان ..وياريت هذا البشير بسترجل ويقوم بالواجل الان وينقذ السودان وينقذ الشعب لكن ما أظن لأنه فاقد الشي لا يعطيه

  3. الترابي ازيح بامر امركا ليبقي الارزقية والصهاينة في السلطة فنسبوا اليه كل ماهو مسئ مرتكزين علي قبائهم ومتعنصرين لبعضهم فابعدوا هذا الرجل القامة_ فالكلمة والاعلام يقتل دولة والطلقة تقتل شخص

  4. الترابي هو الشخص الذي ملأ افواه السودانيين بالتراب وباع ترابهم واترابهم بثمن بخس…يخسي عليك يا تروبه ليه تعمل فينا كده ……….

  5. عن اي ترابي تتحدث ياهذا
    عن صاحب مقولة اذهب للقصر رئيسا وانا الي السجن حبيسا
    علي من انقلب علي الديمقراطية واتي بشلة الرحامية الي سدة الحكم
    علي من كذب . ماذا تتوقع من كاذب ياهذا

  6. (مثل الصادقِ المهدي ..وعبدِالماجد وحتى الميرغني-)…من هو عبد الماجد…. يكون فضولي بتاع مجلد ماجد الزمان؟؟!!!!

  7. ارى أن استخدام آيات القرآن بهذه الطريقة فيه امتهان لآيات الكتاب الكريم…ألا ترون ذلك؟!

  8. هذا القزم منح حجم اكبر منه العشره سنوات الاولي تحكم علية فقط لو كانت به كل تلك الاوصاف لنافست بلدنا امريكا و كوريا واليابان والله مواطني الصومال وغزة افضل حال مننا بمليون سنة بلد وصل سعر الخراف مليون ونصف نافعة

    يا حليل الباع عنقريبوا وقام بليلو ******ارح ارح ارح

  9. الترابى (المفكر ) ركب البشير على ظهره مثل الحمار ووصل به الى القصر الرئاسى خالدا فيه ابدا .. ولما احتج الترابى زج به المشير فى سجن كوبر وهناك قام الفأر بعض الترابى فى رجله فى حادثة شهيره .. لا ادرى اين هذا ( الفكر ) ..

  10. كاتب المقاله بدوى السحنه بقطره وعقال وكتب مقالته فى صحيفه عربيه وبالتالى لامجال لاى أحد لكى ينبرى ليصنفه أنه طابور خامس او يصمه بالعماله!! والرجل من الكتاب القلائل الذين أحسوا بألام وأوجاع الشعب السودانى ورأى أن يعبر عنها بكل صدق وازعم بأنه نجح فى التعبير عن السودانيين فيما أخفق فيه الكثير من كتابنا وقصد دق ناقوس الخطر لاخرين يداهمهم خطر الاخوان عملا بمقولة (ما لايدرك جله لا يترك كله) وحاول لفت أنظار الشعوب الموعوده علهم يأخذون حذرهم وإلا فاليستعدوا لمواجهة ما يواجهه الشعب السودانى من ظلم وحيف وإستدل عليها بآيات الله المحكمه واوشك على أن يقول أن الاخوان عندما يصلوا الى السلطه لايطعمون الشعوب ولا يتركونهم كى يأكلوا من خشاش الارض وهذه المقاله مهداة للخال الرئاسى فنى التلفونات الذى عمل بالمثل الشائع (غيب ياقط العب يافار)ولا سيما وهو سائر فى طريق الشيخ السلف والفرق بينهما إنه مركب ماكينه تتناسب مع مؤهلاته الغايه فى التواضع ولا حول ولا قوة إلا بالله .

  11. الترابي رجل علامة يتحدث اربعة لغات بطلاقة
    الصادق رجل علامة يتحدث اربعة لغات بطلاقة
    البشير رجل حمامة يقتل الاف من ابناء شعبه بطلاقة
    الميرغني رجل مبروك يدعو الى العباد واتباعة بطلاقة
    نقد رجل اشتراكي يرحمه الله مات بطلاقة
    ابراس رجل يتحدث عن المؤامرات الامريكية بطلاقة
    جون قرنق يتحدث عن وحدة السودان ومات
    وانا المواطن السوداني جربت كل هذه العقاقير المخدرة ولم تزدني الاوبالا
    فاقرضوا الله فينا قرضا حسنا وانقرضوا
    كي نعيش بطلاقة

  12. ..

    بعض االعرب و المسلمون الذين لا يعرفون الكثير عن السودان و تاريخه ..يعتقدون ان الترابي هذا هو الوحيد الذي يحرص على قيام دولة اسلاميةعصرية في السودان..و انه هو امل السودان… و الحمد لله انه هناك من امثال هذا الكاتب الذي فهم ان الترابي كارثة و حلت على السودان..

    هذا الرجل دمر السودان بسبب طموحه الزايد عن اللزو م و غروره

    الترابي و اتباعه (الترابيون) مفتونون بان الرجل خارق في علمه و فهمه… و لذلك لم يستطيعوا ان يفهموا رسالة الانتخابات عام 86 عندما سقط الترابي في دائرته الانتخابية

    و لذلك قرروا ان هذا الشعب لا يفهم … و ان الترابي لازم يحكم بالقوة… علشان كده تآمروا على الديمقراطية

    و اليوم و هو في المعارضة… يطبل له الناس و ومعه قناة الجزيرة.. الترابي اعتقلوه و الترابي فكوه… و كأن هذه هي قضية السودان و مصيبته الكبرى .. و كانه هو المعارض الوحيد الذي يتم اعتقاله….
    حسبي الله و نعم الوكيل

  13. مقال قمة ابداع وتوصيف من متمكن لغة قرانية جميلة واسقاطات لواعي سياسي واظن انه تمكن من رصد تاريخي للترابي وللحركة ولوجع السوادني ورؤية مستقبلية للحركات الاسلامية في الحكم بعد الربيع العربي
    مذهل ومذهل
    لكن معقول بيكون هذا سعودي وتابعت مقالاته قبل شوي هو مش اخواني له نقد كبير للاخواني
    معقول طالب علم سلفي سعودي وبيكتب زي الكلام
    انا استغرب
    بخاف اصوله مش سعودية
    مين بيعرفه اكثر
    وشكرا لصحيفتنا عرفتنا باخوان لنا بيعيشوا مشاكلنا

  14. كاتب ممن يهتمون بالقشور مقال لاتستطيع ان تخرج منه بجديد تخرج كمادخلت يستحسن ان يكتفى بالعنوان
    يريد ان يعرفنا بمعرفته بالقرءان

  15. هذا الكاتب من الوضح أنه لايملك أدوات معرفة بالترابى وموضوعة إنشاء ليس إلا .. ولكن الشكر لصحيفة الشرق التى ولدت بأسنانها وأتعابعها يومياً فيها مادة تحريرية حلوة .ز فشكراً للقتئمين عليها ..

  16. و الله كلام فى محلو,خسرنا الترابي مفكرا و لم نكسبه سياسيا…اخطأ الترابي حين ظن ان محبة الناس له و جماهيريته كانت كونه سياسي..حب الناس للترابي كان لكونه مفكر ومجددا..كل من سافر خارج السودان فى الثمانينيات و اوائل التسعينيات من القرن الماضي يدهش لكثرة سؤال الناس فى الخليج و الدول العربيه و الاسيويه عن الترابي و اعجابهم به..لكن عندما اصابته لعنة السياسة اختفى هذا الاعجاب وانطفأ البريق..تخيلوا معي لو كان التربي لزم داره و انكب على كتاباته و اسهماته الفكريه بعد الخلاف الذي نشأ بينه و بين تلاميذه ماذا يكون شأنه الان؟؟من غير شك لاحتفظ الترابي بشعبيته فى العالم الاسلامي على الاقل,هذا اذا لم يكن الزعيم الروحي للعالم الاسلامي…قاتل الله حب السلطة و السياسة

  17. ولما لايكون الكاتب مشبع بحفظ وتلاوة القراًن فأثر ذلك علي اصداء عباراتة ولا مانع فانعكست كتابتة من ثقافته وهل هناك ابلغ واجل من كلمات القراُن الكريم وهو لوح محفوظ والله تعالي اعلم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..